ي بلدة ستال إحدى قرى وادي بني خروص بولاية العوابي ونسب إليها.وقيل نسبة إلى ستال قرية بالجبل الأخضر وأن نسبه غير خروصي.
تلقى شاعرنا مبادئ القراءة والكتابة وعلوم الدين واللغة على يد علماء بلده الذين اشتهروا بالعلم آنذاك ،فلما برع في الشعر وأخذ الحديث عن شعره يطرق مسامع السلاطين والأمراء ،تشوقوا إلى شعره فطلبوه فانتقل إلى سمد نزوى عاصمة الدولة النبهانية آنذاك ،حيث محط رجال العلم والأدب ،في عهد السلطان ذهل بن عمر بن نبهان .
وتشير أغلب المصادر التي كتبت عنه أن تاريخ ولادته كان عام (584)هـ ووفاته عام(676)هـ ،ويكتنف تاريخي الميلاد والوفاة هذين الكثير من التناقض والغموض ،فالديوان المخطوط بوزارة التراث والثقافة يحوي بعض القصائد التي كتبت قبل التاريخ المحدد لولادته بأعوام كثيرة ،على سبيل المثال توجد له قصيدة في رثاء السلطان أبي محمد نبهان بن عمر بن محمد بن عمر بن نبهان عام(496)هـ وقصيدة أخرى يمدح فيها السلطان ذهل بن عمر بن نبهان ويهنئه بقدومه من الحج عام(499)هـ ،وقصيدة ثالثة في رثاء والدة السلطان أبي عبدالله محمد بن عمر بن نبهان عام(501)هـ.
سبب هذا الغموض هو قلة المصادر و شح المعلومات المتوافرة بسبب الإهمال والتهميش من قبل المؤرخين الذين دونوا عن تلك الفترة ،وذلك لاعتبارات عديدة منها أن النباهنة كانوا-على حسب رأيهم- حكاما ظلمة وجائرين ومستبدين وأنهم لا يطبقون الأمور الدينية على أكمل وجه وأنهم حاربوا الأئمة المنصوبين في تلك الفترة وغيرها من الأسباب غير المبررة.
واذا سلمنا أنهم كانوا على حسب ما أشيع عنهم من أفعال وصفات ،فهذا عذر غير كافٍ لعدم التدوين عنهم، فالله تعالى قص علينا أخبار من هو شر منهم للعظة والاعتبار ، وأشارت الأحاديث النبوية إلى شيء من أخبار الأمم السابقة سواء كانت صالحة أو طالحة.
أضف إلى ذلك أن المتتبع لما بقي من تأريخ النباهنة ومن القصائد التي قيلت في مدحهم ،يستنتج أنه كان فيهم ملوك عظام وحكام كرام منهم السلطان أبو العرب يعرب بن عمر وفلاح بن محسن وعرار بن فلاح وأبو المنصور المظفر بن سليمان وغيرهم ، وقد حكموا عمان أكثر من خمسة قرون ابتداء من النصف الثاني من القرن الخامس الهجري إلى بدايات القرن الحادي عشر الهجري أي قبيل حكم اليعاربة،صحيح أن فترات حكمهم كانت متقطعة في بعض الأحيان،إلا أنها في فترات أخرى كانت قوية ،وامتدت إلى سواحل افريقيا الشرقية كما نلحظ من بعض القصائد التي قالها الشاعرالستالي في مدح أشخاص بافريقيا وعلى الغالب كانوا ولاة للنباهنة في تلك الأصقاع مثل بختان وسبخت واسحاق بن محمد .
ولا ننسى أن الغزو البرتغالي لعمان كان في عهدهم،وقد حدثت معارك ضارية ووقائع مريرة في المدن التي غزاها البرتغاليون مثل صور وقلهات ومسقط وصحار،لكن الغزاة تفوقوا بقوة السلاح والعدد، ولا شك أن النباهنة هم الذين كانوا يقودون المقاومة ضد المحتل على اعتبار أنهم كانوا الحكام في ذلك الزمان ،وقد أشار بعض المؤرخين الأوروبيين إلى هذه المقاومة الباسلة،والغريب أن المصادر المحلية لم تتطرق إليها!.
وقد ظهر في أكثر من فترة من حكمهم علماء أجلاء وشعراء كبار أمثال الستالي والملك سليمان النبهاني والكيذاوي وغيرهم وازدهرت صناعة الشعر والأدب.
والذي نستنتجه من خلال الديوان أن الستالي ولد في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري على وجه التقريب،وعمر طويلا إلى ما بعد منتصف القرن السادس،ويتضح ذلك من خلال العدد الكبير من السلاطين والأمراء الذين مدحهم وعاصرهم