وركضتُ بقلبٍ يَـتَـعـثـرْ
أفؤادي كنتُ أنـاولـهـا ؟!
أم كنتُ أسلمها الدفـتـرْ ؟!
أخذتهُ بـرِفْـقٍ وابتسـمتْ
في خـجـلٍ قـائـلـةً : تُـشْـكَـرْ .
ومَضَتْ والمـوجُ بعينيها
للأعمقِ يسـحـبُ . للأخـطـرْ
كانت بأنوثـةِ إمرأةٍ
لا أحـلىَ منها . ولا أنضـرْ
شـقـراءٌ . يـالي إِنْ وُصِـفَـتْ
لا فَـنٌّ يكـفي إذا صَـوَّرْ !!
كانت في أبـهىَ طلتها
بأنـاقـةِ فسـتانٍ أحـمـرْ !!
وقـوامٍ ريَّـانٍ حُـلـوٍ
يَـتَـثـنىَ في خَـطـوٍ أشـقـرْ
ولـهـا نـهدانِ وبينهما
نـهـرٌ بضـيـاءٍ لا يُقـهـرْ
وضـفـائـر شَـعـرٍ ذَهَـبـيٍّ
كمَـدَى مِن قمحٍ في بَـيْدرْ !!
وخـدود ناعِـمـة ، تبدو
كبياضِ النرجسِ إِذْ أزهـرْ
وعـيـون من بحـرٍ صـافٍ
كم فيها بشـوقٍ مَنْ أبحـرْ
وفَـم مِن شَـهْـدٍ . مِن كَـرَزٍ
والشـامةُ في طَـرَفٍ عـنـبـرْ
ووَميض الدرِّ وقد بَسَـمَـتْ
كبـروقٍ . كصباحٍ أنـوَرْ
وهـمـيس يتمـوسـقُ عـذبـاً
فأذوبُ بكلي في السـكر
ورذاذ من عِـطـرٍ عَـبِـقٍ
كـربـيـعٍ بسـحـابٍ أمـطـرْ
وشـباب يضـحـكُ منطـلـقـاً
بفـؤادٍ من وَهَـجٍ ، أخـضـرْ
آهٍ لـو كُـنـتُ بـرفـقـتِـهـا
في حـظٍّ مُـبـتـسِـمٍ أوفـرْ
إني لا أطـمـحُ في شـيءٍ
إلا لـقـياهـا ، لا أكـثـرْ .
وحـديثٌ حـلـوٌ يجـمـعـنـا
لطـلـوعِ الفـجـرِ مَعـاً نـسـهـرْ
ذابـتْ في الزحـمةِ . لـم أَرَهـا
ورجـعـتُ فـؤاداً يتحـسـرْ
لا يمـلـكُ إلا دهْـشـتُـه
وحـروف تـرسـمُ ما أبصـرْ
يا أجـمـلَ صُـبـحٍ في نـظـري
مثلي إِنْ داخَ بـهـا يُـعـذرْ
أنـا روحٌ إِنْ مَـرَّ جَـمـالٌ
مِن أبـسـطِ شـيءٍ تُـسـتـنفـرْ !!
كَـبَـروا مَنْ كانوا في عـمـري
وبـقـيتُ بقـلـبٍ لا يكـبَـرْ !!
شعر : سعيد مصبح الغافري
بحر الخبب