ما يستوي
احسن يكون شويه تشويق
ولا تدوريها ف النت ما بتحصليها هههههه
وعادت النفس إلى خالقها وأستشعرت عظمته
دائما الإنسان يغفل عن الكثير بقصد أو بغير قصد
ولكن لو تذكرنا إننا (من تراب على تراب إلى تراب)
ربما تختلف السلوك ونستطيع قضاء أكثر الوقت بالقرب من الله
ألف شكر لك إستاذي متابعين لك إستمر ،،
عااد سوا خير وتابع الرواية يلي منزلتها وعطنا راايك عن البخل "فيس كاشخ"
وين الفصل مال اليوووم
الفصل (٦)
قبل يوم من العملية
"في ذلك اليوم اتصل طبيب الأورام وترك رسائل عدة على الايميل، المحمول والهاتف يقول أنه يريد ان يراني "فورا".. دب الرعب في قلبي وقلب زوجي...وكنا بعيدا جدا عن المستشفى فتركنا كل ما في أيدينا وأسرعنا لمقابلته. في الطريق كان قلبانا يخفقان.. وكل ما يدور ببالي هو.. لا شك أن كارثة حصلت ليطلبنا بهذا الشكل.. هل اكتشف انتشار الورم من خلال التحاليل فرأى أنه لا داع من العملية وأنه علينا ان نفقد الأمل ونكتفي بالعلاج التلطيفي لتخفيف الأعراض حتى تحين الوفاة.. حاصرتني المخاوف من كل جانب.. ثم ذكرت قول الله.. "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم!!..فزادهم ايمانا.. وقالوا حسبنا الله ..ونعم الوكيل..
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء.. واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم"..
ماذا يملك الطبيب ليقول.. أيملك أن يقول لن تعيشي أكثر من شهر.. ليس هناك أمل.. لا داعي للعلاج..
وهل هذا بيده.. من هو لأخشى كلامه.. ما علمه أمام علم الله وما قدرته أمام قدرة الله.. ما قيمة كلامه أمام إرادة الله..
حسبي الله ونعم الوكيل.. بقيت أرددها حتى دخلت عليه,,
فلم يكن في جعبته سوى بعض النتائج لبعض التحاليل التي كما وصفها "ليست سيئة وليست جيدة.. ولكن من المهم أن تعرفيها"
تنفست الصعداء وأنا ابتسم لزوجي وهو يقول "طبيبك هذا كان سيقتلنا بالجلطة من شدة القلق"..
وعدت للبيت...منقلبة بنعمة من الله وفضل ..لم يمسني سوء... لأستعد لعملية الغد.."
#دمتم في عناية الله وأسبغ عليكم من نعمه وواسع فضله.
هلا فيك الونيس ..
سبحان الله فعلا الله على كل شيئ قدير
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل .. كل الود لك مني
الونيس وين الفصل مال اليوم:(
الفصل (٧)
ليلة العيد
"غدا أتعرض للتخدير لأول مرة في حياتي..
غدا.. لا أعرف كم من المضاعفات سأواجه..
غدا.. يتبين لي مع تحليل العينات كم حجم الورم وان كان قد وصل للغدد اللمفاوية أم لا..
ومع كل هذه المخاوف.. جاءني احساس غريب.. يصعب وصفه.. احساس ليلة العيد..
ليلة العيد ونحن صغار.. نستعد بكل حماس للغد الجميل.. الذي سيجلب كل الهدايا والعيديات والملابس الجديدة..
بلا مبرر كانت تلك الفرحة الخفية تغمر قلبي..
نمت مبكرا.. لم أحلم بالعملية ولم أقلق خلال النوم.. (أنا التي كنت أقلق طوال الليل ولا أستطيع النوم ان كنت مقبلة على عمل بمستشفى جديد أو زملاء جدد..)
ذهبت للمستشفى وأنا أتمتم ما دمت معي.. لن يضرني شيء.. أنت حسبي...أنت حسبي..
وكان سبحانه حسبي في كل شيء..
دبر وسهل ويسر من حيث لا أحتسب كل صغيرة وكبيرة...
أحد الزملاء في قسم التخدير كان يعمل في غرفة ما قبل العمليات في ذلك الشهر بالصدفة وأوصى بدون أن أطلب منه أن يكون طاقم الجراحة والتخدير كله من النساء وهو ما حدث .. (كم كنت سأستاء إن كنت في غرفة مليئة بالرجال...)
طبيبات الولادة المقيمات الاتي أتين لمتابعة وضع الجنين قبل وبعد الجراحة كن في غاية التعاطف واللطف باعتباري زميلة في نفس المستشفى أصابها هذا المصاب..
الممرضات المساعدات في الجراحة والافاقة كن جميعا من طائفة الأمهات وعاملنني كابنتهن ..امسكن بيدي جلبن زوجي ليكون معي حتى دخولي للعملية وطلبن (بدون أن اطلب منهن) غرفة خاصة لي بعد العملية.. وعاملنني كابنتهن المدللة..
لكوني حامل لم أتمكن من أخذ دواء ما قبل التخدير وهو الذي ينيم المريض قبل الوصول لغرفة العمليات حتى لا يقلق ولا يشعر بالتخدير وبالتالي بقيت مستيقظة حتى دخلت غرفة العمليات ونظرت لكل ما فيها من مشارط ومقصات وتم اعدادي للمعملية وانا في كامل الإفاقة فسبحان من أنزل علي السكينة حينها...وبقيت أتمتم.. بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء.. وهو السميع العليم..
وكان آخر ما أذكره قبل التخدير هو قول أحدى الممرضات.. لا تخافي.. سنعتني بك جيدا..
فابتسمت وأنا أفكر.. العناية أرجو لكن ليس منكم.. بل من رب السموات والأرض.."
#دمتم في عناية الله وحفظه
***مساااء ورد اريج***
***سبحان الله...مؤلم هذا االاحساس..ولكن الاجمل في الرواية انهاا متمسكة برب العباد..وهذا خيار الشي***
***الف تشكرات ع هذا الجهد الراائع***
***واااصل ايهااا الكريم***
***وبااارك الله فيك***
رواية جميله ;
كُل آلششكرْ عَ آلأنتِقآء
يعطيكِ آلله آلععآفيهً
وين فصل اليوم:)
هلا فيك الونيس ...
جدا رائعه روح الثقه بالله التي تتمتع بها رغم هذا الموقف الصعب
بإنتظار التكمله بفارغ الصبر ..
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل .. كل الود لك مني
الفصل (٨)
المتهم الأول.. العين
"اتصلت بي احدى الصديقات العزيزات.. "نور.. عندي سؤال مهم.. هل فكرت في العين كسبب لما أصابك؟"..
بالطبع لم تكن الاولى.. فقبلها بفترة لفتت صديقة أخرى نظري أني في حين حصلت على القبول للزمالة الطبية بجامعة مجيل بكندا.. أصبت بأعراض ولادة مبكرة في حملي الأول منذ الشهر السادس واضطررت لترك البرنامج.. والآن حين قبلت وزوجي للزمالة في أمريكا (وهي من أصعب الزمالات حول العالم في الاعداد والقبول)..أصابني المرض بعد أشهر من بدء العمل.. والكل كان يتحدث أن قبولي وزوجي في نفس المدينة "معجزة"..
حسنا.. لنبدأ الموضوع من البداية.. هل هناك ما يسمى بالعين؟.. نعم.. العين حق.. وردت في الحديث ولا أستطيع انكارها..
لكن ما الفائدة التي تعود علي من نسب مرضى لحسد الحاسدين.. كل ما سأجنيه هو أني سأشعر بالظلم.. وأن الظلم وقع علي من "نفوس شريرة" حولي لا أعرفها.. سأنعزل...سأجتهد لأخفي نعم الله علي.. سأعيش الشك والكراهية لمن حولي باعتبارهم سببا "محتملا" لم أنا فيه..
فهل هذا ما أريد الوصول إليه؟.. هل هذه الأحاسيس تعين على الشفاء؟.. القوة؟.. والعطاء؟!!..
وانظر حولي في مجتمعنا فأجد الكثيرين والكثيرين ممن عاشوا ولا يزالون يعيشون ضحية لهذه الاحاسيس ولأكبر حد..
العنوسة.. الطلاق.. فقدان الوظيفة.. ضياع فرص استثمارية.. المرض، كلها مصائب تحدث للجميع.. ولكن في مجتمعنا وحده نرى الناس فورا يشيرون بأصابع الاتهام لأنفس شريرة حولهم جلبت لهم هذا المصاب أو ذاك وأوقعتهم في المهالك.. ويعيشون بعدها أسرى لعقدة الظلم واحساس الضحية.. أسرى للشك في كل أحد حتى أقرب الناس منهم..
ويضيعون على أنفسهم أكبر متعة حقيقية تكمن داخل كل ابتلاء.. متعة البحث عن الحكمة الالهية والرسالة الربانية من وراء البلاء.. فلعلها كانت رسالة حب وقرب.. أو نضج ورقي.. أو تصحيح مسار.. أضاعها المسكين على نفسه وهو يبحث عن "الجاني" الذي حسده.
.و لعل المولى فتح بالابتلاء بابا من الزرق والعطاء لم يكن يخطر له ببال.. لكنه لم بنتبه له ولم يعره اهتماما وسط دموعه وقهره من فلان الذي حسده وفلانة التي سحرته..
ألا ترون معي أننا كمجتمع نعطي "القوى الخفية الشريرة" أكبر من حجمها بكثير.. ونسمح لها "إن وجدت" أن تكون سببا لتعاستنا وقلقنا وعدم استمتاعنا بالحياة.. حتى أن منا من يظن أن عين الحاسد وسحر الساحر أقوى من القرآن والتحصين مما يفتح الباب للمشعوذين و "الشيوخ المفتعلين" ليسترزقوا ويبنوا ثرواتهم على حساب قلة ثقتنا بالله وقدرته..
قال صلى الله عليه وسلم" واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.. رفعت الأقلام وجفت الصحف!"
#إجازة سعيدة
ما شاء الله
ووونيييس
العبرة فيها اهم شي
يسلموووو
أخي الونيس
الروايه جدا جميله تحمل بين طياتها تنبيهات غفل عنها أغلب الخلق
فعلاً العين والحسد والسحر موجود ولكن السؤال هل يلزم علينا تعظيمه ؟
كل شئ بأمر الله ولا يتضرر أو ينتفع أي مخلوق إلا بإذنه ..
طرح جدا راقي واصل إستاذي متابعين لك ،،
الفصل (٩)
نعمة استئصال الثدي
"بعد يومين من عمليتي.. حان وقت لإزالة الشاش واللصقات.. لأنظر للجرح.. لحيث كان هناك قبل يومين عضو مهم لكل أنثى.. لتشعر أنها أنثى..
كانت الممرضة المنزلية معي.. فلم أظهر أي اهتمام بالمنظر الجديد.. ثم رحلت.. وحان وقت النظر في المرآة..
كان منظراً مؤلماً وغير متوازن.. لم يستطيعوا أن يقوموا بجراحة تجميل في نفس الوقت لكوني حامل.. فلم يريدوا إطالة مدة العملية وتعريض الجنين للمزيد من الخطر.. ولكوني سأبدأ بالعلاج الكيماوي بأسرع ما يمكن فلم يريدوا أن يأخروا زمن التئام الجرح..
نظرت للمنظر الذي زاد من بشاعته انبوبان متدليان من الجرح لتفريغ الدم والسوائل
و قلت بصوت أسمعه.. الحمد لله.. كفى سخافة..
حاولت أن أقلل من شأن الأمر بقدر ما أستطيع.. فجلست أعد النعم في كونه مجرد ثدي..
أنا لا أحتاجه للكتابة ولا للقراءة.. ولا للتفكير...ولا للسير...هو مهم فعلاً لكن أهميته محدودة في جزء واحد من الحياة.. فهو لا يؤثر على كل جوانب حياتي..
أنا لم أصب بداء ذلك المريض الذي رأيته قبل أشهر...إذ أصابه سرطان في عينه.. فاضطروا لاستئصالها كاملة...ولم يستطيعوا تعويضه بعين زجاجية ( لأسباب شبيهة بأسبابي).. فبقيت الفتحة في وجهه.. ثم أصابته حكة في موضع الجرح فكان يدخل إصبعه في تجويف الحدقة وبغير أن "يعلم" يحك دماغه مباشرة ( من غير إحساس) حتى اكتشفوا خراجاً كبيراً في الدماغ من أثر "حكه لدماغه" حتى أننا كنا نسميه في المستشفى ((the brain picker.. الحمد لله.. ليست عيني هي التي نزعت..
الحمد لله.. أن ابني ذي الثلاث سنوات بخير وعافية.. ولو شاء الله أن يصيبه السرطان بدلاً مني.. لكان ذلك أشق علي بألف مرة.. فهو لا يدرك بعد معنى الحكمة من وراء الأمور.. ولا يستطيع تصبير نفسه.. وكل ما يستطيعه أن يبكي بحرقة بسبب ألم لا يفهم له سبباً.. أظن أن ابتلاء الأم بابنها أعظم بكثير من ابتلاءها في نفسها.. فلله الحمد.. على نعمه..
الحمد لله الذي حفظ لي عقلي.. فهو رأس مالي وأهم وأغلى ما أملك...أذكر أني رأيت في الطوارئ فتاة في مثل عمري.. تعمل ممرضة.. ليس في عائلتها أحد مصاب بمرض نفسي.. وهي قد أصيبت "بلا مقدمات" بالفصام.. فصارت تسمع أصواتاً وتعيش أوهاماً.. فقدت وظيفتها.. وأصدقاءها.. وفقدت احترامها لدى الناس بهلاوسها وتهيؤاتها التي ليس لها فيها أي ذنب.. فالحمد لله على المرض العضوي الذي يجمع الناس حولك يدعون لك ويسألون لك العافية.. والذي عافانا من المرض النفسي الذي مازال المريض يلام عليه وكأنه قد جلبه لنفسه..
الحمدلله الذي أحاطني بأهل وأصدقاء.. يهونون علي.. ويواسونني ويشعرونني بحبهم ورزقني والدين...دعاهما لي خير من الدنيا وما فيها..
الحمدلله.. الذي أنزل علي من عظيم لطفه.. وأحاطني بعنايته و أشعرني بقربه ورعايته.. منذ جاءني الخبر.. وحتى هذه اللحظة..
الحمدلله الذي مكنني من إبقاء الجنين (إلى الآن).. فمع ألم الاستيقاظ من العملية بعضو ناقص.. فإن ألم الاستيقاظ من العملية بعد فقد طفلي "عمداً".. أشد بكثير.. فاللهم أدم علي هذه النعمة وارزقني أن أستمر في هذا الحمل حتى النهاية واجعله يارب مولوداً رضياً تقياً من أوليائك الصالحين.."
#دمتم في خير وسعادة
روايةة جميله ;
كُل آلششكرْ عَ آلأنتِقآء
يعطيكِ آلله آلععآفيهً
متاابعين للنهاايه:(
زهوور
غلاتي
شكرآ لكم
الفصل (١٠)
درس ثقيل في التوكل
"منذ بداية حملي وقبل أن أعلم بمرضي كان كل همي أن أكون "الأم المثالية" بقدر ما أستطيع..
حملت هم كل شيء.. كل التفاصيل..
كان همي الاكبر هو الرضاعة الطبيعية.. كيف لي أن أرضع المولود أطول فترة ممكنه وأنا لا يسمح لي بإجازة لأكثر من أسابيع معدودة أعود بعدها لعمل لا يرحم ومناوبات تبقيني بعيدة عنه أكثر من 24 وساعة..
كيف يمكن أن أقي المولود الاحتكاك بعدد كبير من الأطفال في الحضانة مما يسبب العدوى والالتهابات خلال شهور حياته الأولى..
كيف يمكن أن أكون الأم الأكثر "صحية" خلال الحمل.. توقفت عن شرب الشاي والقهوة لأقيه أضرارها.. توقفت عن استخدام الميكرويف لتجنب خطر الإشعاع وتوقفت عن وضع الهاتف الجوال في جيبي وصرت أغلقه تماما معظم الوقت لأجنبه الموجات الكهرومغناطيسية.. كنت انتقي طعامي انتقاء لأضمن له صحة أفضل..
كنت أظن أني "بيدي وبقوتي وتخطيطي" سأجلب للمولود تمام الصحة.. وأرهقت نفسي في التفكير في كل التفاصيل.. حتى ما بعد الولادة.. حملت الهم و كأني أنا من سيصنع الصحة ويهديها له..
ثم جاء الحدث الجديد وغير كل شيء.. أنا التي كنت أرفض شرب الشاي والقهوة حتى لا أؤثر على الجنين صار علي أن أمر بالتخدير والجراحة أثناء الحمل وأن أخقن بصبغة مشعة داخل الورم خلال الحمل والأسوء من ذلك أن آخذ العلاج الكيماوي الذي يبدو لنا كمارد مدمر لكل الخلايا التي تنمو تكبر.. أن آخذه خلال الحمل..
كان الخيار هو.. إما أن أثق في الله وأرفع يدي وأسلم وأقول يارب ليس لي من الأمر شيء.. أو أن أقتل الجنين بنفسي (كما نصح الأطباء) لتجنب احتمال تعرضه لأثر العلاج السيء..
فاخترت أن أثق في الله.. وأدركت لأول مرة.. أني مجرد "أمة".. لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا.. وأن الله وحده هو مانح الصحة.. وهو القادر أن يكمّل خلق جنين غذي بالكيماوي .. وأن بنقص خلق جنين كان من المفروض أن يولد سليما..
علمت أني كنت أحسب أني أمسك بزمام الأمور.. أني من يخطط ويدبر وينفذ.. فجاء الدرس.. أننا نحن البشر أضعف من ذلك بكثير.. وأن الله وحده هو الفاعل .. وهو وحده القادر.."
# طابت ليلتكم بكل خير
الفصل (١١)
عزيزي الرجل الشرقي...
"يتصل بي زملاء العمل والأصدقاء من الأمريكيين ..يسألون عني ثم يسألون عن زوجي باعتباره شريكي في المصاب.. كيف هو.. كيف نفسيته وتحمله.. هل يحتاج هو كذلك للمساعدة (او حتى للعلاج النفسي!)..
ويتصل بي أصدقائي وأحبابي من بلادنا العربية.. فأشم لدى الجميع نوعا من "الدهشة" والفرحة بما لم يكن متوقعا..
"..زوجك يدعمك.. كم أنت محظوظة.. الحمد لله الذي رزقك بهذا الزوج.. الحمد لله انه لم يخذلك أو يتخلى عنك"..
وكأن المتوقع من الرجل العربي أن يكون "نذلا" بالطبيعة..
ولو تخيل أي منا بفطرته الطبيعية شخصا يعيش معه سنين (ولو كان مجرد مشارك للسكن).. ثم أصيب هذا الشخص بمرض أو مصيبة.. أليس من الطبيعي أن يتأثر كل منا.. ويدعم ويساعد.. فما بالكم بشخص يشاركك البيت والمشاعر والأبناء والفراش..
لماذا نتوقع أن يرحل الرجل الشرقي مع أول محك..
وتعود بي الذاكرة لزمن قديم.. لحصة الدين في المدرسة.. وأذكر في أحد الدروس حديث المعلمة عن التعدد..
"وهناك حكم كثيرة للتعدد.. منها أن المرأة تشيخ أسرع من الرجل فان شاخت وتعبت وبقي هو "فحلا".. فليتزوج من شابة صغيرة ليعصم نفسه!!" بعد أن انفقت المرأة حياتها لأجله وسهرت وتعبت ليحقق نجاحه وانجبت أولاده وانفقت صحتها في خدمته وخدمتهم...يكون جزاءها إذا أصابها الكبر أن يدير "الفحل" ظهره لها ليبحث عن جارية أخرى..
.." ومن المبررات أيضا أن المرأة قد يصيبها مرض كالسرطان مثلا.. فلا تعود قادرة على أداء حقوقه.. فله أن يتزوج ليعف نفسه!!"
أهذا هو الدين الذي أنزله الله؟؟ هل قال الله أن على الرجل ان يعيش انانية مطلقة وكل همه في الحياة "اشباع شهوته الجامحة" ..فان سقطت زوجته مريضة فبدلا من أن يكون انسانا يشعر ويتألم ويربت ويدعم.. تحركه غريزته الحيوانية ليبحث عن جارية أخرى يضاجعها ..
هل هذا هو الدين الذي أنزله الله .. الكريم العظيم.. الذي يأمرنا بحفظ المعروف ورد الجميل..
الاسلام الذي لم يذكر التعدد إلا كمسؤولية على عاتق الرجل ليعول أكبر عدد من نساء مجتمعه لا كوسيلة لتغيير الزوجات كما تتبدل قطع غيار السيارة.. وعلى هذا كان نهج السلف الصالح من الزواج بالأرامل والمطلقات حتى لا يبقين بغير عائل..
لماذا نربي رجالنا منذ الصغر على الأنانية.. على أنهم يستحقون كل شيء ولا يستحق غيرهم شيئا.. لماذا نربيهم تربية "العمده" و"سي السيد" ..الذي خُلق ليُخدم لا ليخدم وليُعطى ويُغذى ويٌمتّع ويرفه بلا مقابل غير وجوده الذكري المقدس..
أعتقد بصدق أن رجالنا خير من ذلك.. وأن التربية الذكورية المريضة جنت علينا وعليهم.. وأنه علينا أن نرقى بتوقعاتنا منهم على الأقل إلى حد "الانسانية" .."
#دمتم أوفياء
رواية جميله ;
كُل آلششكرْ عَ آلأنتِقآء
يعطيكِ آلله آلععآفيهً
الفصل (١٢)
كيف أشكرك يا الله ؟!
"أردت أن أكتب إليك قبل كل شيء.. لأقول لك...لا أدري حقاً كيف أشكرك.. ما أعظم هذه النعمة التي أوقفتني عن الركض الأعمى.. لأجل هدف بات مع الأيام مسخاً لا معالم له..
أنك أخذتني من وسط كل الضوضاء.. والركض.. الأنفاس المتسارعة...لأقف في سكون بين يديك.. وأنعم بقربك.. وتغمرني برحمتك.. واستعيد لذة مجالستك..
وحشتني يارب... حقاً "وحشتني".. كم من زمن مر دون علاقة حقيقية وإن كنت أصلي لك خمس مرات..
كم من زمن مر.. والصور والناس والأحداث...توقف كل محاولة مني للقرب منك ...فلا أجد نفسي إلا أغوص أكثر وأكثر في وحل الغفلة.. فقد كل شيء طعمه بدونك... وصارت كل الألوان باهتة...فيالفرحتي بهذا المرض الذي أعطاني الفرصة...لأقف.. وأترك كل شيء خلفي... وأجلس إليك...كما كنت قبل سنين.. .حقاً اشتقت إليك...
لا أجرؤ "إلا في بعض الأحيان التي أنت بها أعلم".. أن أتشرط عليك.. وأقول لك اجعل الورم يختفي.. أو اجعله يستجيب للعلاج.. أو افعل بي كذا أو كذا.. ربما لأنني حقاً مستمتعة بكوني معك...حتى أن أي شيء آخر لم يعد يفرق...الموت والحياة.. ماداما في قربك.. أليسا سواء؟
يحدثني الناس.. وكأنما يريدونني أن أملي عليك شروطي... ثم أتوقع منك الاستجابة... فإن لم أفعل فأنا من أهل التشاؤم...ولا أتمتع بقوة "التفاؤل".. لكني حقاً لا أجرؤ...أبعد سنين من البعد...وفي اليوم الذي يتاح لي أن أكون أقرب إليك من أي وقت مضى...آتيك بقائمة الطلبات.. وكلها تدور حول إزالة السبب الذي قربني منك..
رفعت يدي كما أخبروني لأسألك الشفاء.. فكان أكثر ما استعذبت من دعاء قول أيوب عليه السلام.. رب.. إني مسني الضر.. وأنت أرحم الراحمين..
فما أرقه من سؤال..
مسني الضر.. لم يقل.. أهلكني الضر.. كسر ظهري الألم.. لم أعد أحتمل.. قالها مهوناً من شأن البلاء.. وهو يعلم أنك أعلم به من نفسه وأنك وحدك تعلم كم يعاني..
رب.. إني مسني الضر.. ثم ماذا.. أين قائمة الطلبات بإزالة المرض ثم رد الأهل ثم عمل كذا وعمل كذا..
لم يفصِّل أيوب.. لعله استحى أن يفصل.. وهو يعلم أن ربه يعلم كل شيء.. ويعلم أفضل سبيل وأفضل مخرج لما هو فيه.. كان كل ما قاله هو.. وأنت أرحم الراحمين..
هذه حالي من الضر.. وهذه حالك من الرحمة.. ولن أزيد..
فأنت تعرف كل شيء.. تشعر بألمي.. ترى حالي.. تعلم ما أحتاج وما يصلح لي "في الدنيا والآخرة" أكثر من نفسي..
فلماذا أقول أكثر..
الحمدلله.. الحمدلله..الحمدلله.. هذا فقط هو ما ينبغي علي ترديده...لأني مهما شكرتك.. لن أوفي أبداً شكر نعمة مجالستك.. بعد بُعْدٍ طويل.."
#طابت ايامكم بذكر الله
رواية جميلة
سلمت الأنامل
تحياتي لك
الفصل (١٣)
كلام الناس
"قضاء الله يأتي برحماته وعطاياه.. فيخف على النفس.. ويهون.. أما كلام الناس.. " أو فلسفتهم".. فهو في كثير من الأحيان.. أشد على مريض السرطان من القضاء..
أتكلم الآن عن الناس المقربين.. المحبين الذين لا يريدون للمريض إلا كل خير.. كل خير على طريقتهم هم.. ومن وجهة نظرهم هم.. وهنا تبدأ فلسفة وتشدق.. لا ينتهي إلا ليبدأ..
" ماذا؟ تريدين أن تبقي في أمريكا؟.. غلط..غلط.. يجب أن تعودي للسعودية.. وهناك دكتور "فلان".. وهو أكثر من ممتاز.. ماذا يبقيك ِ في أمريكا!!"
وتنسى المتحدثة أن لي زوجاً يعمل في أمريكا.. وأن ما أحتاجه أكثر من الطبيب "فلان" هو جراح للثدي.. فأنا أحتاج فريقاً من الأطباء منهم وأهمهم طبيب أورام "للعلاج بالكيماوي" يستطيع أن يختار الأنواع الأفضل بالنسبة لنوع السرطان الذي لدي والذي يعتبر "نادراً".. مع اعتبار كوني حاملاً"...أشرح لها هذا.. فتصدم أني لا أسمع تعليماتها وتتمتم.. " الله يهديكِ.. الله يهديكِ"..
أوصل ابني للحضانة.. فتراني إحدى الصديقات العزيزات.. تراني فتقول بدون مقدمات: "أنا من رأيي.. أن تجهضي الحمل.. هذا رأيي!!"
هل تعرف كل التفاصيل عن هذا القرار؟..؟!! لا
هل تعرف رأي زوجي وطبيبي المعالج؟!! لا
هل سألتها رأيها بسبب حيرتي البالغة؟!! لا.. لماذا إذاً...الفلسفة..
تتصل بي فجأة صديقة عزيزة.. تخاف علي كنفسها...وأعلم مدى إخلاصها...تتصل وتبدأ الكلام بانفعال شديد..
"أمك أخبرتني أنك تنوين إكمال الحمل.. إذا كان المتحدث مجنوناً فالمستمع عاقل.. يبدو أنك لست "واعية".. وتحتاجين لمن "يوعيك".. وهنا بدأت بالصراخ.. " أنت مريضة.. مريضة.. هذا ليس زكاماً.. هذا مرض خطير.. ثم تأتين بطفل "معاق أو منغولي".. بسبب العلاج خلال الحمل.."
أظن أنكم أدركتم ما قلته لكم.. أن قضاء الله أهون بكثير جداً من كلام الناس"
هذا غير الفضول والأسئلة العجيبة.. التي تأتي من كل أحد..
"هل سيستأصلون ثدياً واحداً أم اثنين"..
"الكيماوي سيسقط شعرك.. أليس كذلك.."
"يا ترى ما السبب في أن أصابك هذا المرض"
"عجيب أنت "دكتوره" ولم تستطيعي اكتشاف المرض مبكرا!"
والمزيد والمزيد..
أعزائي..
مريض السرطان يحتاج للناس.. يحتاج لدعمهم.. مواساتهم.. دعائهم...مشورتهم عندما يطلب المشورة..
أرجوكم.. إن كنتم من المقربين لمريض سرطان.. فلا تفرضوا عليه آراءكم.. ولا تعرضوا اقتراحاتكم التي قد تكون مؤلمة من غير أن تُسألوا المشورة.. فنيتكم وإن كانت طيبة.. لا تعني أن حديثكم لا يجرح..
وإن كنتم من "مجرد المعارف".. فاحرصوا ألا تدعو الفضول يطلق ألسنتكم لتسألوا أسئلةً مؤلمةً جارحة.. وإن قتلكم الفضول فابحثوا في الأمر في كتاب أو موقع.. فستعلمون أن الكيماوي يسقط الشعر من غير أن تسألوا.."
#دمتم ناصحين مخلصين
الفصل (١٤)
نحن وأولادنا
"منحني المرض فرصة رائعة ليكون لدي الوقت للتعرف على ابني ذي السنوات الثلاث..
منحني الوقت لنجلس معا ونلعب ونتعلم ونحكي القصص ونقرأ الكتب.. منحني الفرصة لأتعرف على شخصيته.. مفاتيحها.. نقاط قوته وضعفه.. وأي نوع من الناس هو..
منحني متعة الأمومة التي حرمتني منها ساعات العمل الطويلة من قبل.. وبينما نتفاهم ونتحدث ونتضاحك ونخرج لإطعام البط والسناجب أذكر امهات أخريات.. حرمن انفسهن بإرادتهن من هذه المتعة العظيمة. أذكر المشهد في بلادنا حيث كنت أتعجب دوما في المولات أن أرى الأطفال يقضون وقت المتعة واللعب في مناطق الألعاب مع الخادمات.. سبحان الله.. ان كان الوالدان يستثقلان قضاء هذا الوقت الممتع مع اولادهما فلا شك ان المهام الاكثر صعوبة ورتابة كوقت الطعام والنوم والاستحمام ستكون من نصيب الخادمة من باب أولى..
ولا تدري هذه الأم المسكينة انها تفوت على نفسها مرحلة من عمر ابنها لن تعود.. فلكل عمر جماله ومتعته.. والأيام تمضي.. وسيكبر الأطفال ولن يعودوا أطفالا.. ولن يبقى للأم حين يكبر ابنها ويولي وجهه للخارج.. للمدرسة والمجتمع والأصدقاء.. لن يبقى لها سوى العلاقة القديمة والذكريات الحلوة التي كان من الممكن أن تعيد ابنها لحضنها وتجعلها مرفئ الأمان له مهما ابتعد..
فان كانت الخادمة هي التي تجهز الرضعة وتغير الحفاضة و تهدهده حتى ينام ثم تلاعبه وتغني له.. ثم تعلمه الكلام (بلغتها).. ثم تجهز له الطعام (على طريقتها وحسب معلوماتها في التغذية الصحية!)..ثم تأخذه وتعيده للحضانة ثم للمدرسة. .فماذا بقي للأم من أمومتها وكيف لها أن تغرس في هذه النبتة الصغيرة أفكارها وقيمها وتجعل منه الولد الذي تريد وهي بالكاد تعرفه..
وماذا يكون حال الطفل وارتباطه العاطفي (بحكم ساعات التواصل الطويلة) هو مع الخادمة التي قد ترحل في أي وقت ولأي سبب.. وهو رغم تعلقه بها فهو تعلق خال من الاحترام فهو يرى أمه كيف تعاملها بفوقية فيتعلم منذ نعومة أظفاره أن يحب بغير احترام وأن يحب ويذل من يحب.. وأن يرى العطاء ممن يحبه (الخادمة) واجب لا تشكر عليه بل تقدمه رغما عن أنفها فيمد قدمه لها لتربط حذائه ويصرخ في وجهها ان لم تفعل ثم يبكي حرقة إن غابت عنه أو رحلت (فلا عجب أن يتعامل مع زوجته غدا بنفس الطريقة المريضة)..
ويكون النتاج والخراج كما نتوقع من تربية الخادمات.. أطفال يفتقدون لمبادئ التربية.. لم يتعلموا المسؤولية ( فهو أعظم من أن يرتب ألعابه أو يلم أوساخه فهذه وظائف الخادمة) ولم يتعلموا العطاء (فالعلاقة بالخادمة تقوم على الأخذ دون مقابل).. ولم يتعلموا اللباقة و الكياسة لا حتى اللغة السوية (فهم يتعلمون ممن يجالسون).. ولم يتعلموا الحب ولا التعبير عنه ولا الاحساس بالأمان في علاقة مع شخص لا يتغير ولا يرحل بغير سبب ولم يتعلموا أي مهارات تؤهلهم ليكونوا أفراد ناجحين في مجتمعاتهم..
سيكون على هؤلاء المساكين ان يتعلموا كل هذا بالطريقة الأصعب.. بالصواب والخطأ.. والتخبط في الحياة.. حتى تصقلهم التجارب أو تكسرهم..
والفضل يعود لأم وأب كان كل هدفهم من الانجاب أن يحصلوا على لقب "أم فلان" و "أبو فلان".."
#حفظ الله أولادكم من كل شر وحفظكم لهم
الفصل (١٥)
القرار الأصعب
"كان السؤال الذي سألنيه الجميع من يوم اكتشافي للمرض هو.. ماذا تنوين أن تفعلي بالحمل..
كانت جميع الاصوات من أطباء وأهل وأصدقاء (ماعدا طبيب الأورام) تدعوني للتخلص من الحمل والتفرغ لمحاربة السرطان بلا اعتبارات اخرى.. لأخفف العبء عن جسدي الذي سيكون عليه تحمل الجراحة والعلاج الكيماوي خلال الحمل الذي هو أساسا "وهن على هن"..
كان المحبون خاصة يصرخون في بحرقة.. نحن لا يهمنا هذا الحمل.. لديك ولد سليم معافى.. ويمكنك أن تحملي في المستقبل.. كل ما يهمنا الآن هو حياتك أنت.. لا نريد أن نخسرك لأجل الجنين..
لماذا تواصلين الحمل وتصعبين الأمور على الأطباء.. وتقللين من خياراتك.. وتقللين من كفاءة العلاج.. لماذا "العناد والرأس اليابس!!"..
وكنت أقاوم بصلابه لإحساس قوي بداخلي أن علي المواصلة.. حتى جاء يوم المراجعة الأولى بعد العملية...وجاء طبيب الأورام بالأخبار... أن الورم منتشر أكثر مما كانوا يتوقعون.. وأنه أكثر شراسة مما كانوا يظنون.. عندها قال لي لأول مرة منذ بدء العلاج.. ربما عليك التفكير ثانية في أمر الاستمرار بالحمل..
عندها شعرت بزلزلة حقيقية.. فهذا الذي كان يطمئنني أن الحمل لن يؤثر على العلاج تأثيرا ذا أهمية يتراجع الآن ويشعرأن الحمل يحد من فرصي في العلاج الكامل بكل الأدوية التي ينبغي أن نبدأ بها في أسرع وقت ممكن... ومع كل استشارة لطبيب كنت اسمع كلاما عن "ترك طفلين يتيمين" و "حرمان ولدي الموجود من أمه لأجل ولد لم يولد بعد" ..
وهلم جرا..
هنا حان الوقت لتفكير منطقي.. لماذا أنا متمسكة بهذا لحمل لهذا الحد مع أني لم أتمناه ولم أفرح به حين جاء ولماذا أشعر بقوة أن علي الاستمرار. بدأت تفكيري ببعض الأفكار الانانية.. فهذا الجنين وان كان يحملني عبئا جسديا فهو دافع نفسي قوي يساعدني لأقاوم وأتغذى وأكون بنفسية جيدة (فانا لست وحدي في هذا الجسد).. وهو يعطيني ضوءا في نهاية النفق.. أني سأخرج من هذه التجربة بعد فقدي عضوا مني في الجراحة وفقد شعري وصحتي خلال الكيماوي.. سأخرج من كل هذا بطفل صغير شاركني العناء.. وشاركني الداء والدواء.. طفل أحسب أن الله سيكتبه بفضله من الصالحين ومن أوليائه المتقين إذ جاء في فترة قرب ووصل ودعاء وابتهال..
ثم.. كيف أستطيع القول أن وجود الحمل وما يترتب عليه من تأخير لبعض الأدوية والعلاجات قد يؤثر على حياتي واستجابتي للمرض ثم أدعي التوكل وأني موقنة أن الله هو الطبيب وأن الدواء مجرد سبب..
أنقتل كائنا (وان لم تنفخ فيه روح بشرية مقدسة بعد...وان كان مجرد روح حيواني إلى هذا العمر وقبل المائه وعشرين يوما التي تحدث عنها الفقهاء كتاريخ لنفخ الروح.. لنعتبره هرة أو فأرا.. أنقتله وهو يحسب أنه في أمان في بطن أمه فنقتحم عليه خلوته ونكسر عظامه جزءا جزءا لتخرجه قطع صغيرة.. لنطيل حياة أمه..
وهل نملك نحن اطالة حياة الأم ولو ليوم واحد.. ولو أراد الله أن يستجيب الورم للدواء ويكون سببا في الشفاء فهل سيمنعه وجود الحمل..
ولو أراد الله ان لا يستجيب الورم للعلاج.. وأن تنتهي الحياة في يوم وساعة يعلمها هو.. هل نغير إرادته سبحانه بقتلنا لهذا الكائن الضعيف قليل الحيلة وان لم تنفخ فيه الروح بعد بحسب قول الفقهاء..
أليس كبدا رطبة.. أليس قلبا ينبض.. أليست له عينان وأذنان وفم يمص به اصبعه كأي طفل.. ولديه دماغ وأعصاب وان لم تكتمل بعد تجعله يشعر بالألم كأي حيوان صغير مسكين.. لهذا لا أستطيع أن أقرر أن أقتله..
ولهذا فإني أسأل الله ان كانت نهاية هذا الحمل خيرا لي وله أن ينهيها هو بلطفه ولا يحوجني لأن آخذ قرارا لا أقدر على اتخاذه.."
#دمتم في أمن وأمان
الفصل (١٦)
سحر الامتنان
"في المستشفى لإجراء عملية بسيطة تحت تخدير موضعي لوضع قسطرة في الوريد يمكن اعطاء الكيماوي عن طريقها.
كان من المفروض أن تكون العملية الساعة 11 صباحا وطلبوا مني الذهاب صائمة رغم أنها تحت تخدير موضعي.. فلم أدخل العمليات حتى الساعة الرابعة عصرا وأخبرتني الممرضة حينها أنه لم يكن هناك داع للصيام..
حاولت 3 ممرضات وضع ابرة المغذي وفشلن رقم علمي بأن عروقي ليست مستعصية لهذا الحد ولكنها قلة الخبرة..
تضاربت أقوال الممرضات ان كنت سأحتاج لمضاد عبر الوريد أم لا ولم يكن هناك طبيب لساعات ليجيب عن هذا السؤال..
أرسلوا لي طبيبا مقيما لا يعرف أي شيء عن العملية وكلما سألته سؤالا أعطاني أجوبة متضاربة حتى ذهب لسؤال الاستشاري الذي جاء بإجابات مختلفة تماما.. وخلال كل ذلك كنت أنا وزوجي نغلي حنقا من قلة الكفاءة وسوء الخدمة.. وراح زوجي يقول لي لماذا لا نترك العلاج في هذه المستشفى ونذهب لمستشفى أفضل فلدينا في بوسطن مستشفى من أفضل مستشفيات أمريكا.. فتساءلت ان كان هناك في أي مكان خدمة أفضل أم أن الخدمات الصحية في كل مكان تعاني المشاكل..
وفي ظل هذا الاحساس البغيض بالغيظ تذكرت فجأة أن هناك الكثيرين الذين يتمنون هذه الخدمات الصحية التي أتذمر منها.. هناك الكثيرون يموتون بغير أن يصلوا للطبيب رغم أن أمراضهم يسهل علاجها.. وهناك أباء يرون ابناءهم يموتون ولا يستطيعون أن يجلبوا لهم الدواء لضيق ذات اليد أو لحال البلاد المؤلم من الحرب وغياب الأمن..
تذكرت ذلك فتغيرت نفسيتي فجأة من الحنق والغيظ إلى السعادة والامتنان.. الامتنان لله الذي من علي بخدمة صحية وان لم تبلغ الكمال.."
#صباحكم امتنان