صديقي الكاتب والشاعر سعيد .. معوقات وعراقيل تعترض الواحد منا في مشواره وليس كلنا لديه البارض ليتحدى الواقع فهناك الدراسة والعمل والاسرة تشغل الانسان .. ولكن ان كان هناك ثمة بذرة واصابها بعض ماء فتنبت من جديد ..اقتباس:
أعتقد عن يقين أن أكثر القراء فرحا بهذه اليوميات الجميلة هو أنا .. أقولها بإحساس صادق ممزوج بالفرح الكبير والفخر .. فها هو أخي وصديقي الغالي الكاتب المبدع / صــدى صــوت يعود إلى قلمه مجددا بعد قطيعة دامت سنينا وحتمتها ظروف قاهرة أعرفها وعشتها معه .. يعود صديقي الجميل بكل وهجه وألقه مالئا حوض نهر عطائه القلمي بعد انقطاع عنه .. والغريبة أن تتلاقى أقدارنا في هذا التشابه الغريب العجيب ؛ فأنا أيضا قدر لي أن أغيب عن الساحة ست أو ثمان سنوات ، إنقطعت خلالها عن نشر أي شيء في الجرائد الورقية والمجلات التي كنت أواظب على مراسلتها بما تجود به القريحة من نصوص .. ست أو ثمان سنوات إختفيت وذبت في ظروف الحياة ومتاعبها لدرجة كدت أنسى أجمل جسر يربطني بهذا العالم ألا وهو الكتابة ، وظلت الأدراج المليئة بالمسودات مغلقة تنتظر الإفراج .. ومع ذلك ظل شيئا واحدا ولله الحمد لم أنقطع عنه أبدا ألا وهو القراءة ؛ فواصلتها مستغلا كتب مكتبتي الخاصة ..
وقتها أيضا كان صدى صوت ينشر في الصحف والمجلات مقالاته القوية والجريئة جدا وخصوصا في جريدة الوطن العمانية التي كانت حينها حتى عصر النت في أوج قوتها وانتشارها وشهرتها وربما كانت أيامها هي الجريدة الوحيدة التي يتهافت عليها الناس (( عملت فيها محررا صحفيا لبعض الوقت ثم تركتها من أجل مواصلة تعليمي الجامعي )) .. كنا أنا وصديقي ننشر باستمرار في هذه الجريدة قبل اكتساح عصر النت بمواقعه الالكترونية وجسور التواصل الاجتماعي المتنوعة فيه والتي بها اختفى أو كاد يختفي عصر الجريدة الورقية بكل ريحته وخشخشة أوراقه ولهفة إنتظار عدده الجديد ..
توقف صدى عن الكتابة دون أن ينقطع عن مرافقة خير جليس في الزمان .. ثم عاد إلى الحبر والورق .. يكتب ومضة سريعة لفكرة ما ، لكن سرعان ما تسحبه ظروف الحياة ومشاغلها .. كانت هذه الزخات الهاطلة على أوراقه تأتي عابرة وتروح وكنت ألاحظ هذا الشيء .. كان الوضع يضايقني بشدة ويحزنني في آن .. خفت على صديقي أن تنطفىء لديه تلك الموهبة الجميلة التي حباه الله بها .. خفت على قلمه .. تماما كما هو خاف على قلمي من التلاشي والانطفاء بسبب طول المدة التي انقطعتها عن عالم الكتابة سيما وأن الدنيا تغيرت وعالم الكتابة لم يعد ذلك الفضاء الضيق جدا والمحكوم بجريدة أو جريدتين وإنما فضاء حر مفتوح وواسع لحرية التعبير والتنفس بالكتابة ..
هنيئا لي بعودة قلمك صديقي بعد إنقطاع .. عدت صديقي بنفس وهجك ونفس لغتك الأدبية الجميلة ونفس روعة أسلوبك الأدبي المميز الذي تتميز به .. وهاهو نهر عطائك يجري قويا وصاخبا بنفس دفق شبابه وحرارته وروعة انسيابه .. وهاهو المدى الذي كان حتى الأمس مقفرا ومجدبا صار اليوم بيادرا ومروجا خضراء والسماء لا ينقطع هطول كلماتها بين حين وآخر خالقة في نفوسنا ظمأ الشوق المنتظر لجديد ما ستجود به علينا من زخات .. أديبا عرفتك جميل الروح والفكر والقلم وستظل كذلك صديقي .. فواصل .. واصل سكب مداد الروح وأنا قربك وقرب أبجدية قلبك .
محبتي وإجلالي لك
ســعيد
شكرا لك سيدي وشكرا لكل من شجعني ودفعني للكتابة
فرحت بتواجدك واتمنى تواجدك