لا نحتاج سوى اللطف ببعضنا البعض .. اللطف في الحديث في الاختلاف في التمسك
عرض للطباعة
لا نحتاج سوى اللطف ببعضنا البعض .. اللطف في الحديث في الاختلاف في التمسك
صباح الخير ...
في هذه الحياة ... علينا أن نعيش على رمق أرواحٍ متعددة ...
كلما لفظت واحدة منها أنفاسها ... جاءت التي تليها ...
فلا تعِش حياتك تحت وطأة الانكسارات ... وأوقد لروحك
تلك العزيمة التي تجعلك أقوى عند كل خيبة يسوقها لكَ
من تُخالطهم .
لا تبتئس إذا ما أهديت مشاعرك لمن لم يستحقها ...
ولا تحزن على عمر قضيت لحظته مع من لم يصن حبك له ...
فيكفيك نقاء قلبك ... وتلك المشاعر الصادقة التي وهبتها
... وتلك الحقيقة التي اكتشفتها عن معدن ذاك الذي اختار
الرحيل بعدما كشف قناع زيفه / لتنهض وقد تعلمت درسا
يوقيك شر من يبسط لك لسان الجمال ... ويخفي سُمّه
الزؤام .
في هذا الزمان نجد ذلك التهافت من الكثير لكسب الحُب !
من غير أن يعرفوا أن هناك ما يُعزز الطلب ...
هو ذلك الاحترام والأمان الذي بهما ينعم المرء
بالسلام ...
فالحُب :
البعض يحده ويؤطره بإطار الكلمات المنمقة ...
التي تُشنف الأسماع ... وتُلهب القلوب ...
وينزع منه تلك الترجمة العملية التي لا تحتاج للتعابير ...
وصفّ ورصف الحُروف ... لنُخبر بها الآخر عن حجم حبنا له .
على أوتار الليل ... تُلهب اسماعي تلك النداءات التي تأخذني إلى مرافئ الذكريات ..
لأسير مع طيف من أناروا لنا دروبنا بمشاعل الطموح ... وقد توارت اجسادهم
وحديثهم تحت ثرى " الفقد " ...
هي أحجية :
لا يفُك معناها غير اللقاء ...
وإن كان على أرض المُحال /الصعب !.
صباح الخير لكل من اخذ فسحة أمل... وتنفس من عذب الحروف،
ليس ذنبنا ان احسنا الضنون.. في مواقف فهمها البعض العكس،
مهما غبنا ومهما حجبتنا الدنيا في طياتها... سيبقى هذا العالم موطننا كالطيور المهاجرة لا بد ولها عودة،
كم تفكرت كثيرا في تلكم الجملة التي كان والدي _ رحمه الله _ يرددها على مسمعي
بقوله " لا تتزوج بو مال أحبِك وتحبيني " ، كنت حينها لا أدرك معنى كلامه ،
ولكوننا غير منفتحين على تلكم الأجواء ، ولم أعرف معنى كلامه غير " الحين "!
عندما غزت التكنلوجيا شتى مرافق الحياة ، فتداخلت من ذلك الثقافات ، وذابت تلك الفوارق
، ليكون الإنسان فيها مخترق الداخل ، وليكون بين نقيضين يوشك أن يقع في الذي
يُحاذر أن يقع فيه ، من زلات قدمٍ قد تُقصيه عن الذي يؤمن به ، ويعتنقه ، ويحرص على المحافظة عليه ،
وفي هذا الزمان :
نجد تلكم المشاعر التي يؤججها ما يتبادر لأسماعها وأبصارها ، لتبحث عن
المتنفس الذي تُخرج ما تكدّس في دواخلها من عظيم المشاعر التي
ما عاد للقلب أن يتحمّل ثقيل حِملها !
ومن هنا وهناك :
يكون السعي للمّ شتات القلوب ليجد من يُسّكن الثائر ،
ويداوي الجروح ، وفي رحلة البحث يجد الكثير ممن قاسمه
الهم ، وبات حبيس الغمّ ، ليُناغي الأمل ، داعياً بملاقاة المأمول
، ليرتاح قلبه من ذلك ، ويُسكّن حاله .
فعندما يجد مراده :
تبقى هالة الشكوك تخترق الثقة بذاك المحبوب !
ويأتي السؤال على صيغة :
هل من أتواصل معه أفردني بحبه ؟!
أم أن هنالك من يقاسمني حبه ؟!
ليطول الحديث ، وتعلو القلوب ارتياح عميق _ مؤقت _
بسماع حديث الحبيب ، ليُحلّقان في فضاء
التخيلات والأحلام ، وبأن البعيد بات قريب ،
وأن المعاناة باتت تحتضر في فراش الحُب الجديد ، وبأن السعادة
بدأت تعزف عذب النشيد !
ولكن ...
تبقى الشكوك تقُضّ مضجع الحبيب !!
من هنا :
استرجع ما استحفظني به أبي بتلكم الجملة ، لأجعلها حاضراً أرى
منه معنى جملته تلك .
ليكون المعنى :
أن الاضطراب قد يتخلل العلاقة ، وبأن الخيانة حاضرة
تنتظر فقط اكتمال خيوطها ، وتوفر أسبابه !
وليكون التساؤل :
من فتح باب قلبه للغريب ، فلابد أن تكون له
كبوات ، لتكون له عادة ، فلا يُمانع من أن يفتح صفحته
لغير الذي ناله منه الحُب القريب !
لهذا نقول :
علينا أن نحفظ قلوبنا ومشاعرنا ، وأن لا نجعلها مُشّرعة
لكل من يمر عليها ، كي لا نصطلي بنار النتائج التي
تنسف أحوالنا ، فنبقى دهرا ننوح على حالنا !.