-
لي صديق عزيز يدعى الأستاذ عبد الرزاق. صديقي صاحب همة ونشاط، ودائماً يحب أن يستغل الموارد المتاحة له على أفضل وجه.
في أحد أيام الإجازة، قرر صاحبي أن يستثمر وقته في التجارة. اتجه في الصباح الباكر إلى سوق الجملة في طرف المدينة، واشترى بضاعة بمبلغ ألف ريال، ثم حملها واتجه إلى سوق التجزئة، واستطاع أن يبيعها بألف ومائة. حرص الأستاذ عبد الرزاق على أن يستغل وقته، فعاد مرة أخرى إلى سوق الجملة واشترى بضاعة بألف ريال، ليبيعها في سوق التجزئة بألف ومائة أيضاً. وجد صاحبي أن لديه في نهاية اليوم ما يكفي من الوقت لإتمام صفقة ثالثة، فعاد إلى سوق الجملة ليشتري بضاعة ويبيعها في سوق التجزئة بربح مائة ريال كسابقتها.
بعد يوم مضن قرر الأستاذ عبد الرزاق أن يسمر ليلته عند أحد أصدقائه. وفي أثناء السمر تطرق الحديث لموضوع التجارة، وسأله جليسُه عن حصيلة يومه، فأجاب الأستاذ عبد الرزاق: كان يوماً موفقاً، فابتداء من ألف ريال استطعت بفضل الله تحقيق ربح ثلاثمائة ريال، أي 30%.
في اليوم التالي التقى الجليس المذكور بأحد العملاء الذين اشتروا من الأستاذ عبد الرزاق البضاعة التي باعها بالأمس، ومن خلال الحديث علم العميل أن الأستاذ عبد الرزاق حقق ربحاً 30% في تجارته بالأمس. تعجب العميل قائلاً: كيف يربح 30% وقد قال لي إن ربحه في البضاعة لا يتجاوز 10%؟ لم يكترث الجليس بالسؤال، وانفض اللقاء بينهما، لكن العميل بقي يسأل نفسه هذا السؤال طوال اليوم.
لم يستطع العميل النوم في ليلته تلك. "كيف يقول لي الأستاذ إنه لا يربح أكثر من 10%، وها هو الآن يعلن أنه ربح 30% ؟ إنه استغفال واستغلال واضحان." بقي العميل يتقلب في فراشه ويتململ، ورأى أن هذا أمر لا يمكن السكوت عليه.***********
في صبيحة اليوم التالي اتجه العميل إلى صحيفة وطنية كبرى، وطلب مقابلة رئيس التحرير.
* إنه استغلال مكشوف يا سعادة الرئيس. كيف يقول لنا إنه يربح 10% بينما هو يربح 30%؟
** بكم اشتريت البضاعة؟ سأل رئيس التحرير.
* بألف ومائة.
** وبكم اشتراها الأستاذ عبد الرزاق؟
* بألف.
** إذن هو لم يربح منك أكثر من 10%.
* ولكنه أخبر صديقي بأنه ربح 30%.
** ربما يكون هذا إجمالي ربحه خلال اليوم.
* نعم، هذا صحيح، فهذا ما أخبرني به الصديق.
** ولكن لا علاقة لذلك بما يربحه منك خصوصاً.
* كيف؟ ومن أين جاءه الربح إذاً؟ من السماء؟! لقد ربحه من جيوبنا!.
** نعم، لكن هو لم يغشك في مقدار ما ربحه منك.
* كيف لم يغشني يا سعادة الرئيس؟ يقول لي إن ربحه 10% وفي آخر اليوم يصبح 30%؟ من أين جاءت هذه العشرين؟
** ألم تقل إنه اشترى بألف وباعك بألف ومائة؟
* بلى ...
** ولم يأخذ منك شيئاً غير ذلك؟
* أبداً ...
** فكيف يكون ربح منك 30%، هل سرق محفظتك؟
* لا ...
** هل رجعت إلى البيت ووجدت "التجوري" ناقصاً مائتي ريال؟
* طبعاً لا ...
** إذاً كيف ربح منك العشرين في المائة الإضافية؟!
* أجاب العميل بانفعال: ما هذه السذاجة يا رئيس التحرير؟ إن السرقة ليست بانتشال المحافظ وكسر "التجوري". نحن الآن في القرن الواحد والعشرين، السرقة اليوم تختلف كثيراً عن الماضي!
** عظيم؛ فأنا إذاً يمكن أن أدعي أنك سرقتني!
* كيف ؟!
** ضيعت وقتي فيما لا فائدة فيه!
تغير وجه العميل عندئذ، ثم جحظت عيناه، وهو يميل برأسه نحو رئيس التحرير، وقال بنبرة غريبة:
* لكن لماذا تدافع عن الأستاذ عبد الرزاق يا سعادة الرئيس؟
** ليست القضية دفاعاً عن شخص. هناك سوء فهم للموضوع، ولا يمكن أن أرضى أن تنشر الصحيفة مغالطة لأبجديات التجارة والاستثمار!
* هكذا إذاً! إنها مؤامرة! إنها رأسمالية مكشوفة! أنتم رجال الإعلام متواطئون مع أصحاب رؤوس الأموال، والذي يدفع الثمن هو نحن –الضعفاء المغلوبين- على أمرنا!
** يا عزيزي لا مؤامرة ولا يحزنون، كل ما ...
* لا يحزنون ولا يفرحون، أنا سأعرف كيف آخذ حقي، وستعرف أنت أيضاً ما نهاية التآمر ضد الطبقة الكادحة.
***********
اتجه العميل فوراً إلى مبنى المحكمة، ودخل على القاضي، وهو في غاية التوتر والتشنج:
* يا فضيلة القاضي: إنه ظلم وعدوان، إنه أكل لأموال المساكين بالباطل، إنه تغرير وغش وخداع واحتيال و...
** رفع القاضي بصره من الأوراق التي أمامه وقاطعه بهدوء: هل لديك قضية؟
* قضية؟ وأي قضية يا فضيلة القاضي! إنها قضية استغلال الضعفاء والمغلوبين على أمرهم!
** ومن هو المدعى عليه؟
* إنه الأستاذ عبد الرزاق.
***********
طلب القاضي استدعاء الأستاذ عبد الرزاق للحضور في اليوم التالي في المحكمة. وقبيل الموعد المحدد التقى العميل بالأستاذ في ردهة المحكمة.
"سترى ما هي نتيجة الظلم والاستغلال يا أستاذ"، قالها العميل دون أن يلتفت إلى الأستاذ.
"تمهل يا عزيزي ولا تستعجل. لماذا لم تتصل بي قبل لأشرح لك الموضوع؟ لماذا هذا التصعيد؟" قالها الأستاذ عبد الرزاق بكثير من الشفقة على العميل المتشنج.
"وفر شرحك للقاضي. سترى ما هي عاقبة استغلال الناس واستغفالهم"، رد العميل وهو ينظر إلى الساعة، ولا تكاد قدماه تستقر في موضعهما.
بعد قليل أذن لهما بالدخول، وطلب القاضي من المدعي أن يدلي بدعواه.
***********
* يا فضيلة القاضي. إن هذا الشخص الماثل أمامكم خدعني وخدع الكثيرين من أمثالي، لقد استغل طيبة قلوبنا وبساطة تفكيرنا وحسن ظننا به ليأكل أموالنا بالباطل، إنه يا فضيلة القاضي ...
** لا داعي للخطب والمحاضرات. ما هي دعواك بالضبط؟
* لقد غشني يا فضيلة القاضي!
** كيف؟
* قال لي إنه باعني بربح 10% بينما هو يقول بعظمة لسانه إنه يربح من تجارته 30%! من أين جاءته هذه الأرباح؟
التفت القاضي إلى الأستاذ عبد الرزاق متسائلاً: ماذا تقول؟
*** تنهد الأستاذ عبد الرزاق قائلاً: يا فضيلة القاضي ... أنا لم أكذب، وليس من عادتي الكذب. لقد بعته بربح 10%، وها هي المستندات التي تثبت ذلك: فاتورة الشراء من سوق الجملة، وفاتورة البيع على العميل. اشتريت بألف وبعت بألف ومائة. كيف أكذب عليه؟
** القاضي متسائلاً: وكيف يكون ربحك 30% ؟
*** يا فضيلة القاضي: إن رأسمالي الذي بدأت به هو ألف ريال لا غير. اشتريت به بضاعة، ثم بعتها بألف ومائة. ثم اشتريت مرة ثانية وبعت، ثم اشتريت ثالثة وبعت. في كل مرة أشتري بألف وأبيع بألف ومائة. لقد دار رأس المال ثلاث دورات، في كل مرة يربح 100 ريال. فمجموع الربح ثلاثمائة ريال ورأس المال 1000، فيكون الربح 30%. هذا كل ما في الأمر!
** نظر القاضي إلى العميل وسأله: أليس قد باعك بألف ومائة؟
* العميل، وقد بدأ ريقه يجف: بلى ...
** وهو قد اشترى بألف؟
** صحيح ...
** ولم يأخذ منك أكثر من ذلك؟
* لا.. لا، لم يأخذ شيئاً ...
** فكيف يكون غشك وربح منك 30% في حين لم يربح منك أكثر من مائة ريال؟
دارت عينا العميل لوهلة، وتراجع قليلاً وهو يتمتم: يبدو أنك تعرف رئيس التحرير! إنك تسأل نفس الأسئلة وتريد أن تصل إلى نفس النتيجة ... المؤامرة أكبر مما كنت أظن..!!
** القاضي: هل تريد أن تقول شيئاً؟
* العميل: أبداً يا فضيلة القاضي ...
** إذاً انتهت الجلسة.
ثم حكم القاضي ببطلان الدعوى.
***********
في صباح اليوم التالي صدرت إحدى الصحف الصفراء بعنوان بارز:
أستاذ يزعم أن ربحه 10% في حين تكشف قوائمه المالية عن أرباح 30%!
ثم تحته عنوان جانبي:
المحكمة مع ذلك تبرئ الأستاذ من تهمة الغش!
القاضي يصف دعوى أحد الضحايا بأنها "خطب ومحاضرات"!
تنهد الأستاذ عبد الرزاق عندما وقعت عيناه على الخبر، وتساءل: "ترى كم يدفع المجتمع ثمناً لتصرفات هؤلاء؟"
منقول عن موقع الإسلام اليوم
-
الاقتصاد الإسلامي
الاقتصاد الإسلامي هو مجموعة المبادئ والأصول الاقتصادية التي تحكم النشاط الاقتصادي للدولة الإسلامية التي وردت في نصوص القرآن والسنة النبوية، والتي يمكن تطبيقها بما يتلاءم مع ظروف الزمان والمكان. ويعالج الاقتصاد الإسلامي مشاكل المجتمع الاقتصادية وفق المنظور الإسلامي للحياة.
ومن هذا التعريف يتضح أن الأصول ومبادئ الاقتصاد الإسلامية التي وردت في القرآن والسنة، هي أصول لا تقبل التعديل لأنها صالحة لكل زمان ومكان بصرف النظر عن تغير الظروف مثل الزكاة
تقوم عقيدة الاقتصاد الإسلامي على مبدأين:
- المال مال الله والإنسان مستخلَف فيه: وبذلك فالإنسان مسؤول عن هذا المال، كسباً وإنفاقاً، أمام الله في الآخرة، وأمام الناس في الدنيا. فلا يجوز أن يكتسب المال من معصية أو ينفقه في حرام، ولا فيما يضر الناس.
- دور المال: المال أداة لقياس القيمة ووسيلة للتبادل التجاري، وليس سلعة من السلع. فلا يجوز بيعه وشراؤه (ربا الفضل) ولا تأجيره (ربا النسيئة).
القواعد الاقتصادية
المشاركة في المخاطر: وهي أساس الاقتصاد الإسلامي وعماده، وهي الصفة المميزة له عن غيره من النظم. فالمشاركة في الربح والخسارة، هي قاعدة توزيع الثروة بين رأس المال والعمل، وهي الأساس الذي يحقق العدالة في التوزيع.
موارد الدولة: لا ينفرد هذا النظام عن غيره في هذا الباب إلا في وجود الزكاة كمورد ينفرد به الاقتصاد الإسلامي. وهي أشبه شيء بالضرائب. لكنها تعطى للفقرا وهي جزء صغير من أموال الأغنياء،بالإضافة إلى الجزية وهي تؤخذ من غير المسلمين ولاتؤخذ منهم زكاة وهي مقابل أن تحميهم الدولة وتوضع في أموال الدولة
الملكية الخاصة: يحمي النظام الإسلامي الملكية الخاصة، فمن حق الأفراد تملك الأرض والعقار ووسائل الإنتاج المختلفة مهما كان نوعها وحجمها. بشرط أن لا يؤدي هذا التملك إلى الإضرار بمصالح عامة الناس، وأن لا يكون في الأمر احتكاراً لسلعة يحتاجها العامة. وهو بذلك يخالف النظام الشيوعي الذي يعتبر أن كل شيء مملوك للشعب على المشاع.
الملكية العامة: تظل المرافق المهمة لحياة الناس في ملكية الدولة أو تحت إشرافها وسيطرتها من أجل توفير الحاجات الأساسية لحياة الناس ومصالح المجتمع. وهو يخالف في ذلك النظام الرأسمالي الذي يبيح تملك كل شيء وأي شيء.
نظام المواريث في الإسلام، يعمل نظام المواريث على تفتيت الثروات وعدم تكدسها. حيث تقسم الثروات بوفاة صاحبها على ورثته حسب الأنصبة المذكورة في الشريعة.
الصدقات والأوقاف: وتعد الصدقات والأوقاف من خصائص الاقتصاد الإسلامي التي تعمل على تحقيق التكافل الاجتماعي، وتغطية حاجات الفقراء في ظل هذا النظام.
تغليب المنفعة العامة على المنفعة الخاصة عند التضارب
مراقبة السوق ولكن دون التدخل في تحديد السعرعن طريق بما يسمى المحتسب.
الشفافية - حض الإسلام على الشفافية من خلال منع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- التجار من تلقي القوافل القادمة (منع تلقي الركبان).
تمييز ما يقع ضمن الممتلكات العامة أو الفردية وليس معناه التفرقة بين الممتلكات العامة والخاصة ولكن التمييز يعنى تبعا للقاعدة الفقهية دفع الضرر العام بالضرر الخاص
-
قصه حلوه لكن الأرباح عند تجارنا فوق ال 50 % ...
-
تاريخ الفكر الاقتصادي
تاريخ الفكر الاقتصادي هو فرع من فروع علم الاقتصاد بحيث يهتم بدراسة التطورات و النظريات الإقتصادية اللتي بنت الإقتصاد و جعلته ما هو عليه الآن و الأفكار التي قدمها علماء الإقتصاد عبر الزمن أمثال (ابن خلدون)،(آدم سميث)،(كارل ماركس)،(جون ماينارد كينز)،(دافيد ريكاردو) وغيرهم.يتعامل تاريخ الفكر الاقتصادي مع المفكرين و مع مختلف النظريات في هذا الموضوع الذي أصبح يعرف بالاقتصاد السياسي أو إقتصاديات السياسة منذ القدم إلى يومنا هذا ، إنه يشمل العديد من المدارس المختلفة للفكر الاقتصادي.
الكتاب اليونانيون القدامى كالفيلسوف (أرسطو) مثلا قام بدراسة و تحليل الأفكار المتعلقة بفن إكتساب الثروة و تساءل عما إذا كان من الأفضل أن تُترك الملكية في أيدي القطاع الخاص أو العام.
في العصور الوسطى، جادل علماء المذاهب مثل (توما الأكويني) أنه من الإلتزام الأخلاقي للشركات أن تبيع السلع بسعر عادل.
منذ العصور الوسطى،كان الاقتصاد يتطوّر تقريبا بشكل حصري في الغرب حتى القرن 20.
الفيلسوف الإسكتلندي (آدم سميث) غالبا ما أُشير إليه بأنه "أب الإقتصاد الحديث" نسبة لأطروحتة "ثروة الأمم (1776)" حيث كانت أفكاره مبنية على مجموعة كبيرة من العمل الجسماني من أسلافه في القرن الثامن عشر، و أيضا كانت مبنية بصفة خاصة من المذهب الطبيعي،و ظهر كتابه عشية الثورة الصناعية، مُقترنا بذلك مع تغيرات كبيرة في الإقتصاد.
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...na2twU0AA69gJA
-
الاقتصاد السياسي هو أحد العلوم الاجتماعية التي تتناول بالدراسة حالة الإنسان في المجتمع وتحلل الظروف التي يعيش فيها وتبني القوى الفعالة التي تؤدي دورها في الحياة الاجتماعية. وقد عرفه الإستاذ تروشي Truchy في كتابه الاقتصاد السياسي بإنه دراسة لنشاط الإنسان في المجتمع بقدر ما له علاقة بحصوله على الأموال والخدمات. وأصل عبارة الاقتصاد السياسي في اللغة هو فن الحصول على إيرادات للدولة. أو تحصيل الأموال لصالح الحكومة. ومنهم من عرفه أنه علم يدرس تسيير الموارد النادرة وطرق أشكال تحويل هذه الموارد حيث يربط هذا التعريف علم الاقتصاد بالتناقض القائم بين الموارد النادرة من جهة وجهد الإنسان الهادف إلي مواجهة هذه الندرة وعرف أنه علم دراسة علاقات الأفراد بعضهم ببعض وعلاقاتهم بالأشياء في سعيهم إلي تحقيق الرفاهية المادية وهذا التعريف يمكن تطبيقه فقط على المجتمعات العصرية لأن المجتمعات البدائية لم يكن لها وعي بضرورة تحقيق التقدم المادي ولم تكن تسعي بشكل كبير إلي تحقيق الرفاهية المادية.
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/i...kpOwfmwyJFn7AA