أنا آسفـــــــــــــه .... (فصيح) 17/2/2016
انا آسفة ....(فصحى)
حبيبي وروحي أنا خائفه
فخذني اليك من الزائفه
تعال بقربي ..فكلي اليك
وقل لي بعقلك ما السالفه؟
شراعي .. تهادى ومال هواه
نشيج بقلبي الا تعرفه؟..
لأني كموج يطوف هواك
وشوق الرياح من العاصفة
فصمتك سر.. كبحر مداك
فيا ليت سرك من كاشفه؟
وقبل الظلام وليل الغياب
وقبل الدموع من العاطفة
رجوتك ..خذني فقلبي نار
وصبر العذاب وما أنزفه
فان لم تقل لي: أنا آسف
فاعلم..حبيبي ... أنا آسفه
بقلمي/ ناصر الضامري
رسالة الى شقيقتي 15/2/2016
رسالة الى شقيقتي
رغم حدود المسافات ..
رغم فراغات الزمن.. رغم القيود ..
تبقين قريبة من الروح ..
كل الحب والشوق ..
يتماثل في كل ثانية.. جليا في قلبي ..
صبرا ايتها الغالية ..
صبرا ابناءك الاعزاء ..
اعلم مدى الالم .. ولهيب الشوق ..
وطول الليل .. ودموع الحنين ..
تمنحوني الحرية والحب كعادتكم ..
وابتسامة امل صامتة ..
وتفاؤل ليس له حدود ..
تسمو مشاعركم ..
احساس فريد يتسرب الى روحي ..
يشد من ازري ..
تغمرني قوة وعزم لامتناهي ..
لان وجوهكم مشرقة ..
كشمس الصباح .. انتظروا .. ترقبوا ..
اصبحت القضبان منحة بعد محنة ..
تذوب الجدران .. تتلاشى الاسوار ..
تنفرج الابواب الموصدة ليل نهار ..
امسى ظلام المساء قمرا .. يضيء سكوني ووحدتي ..
اعلم جيدا مدى حبكم .. تنتظروني لحفلة صاخبة ..
مليئة بالحب والسعادة .. يتالم سعيد ..
تذرف رموش عينيه شوقا ..
غاب احمد في شرنقة صمته ..
وفقاعات دموعه .. ها هي الالام تتراكم ..
تكوم العذاب بالوان مختلفة ..
ذابت القلوب ..
غارت العيون ..
اشمئزت النفوس من غدر الايام ..
ويبقى الصبر جميلا ..
تعقبه البشرى ..
خاتمته سعيدة لا ريب ..
ويبقى الظلام حالك كثعبان اسود ..
يتلوى حول الآم الوحدة والشوق ..
البرد قارس .. الانتظار منهك ..
متعبة تلك الاحلام .. تتراقص حولي ..
واشياء اخرى.. اجهل غدا ..
لان الاسوار عالية .. الليل طويل ..
اعود الى دفاتري .. انبش مذكرات بالية ..
طريق طويل .. خطوط متعرجة ..
تبقى الراية خفاقة .. تنبض بالحب ..
تحمل حقيبة امل .. تسافر الى عالم المنفى ..
يتمادى الامل والاحلام .. حد العذاب ..
روح مؤمنة .. باقدارها ..
كانت نطفة في رحم الغيب ..
انها ابدية الحب .. فحبي لكم ابدي ..
سرمدي .. تؤمنون بيوم العودة ..
وتعتقدون بحبي لكم ... دونما ريب ..
تنعمون بلهيب الشمس ..
ووهج شمس الصباح ..
ليل نهار .. كالق هذا التراب ..
والامل كبير .. لا للقلق غاليتي ..
ساعود قريبا .. منذ نعومة اظفاري ..
ادرك ان ذلك حق .. وعودتي حق ..
مدهوشة اشعاري .. واصول جذوري ..
تدركون تضحياتي .. وألم اطفالي .. وبراءتهم ..
يبحثون عن صدر دافيء ..
عن انامل ابوية تمسد فروة الراس ..
يبحثون عن الوان .. ودفاتر.. وهدايا العيد..
غريب في بحار بلا موانيء ..
يمضي وحيدا .. الى موعد الرحيل ..
الى صدى اناشيد البحارة .. الى افاق الحرية ..
نحو خيول تعدو بلا اسرجة ..
وسط البحر والامواج ..
حوافر تضرب ضفاف محيطات ..
وشواطيء غابرة ..
تكتب تاريخا محفورا على صفحات هذا اليم ..
اعلم انكم مغمورون بالوان الحب ..
تنثرون ورود الامل ..
تبعثرون عقارب الساعة ..
تزرعون زهور الصبر ..
سمـــــــــــراء.....10/4/2016
سمراء ...
سمراء تأسرني.. كأن فؤادي
لها خادم .. قد سار للاسياد
لا ادري..هل ندب الهوان بناظري
بيضاء ام صفراء في الاوتاد
لها في الجفان تمايل في رقصها
أسر الآنامل ..كسرت أصفادي
لها في المحافل طلة ترنو بها
فتهافتوا في الدير كالعباد
لها في النوادي من عرفت وصيفة
دارت بزهو في يد الاجواد
حمراء تأسر في النظار بريقها
كالشهد من بوح الاريج ينادي
أعمان ذاك هوية بجمالها
ام سحر بابل تلك من بغداد
سبحان من سبك الجمال برسمها
ياصاح .. تلك عروسة الاعياد
حلواء مسقط ان عزمت بغيتي
اضحت منار هوية لبلادي
بالزعفران شهية في صحنها
والهيل والمغراف والماوردي
فانعم بجود من ديار كريمة
حلواتها من صنعة الاجداد
فعمان حلوى..كم لثمت مذاقها
ومقامها في موكب الاسياد
بقلمي/ ناصر الضامري
العشاء الاخير ... 30/6/2016
العشاء الاخير
في شارع متعرج .. اقود سيارة .. الوقت مساء ..اصطففن على جنبات الشارع .. نسوة متشحات بالسواد .. قلائد ذهبية .. تزين صدورهن ..جلسن بوضعية القرفصاء .. اطوف عليهن واحدة تلو الاخرى .. شارع مرسوم في ذاكرتي .. منذ الطفولة .. واصلت طريقي .. نحو سوق مزدحم .. اكاد اختنق.. لفت انتباهي عددا من باعة الحلوى .. الصحون عامرة بها .. تستفز الشهية ..هممت بشراءها .. لم اجد نقودا .. احيانا تخذلك المواقف ..والأحلام.. قفلت عائدا .. عدت ادراجي .. سمعت الرفيق.. ينادي بصوت جهور ..يتمتم بقوله .. " كفى ".. استيقظت من سبات عميق .. ومن احلام مشتتة.. تساءلت .. هل يعقل أنه حلم .. ام انه رؤية.. سلسلة احلام غريبة .. اتذكر حلم عصر العنب .. جلست بالقرب منه.. همس .. سمع اليوم اشياء غريبة .. وزيارات غريبة.. قد تحمل البشرى .. وربما الالم .. أعتاد على ذلك.. اذان الظهر.. حملت سجادتي .. احدهم ناداني بشؤم .. مطلوب.. مسك المعصم .. جرني بقوة .. همس .. ماذا تقصد ؟؟ .. أي ذنب .. تساؤل مريب .. ساخرج .. ماذا يعني .. انها الخطيئة .. لم تشرق الشمس بعد .. اختلطت الامور .. بين فرح وحزن .. بين الم وامل .. بين شروق وغروب .. سالوا ... ليتهم لم يسالوا .. ماذا.. قائمة حبلى .. تذكر شمس .. كما وعد.. هي اول من تعرف .. اختفى .. ومعه الخبر المشؤوم .. ضاع بين جنبات اكتافهم .. لم تكن موجودة ... ذهبت الى من هم قريبون على قلبي .. شعرت بسعادة الدنيا تختزل في كلماتهم .. دموعهم .. يقينهم بنهاية الصبر .. بشرى.... سالت دموع ..كما سالت دماء هناك.. على وعد معهم .. ساكون عند حسن الظن .. عانقتهم كثيرا ..على يقين بقرب العناق الاخير ..توالت التهاني.. ممزوجة .. بتفاؤل مؤلم.. يوم ليس ببعيد ..تذكرت ابتسامة بائسة .. وسعادة اغتربت كثيرا .. كنت على موعد مع عشاء اخير مع الرفاق ..وموعد مع شمس الصباح.. لاطوف ارجاء الحي .. احمل شهادة .. وسط فرح صاخب ..تظله زرقة السماء .. و احلام صغيرة .. فارقت المكان .. قبل أن تجف دموع نساء القرية بعد ......... بقلمي/ ناصر الضامري
ساحرتي .... (بقلمي) 28/7/2016
ساحرتي
انها ساحرتي .. تحمل بعض حروف اسمي ..
وحروف اخرى .. ليس لها صلة بالابجدية ..
شاهدتها تطوف افق خيالي .. في مساء اظنه قمري ..
اطلقت شعور لامتناهي .. في حدود الروح ..
كاني محشور في شرنقتها .. وفي نسيج عنكبوت ..
في ردهات مظلمة .. تظهر ساحرتي بعد منتصف الليل ..
تقترب مني كثيرا .. اشعر بزفيرها .. ايقاع خطواتها ..
في ممر مترع بالدموع والالم .. وقفت بالقرب من الباب..
كأني اسمع وقع خطواتها .. وزفير انفاسها .. كانها بالقرب منهم ..
تتبعهم .. تراقب كل شاردة وواردة ..
عبثت الريح بالباب .. استرقيت النظر خلسة ..
شعرت بوجودها .. مرت كوميض وسط ظلام دامس ..
لا يخطيء احساس قلبي .. تراني دون ان اراها ..
تسمعني دون ان اسمعها .. كلمتني بصوت خافت ..
اكاد اسمع هينماته .. رغم الجدران المحصنة ..
متعبة هلوستي .. متعبة تلك الاروقة الضيقة ..
تسلل خيالها.. جلست بالقرب منهم ..
في غرفة ذات نور خافت ..
تتنصت لاحاديثهم .. وهلوساتهم .. سمعت مناقشاتهم ..
قلبت اكوام أوراقهم .. بعثرت كتبهم ..
لم تستوعب ما فوق السطور .. وما تحتها ..
تاكدت انها كذلك.. لم تنته بعد ..
اصول اللعبة لم تكن في الحسبان..
نار خافتة .. رغم كل شيء..أختفت فجأة..
تركت خلفها تساؤلات لا حصر لها .. اين ساحرتي ..
ربما يسكنها رعب ..خوف .. صفير رياح .. هدير طوفان ..
خلف جدر واهنة .. عقدوا العزم .. لغرض ما ..
لن يرحم التاريخ.. مشهد قبيح ..
اخبار لا تسر.. مشردون .. ضمائر خاوية ..
ثم عادت .. كالحلم .. جلست بالقرب مني..
كلمات غير مفهومة..تمتمة .. تقهقه احيانا .. دون مبرر ..
لا زلت حيران .. كسرت عزلتي .. وصمتي ..
اذابت صقيع يلف جسدي .. خمدت نيران ..
تسللت من بين رموش الليل .. فاجأتني ..
ضوضاء الم .. ونوبات من الشوق والحنين ..
وفي مساء آخر.. كان معها اخبارا واسرارا ..
تسللت من تحت الباب .. اقتربت مني ..
وددت بضمها ..قهقهة مرة اخرى..
بعد نوبة رعب وخوف .. كانت ابتسامة أخيرة ..
لم تأت حسب الموعد ..لانها تعلم الم الفقد.. والغربة والغياب ..
اصبحت عادة ..تكررت كل مساء ..
بعد منتصف اللليل .. طارت ساحرتي ..
لم تعد.. ومعها اسرار.. ذكريات ..قصص واساطير.. ..
لاسباب اجهلها .. أشعرتني بالوحدة..
أشعرتني ان اضع المشاعر في مكانها الصحيح ..
اعالج عواطفي...تماهت الروح بين ميلاد الالم ..
ونهاية الحب والتاريخ .. انسج شالا من الاحزان والدموع ..
مجرد حطام.. صرح من الامل المتناثر ..
طارت باجنحة نحو افق بعيد .. كالسحاب .. يكسوا القمم ..
تغمرني بذكريات متعبة.. علمتني ابجديات الحياة ..
علمتني اعشق الحياة ... والحرية ..
علمتني الصبر اشياء اخرى ..لم تكن في الحسبان..
اعود الى رايات بيضاء .. ترفرف ..
وحمام ابيض في سربه يطير .. واطلال قمر المساء ..
اعود الى قرص الشمس .. تغرب في افق عيني ..
سافرت ساحرتي .. لن انسى .. سالحقها .. سرقت الوان الحب ..
سرقت ذكريات .. واشياء اخرى ..أنه موسم الرحيل..
بقلمي ناصر الضامري
أغــــــــــــراب.. 28/7/2016
أغراب ....
أهينمات الشعر كالاغراب
وصروفه عادت مع الاسراب
للشعر بحر .. تنتهي امواجه
لشواطيء في القلب والالباب
والحرف نبض ..كالسفينة سابح
والشوق ريح والشراع كتابي
وأنا المسافر والقصيد موانيء
قد سار في الانواء والاسباب
والليل اقبل كالصديق غياهب
حمل الشجون فكسرت ابوابي
ذكرى من الاهات بين جوانحي
لها مؤلمات في نوى الاصحاب
والليل اسدل والظنون سديمه
(لا أدري) ..ذاك الاختصار جوابي
ياليل حسبك قد ندمت قصائدي
نزفت حروفي .. مزقته صوابي
والشوق بحر قد غرقت بيمه
وأنا الشهيد وقد طويت عذابي
والشعر عندي كالصلاة لكاهن
وحروفه سجدت على محرابي
أهينمات ...في القلوب جروحها
نزف القوافي سار كالمخلاب
بقلمي/ ناصر الضامري
أرنولد.... في الذاكرة22/8/2016
ارنولد..في الذاكرة
أين أنت الان يا ارنولد.. اسمعها تناديك بملء فمها.. وانت تتصنع ابتسامتك المريبة أحيانا.. كأنك تعدو بالقرب من نهر الراين ... بينما تجلس هي وحيدة..تمسك فنجان الشاي .. على شرفة صغيرة .. تتامل حقول ذاكرتها .. زاخرة بالشوق .. تلك العجوز.. طالما ملأت براويز جدرانك .. تمسك في يدها زهرتين .. سافر خيالك .. طارت بك الاحلام .. في اجواء باريسية .. ترنو الى قمة برج ايفل .. جاثم كطائر فينيق .. منذ عهود غابرة .. ينفض عنه غبارا ودخان بنادق جيوش الراين .. وفلول شارل ديجول .. وتعود بك الاحلام .. في الصباح .. تذرع شوارع الاليزية .. جنوب قوس النصر .. شمال هرم اللوفر .. تحاصرك الطبيعة .. وسحر فرنسا .. وجمال تلك الغجرية الساحرة..تعشش في ذاكرتك .. وروزنامة السنين .. تتبعك حيثما كنت .. تتلصص من بين جذلات شعرها الاسود ..ورموشها المجنحة .. تامل دعوة منك ..لاحتساء فنجان قهوة .. لتقرا بقايا الفنجان .. وخارطة عمرك .. وماضيك المظلم .. خلف هذه الجدران .. تجلس القرفصاء.. تراقب الساعة .. وقائمة الأسماء.. تمسك قطعة خبز .. وصحن بطاطس .. تتذكر سنوات من عمرك.. قضيتها في بيروت .. ممتلئة حقيبة ذاكرتك بالحب.. تمسك دفتر يومياتك .. تكتب اشياء كثيرة .. ومواقف صديقك احمد ..اعلم انك لا تحب مذاق الشرق ..وشاي الصباح ..وحكايات الجدران .. تتامل روزنامة التاريخ .. اعلم انك تحن اليهما .. بريجيت .. باردو .. لم تعدا طفلتين صغيرتين.. قرأتا رسائلك .. مرسلة مع الريح ..تكتب احلامك واشياء صغيرة .. وقراءاتك الصاخبة.. وتأملاتك في نواميس هذا الكون .. ضحكاتك الذابلة .. تتذكر كتاب البخيل لموليير ..لا يزال يتردد صدا ضحكاتك بمسامع الرفاق .. عامرة بنوبات الالم والدموع .. تكره برد الشتاء .. تحمل معطفك .. وصبرك .. تعلمت هنا كثيرا.. فنون الصبر.. والعزم .. وعدم الياس .. في زقاق باريس كان الأمل .. وكانت المحطة الأخيرة لقطارك.. كما تعلمت.. طارت بذاكرتك.. الحالمة .. خلف سراب طيور مهاجرة .. تنثر بقايا الفقد والغياب .. تسابق الريح والسحاب .. تفتحت ورود قرنفل .. وازهار توت بري .. وصدحت عصافير الريف.. غنت ألحانا حملها موج المانش .. نحو موانيء الحرية .. لا اعلم سابقى في ذاكرتك .. وذاكرة هاتفك الاخير..كلماتك حبلى بأشياء جميلة .... انعم بحريتك .. وانامل تلك العجوز.. تمسد شعرك .. وتتأمل ورود بيروت .. تطير حمامة السلام .. وتزهر ورود الربيع .. وتصدح فيروز .. اناشيد الحب و السلام والحرية .. ناصر الضامري
آخر الربابنة.... 6/10/2016
آخر الربابنة
ركب البحر .. شد من عزم الرجال ... اثار همتهم ..بث في روحهم حب التحدي والمغامرة...نزغوا الشراع ..اصطدم بريح الشتاء ..
تحرك السفين ..تبدو اليابسة ضئيلة في عينيه .. لم يلتفت خلفه كثيرا ..رغم الشوق للديار.. رغم ظلام الليل ..عناية الله تظلك جدي العزيز..
سافرت مع الريح والسحاب.. في غياهب هذا المساء الاسود .. الألم يكسي القلوب.. أنهكت العيون ...
شمس لا تعرف غروب..و بحريسكنه موج صامت..وضجيج شاطيء حزين ..تناثرت حوله نوارس شبه نائمه..
أين أنت من هذا البحر..أتعبت هذا البحر .. كما أتعبك هو كثيرا ..لم يكسرعزمك وهمتك.. عرفتك شواطيء الزمن البعيد ..
أكتفيت في تأمل امواجه من نافذة المنزل .. ترمق طواف اشرعة ملهوفة.. يحثها حنين الشطآن.. ويحدها موج غاضب... تصدح باناشيد الصباح ..
تتذكر يوم الاعصار ..تلاشت شجاعتك.. شيئا فشيئا تكسرت..تتذكر ايام صبرك.. والأساطير المدفونة في تلك الاعماق .. مراكب غارقة .. يتلاعب بها التيار .. والطوفان..
أقلقك المرض كثيرا .... تماهت قصص بطولاتك بين صفحات بحارك .. ربان تعبر محيطات زمن غابر .. اجهدت مغامراتك .. ومجاديف صبرك ..
تحطمت الاعاصير امام صخور عزمك .. لا تعرف الكلل .. مثل اعلى بين اقرانك .. تقف كالصواري امام عين الريح والاعصار ..كشراع تتلاعب به عواصف المحيطات ..
تتقن فنون الصبر والملاحة .. واساليب التحدي .. عرفوك احفادك وذريتك قدوة حسنة .. سطرت اسمك على جبين هذا الزمن..
تذكارا لا يتكرر..حملوا لواءك خفاقا بسماء تاريخك .. حملوا عصاتك البالية .. جوانبها متآكلة بفعل اناملك البيضاء السخية .. اكتحلوا بنور جبينك ..
لم تفارق ابراجا وصروحا في قلوبنا .. لم تبرح عنا طرفة عين .. نحفظ ابجديات اسمك.. دموعك غالية .. فانت آخر ربابنة هذا الزمن المتخاذل .. آخر رجال هذا البحر الاسطوري..
تتساقط على صفحة وجهك الشامخ .. زاخر بالجود والعطاء.. احتسيت فنجان قهوتك وحيدا قبل الغروب ..اسمع صدى حكاياتك مع هذا البحر ..
وبالقرب مني.. جلست تلك الوحيدة بصبرها .. مكابرة على الم انهكها كثيرا.. شقية بزمنها وبزمني.. ضحية أقدار لم ترحم ..اختزل الموج اسمك ....
لانك لم تغب عن قلوبنا بعد.. لازلت تدور في حلقة ذاكرة ابدية .. كاسمك الازلي .. رغم مرضك السريع .. تغمرك السعادة والرحمة .. في شرنقة صبرك وعزمك ..
لم ترحم الوحدة سنوات عمرك..تتاملني بعيون مكلومة .. ترمقني بذاكرة مترعة بالحزن.. وصمت يحمل كلمات وحروف ليس لها حدود ..
تركتني حفيدا..أبحث.. أسأل.. يتردد صداك في أذني كل صباح .. مرسومة ابتسامتك على صفحة الشمس ..
كم كنت اعشق الجلوس بين يديك .. تسمعني كلمات الحب والامان ..ومغامراتك في لجة هذا البحر..وقصص لم يطرقها الخيال بعد..علقت في ذاكرتي ..وطفولتي..
ها انذا اليوم بعيد عنك.. رغم قربك من نبض روحي .. لم اهنا بعد .. لم ترو ضمأي بعد .. سرقني الزمان والمكان ..
اخذتني الاسوار العالية والقمم البعيدة .. تتلاطم امواج الليل على جدران وحدتي .. ورياح صبري .. تعرفني نجوم السماء ..
لانك علمتني صبر الرجال .. وعزم الاحرار .. لن ارضى بغير ذلك .. لن أقنع..لن اساوم أبدا.. هذا قدر مكتوب.. سابقى حفيدك الوفي لقدرك وشموخك ..
خالد أسمك في روحي واعماقي .. كهذه القمم الشامخة .. منذ الازل .. لن تبهرني بريق النجوم.. لن تغويني نرجسية مقيتة .. أندحر الظلام ..
أنبلج نور في الافق البعيد.. لا تابه كثيرا..رغم الصمت .. منذ عرفتك مقلة عيني ..
قبلت التحدي مثلك .. لانك حقيبة من الصبر والعزم .. بذرت في روحي سنابل الحب والحرية.. رغم طول الانتظار.. وسنوات الأمل.. ومواسم الاحزان ..
اقبل جبينك الطاهر..بنفس موجوعه.... ليس بقريب .. كما أنه ليس ببعيد ....لك البشرى والمجد .. لك الحب والسلام .. جدي العزيز.
بقلمي/ ناصر الضامري
بدوي من الربع الخالي 25/9/2016
بدوي من الربع الخالي
لمحته أكثر من مرة في الرواق شاردا مع نفسه ..يمشي بخطوات متئدة.. تحمل عينيه عناوين ليست غريبة عليه ..
ابتسم ذات مرة .. بادلته الابتسامة .. تكرر ذات المشهد ..
قد يعرفني من قبل ..اقتربت منه .. رويدا رويدا ..
تفوح منه رائحة النجد والبداوة .. ودخان نار الشتاء .. تأكدت منه ..
انه كان معهم يوما ما ..تذكرني كثيرا .. بالفعل كنت معهم كما يبدوا ...
اشاركهم دفء النار .. صافحني بحرارة .. لم أعتدها منذ زمن بعيد ..
ناداني بكنيتي .. رفعت راسي ..اومأت له بالايجاب ..
هم اول من ناداني وآخرهم .. كانت هي حاضرة .. معي هناك ..
في تخوم الربع الخالي .. كثبان تخفي خلفها ذئاب شرسة .. خنقها الجوع ..
عبور قوافل متعبة.. تقطع القفار .. يرمقهم ذلك الضبع الرمادي .. بدوي أشعث ..
شعرت بدفء حديثه .. يجيد المجاملة.. يعشق المطر .. كأني على موعد معه ..
يتأمل القمر والنجوم .. يتذكر اشياء صغيرة .. الابتسامة مرسومة على صفحات وجهه الطفولي .. يتذكر تلك البدوية .. على الربوة قرب الوادي ..
تماثلت امامي صورة رجل الصحراء .. يخفي هويته وتقاسيم وجهه ..
قطيع مجهول الهوية.. تتقصى أثره .. آثار جمال هاربه .. صوت الحادي ..
يذرع ذاكرتهم وعقولهم .. يسكن أوديتهم وصحاريهم .. وخيامهم البالية ..
يتردد صوت ذلك الحادي .. من فوق سنامه .. لايزال عالقا بترابه ..
يعتمر شهامته واصالته.. يتمايل أحيانا .. سنوات الصبر..
تضحيات منحوتة في صخور بلغة مسمارية .. لم تفك رموزها وشفرتها بعد ..
عرفتها أيادي اطفال عابثة.. اتذكر طعم القهوة....بقايا نار دافئة .. وموعد الوداع ..
ورياح الخريف .. عقروا الناقة تحت السفح .. في هدوء .. اخذت مكاني في صفوف الرجال..
انشد ملحمة تاريخية .. اردد كلمات حميرية .. طويت خيمتي قبل الغروب ..
اطفأت نار اذكتها جمرة الفراق .. امام تلك الخيمة .. لم يعرفني ذلك العجوز ..
يجمع حطبا لبرد الشتاء.. سافر الى جبل .. تخنقه رائحة النجد.. تسلل بين انفاسي ..
جاثم على سفح .. يطل على محيط ..منهك بالاساطير .. يتذكر اجداده ..
تتناثر هياكلهم في قاع المحيط .. وهياكل قراصنة ..
في قبضة أحدهم جوهرة احد السلاطين .. ذات يوم ودعني ذلك البدوي..
أستاذن بادب .. اختفى خلف الجدران .... سافر الى هناك .. أخبرهم عني ..
لم يصدقوه .. اوصموه بالعار.. حينما اخبرهم .. اقسموا باليمين انه ليس كذلك..
قرؤا تلك القصيدة.. وصلت الى يد شاعر القبيلة .. وعد بالرد..
كتبها قبل ان يقوم من مجلسه .. حفظها عن ظهر قلب .. أطربت العيس ..
ورجال القبيلة .. واطفالها .. وبنات الحي .. سمعها ذلك البدوي .. أرهق الذاكرة ..
و المشاعر .. وذاكرته العامرة.. رسم قافلة جمال عبرت قلوبا ..
وخط الافق نحو الشمال .. بحارعرفت مغامرات.. وأساطير ..
طافت أشرعة العمر .. وسط مساء .. و نجوم خافته.. وغياهب زمن مظلم ..
عرف موانيء الصبر والامل .. و رياح الشتاء .. الى ميناء..
عرف الغياب والضياع .. عرف حطاما من الالم....
كسرت صواري.. ومزقت أشرعة .. هدأت الريح وهدير الموج ..
حملت عزم بدوية سمراء .. عرفت صبر رجل .. قهر صحار و بحار ..
كتبه التاريخ في سفر الحب والحرية ..عنوانه بدوية وبحار..
بقلمي/ناصر الضامري
ولمحتها تسعى .... 29/9/2016
ولَمحتُها تسعى....
فذكرتُها وأنا على الشرفاتِ
ما قبل ُ مكةَ او من الميقاتِ
فبحثتُ عنها حين قالوا بأنها
قد أحرَمتْ للحجِ والطاعاتِ
فوجدتُها بين الحطيمِ وزمزمٍ
طافتُ على عيني ..على نظراتي
تسعىَ ومروةَ والصفا ودموعَها
بسجودَها من خشعة ِالصلواتِ
ولمحتها ..بيضاءُ ترفعُ كفَّها
وقفت صعيداً في رُبى عرفاتِ
فاقتربتُ وكدتُ ألمسُ يدها
فتسارعتْ من صدفتي .. نبضاتي
فسالتُها ما الحالُ آلكِ ها هُنا
ام ذاك ضرب من هوى الغياتِ ؟
مالتْ وسال الدمع بين خدودها
وتساقطت شوقا من العبرات
قالت : معاذ الله ذاك محرم
(والعشق في شرعي من الحرمات)
ودعتُها وسألتُ ربي علَّها
حوريةٌ ألقاها في الجناتِ
و غدوتُ مابين الحجيجِ متيماً
اشكوا هوان الصب من علات
فارحمني ياللهَ ..عبدُكَ تائبٌ
بل نادم يا ساتر هفواتِ
ارجوا رضاك وخوف نفسي حاضرا
والدمع اسكبه من الآهات
رباه خذني من غواية عاشق
ماضاق صدري حيلتي وثباتي
رباه عبدك من ذنوبه نادم
وابدلني يالله بالحسنات
رباه فاقبل حجتي ومناسكي
واغسلني يااللهَ من زلاتي
بقلمي/ ناصر الضامري
حبيبتي شمس ......... 24/10/2016
حبيبتي شمس
دموعك غاليه.. احزانك لها نهاية لا ريب .. ابتساماتك بريئة.. كطفولتك..
تنطق بالحب والشوق .. ترسم هدوء الريح..وسكون المساء .. تكتسي حقول الامل
.. تغمر سنابل قمح عطشى .. تستيقظ زهور ذابلة .. وسط غابات الظلام ..
واكوام النسيان .. تنعش ذاكرة نائمة .. تبعثر حطام الجور والقهر ..
تذوب قضبان حمقى .. تحطم اسوارا وجدرانا .. تتامل عيون شرهة..
عقولها زائغة ..ظلت عن الطريق .. تكسر صمت الجنون ..
اين شموعك حبيبتي .. اين اناملك .. اين عينيك .. تختصرين عمري ..
تكتوي احلامي بذكرى طفولتك .. تشبه غربتي .. وسنوات صبري ..
تبث لواعج الشوق .. تطهر رواسب الماضي.. مضت الايام والسنين والمواسم ..
كالاعصار .. طافت سحب الغياب .. لم تمطر .. الارض مجدبة ..
الصحراء عارية .. ورود ذابلة.. لون واحد فقط يتكرر .. ابحث عن براءتك ..
ووجه طفولي يتاملني.. اسال عنك .. وسط اكوام الاحلام .. وسط احداق عيني ..
تتربعين كالخيال على اشلاء الماضي .. سرقت من يديك هدايا العيد ..
وحقيبتك الصغيرة ..هربت بعيدا .. نحو مدائن خاوية .. تشبه القبور .. مشغولة في هذيان ..
ترمق رقص ظلال متعبة .. اشباح عمياء.. خلف كثبان ..
قلوب يعصرها الالم .. ومرايا زائفة تتكسر .. اعلم انك لا تجيدين القراءة بعد ..
وحروف الهجاء .. عدا ابجديات الحب.. تحمل عينيك بذوره..
وبكائيات روحي .. تلمع شمعة.. تضيئين سماء الامل ..
حين تهرب طيور الظلام .. تلعبين وحيدة .. لاتكترثين بآلامك ..
تعبثين بشعر عروسة نائمة .. تلتحف فستانها الفضي .. تعبث بكلمات مبهمه ..
ذاكرة مشوشة .. تسالينها.. صمت مؤلم .. غربة عيون حزينة .. طول انتظار ..
مرارة مذاق الصبر .. تقاسميني الحزن والحنين .. وشوق موج البحر ..
الشاطيء الحزين .. وحيدة في غربتك .. ملل سرمدي .. يستفز احيانا ..
تكسرين صندوق الالعاب .. تتذكرين .. تترددين في قراراتك .. تعودين الى سكون غرفتك الصغيرة ..
وصمت المرايا المكسورة .. تتلمسين وسادتي وسريري ..
و قميصي.. قد يحمل بقايا حنان .. وبقايا من دموعك .. متعبة تذكارات الماضي ..
وخيوط النسيان.. سافرت خلف السحاب.. خلف طيور مهاجرة ..
بعضها يقف على اعمدة قضبان صامتة .. ترمق فتات خبز تلك القرية ..
وبقايا الماضي .. خلفها قمم شامخة .. ثمة صخور .. ترفرف راية الامل..
مكتوبة في سفر التاريخ .. منقوشة في صروح الحب ..
شمس غابت في حدود الافق .. لا ريب ستشرق اجلا او عاجلا ..
وصواري غاصت في لجة الاعماق .. مغروسة في قعر المحيط ..
تحيط بها مخلوقات مجهولة .. وبقايا عظام.. وتذكارات قرون بالية ..
ساعود لالثم هذا التراب .. احضن تلك النخلة الباسقة .. صامدة في وجه الريح ..
وجفاف الوادي .. انتظريني حبيبتي تحت تلك النخلة .. فانت اول من اشاهد ..
اول من اقبل واحضن .. ساعود اليك كاسمك في الصباح ..
اوقفي دقات الساعة قليلا .. لاني اعشق عصافير الصباح مثلك ..
والوان عينيك.. وظلال شعرك .. امسده براحة حبي و شوقي..
انتظريني حبيبتي لتبعثرين ظلامي .. و اوراق صبري الطويل..الصامد في وجه الاعصار..
ناصر الضامري
ملهمتي .... (مجاراه لنص يطنشني انا الانثى ) 31/10/2016
ملهمتي ..
ويارا قبلة القلب
خذيني انني احمد
فصمتي محض اشعار
كليل سامر ينشد
ولن ارضى بفاتنة
تراني مدبر يرتد
صلاة الحرف اكتبها
وليل ..كاهن يعبد
من الانثى تلاواة
خفوق عندها يسجد
كان الدمع في مقلي
ونبضي صابر يشتد
وانت النور ان افلت
نجوم شمسها تعمد
وانت الكون احلاما
وآمالا بها اخلد
فصمتي بوح آيات
فنتلوها بلا موعد
وعطر الليل الثمه
ودفء الكف والمشهد
وفستان يبعثرني
وشعر سابح والقد
وخد ذاب في جسدي
كسيف سار في المغمد
بدونك صرت اشباحا
وبدر ليله اسود
انا بحر بلا ريح
شراعي عابر مجهد
فكيف اطنش الانثى
فتلك الروح والمقصد
فجئت اليك مشتاقا
فانت الشاطيء الاوحد
تعالي لملمي صمتي
اليك البوح والموعد
خذيني من سماوات
يديك النور والمولد
ساولد من ثناياك
ومن شفتيك اتنهد
فضميني الى عين
فلا احلى ولا اسعد
اعود اليك ضمآنا
فانت الحب والمورد
ناصر الضامري
يا حبيبي يا محمد ....11/12/2016
يا حبيبي يا محمد ....
العينُ تبكي والدموعُ تسيلُ
والقلبُ في وصل الحبيب يميلُ
هذا محمدُ والصلاةُ لذكرهِ
للعالمين سجيةٌ وسبيلُ
ياربُ صلِ على نبي محمدٍ
فالحبُ في ذكرِ الحبيبِ جميلُ
فالكونُ يلهجُ بالصلاةِ واسمهِ
ومحمدٌ في العالمين رسولُ
.........................
ذاكَ النبيُ الهاشميُ المصطفى
من عاشَ عمرهُ زاهداً ويتيما
ذاك الامينُ القُرَشيُ المُجتَبَى
من كان في لغةِ الكلامِ حكيما
والكونُ يهتِفُ بالصلاةِ محمداً
سادَ الانامَ قيادةً وزعيما
فاذا تلوتُ وذكر احمد عاطراً
صلوا عليهِ وسلموا تسليما
ناصر الضامري
بئر معطلة .... 26/12/2016
بئر معطلة ....
عجوز في نهاية العمر ومراحله الاخيرة ..منحني الظهر .. يمسك بيده اليمني عصاته الغليظة.. يتكأ عليها .. يمسك بيده الاخرى قنديلا ..يمشي رويدا رويدا ..في ظلام دامس ..يقترب من جماعة.. يبدو انهم من اعيان القرية .. جالسون بالقرب من بئر معطلة ..يمسكون قناديلا.. اقترب العجوز اخيرا منهم .. بالكاد يسمع حديثهم .. يدور حول الجدب .. والمحل .. وانقطاع الامطار .. وجفاف البئر .. يتساءلون فيما بينهم: ما السبب ؟.. ماذا حل بالقرية؟! ليجف البئر ..مورد شربهم ..وظمأهم.. معين مزارعهم ... وقف العجوز .. برهة ..انصت لحديثهم .. احسوا بقربه منهم ..لم يتفاجأوا بوجوده ..لانه كان في طريق العودة المعتاد ..يسلكه حينما يعود من المسجد..سالهم: لماذا الصمت؟ ..طلب منهم .. ان يكملوا حديثهم .. ردوا عليه: .. ما عسانا نقول؟ انت اعلم بالحال .. رد عليهم متسائلا: ...كيف تتعجبون من جفاف البئر .. وانتم من قطعتم اموال الزكاة .. المساجد مهجورة .. الا من كبار السن .. قلة من الشباب ... منهكون في دنياكم ..واعمالكم .. الابناء هجر أبائهم ..سرقتهم المدينة ..نسوا القرية واحبابهم فيها ..يتذكرونهم احيانا ايام المناسبات والاعياد ... وعدا ذلك فهم بعيدون ..بعيدون .. بعيدون ..عن آبائهم وأمهاتهم .. مسح الرجل العجوز عينيه بظهر يده الماسكة للعصا .. هم بمواصلة طريقه.. يغمغم بالالم.. كانه تذكر شيئا ما .. طلب منهم: ان يتقوا الله في انفسهم .. مرددا : اتقوا الله .. اتقوا الله .. اتقوا الله.. ستمطر السماء لا محالة ...سيعود ماء البئر ..سنشرب ..سنروي عطشنا يوم ما .. عودوا الى حبل الله المتين .. ستمطر السماء ... كان الجماعة يرددون كلام العجوز .. في تقوى الله ..يتهامسون فيما بينهم ..واصل العجوز طريقه.. يعبر الوادي السحيق .. تسارعت خطوات العجوز .. يغمغم بالالم ... نور السراج يخفت ..رويدا رويدا .. لدرجة من الصعوبة رؤية الطريق ..برق ..و رعد.. زمجر في السماء ...لمعان ..تساقطت حبات من المطر ..كانت بردا وسلاما على قلب العجوز .. برهة .. تسللت مياه الوادي بين الصخور ..تزايدت .. لا يزال العجوز في بطن الوادي .. تزايدت المياه ..لدرجة انها بدات تحمل جسده ..يصرخ ..يستغيث : لا يرى شيئا !.. ينادي جماعة البئر .. لا مجيب .. ينادي باعلى صوته .. لا احد يسمعه .. يستغيث بصوت مكسور..حزين .. ينادي ابنائه .... يتردد صدى صوته دون مجيب ...يجثوا على ركبتيه ..تغمره المياه.. ينادي بصوت خافت ..كقنديله الخافت في المياه .. يردد ذلك ثلاثا ... خفت القنديل تماما.. .. سجد العجوز في الماء .... سجدة اخيرة... ردد الشهادة .. ايقن انه سيرقد في سلام...صفحة مياه الوادي .. تحرك الجسد .. حمل الوادي جثة العجوز ....يرمقون تلك الجثة ..وقفوا على ضفة الوادي .. يتهامسون .. تضاءلت الجثة في اعينهم .. اختفت رويدا رويدا ...سافرت بعيدا ولن تعود..رجعوا .. البئر.. في طريق عودتهم .. لم تعد معطلة .. تفيض بالماء والحياة ..
بقلمي / ناصر الضامري
رسالة من فاطمة .....20/2/2017
رسالة من فاطمة..
اليك ابي ..استحضر خيالك ..ارسل اليك حبي وشوقي ..حنيني وابتسامتي ..
مشتاقة لاحضانك كثيرا ..لاناملك تمسح دموع الليل ..ليمينك تلف معصمي ..
تمسك عصاتي البيضاء ..لم اعد ضريرة بقربك .. لهمسك .. لدفء حديثك ..
لسماع تلاواتك آخر السحر ..تنبش ذاكرتي ..تقلب اوراق دفاتري ..وحقيبتي ..
تقرا لي آية قرآنية ..تنصت لي ..تبعث في نفسي ..طمأنينة .. تملأ كل زوايا قلبي ..
كل كياني ..لا اجيد فن البوح بمكنونات صدري ..ولكني على يقين ..
انك خير من يشعربخواطري واحاسيسي ..خير من يقرا حروفي الحبلى بالشوق ..
خير من يترجم لغتي ولساني ..خير من يقرا لي ما تحت السطور ..لم ارحل ابي عنكم...
حتى لو سافر جسدي ورحل بعيدا ..فانا لا ازال اعيش في قلوبكم ..في انفاسكم ..
اطير في زوايا غرفتي بكارديف ..امشي بقربك على ضفاف النهر ..بالقرب من اشجار الزيزفون ..
امتزج بروائح زهر الاقحوان كل صباح ..نشرب معا قهوة المساء..
بطعم الريف الانجليزي ..تخبرني عن اصدقاءك .. اكاد تذكرهم .. كانوا يحملونني صغيرة في احضانهم ..
لم يتوقعوا تلك الابتسامة ..افلت قبل اوانها ..قبل غروب الشمس..
تقاطعني احيانا بابتسامتها الحانية..تناديني كثيرا ..تسال عني كثيرا ..رغم اني لم اعد صغيرة ..
انها امي ..قدوتي..صديقتي ..وميناء اسراري .. تخبرني باني اشبه جدتي كثيرا..
تزورني في الجامعة احيانا ..تبحث عني كلما تاخرت ..قلقة ..لسبب لا يدعو للقلق ..
لاني ضريرة..ربما .. انه احساس الام ..خوف الام ..اعذرها كثيرا..اعلم انها حزينة الآن..
وحيدة ..فقدت اقرب صديقاتها .. رحلت مبكرا ..سافرت دون وداع ..دون قبلة اخيرة..
ربما تركت غرفتي.. لم تعد الا مملة ..كئيبة ..شارع حزين.. يسال عني كثيرا ..
انهكه دموع الرحيل ..الم الفقد والغياب .. اعذر اخوتي عبدالله و و و ..
لا يزالون صغارا في عيني الضريرة..لا اتذكر تقاسيم وجوههم ..
قد يكون السبب..ذاكرتي صاخبة باصواتهم .. بكفوفهم ..واجسادهم الصغيرة ..
والعابهم الغريبة .. هدايا عيد الميلاد ..واصدقاء المدرسة ..المشاكسون ..المنصتون ..
كلما تحدثت معهم عن بعض المواقف ..يضحكون كثيرا ..اضحك معهم كثيرا ..
لدرجة الملل احيانا..استمع الى مغامراتهم العجيبة .. انزق لسماع تفاصيلها ..
تبقى في مخيلتي لوقت متاخر من الليل ..لم تحضرني اجابة لسؤالهم ..
حول بلدتي في عمان ..تسمى السيب .. اعشق بلدي وبلدتي كثيرا ..اشتاق لاحضان جدتي ..
وجدي رحمه الله ..رحل قبل عودتي ....يتكررذكرهما في احاديثي كثيرا ..
اسهب في الحديث عنهما ..اشتاق للعودة ..كشوقي لمصحفي .. تركت لكم فيه تذكارا ..
بصمات اناملي ..بقايا انفاسي ..قبلاتي ..انه قدري ان ابقى بعيدة ...
يبدو اني لن اعود الي بلدتي ..لم تعد حلما .. حان موعد الرحيل..
قبل أوانه..مؤمنون بالقضاء والقدر ..راضون..لحظة اخيرة ..لم تكن اخيرة ..
احمل ذلك الجسد بين يدي ..قد تكون لحظة وداع اخيرة ..لقاء اخير ..
انها رحمة الله بخلقه ..مشيئته في عباده ..فانا الان في ملكوته ..في عالم البرزخ والغيب ..
لنا موعد بلقاء في جنان الخلد برحمة الله.. ساطير بين طيور الجنة ..شفيعة لابي وامي ولكم جميعا ...
امسح دموعكم الثكلى .. والم اخير.. سابقى سعيدة...بهذا الحب العارم .
.بتلك القلوب التي حملت ذكرى فاطمة الضريرة ..لا ريب سابقى سعيدة.. بدعواتكم ..في صلوات آخر الليل ..
رحمك الله يافاطمة الزهراء.
بقلمي / ناصر الضامري
رحلت فاطمة الفتاة العمانية الضريرة في عمر الزهور في غمرة فرحتها وفرحة اسرتها بكفاحها واصرارها بحفظ اجزاء من المصحف الكريم وبدخول الجامعة في كارديف ببريطانيا، وهي ابنة الصديق د.خالد بن عبدالله المحرمي . ان لله وانا اليه راجعون. لا املك في ذاكرتي من فاطمة سوى طفلة صغيرة مبصرة حملتها يوما وكانت تداعبني بابتسامتها النظرة ..الجميلة ..رحمها الله واسكنها فسيح جناته..آمين.
مسافـــــــــــــر.. 22/3/2017
مسافر..
حلق بعيد ف دنيتي بين البشر
لك وسط عيني مدرج وقلبي مطار
سافر بعين الريح في حدود النظر
وارجع لان بغيبتك طول انتظار
عدت بسلام جناح عاد من السفر
حالة هبوطك صار في حال اضطرار
شفت برجوعك فرحتي بلون الفجر
والحال سر الحال من نور الديار
حتى الشواطيء عانقت موج البحر
والليل بان ف ظلمته شمس النهار
بس يا حسافه فرحتي دون الشهر
والعين هلت دمعها بليل السهار
يوم (ن) نويت البين ياعمر العمر
معذور لو ماني أريد الاعتذار
ما بين ذكرى..وبين اشجان الصدر
احضن خيال و صورته وسط الاطار
أرحل .. بعيد هناك واتركني صبر
اطلال حل بديرتي وسط الدمار
ارحل لاني في المواني أنتظر
وانت الشراع يطوف أمواج البحار
ارحل لو ان الروح بعدك تحتضر
والنور في عيني تغشى في خمار
لو شفت اسمي في حكايات البشر
لو قالوا اني كنت ذكرى باختصار
لاني متيم صرت في حكم القدر
شوق المسافر بين اسوار و جدار
بقلمي /ناصر الضامري
مغلغل على الطريق.....29/3/2017
مغلغل على الطريق.....
دقت الساعة الحادية عشرة قبيل الظهيرة.. في المذياع الصغير ..قفز من مكانه ..جمع بقايا كتبه واوراقه والوانه ..لبس ثوب ابيض قصير..واعتمر كمة (منخلة) على راسه .. ركض صوب فناء المنزل ..ورائحة الطعام تلاحقه.. حمل حقيبته الجلدية .. رسم قبلة على راس جدته وكفها .. ناولته قطعة نقدية صغيرة ..اطلق العنان يعدو..يجر جسمه الضئيل .. يسابق الريح نحو موقف حافلة .. مرت سريعا .. غادرت اليوم سريعا ..وقف ..يكلم نفسه .. ادرك ان الوقت من ذهب .. الكسل قبيح ..والحلم ليس صعبا .. والهمة تتوالد..انه طريق العلم ..طويل على حد علمه..نهايته ليست ببعيدة ..لمحه شخص قادم من بعيد ..يكن له كل احترام ..يكبر شيئا فشيئا في مآقيه.. انه هو ..يترنح في دراجته الهوائية.. كأن قدميه ترقص بايقاع بطيء..ابتسم كعادته ..هز رأسه .. الوقت ضيق .. ركب الصغير في المقعد الخلفي ..عاتبه كثيرا ..نصحه كثيرا ..قاد دراجته الهوائية .. اسرع مما كان .. يشق حاجز الصوت ..يطوي الطريق ..توقف ..فوضى أمام فناء المدرسة.. ارتجل من مقعد الدراجة.. ذهب الى صفه..قبل ولوجه من الباب.. توقف..سمع اصواتا .. تشبه البكاء ..وقف برهة..تردد في الدخول ..يكره البكاء والدموع ..رفع غطاء الرأس ..نفض ثوبه ..لمحه الاستاذ فريد .. ابتسم .. حمله بين ذراعيه .. رفعه فوق سطح طاولة الصف ..يشبه الصعود الى القمة ..شعر بشيء من الاستعلاء.. علو كعبه.. ينظر اليهم..صغارا في عينيه..شعربانهم كذلك..قرا ابجديات حروف ...هي من علمته تلك الابجديات .. تشبه ابجديات الحياة ..منذ نعومة اظافره ..حفظها عن ظهر قلب ..ساد هرج وتصفيق .. وصفير ..شعر بشيء من الفخر ..ربما اكثر بقليل..عاد الى كرسيه ..طالما حافظ عليه ..مسك الكرسي بكلتا يديه يخشى سقوط الكرسي..او ربما سقوطه من الكرسي..لن يدوم طويلا ..سيغادره يوما ما ..كما يخشى السقوط من الاماكن العالية ..انها (فوبيا) الاماكن العالية ..توالت الدروس ..والوجوه ..والكلمات ..كانت الحصة الاخيرة..سرح في خياله ..اسهب كثيرا في الخيال والتخيل ..لما ؟؟.. والتخيل في نظره اقرب الى معرفة..قد تفوق المعرفة.. سرح لدرجة الملل..يتردد في ذهنه نشيد ..طالما اطرب ذائقته .."جات مريم من لبنان " ..تذكر لبنان .. ما يدور في شوارعها ..ودخان البنادق ..تذكر والده كان هناك قبل بضع سنين ..ضمن الجيوش العربية ..وكتيبة الهاون ..قلقت جدته كثيرا حينذاك..تتمنى عودته في اقرب فرصة .. خشية اندلاع الحرب .. نام الصغير على طاولته ..توسد حقيبته..راودته احلاما صغيرة ..تشبه احلام النهار واليقظة ..مضى وقتا طويلا في سباته.. واحلامه ..نزق..صحى من غفوته ..واحلامه ..نظر حوله ..غادر الجميع .. تركوه وحيدا ..الظلام يكسو جدران المدرسة ..تسلل من الصف ..خرج .. ظلام؟ .. كيف يعود الى المنزل؟..تذكر وحش السلاسل خلف غابات النخيل والغاف ..يسميه البعض بالمغلغل..يسكن بالقرب من احراش الطريق ..يخشى ان يقع في قبضته .. لا خيار..الا العودة ..آجلا او عاجلا .. مشى بحذر ..تسارعت دقات قلبه ..مشي يشبه الهرولة في هذا الظلام الحالك.. اقترب قليلا من الاحراش ..يعتقد ان المغلل يعيش بالقرب منها ..يحيط بها غاف واشجار راك كثيفة..يسمع عواء كلاب الليل..كانها تقترب منه..قرر ان يحبو على الارض ..حتى لا يراه المغلغل..الوقت بطيء .. سحب حقيبته ..يبدو ان الحبو منهك .. الطريق طويل وممل ..خطوات ما تقترب منه ..فجأة ..قفز المغلغل أمامه ..رفع رأسه..أردف قائلا في نفسه: انه المغلغل!! ..لاول مرة يشاهد المغلغل .. كان يعيش في مخيلته فقط ..يتقلد سلاسلا على جسده الضخم ..اشعث الرأس ..تبدو حدبة بارزة في ظهره ..يرتدي قميصا رث ..ممزق ..تأكد انه المغلغل.. يحملق فيه ..عينان حمراوتان ..تبعث الخوف والرعب ..اقترب المغلغل منه ..كان الصغير يرتجف من الخوف ..حمله بين يديه الضخمتان ..نظر اليه ..ساله.. خائف بلا شك ..ضحك المغلغل .. ابتسامته تخفي امرا ما ..رفع الصغير ..وضعه على كتفه .. أكد للصغير توصيله الى منزله ..شريطة ان لا يعيد الكرة.. استدار المغلغل ..مضى في الطريق ..نحو منزل الصغير ..جلس الصغير على كتف المغلغل ..تدور في خلده اسئلة عديدة ..لا يصدق ما يشاهد ..سمع عن المغلغل الكثير ..عكس ما كان يتوقع ..انه لطيف..لايعذب الاطفال كما يتشدق عنه ذلك الاشرم..دارت اسئلة صغيرة في راسه....قبل ان يصل المنزل ..حاول الصغير أن يتحدث مع المغلل. الا ان شفتاه تترجف كثيرا..طبعا من الخوف ..نزل الصغير ..غادر المغلغل ..دلف لباب منزله ..كانت جدته تنتظره بشيء من القلق....عكس ما يتوقع ..حظنته كعادتها ....لا يزال متشبث بذراعيها الدافئتان ..نزق من غفوته ..لسماعه دقات الساعة الحادية عشرة.. نهض من مكانه ..أنه حلم ..لم يصدق ..انها كانت زيف احلام ..مجرد احلام ..خيال المغلغل ..لايزال مرتسما بعينيه الصغيرتان ..لايزال الحلم و التخيل في نظره احلى مما يشاهده في واقعه الممل ..بقلمي/ ناصر الضامري