المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفضل10
وعليكم السلام ورحمة الله
وبركاته أختي الكريمة /
عندما ينساق المرء بفكره يجول ويصول في
جنبات هذه الحياة المحصورة في الغالب في تلكم
الزاوية الضيقة إذا ما قورنت بهذا
الكون الفسيح المتمثل في الوطن والأرض التي تقلنا ،
وتلك السماء التي تظلنا ، وذاك
الهواء الذي به نستنشق الحياة التي تحفظ وجودنا ،
وفي ظل هذا التسارع المحموم الذي يُحتّم على
من يسير خلف تياره الذي يتبعه المرء كرهاً كان منه أو اختيارا ،
بحثت عن ذاك الذي يحفظ للمرء هويته ويبقي على أصل مرجعه وأصل
طينته ، فلم أجد كتلك الباقية المُتبقية التي لا تزال تراوح
مكانها والتي يتجاذبها :
ما بين :
متعصب على البقاء والإبقاء على الإرث الذي
تواتر تدفقه من السلف إلى الخلف ليحفظ ويحافظ
على هويته .
وبين :
متساهل متمرد يرجو طمس
معالم الماضي ، لأنه يرى فيه التخلف !
قد تكون نظرته لا يُشم منها طعن ما كان عليه السلف
وإنما يرى أن تلكم العادات والتقاليد كانت لها
خصوصيتها وظروفها قد قيدها ظرفي :
" الزمان والمكان" .
نجد :
أن كبار السن هم الذين يتشبثون بتلكم العادات والتقاليد
لأنهم يرون فيها بقاء الوحدة والمحافظة على ماتبقى من تميز يتفردون به عن أقرانهم ،
ويحثون أبناءهم على السير على نهجم ، وكم يحز في قلوبهم حين يرون ذاك
الهجر لبعض العادات ويرون في ذلك التمرد على السبب الذي جعل لهم البقاء
بروح تتنفس التعاون وتربط هذا بذاك .
أما أجيال اليوم وكما
سبق وذكرنا :فمنهم :
من يأتي بها على
حياء !
ومنهم :
من تجرد وتخلى عنها وطوى صفحتها
فأودعها في خزائن النسيان .
وما نخشاه :
أن تندثر تلك العادات
والتقاليد ونبقى من غير هوية تحفظ لنا ذاك " الجين "
الذي يميزنا عن سائرالجينات التي يحملها كل مجتمع من المجتمعات !
" الحديث في هذا الأمر له شجون ومن ذاك
سيطول " !" أقتصر بهذا القدر ولكم مرده وعندكم
زمام قيادته " .
" نفعنا الله بكم " .
دمتم بخير ...