صباح الخير ...
عرض للطباعة
صباح الخير ...
البعض :
يتمنى الموت كي يتخلص
من همومه ...
وإذا :
ما اقترب منه نذيره ...
فرّ من أسبابه ...
وكأنما :
لم يتمنى حلوله قط !
تفسير ذلك :
هي تلكم الرغبة العارمة للتخلص
من ذلك الثقل الجاثم في صدر
المتمني لا أكثر .
ليتنا :
علمنا بأن عقارب الساعة
تمضي بنفس طبيعتها ...
وبأن :
المصائب ترحل مع ثوانيها
وما يصيبنا إلا من تلك الهدايا
التي يبعثها لنا القدر بعدما أفرغ
في اللوح المحفوظ ... فكان اصداره
ليكون الاختبار ومن بعدها الحساب
والجزاء.
لا غرابة :
حين نسمع ونرى ذاك الزحام
على مكاتب السفر لحجز تذاكر السفر
من أجل الترفيه عن النفس ...
وإنما الغريب :
أننا نُسافر ونحن غرباء
عن تلك النفس التي نُريد الترفيه
من أجلها !.
تمنيت :
السفر في داخلنا كي نتلمس ونعرف
تلك الحاجات التي تحتاجها في هذا
الوجود الذي أرهق كاهلها وأتعب
راحتها .
هناك :
من الأشخاص من تهز وجدانهم ...
ويهز كيانهم صنوف المحن ...
ومع هذا :
لا تجدهم إلا والابتسامة تعلو
مُحيّاهم ... وألسنتهم لا تلهج
بغير الايجابية ...
وكأنهم :
يستشرفون المستقبل بيقين الإيمان
بأن القادم أجمل ...
فعلى :
تلكم القلوب والنفوس من الله شآبيب الرحمة
... وغيوث المكرمات .
في :
لحظة حزن واضطراب ...
نخر مستسلمين لتلكم الابتلاءات ...
يعلو ألسنتنا الضجر والتأفف ...
من :
غير أن نتأمل فيما مضى من عمرنا وقد وقع بين
دفتيه العديد من الأحداث والمحن ...
فكم بكينا على اعتاب وقعها ... فزالت مع تقادم الأيام
لتكون ذكرى يمحو فصولها تعاقب الليل والنهار .
هكذا :
هي كل دورات حياتنا نمر على فصولها
ونحن نتقلب بتقلبات أحوالها ... فتارة تلفحنا
ريح الحزن ... وتارة اخرى تضمنا السعادة
بحضنها الحنون لتُنسينا ما مر علينا من مُر
الحال .
هناك :
من يُطفي نور العطاء ...
حين تتكالب عليه الحياة
بالمنغصات ...
فيلوذ:
حينها بالإنزواء ...
وذلك الانكفاء .
ولم يعلم :
بأنه كان سراجا منيرا
لمن أدمن حرفه ...
وجنى الفائدة من جميل
حكمته ونصحه .
هناك :
من يستميت ليبقى حاضرا
في قلب من أحب ...
ومع هذا :
يكون حاله حال الغرباء
في وطن غيره ... إذا
ما ناله ممن أحب جفاه .
هناك :
من يأفل نجم حضوره ...
فنتألم لبعدهم ...
وما :
يكون منا إلا تقليب صفحات
ماضيهم العطرة ... ليكون العزاء
بتلكم الذكرايات.
علينا :
وضع مسافة أمان في علاقتنا
مع باقي الأنام ...
كي :
لا نكتوي بنار البعد إذا ما
قرر أحدهم الرحيل ...
فبذلك :
نُجنّب أنفسنا صليل الآلام ...
وتوارد جحافل الأحزان .