يقول الشاعر (لويس اراغون): لولا الشعر ﻷصبنا جميعا بالسكته القلبيه ....
- هل لهذه الدرجة هناك تأثير قوي للشعر في حياة الناس ؟
ام ان هذه المقوله فيها نوع من المبالغه ؟
عرض للطباعة
يقول الشاعر (لويس اراغون): لولا الشعر ﻷصبنا جميعا بالسكته القلبيه ....
- هل لهذه الدرجة هناك تأثير قوي للشعر في حياة الناس ؟
ام ان هذه المقوله فيها نوع من المبالغه ؟
كل عاشق للشعر يعبر عن هوسه بالمفردة المعبرة بأسلوبه الخاص، ربما هناك مبالغة في مقولة لويس أراغون ولكنه تعمد قولها مجازا لتوصيل مشاعره فليس هناك أيديولوجيا للعشق.
- ما هو سر نجاح الشاعر ؟
هل كثرة كتاباته ام في تطوره المستمر لادواته ام حب الجمهور له ؟
أستاذي صدى صوت كل ما ادرجته في سؤالك من عوامل لها دور لا يستهان به في صنع الشاعر الناجح. ولكن على الشاعر أن لا يألو جهدا ولا يدخر سعياً في تقديم نفسه للجمهور. والعمل على كسب أكبر شريحة من الناس من خلال العلاقات الإجتماعية.
رائع شاعرنا علي العلوي ..
اعزائي المتابعين سعدنا اليوم برفقة الشاعر علي بن حميد العلوي في هذا الحوار المليء بالشعر والثقافه والاجاده والمعرفه الكبيرة بكل ما يهم الشعر والشاعر .
اعزائي غدا ان شاء الله نستكمل حوارنا الشيق الممتع مع الشاعر علي العلوي .
تصبحون على خير
أشكرك أستاذي الكريم لك مني أصدق التحايا، وذوقك هو الأروع. والشكر موصول لجميع المتابعين.
هلا بالجميع ..
ماشاء الله الآخ الغالي / صدى صوت مابقى لنا كلام نقوله ونطرحه هههههه
اخي العزيز علي ..
كيّف تقّيم اللجان المعنيه بالشعر عمانيا وخليجيا ؟
هل هناك اهتمام اعلامي تراه بالشاعر العماني وابرازه في المحافل ام هو اجتهاد ذاتي منه فقط ؟
ايهما الاقرب اليك النبطي او الفصيح ولماذا ؟
لكل مننا في صغره مثل اعلى بالشعر .. بمن تأثر الشاعر علي وكان قدوته ؟
هل انت راضي بما تنتجه الساحة العمانيه من شعراء وهل كلهم يستحقون لقب شاعر ؟
قد اعود مجددا بتساؤلات اخرى متى ماسمح الظرف بذلك ..
لك مني وللجميع اجمل المنى وعظيم الامتنان
حياك الله أستاذي المتألق دائما رايق البال..
أسئلتك جميلة جدا كالأستاذ الكبير صدى صوت تتناول محاور متباينه.
سأبدأ مع الأسئلة:
كيّف تقّيم اللجان المعنيه بالشعر عمانيا وخليجيا ؟
اذا كنت تقصد لجان التحكيم فهم مبدعون لا تنقصهم الخلفية المعرفية في هذا الجانب ومجتهدون بوضع كل ما يمتلكون من خبرات تراكمية في مجال التحكيم، ولكن تبقى مسألة المحسوبية فارضة حضورها في معظم لجان التحكيم إن لم يكن كلها. وربما هذا ما سبب عزوف بعض الأقلام المجيدة عن الدخول في خضم المنافسة.
هل هناك اهتمام اعلامي تراه بالشاعر العماني وابرازه في المحافل ام هو اجتهاد ذاتي منه فقط ؟
الإهتمام الإعلامي موجود وملموس للأمانة، ولكن الإجتهاد الذاتي من قبل الشاعر نفسه يبقى أهم ركائز التميز وأكبر روافد الظهور .فالطائر لا يحلق بجناح واحد. يجب على الشاعر أو المبدع أن يسعى ليروج له إعلامياً.
ايهما الاقرب اليك النبطي او الفصيح ولماذا ؟
أنا أكتب الشعر بشقيه الفصيح والنبطي. فهناك علاقة تكاملية بين هذين اللونين. ولكني أجد نفسي في الفصيح أكثر من النبطي. لإيماني المطلق أن الشعر الفصيح يفهمه جميع العرب من المحيط الى الخليج بل وتستطيع ترجمته لأي لغة من لغات الأرض. وهذا ليس تقليلا من شأن النبطي الذي يحتل قاعدة جماهيرية قد تكون أوسع من الفصيح.
لكل مننا في صغره مثل اعلى بالشعر .. بمن تأثر الشاعر علي وكان قدوته ؟
بدأت كتابة بعض الخربشات الشعرية منذ أيام دراستي الإعدادية، و لحسن حظي كان مدير المدرسة هو الشاعر المصري الكبير الأستاذ: محمد بن عبدالعزيز . له كل التحية والإكبار. وجدت فيه ضالتي واتخذته قدوة لي أستقي منه بعض التوجيهات وأقتني قصائده الشعرية الفصيحة. احتكاكي بهكذا تجربة شعرية منذو نعومة أظافري كان لها عميق الأثر في صقل موهبتي ودفع عجلة الكتابة قدماً.
هل انت راضي بما تنتجه الساحة العمانيه من شعراء وهل كلهم يستحقون لقب شاعر ؟
ما تنتجه الساحة العمانية من شعراء لامعين حقيقة يثلج الصدر ويدعو للإفتخار. ولكن ليس كل من امتطى صهوة الخيل يدعى خيال. فهناك شعراء بلا شعر ولكن القلم المبدع يفرض نفسه على المتلقي فرضاً مهما جابه من عقبات.
لك مني أرق المنى أيها الراقي ودمت بود
صبحكم الله بالخير اخوتي اخواتي واسعد الله يومكم بكل خير ..
نعود لحوارنا الذي بدأناه يوم امس مع الشاعر علي بن حميد العلوي .. نتمنى لكم متابعه مفيده
صباح الخير الاستاذ القدير رايق البال وسعيدين بمداخلتك القيمه والشاعر علي العلوي ما شاء الله عليه اهل للاجابة ..
- الشاعر علي العلوي كيف تتصور آفاق المشهد الشعري في المستقبل في ظل هيمنة التكنولوجيا وكثرة التحديات ؟
المشكلة لا تكمن في المشهد الشعري أستاذي صدى صوت. فنحن بحاجة لنظرة شمولية للشعر وليس نقدا قطرياً ضيقاً. فالشعر المعاصر يواكب جميع التحديات. ولكن آفاق المشهد النقدي هي قطر الرحى ومربط الفرس إذْ تتحيز لشعراء بارزين وتنسى او تتناسى شعراء يستحقون الإشادة في العالم العربي.
هل تقصد ان هناك محاباه تؤثر على مستوى الانتاج سلبا ؟
ما قصدته هو أن هناك عدد كبير من الشعراء المشتتين في الوطن العربي. لهم تجارب شعرية تستحق الوقوف معها وإعطائها حقها لتفعيل المتابعة النقدية الجادة ربما يكون إهمالا أكثر منه محاباة.
ما هو الحق الذي تقصده في المتابعه ؟
وكيف تتصور ان تكون المتابعه النقديه للشاعر ؟
هل باقامة ملتقيات شعريه ام مهرجانات ان برامج تلفزيونيه مخصصه للشعر ؟
حق إعلامي في الظهور
الا تشعر بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم ؟
التباين بين الشعر المعاصر والشعر القديم ظاهرة صحية وملموسة بالفعل فكل عصر له خصوصيته وصبغته العصرية. مع نهاية الحرب العالمية الثانية مثلا ولدت قصيدة الشعر الحر (قصيدة التفعيلة الواحدة) عاكسة جو الحرية النسبي الذي ساد العالم بعد انهيار النازية في ألمانيا.
فهي مرآة عصر الذرة وغزو الفضاء والقمر والصواريخ عابرة القارات، خلافا للقصيدة القديمة، فان القصيدة العصرية قد تمتعت بحظ وافر من حرية التصرف بالشكل كاستخدام تفعيلات قريبة صوتا من بعضها أحيانا بدل التقيد الصارم بتفعيلة واحدة بعينها. ثم الحرية في طول وقصر الأبيات والمقاطع، ثم ادخال الكثير من الرموز والأساطير ومصطلحات العصر والمفردات الأجنبية نظرا لسعة ثقافة شعرائها ومعرفة الكثير منهم لغات أجنبية سواء بالدراسة أو بالعيش في أوساط وبلدان غير عربية مثل (أوروبا وأمريكا).
سأعود بعد الانتهاء من بعض الاسئله لنتناقش حول قصيدة النثر ..
-القصيدة رسالة مفتوحه للعالم ... وانت تكتب هل تفكر في القارئ بشكل محوري ام تغرق - ان صح التعبير - في القصيدة الى حين اكتمالها ، ساعتها تتحرر من قبضتها وتنظر فيم هي ؟
http://up.harajgulf.com/do.php?img=72526
استضافة جميلة وممتعة أخي صدى صوت
نحن مستمتعين جداً بهذا اللقاء الشيق
وماشاء الله انت ملم بكل الجوانب
الآن لم تحضر ببالي أسئلة للشاعر الضيف "علي العلوي"
لكن أريد أن يلقي شاعرنا قصيدة
من القصائد القريبه للشاعر وان كانت عدة أبيات
شاعرنا علي أتمنى لك طيب الإقامة معنا
ربي يسعدك...
أهلاً بالأستاذة القديرة فاطمة. مداخلتك تكعس طيب اهتمامك المعهود وذوقك الرفيع
سأطرح قصيدة لها وقع خاص في روحي وذكرى جميلة جداً بأذن الله لاحقاً.
قبل البدأ في كتابة قصيدة
أولاً لابد أن تحدد الفكرة المراد توصيلها للقارئ من خلال التعبيّر عنها وتجسيدها
ثانياً أن تكون متهيئ نفسياً وتكون لديك الرغبة في الكتابة .
ثالثاً أن تمزج بين الخيال و الفكرة لأنك بذلك سوف تجعل هناك ارتباط بينهما بالأبعاد اللغوية .
رابعاً دع تفكيرك في البداية منصب على المعنى ولا تفكر بالوزن بل تجاهله لفترة معينة حتى يتضح المعنى لديك .
فالقصيدة لابد أن تلامس مشاعر وقضايا المتلقي لتحقق الهدف من كتابتها وإلا فلن تجد الصدى الذي يصبو إليه الشاعر .
جميل ..
دعنا نتخيل ... هناك ضيف ومضيف
من الذي يكون ضيفا على اﻵخر .. القصيدة ام الشاعر ؟
ام كلاهما في ضيافة بعض ؟
القصيدة هي مرآة الشاعر تعكس مشاعره وأحاسيسه.
وهي رئة الشاعر يتنفس من خلالها همومه وتطلعات أمته.
إذاً أنا أرى أن الضيافة بين الشاعر وقصيدته مجازاً لا يمكن الأخذ به.
-اقصد بالسؤال شاعرنا علي .. هل القصيدة هي التي تفرض نفسها على الشاعر ام الشاعر هو الذي يبحث عن القصيدة ؟
من الذي يبحث عن اﻵخر ؟
القصيدة الملتزمة لا تفرض نفسها على الشاعر، بل يكتبها من ذاته. كل الشعراء يكتبون ذواتهم، سواءً في الشعر الحديث أو الكلاسيكي.
سأعرج قليلا الى قصيدة النثر .. ومن ثم سأعود لمحور حديثنا حول الشعر بشكل عام .
- هل صحيح ان قصيدة النثر لم تضف شيئا للشعر العربي ؟
قصيدة النثر ، شكل فني بات يحتل مساحة كبيرة في النتاج الشعري العالمي عامة ، وفي المشهد الشعري العربي المعاصر خاصة . ولعل الكثيرين يعترضون على المسمى المطروح " قصيدة النثر " ، ويرون أنه يحمل التناقض في بنيته ، فكيف يكون قصيدة ؟! وكيف يكون نثرا ؟! وهذا مؤسس على قناعة أن القصيدة ، وفقا للموروث الثقافي الإنساني ، لابد أن تؤلف على أوزان وإيقاعات ، وأن النثر يخلو من هذا الوزن . وبالرغم من ذلك أقول: إن الإبداع يبقى آبداعاً شئنا أم أبينا. فهي إضافة إلى الموروث الثقافي العربي.
اذن .. هل ترى ان قصيدة النثر استطاعت ان تنتزع لها مكانا في منظومة الحس العربي ؟
بلا أدنى شك أستاذي ولها روادها وجمهورها.
- ما اقصى انواع الظلم التي تراها تمارس في حق الشعر العربي اليوم ؟
هناك مشكلة كبرى تتمثل في عدم تحديد المنهاج النقدي، و المصطلح ومن ثم في بناء نظرية نقدية عربية أصيلة ، فحالة الضعف التي نعيشها على عدد من الصُّعُد تؤكد تبعية التجدد والابتكار في الثقافة عامة والشعر والنقد خاصة. والمثقف الناقد القارئ المدقق المتوازن الموهوب في حساسيته وفطرته وعلمه هو من يصنع الفكر؛ أمّا ما نراه على ساحة الشعر والنقد فهناك أشكال غير قليلة انتهت إلى الاستلاب الإرادي والثقافي.
كيف تتجلى صورة المرأة في قصائد علي العلوي ؟
كل يغني على ليلاه متخذاً
ليلى من الإنس أو ليلى من الخشبِ
المرأة في شعر علي حميد العلوي هي الحبيبة والأم والأخت والزوجة والوطن...
هنا نقف عن الكلام ونطلب من الشاعر علي بن حميد العلوي ان يمتعنا بقصيدة مهدية لاستضافة سبلة الشعر ..
هذه القصيدة (بائعة الكبريت) حازت على المركز الثالث على مستوى السلطنة في مسابقة الملتقى الأدبي في ولاية صور
أهديها لجميع القائمين على سبلتنا الحبيبة والأعضاء الكرام ومن يهوى شعر علي العلوي:
(بائعة الكبريت)
ثوري أكثرْ..
وافني في أقبيةِ العزلةِ
عوداً.. عوداً..
في ثانيةٍ.. ميلادُ العالمِ منحسرُ
فيها وشموس تتدوّرْ
ثوري كي تتعرّى الأوجه
كي تخرج من طورِ التكوينْ
حُلماً يهدرْ
يجتاحكِ وجعاً قديساً
أقدامكِ لا.. لا تتعثرْ..
كبريت..كبريت.. كبريت..
لكن الأوجه برصيفِ الجوعى
تحتاجُ لأرغفةٍ.. وقصيدةَ شِعْر
وفضولكِ مدن حالمة
كالطفلِ بأرصفةِ السُّكر
كبريت.. كبريت.. كبريت..
يتسللُ عزفُ منفردُ
كرقصِ الباليه مكرّرْ
تلمسه الأذنُ فقاقيعاً
ترقصُ للموتِ ولا تحذرْ
يطفيء عوداً يبقيكِ بدائرةِ الضوءِ
كسنونوةٍ..
في عرسِ بياضٍ تتبخترْ
تتجدد دورةُ أغنيتكِ..
كبريت.. كبريت.. لتعدّك قرباناً
لطقوسِ غناءٍ لاتحضرْ
تمتدُّ تماثيل جنونٍ
يمنحها شكلكِ أبعاداً
يستعمرها الحزنُ كخنجرْ
كبريت.. كبريت.. كبريت..
أقدامكِ تلهث مع حلمٍ
تطمسه ثلوج ليليَّهْ..
تحتلُ شرايينَ الأشياءْ
لتعرّي أرصفةَ السُّكر..
كبريت.. كبريت.. أقدامكِ تتعثرْ
في لحظاتٍ.. هي لحظة ميلادكِ
..كي تستسلم أجزاءك لركودٍ
يلهمكِ سفراً لا يضجرْ
شعر: علي حميد العلوي