نحن نحتاج إلى ضجيج الصمت!
إلى هدنة الشعور مع سكينة الروح!
إلى لحظة هدوء الوحدة!
إلى صمت الأنين حيث تشعر أرواحنا بأنفاس الحياة!
نحتاج للقلوب بحجم البحار، تسمعنا بقوة هيجان الصمت ولا تجادلنا
فنحن وإن كنا ضعفاء في الضجيج!
فنحن أقوياء في المشاعر، وحقاً نشعر بمن حولنا.
قلوبنا لا محل لها في مواقع المنافسة!
فأفضلها مشاعر دائماً ما تجدها في الطرقات الخالية!
تتسابق مع نفسها التي كانت عليها بالأمس
وفي نصب عينيها لا تلمح إلا المودة
لقناعتها أن كل ود يسعدها، وتلك حقيقة مؤكدة!
لكن قبل أن يسعدها:
سيأخذ معه طاقة منها، وبعضاً من تضحياتها.
نحن شركاء في السعادة!
مختلفون في تفاصيل الإحساس!
متفقون أن ألذ شعور، هو أن نصاحب من تتشابه معه مشاعرنا، أفكارنا، ويشاركنا الحديث
وأن تصاحب قلباً يعمل جاهداً للوصول إلى قلبك، قربك، ولا يستطيع فراقك
حقاً عليك أن ترحل حيث يرتاح قلبك!
حيث ترغب أنت! حيث تشعر بالأمان.
ولأنك تبتسم! قد لا تمتلك شيء ليحسدونك عليه
لكن يأتيك الحسد، فقط لأنك تتحمل أعباء الحياة!
وتبتسم
هكذا هي الحياة بمختلف تفاصيل البشر
تحمل في طياتها الكثير من الأصناف
ولكي تستمر الحياة بما يرضيك!
لا تتعلق بالحاسد منهم فيفنيك
ولكن تعلق بالأجمل فيهم فيبقيك.
لنكن مستعدين لإستقبال نفس السهم
السهم الذي أطلقناه يوماً إتجاه الأخرين!
فهناك بقايا لحظات قد يشملها النسيان
وبقايا أخرى تبقى تعيش فينا على الدوام
ثم أن الأمر الذي لن يستوعبه أحدنا أبداً!
هو تلك السرعة التي تمر فيها اللحظات
كنهراً جارفاً، حاملاً معه تيار الإنتقام.
من منا لم يتغير!
ومن منا لم يتصادم مع قساوة الظروف وتغيراتها
تبدل الأصدقاء وطبائعهم، مفاجأت الأيام وروتينها
ومواقف الحياة وتحدياتها التي لازالت تلازمنا
ثم رغم سعينا لتحمل المسؤولية، وترتيب أولوياتنا
وفهم الحياة، نظل أسرى لكل تغيير يصادفنا
التغيير لا مفر منه.
هناك أشياء ليست للتجارب :
كبرياء الإنسان، كرامته، عزة نفسه، مشاعره
كل من يحاول العبث بها سيأتيه رد لا يتمناه
احفظوا للناس كبرياء نفوسهم، ولاتتلاعبوا بمشاعرهم
فلكل إنسان قيمة في هذه الحياة، لا يريد لأي أحد أن ينتقص منها.
هكذا هي الحياة تحمل في طياتها الكثير من الأقدار
حلم يتحقق، وحلم يتعثر، لقاء بلا موعد، وفراق بلا سبب!
لا البدايات التي تتوقعها، ولا النهايات التي نريدها، وتستمر الحياة.
الهدوء مطلب إنساني
وكل ما يحدث حولك من ضجيج
هو بالأحرى محاولة لإضاعة وقتك وشد انتباهك
اهتم بنفسك، بمسارك، بطموحك، بشغفك
هذا طريقك، هذه رؤيتك، وهذه مسؤوليتك.
نحن نتقن تفاصيل الكبرياء!
فلا نمضي في الحياة دون الوقوع في الخطأ، لكن نكابر!
لا نعيش أعمارنا دون أن نمر بمحطات الفشل، لكن نكابر!
ننتظر لحظات السعادة ولا تنتهي مشاكلنا، لكن نكابر!
نعم نكابر
ولانعترف بالضعف وخيبات الأمل!
نكابر لنرسم لأنفسنا لوحة حياتية زاهية الألوان.