تراه متخوفين الإيرانيين من الذي سار لهم العام الماضي في الحج ووفاة إعداد كبير من حجاجهم
تراه متخوفين الإيرانيين من الذي سار لهم العام الماضي في الحج ووفاة إعداد كبير من حجاجهم
من الذي تراجع في ازمة الحجاج.. ايران ام السعودية؟ وهل دعوة الوفد الايراني مجددا الى جدة مؤشرا على التوصل الى حل؟ ومن قام بالوساطة؟ وهل الشروط السعودية “تعجيزية” فعلا؟ والايرانية “استفزازية”؟
وصل الى مدينة جدة عصر اليوم (الثلاثاء) وفد ايراني من ستة اشخاص برئاسة السيد سعيد اوحدي رئيس منظمة الحج لاجراء مباحثات مع المسؤولين السعوديين للتوصل الى اتفاق حول مشاركة الحجاج الايرانيين في موسم الحج القادم، وهو تطور مفاجيء ياتي بعد اعلان ايراني رسمي بمقاطعة الحج بسبب تعقيدات سعودية.
لا نعرف طبيعة الاتصالات التي جرت خلف الكواليس من اجل حل الازمة المتفاقمة بين البلدين حول هذه المسألة، فالسعوديون اتهموا الايرانيين بالعمل على تسييس موسم الحج، والايرانيون اتهموا السعوديين في المقابل بأنهم غير مؤهلين لادارة موسم الحج بالنظر الى الحوادث المتكررة التي تهدد سلامة الحجاج وامنهم، وآخرها مقتل 2300 حاج (هناك من يقدر العدد بحوالي 4600 حاج) في الموسم الماضي، بينهم 450 حاجا ايرانيا، بسبب التدافع في مشعر منى.
وسائل اعلام سعودية قالت ان ايران تراجعت عن موقفها، وقررت توقيع الاتفاق الذي عرضته عليها السعودية، وطلبت من السعودية (اي ايران) السماح لرئيس وفد منظمة حجها زيارة المملكة للقيام بهذه المهمة، بينما تقول ايران ان زيارة وفدها جاء بدعوة من وزير الحج السعودي الجديد، الذي ابدى مرونة في هذا الصدد.
معرفتنا بطريقة حل الازمات في العالمين العربي والاسلامي، تجعلنا نعتقد ان وسيطا ثالثا تدخل لاصلاح ذات البين، وقدم بعض الحلول الوسطية لانهاء هذه الازمة التي يمكن ان تتطور وتنعكس سلبا على البلدين، وموسم الحج المقبل على وجه الخصوص، لان مقاطعة 75 الف حاج ايراني لفريضة سماوية، وتحميل مسؤوليتها للسعودية، وفي مثل هذا الوقت الذي تشهد فيه العلاقات توترا وحروبا بالنيابة في اليمن وسورية والعراق، ليس بالامر السهل، فالسعودية التي تواجه ضغوطا امريكية بسبب صدور قانون للكونغرس يتهمها بالوقوف خلف تفجيرات سبتمبر، بحاجة الى تقليص الاعداء، او تحييدهم، والحد من اخطارهم على الاقل، والحفاظ على سمعتها وصورتها في العالم الاسلامي.
لا توجد ازمة الا ولها حل، ولا نعتقد انه من الصعب التوصل الى حلول للخلافات السعودية الايرانية المتعلقة بترتيب موسم الحج، واذا نظرنا الى المطالب الايرانية نجدها محصورة في مطلب اساسي وهو ضمان سلامة الحجاج اولا، والسماح لهم بالقيام باحتجاجات البراءة من الكفار التي يصرون على القيام بها كل عام، اما الشروط السعودية فتنحصر في ضرورة ذهاب الحجاج الايرانيين الى دولة ثالثة للحصول على تأشيرات الحج، ومنع الطائرات الايرانية من نقل الحجاج.
لا نجادل في حق السعودية في تأمين موسم الحج وتجنب اي مشاكل او صدامات او تكرار لحوادث التدافع الكارثية، ولكن الاصرار على ذهاب 75 الف ايراني الى دولة ثالثة للحصول على تأشيرات للحج، الى جانب عدم اعطاء تصريح للطيران الوطني الايراني لنقلهم، يعكس شروطا تعجيزية تعسفية.
فالايرانيون ومنذ مئات السنين يؤدون فريضة الحج مثلهم مثل مليوني حاج، ويقومون بمظاهرات البراءة من الكفار في الاماكن المخصصة لهم، وبعلم السلطات السعودية، وموافقتها، وتنقلهم الى مطار جدة شركة طيرانهم الوطنية، فلماذا كل هذه الشروط التعجيزية في الوقت الراهن؟
معظم هؤلاء الحجاج من الفقراء الذين اقتصدوا من قوت اطفالهم واسرهم طوال حياتهم لتوفير المبالغ اللازمة لاداء هذه الفريضة الباهظة التكاليف بسبب الاجراءات السعودية، ومطالبتهم بالذهاب الى دولة ثالثة للحصول على التأشيرات امر مجحف، علاوة على كونه مكلف جدا، فمن اين لهؤلاء الاموال للسفر، والاقامة لايام او اسابيع، للحصول على هذه التأشيرة؟ ثم بعد ذلك الذهاب الى الحج؟
جرت العادة عندما تقطع الدول علاقاتها الدبلوماسية مع دول اخرى، ان يتم ايكال مهمة رعاية المصالح الى سفارة دولة اخرى، تتولى اصدار التأشيرات والمعاملات الاخرى، مثل تجديد جوازات السفر، والامور القنصلية والتجارية والمتبعة، فلماذا لا تفتح السعودية مكتب رعاية مصالح لها في الدولة التي اوكلت اليها مهمة تمثيلها في طهران، وبما يؤهل هذا المكتب اصدار هذه التأشيرات للحجاج؟
الاعلام السعودي يقول ليل نهار انالخلاف ليس مع الشعب الايراني، وانما مع حكومته، ولكن مطالبة الحجاج الايرانيين بالذهاب الى دولة ثالثة، والسفر على ظهر طيران غير شركة طيرانهم، لما في ذلك من متاعب وتعقيدات وتكاليف اضافية يقول بعكس ذلك تماما، ويؤكد ان العداء للحكومة والشعب معا.
في المقابل فان الحكومة الايرانية مطالبة بـ”المرونة” واظهار كل الحرص المطلوب على سلامة موسم الحج، بما في ذلك القبول بحلول وسط لسد الذرائع على السلطات السعودية على الاقل، وابرزها الالتزام بصيغة معقولة لمسألة احتجاجات البراءة من الكفار التي تعتبر من الطقوس الاساسية للجاج الايرانيين الشيعة.
السلطات السعودية ليست في موقف جيد للدفاع عن ادارتها لموسم الحج، فتاريخ هذه الادارة حافل بالبقع السوداء للأسف، وآخرها التدافع في الموسم الماضي ونتائجه الدموية، وليس هنا مكان سرد الحوادث الدموية الاخرى.
ممنوع على ايران اي تسييس لموسم الحج، ولكن ممنوع على السعودية ايضا استخدام وجود الاماكن المقدسة على اراضيها كورقة ضغط سياسية على هذه الدولة المسلمة او تلك، التي تختلف معها سياسيا، مع تقديرنا واحترامنا لكل ما تقدمه السلطات السعودية من جهود لخدمة الحجاج، وهذه الجهود مقدرة، ومعوضة ماليا على اي حال، وتوفر اموالا للخزينة السعودية التي تعاني هذه الايام من عجز كبير بسبب تراجع عوائد النفط، وربما يفيد التذكير بان “السياحة” الدينية تحتل مركزا بارزا في “رؤية السعودية 2030″ التي تركز على وقف الاعتماد على النفط كمصدر دخل.
نحن مع التوصل الى حل لهذه الازمة، ونؤمن في هذه الصحيفة “راي اليوم” ان هذا الحل يتطلب مرونة من الجانبين السعودي والايراني معا، لان “العناد” و”المكابرة”، وحرمان 75 الف حاج من اداء فرائضهم خطيئة يتحمل مسؤوليتها الطرفان، والطرف السعودي بقدر اكبر.
نأمل ان نقرأ خبرا اليوم او غدا يفيد بحل الازمة وتوقيع الاتفاق.
“راي اليوم”
السعودية تقوم بواجب الحجاج على اكمل وجه جزاهم الله خير
يرديون عمل مظاهرات في الحج
روحو تعبدوا افضل من عمل المشاكل
تصاعد الخلاف مع إخفاق إيران والسعودية في التوصل لاتفاق بشأن الحج
الرياض (رويترز) - ذكرت وسائل إعلام سعودية أن وفدا إيرانيا غادر السعودية دون التوصل لاتفاق بشأن أداء الإيرانيين لمناسك الحج هذا العام في ثاني محاولة فاشلة للتوصل لاتفاق بين القوتين المتنافستين في الشرق الأوسط.
وتدهورت العلاقات بين البلدين بعد وفاة مئات الإيرانيين في تدافع أثناء الحج العام الماضي وبعدما قطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية عقب اقتحام سفارتها بطهران في يناير كانون الثاني بسبب إعدام رجل دين شيعي سعودي.
وفتح الخلاف ساحة جديدة للشقاق بين المملكة السنية المحافظة والجمهورية الإسلامية الشيعية اللتين تدعمان أطرافا متناحرة في الصراع السوري وصراعات أخرى بالمنطقة.
وقالت وكالة الأنباء السعودية في وقت متأخر يوم الجمعة "وفي فجر يوم الجمعة أبدى الوفد الإيراني رغبته في المغادرة إلى بلادهم دون توقيع محضر ترتيبات شؤون حجاجهم."
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن رئيس هيئة الحج الإيرانية سعيد أوحدي قوله إنه لا تزال هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق حتى ليلة الأحد.
وألقت السعودية باللوم على إيران في الأزمة. وقال عبد المحسن إلياس وكيل وزارة الإعلام بالرياض لرويترز "شهدنا عدم جدية من قبل الجانب الإيراني في التعامل مع هذه القضية. إنها محاولة أخرى منهم لتسييس الحج."
وبعد إخفاق محاولة سابقة للاتفاق على بنود الحج هذا الشهر ألقت القيادة الإيرانية باللوم على السعودية في التأجيل وقالت إنها تشعر بقلق بالغ على سلامة الحجاج الإيرانيين بعد كارثة العام الماضي.
وبعد ثمانية أشهر من الحج الماضي لم تنشر السعودية إلى الآن تقريرا عن الكارثة بعد أن أعلنت أن أكثر من 700 حاج لاقوا حتفهم فيها وهو أعلى عدد قتلى في الحج منذ حادث تدافع في عام 1990.
لكن عدد قتلى الكارثة في الدول التي استقبلت جثث مواطنيها يظهر أن أكثر من ألفي شخص
وفي وقت لاحق نقلت وسائل الإعلام السعودية عن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إشادته بالسلطات السعودية في تنظيم حج ناجح مما زاد من غضب طهران.
وقالت وزارة الحج السعودية إنها لبت عددا من المخاوف الإيرانية من خلال تقديم تأشيرات إلكترونية من داخل إيران ومناصفة نقل الحجاج جوا بين السعودية وإيران والموافقة على طلب الوفد الإيراني السماح لهم بتمثيل دبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح الحجاج الإيرانيين