قصه جمييييله ننتظر التكمله نواره ❤
عرض للطباعة
قصه جمييييله ننتظر التكمله نواره ❤
ربما تكون بعض النظرات عادية بالنسبة للآخرين لكنها بالنسبة لي تحمل الكثير من المعاني وخصوصا اذا كانت من شخص أصبح يتسرب بين عروقي ويغذي مشاعري بشكل غير معقول, حتى الصدف الكثيرة التي تجمعنا تعني الكثير لي.
حدقت في الفتاة التي تنظر الينا من بعيد وهي تقف واضعة يديها في خصرها وتهز قدمها كأنها على موعد مع مصارع ما قادم بعد ثوان معدودة, مررت ناظري بينها وبين راشد الذي يقف وتبدو عليه الصدمة وقد عقد حاجبيه في محاولة للاستيضاح, تقدمت تلك الفتاة مني أكثر ولازالت تظهر عليها علامات العصبية وقفت أمامي بكل جمود وقالت: ممكن أعرف انتي شو واقفة تطالعين هناك؟
أجبت بدهشة: نعم!
قالت مرة أخرى: سؤالي كان واضح واذا تبين بوضح لج أكثر, ليش اطالعين راشد هالكثر؟
نظرت إليها بسخرية: انتي منو وشو تبين أساسا, وشو هالسؤال الغبي؟!
قالت محاولة إظهار بعض الثقة: أنا خطيبة راشد.
شعرت بصدمة بالغة جدا وبدأ جسدي يرتجف, ماذا حل بي؟! في تلك اللحظة بدأت أحاول تجميع أفكاري المشتته, ما أعرفه ومتأكدة منه أن راشد ليس مرتبط ولا خاطب حتى, لكن هل يعقل أن يكون قد خطب هذه الفتاة فعلا؟
تنفست بعمق حتى لا تشعر تلك الفتاة بأنني متضايقة أو متوترة وقلت لها: انتي شكلج وايد فاضية وانا مب متفيجة حق هالتفاهات.
تركتها دون أن أنتظر منها سماع كلمة واحدة ومشيت بسرعة عائدة لمكتبي, أثناء دخولي من الباب صدمت بكتف خالد دون تركيز, رفعت رأسي بعد ان انتبهت وقلت: آسفة.
قال خالد والابتسامة تعلو وجهه مع ملامح دهشة: لا ما عليه انا اللي ما كنت منتبه يالس اطالع تيلفوني.
قلت والدموع تجتمع في عيني: حصل خير.
قلت هذه الكلمات وهممت بالانصراف لكن اوقفني صوت خالد: شمة...
التفتت اليه وقلت: هلا.
اقترب مني وحدق بوجهي في صمت قلت له: بغيت شي أخوي خالد؟!
خالد: انتي فيج شي؟ تعبانة؟ احس ويهج باهت!
أجبت: لا بس مضايقة شوي وان شاء الله بتخف الضيقة عقب.
خالد: اذا تبين مساعدة مني أنا حاضر اعتبريني شرات أخوج.
قلت: مشكور وما تقصر يزاك الله خير, السموحة منك برد المكتب.
شعرت بأن خالد يريد أن يلحق بي لأنه مشى خلفي قليلا ثم توقف, أما فالخارج بعدما حدثتني تلك الفتاة وقفت وهي تبتسم بسخرية وتنظر إلى راشد لكنها ما لبثت ان أخفت ابتسامتها بعد أن تقدم منها راشد مسرعا وقد بدت عليه علامات الغضب وكأنه سمع تماما ما قالته لان المسافة لم تكن بذلك البعد وصوتها كان عاليا ومسموعا, قال بكل عصبية: انتي كيف تسمحين لنفسج تقولين انج خطيبتي أنا؟! كيف تتجرئين بكل بساطة تربطين نفسج فيني؟!
كانت الفتاة تقف بجمود أمامه ولم تنطق بأي كلمة وتابع يقول: سويتي العجايب عسب تلفتين انتباهي, حتى رقمي مال الدوام يبتيه وبكل وقاحة يالسة اطرشين مسجات تكتبين كلام تافه وانا سافهنج, حق شو كل هذا؟
قالت أخيرا: شو المشكلة اذا عبرت عن شعوي تجاهك؟ شو المشكلة اذا حبيتك يعني؟!
راشد: وهالكلام قلتيه حق كم واحد في الدوام؟!
أجابت بصدمة: شو؟!
راشد بكل ثقة: انتي تتحريني ما أعرف سوالفج وحركاتج, مسوية عمرج بريئة جدامي؟ كل علومج أعرفها وتوصلني بالحرف ولأني انسان محترم نفسي سكتت عنج, بس انتي الظاهر ما عندج حياء ولا كرامة.
بدأت الفتاة بالبكاء بصمت كل ما حدث كان بعيدا عن أي شخص الا عائشة التي سمعت كل شيء بوضوح حيث كانت تقف في الخارج وتتحدث بالهاتف.
قالت الفتاة: كل هالكلام التافه والسخيف بس عشان حضرة الجميلة اللي كانت واقفة, البريئة الشريفة!
راشد: احترمي نفسج وذلفي من جدامي والا قسم بالله أخليج تندمين ع جرأتج هاي.
لم تتمالك عائشة نفسها وأسرعت عائدة نحو المكتب حيث كنت أجلس بصمت والدموع تملأ عيني وأحاول بكل قوة السيطرة عليها, دخلت وهي تقول: شموه لحقي جفت شي غريب توني.
مسحت دموعي بيدي والتفتت اليها فقالت: شموه انتي تصيحين؟ شو فيج؟
لم أسيطر على دموعي والقيت رأسي على كتفها منخرطة في بكاء شديد وكنت أقول: ليش يسوي بي جذي ليييش؟! حق شو يلعب بمشاعري شو يبا فيني؟!
عائشة: شموه حبيبتي شو فيج استهدي بالله, انتي وين كنتي بالضبط؟!
رفعت رأسي أقول: ليش يوم هو خاطب يالس يمثل علي الحب وخلاني احبه؟
قالت عائشة وهي تبتسم: هييييه انتي كنتي برى صح؟ الحين فهمت.
استغربت من ابتسامتها وأنا حزينة, لم استوعب سبب سعادتها لكنني قلت: الحين انا اشكي لج همي وانتي تضحكين علي!
عائشة: لأني فهمت سبب صياحج, ولو كنتي تميتي برى شوي جان ما صحتي ابدا.
قلت: اتم عند منو؟ عند راشد اللي يتسلى فيني ولا خطيبته اللي يت تهزأني!
عائشة بضحكة قوية: ههههههههههههههه وانتي الحين صدقتي انه خاطبنها؟!
قلت: شو قصدج ما فهمت؟
عائشة: جوفي انا كنت ارمس فالتيلفون وظهرت برى عسب اسمع زين, ويوم ظهرت جفت راشد واقف ويا وحدة ويالس يتكلم بعصبية بس بصوت مب عالي وايد.
قلت: هيه ترى هي هاي خطيبته...
قاطعتني وقالت: سكتي خليني أكمل لا تتفلسفين, قربت منهم وسمعته يقول لها: انتي كيف تسمحين لنفسج تقولين انج خطيبتي, انتي سويتي العجايب عسب التفت لج واطرشين مسجات وانا سافهنج, وقال بمعنى انه ما تم حد فالدوام ما ربطت نفسها فيه وانه يعرف كل سوالفها...
نتابع:
بعد ما سمعت من عائشة كل كلامها شعرت وكأن دموعي تحولت لماء بارد أو قطع ثلج ثابته على وجنتي, لم أعرف ماذا أفعل قلت فقط: أبا أجوف راشد الحين.
عائشة: بتظهرين بهالشكل؟!
كانت عيناي حمراوين وأنفي كذلك, لكنني قلت لها سأغسل وجهي وأذهب ولا يهمني كيف أبدو المهم فقط أن أرى راشد وفعلت ذلك فعلا, توجهت حيث مكتبه وجدته يجلس بهدوء وقفت خلفه وكان محدقا في شاشة اللابتوب لكنه كان يبدو غارقا في أفكاره حيث أنني لم أره يكتب شيئا أو يفتح أي صفحة
شرد ذهني قليلا وقطع علي أفكاري صوت خالد الذي وقف أمامي وقال بصوت منخفض: ويهج أحمر وايد, انتي كنتي تصيحين صح؟
نظرت إليه بحيرة وقلت: هاه لا لا ما كنت اصيح.
لا أعرف كيف أصبح خالد يجدني في كل مكان ببساطة ويتحدث معي بسهولة مع انه لم يكن كذلك سابقا, في هذه الأثناء انتبهت بأن راشد سمع صوتنا حيث التفت ونظر محدقا بوجهي ويبدو أنه يتسائل عن ما يحدث وعن سبب احمرار وجهي
التفت اليه خالد وقال: راشد شحالك؟
أجاب راشد بصوت هادئ: انا بخير الحمد لله, انت شخبارك؟
خالد: ماشي الحال.
راشد: شمة شحالج؟
قلت وأنفاسي تصعد وتهبط: تمام الحمد لله.
اقترب خالد مني اكثر ووقف بجانبي حتى أنني دهشت من جرأته المفاجئة, تغيرت ملامح راشد لشيء من التوتر والعصبية لكنني كسرت كل هذا حين نظرت لخالد بدهشة و قلت: عن اذنكم عندي شغل.
نظر الي راشد وقد رسم ابتسامة صغيرة على وجهه, بينما انتقل التوتر لخالد الذي أراد اللحاق بي لكن راشد أوقفه وقال له: سمعت عن التغييرات اليديدة اللي بيسوونها في قسمنا؟
لم يجب خالد سريعا فقال راشد: خالد؟
خالد: هاه قلت شي؟
راشد: هيه سألتك سمعت بالتغييرات اليديدة اللي بيسوونها في قسمنا؟
خالد: هيه بس ما اعرف تفاصيل وايد عنها انت تعرف؟
أكملوا حديثهم وأنا عدت لأكمل عملي وكنت أشعر بسعادة لا توصف لأنه بمجرد أن ينتهي الألم والحزن الذي يسكنني تتسرب الي الراحة وتضمني السعادة, ولأن مجرد رؤية راشد ووجهه المبتسم تجعلني في قمة سعادتي.
عدت للمنزل بعد انتهاء عملي وفوجئت بوجود نعيمة ابنة عمتي تجلس مع أمي, سلمت عليهما وجلست بجانب أمي, قالت نعيمة: شخبار الشغل؟
قلت: تمام ماشي حاله.
نعيمة: شمة أنا عرفت اليوم باللي أمي سوته وياج, بصراحة مضايقة انه خالي ما يبا يرمسها بعدين انتي تعرفين انها ما تقصد شي وبس كانت تبا تفرح بج لأنج بنت أخوها...
قلت: أنا أعرف وفاهمة لكن أبوي ما رضى انه عمتي تعرضني عالناس بهالطريقة, اللي يباني بييني يا نعيمة حتى لو تأخر, أبوي بس زعلان من طريقة تفكيرها ويباها تتغير.
نعيمة: بس هي حزينة بسبة زعله منها.
هي فترة وبتعدي وابوي مستحيل يتم زعلان منها اكيد بيتراضون لا تحاتين.
جلست مع نعيمة نتحدث طويلا رغم ان مضمون احاديثها كان يشير لأشياء لا أرغب بالتحدث فيها إلا أنها لازالت تكررها علي: متى تعرسين وترتاحين؟, ان شاء الله اييج هاك الريل اللي يسعدج, يوم بتعرسين ان شاء الله بتفهمين شو أقصد...الخ من الجمل المملة.
بعد أن غادرت قالت لي أمي: شمة أبوج وسلطان حددوا تاريخ العرس وبيكون شهر 6
شهر 6؟ جيه ما بيمديها العروس تتزهب حق العرس.
أم سلطان: لا أهل العروس قالوا عادي ما عندهم مشكلة.
يلا دام انهم مرتاحين جذي الله يتمم ع خير, أنا بسير أرقد تصبحين ع خير امي.
ام سلطان: وانتي من هل الخير حبيبتي.
مشيت متوجهة لغرفتي لكن سمعت دعوات أمي:
الله يرزقج بولد الحلال اللي يسعدج ويهنيج يا بنتي.
أمي هي الوحيدة التي اتقبل منها دعوات الزواج والحديث عنه فهي أقرب إلي من روحي وأكثر من تريد سعادتي دون مقابل, حتى أبي وأخي يهتمون لسعادتي, بقية الناس من حولي يهتمون فقط لسمعة العائلة
ولا يريدون بأن يكون هناك فتاة في العائلة يقال عنها عانس, وهذا أيضا لأنني ابنة عبدالله الوحيدة فأمي
لم تنجب بنات غيري ولا أولاد لأسباب صحية.
أبي وعمتي تراضوا بعد فترة الغضب تلك ولكنه اشترط عليها طبعا عدم التدخل في حياتي الخاصة أو ذكر موضوع الزواج والسعي فيه وهذا اذا كانت تريد أن تظل العلاقة بينهما جيدة.
بدأ يوم عمل جديد جلست اتناول الفطور مع عائشة في المكتب اخبرتني بأن هناك زوار قادمون, بعد الانتهاء من الفطور حملت بعض الملفات وخرجت لتسليمها, تصادفت مع تلك الفتاة التي ادعت بأنها خطيبة راشد وقفت أمامي وقد رفعت رأسها وشدت جسدها ثم قالت: لا تحاولين تكسبين قلب راشد لأنج ما بترومين.
ضحكت ضحكة خفيفة مليئة بالسخرية, بالرغم من سخريتي ظاهريا إلا أنني اشفق عليها فهي لا تعرف ماذا تفعل وكيف تتصرف ولا تعرف أيضا أنها تتسبب في انهيار سمعتها شيئا فـ شيئا.
كنت سأذهب تاركة إياها بدون أي رد مني لكنها قالت: ادريبج ما تقدرين تردين علي...هه انتي اضعف من انج تاخذين شي مني.
هنا فقط قررت انهاء الموضوع فأجبتها: وليش أفكر آخذ شي منج؟ شي أصلا انتي ما تملكينه بس توهمين نفسج به.
قالت: لا تسوين عمرج ذكية وايد و...
قاطعتها وقلت: بسج من هالتفاهات وروحي اشتغلي أحسن.
تركتها وذهبت للقسم الآخر لتسليم الملفات وقف يحدثني أحد الموظفين ويشرح لي إحدى المشكلات التي يواجهونها وأنه يريد حلا سريعا فـ وعدته بذلك وهممت بالانصراف إلا أنني توقفت حين فتح الباب المؤدي لمكان الاستقبال وظهر خالد أمامي قال لي: صباح الخير.
صباح النور.
ليس هناك أية أحاديث متواصلة بيني وبينه سوى التحية فقط منذ آخر حديث بيننا وهو يكتفي بالنظر إلي من بعيد, أحيانا أشعر بأنه يكره توجيه أي حديث لي وأحيانا أخرى اشعر وكأنه يريد أن يراني أمامه طوال الوقت, مشيت عائدة للمكتب لكنني رأيت عائشة تمشي أمامي وقالت لي: تعالي وياي أبا أرمس آشلي.
ذهبت معها لمكتب آشلي وكان مكتبه بجانب مكتب خالد وقفت أمام المكتب وكنت أقرأ شيئا في هاتفي وأنا استمع لحديث عائشة وآشلي, رفعت وجهي لتلتقي عيني بعين خالد الذي كان يحدق بي في صمت مطبق.
شعرت بالارتباك حتى حين حاول خالد اظهار انشغاله بالأوراق أمامه, إلى الآن لم أفهم تصرفاته ولا حتى سبب ارتباكي أمامه
روايه جميله
كل الشكر على الأنتقاء
يعطيك الله العافيه :)'