كل شكر للمرورك اخصائي...
وفقك الله
عرض للطباعة
الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي http://im49.gulfup.com/81gxUF.jpg
اسمه ونسبه:
هو الشيخ المحقق سعيد بن خلفان بن أحمد بن صالح بن أحمد بن عامر،ونسبه
يلتقي بـ (الإمام الصلت بن مالك الخروصي).
نشأة الشيخ:
ولد المحقق الخليلي في سنة 1230هـ في بلدة بوشر من ضواحي العاصمة مسقط. وقد بقي مترددا بين بوشر وسمائل طوال حياته.
وقد نشأ في حجر والده (أحمد بن صالح) الذي توفي عنه وهو لا يزال صغيرا.. فرباه جده أحمد أحسن تربية ونشأة نشأةً مباركة طيبة.
وفي فترة صباه درس الفقه والحديث والأسرار على يد شيخه ناصر بن جاعد بن خميس الخروصي.
وكان الشيخ سعيد بن خلفان مولعا بعلم السر والخلوات الإلهية..
ويقال عنه أنه دخل الخلوة بالأسماء الحسنى كلّها وهي تسعة وتسعون اسما، فانجلت له الأسرار والخفيات.
وقد نظّم في ذلك منظومتين وصف فيهما تسبيحه ومما جاء فيهما:
عرّج على باب الكريـم المفضـل
والثم ثـراه سـاعـة وتذلل
فلئـن رزقـت لدى حمـاه وقـفة
تربـت يـداك بنيل ما لم تأمل
ولئن تـرى ذاك الجمـال هنيـهة
فاسحب ذيول التيه فيه وارفـل
ولئـن نشقت شـذى ثراه ساعـة
فلك البشارة بالمقـام الأطـول
ولئن صددت أو ابتعدت فعـد إلى
إرسال دمـع كالعقـايق مسبل
وانهج بأنـواع الضراعـة وانتـه
مثل الغريق بـلجة البحر الملي
لا يدهشنـّك مـا تـرى من هيبة
وجلالة وتعـاظم العز الجـلي
عالم عامل
كان المحقق الخليلي كعبة المعلمين والعلماء في عصره.. وكان المقصود في الفتاوى وحل المشاكل العلمية العويصة.. وقد أطلق عليه الشيخ نور الدين السالمي لقب (المحقق الخليلي).
وفي عهد الإمام عزان بن قيس أصبح هو المستشار السياسي وصانع القرارات الصائبة.
ومن بين علماء عصره الذين أخذوا عنه العلم وتناقشوا معه في المسائل الفقهية والدينية والسياسية (ذو الغبراء خميس بن راشد العبري) وابنه ماجد بن خميس العبري ومحمد بن سليمان الغاربي وصالح بن علي الحارثي وجمعة بن خصيف الهنائي وعبد الله بن راشد الهاشمي وعلي بن محمد المنذري (من علماء زنجبار) والشيخ السعدي مؤلف كتاب قاموس الشريعة.
مؤلفات جليلة
له عدة مؤلفات تتنوع بين النثر والشعر ومنها:
1- (لطائف الحكم في صدقات النعم):
كتاب نفيس لا يزال مخطوطا، ويتحدث فيه عن أصول الدين ولا سيما الولاية والبراءة.
2- (كرسي الأصول):
كتاب نفيس لا يستطيع المبتدئ أن يعي معانيه وهو لا يزال مخطوطا. يتحدث هذا الكتاب في أصول الدين، وقد تعمق في الحديث عن الولاية والبراءة بصورة خاصة.
3- (التمهيد)
في أربعة أجزاء
من الحجم الكبير، وقد قامت وزارة التراث القومي بطبعه في اثنى عشر جزءا. والكتاب عبارة عن أجوبة لمسائل تلقاها الشيخ ورد عليها وقد قام بجمعها الشيخ ناصر بن خميس السيفي. والمسائل تتنوع بين أمور الفقه والعقيدة والسياسة وغير ذلك.
4- ( النواميس).
5- (قصائد في السلوك والحماسة).
أولاده
ترك ثلاثة أبناء وهم عبد الله وأحمد ومحمد ومن البنات ترك شمسة التي تزوجها الإمام عزان بن قيس.
وفاته
وفي شهر ذي القعدة من عام 1287هـ استشهد الشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي بعد حياة مليئة بالعطاء.
وإلى لقاء جديد مع عالم آخرhttp://im49.gulfup.com/W6tQg0.jpg
الشيخ الرباني جاعد بن خميس الخروص http://im58.gulfup.com/gi9l6o.jpg
. ولادته
هو الشيخ الرباني جاعد بن خميس بن مبارك بن يحيى حفيد الإمام الصلت بن مالك الخروصي اليحمدي، ولد سنة 1147هـ في قرية العليا بولاية العوابي، ولقبه الرئيس المدقق.
نشأته
نشأ هذا الشيخ في بيت علم وتقوى، وتعلم القرآن الكريم في بلده العلياء من ولاية العوابي، كما تلقى العلوم الدينية والأدبية على يد والده وكذلك (الشيخ سعيد بن أحمد الكندي) كما درس على يد (العلامة حبيب بن سالم إمبوسعيدي.
مؤلفاته
ألّف العديد من الكتب حيث ترك ما يربو على عشرين كتابا، ومؤلفاته في مختلف المجالات، حيث كتب في النحو والبديع والقوافي والسلوك والصوف وعلم الأخلاق وفي الصنعة الإلهية والتراكيب الكيميائية والأجساد المعدنية والفلك وأسرار الحروف والرياضة الروحية والروحانية،
ومن بين كتبه:
1- ( الدقائق لأعناق أهل النفاق): في القضايا السلوكية المتعلقة برجال الحكم والسياسة.
2- (إيضاح البيان فيما يحل ويحرم من الحيوان).
3- (الموسوعة في أصول التوحيد وفقه الدين).
4- (شرح حياة المهج): في السلوك ويدعو فيه إلى تهذيب النفس وبيان صفاتها وأخلاقها.
5- له عدة (مراسلات أدبية وسياسية وعلمية) في داخل عمان وخارجها.
6- له العديد من (القصائد) في مختلف المجالات.
ونستشهد في هذا المقام بالقصيدة التالية (في السلوك):
أرى العدل عن لوم العذول هو العدل
وقصد الفتى وصل الحبيب هو الدخل
وحـق الهوى ما صادق في الهوى فتى
تحلى بـه عن خلة اللـوم والعـذلُ
ويصغـي إلـى قـول الوشاة فينثني
صدودا على هجـر وفي صدره ثقل
العلماء الذين استفادوا منه
في مقدمة هؤلاء أولاده وخصوصا (ناصر وخميس)، كما استفاد منه أيضا الشيخ (منصور بن محمد بن ناصر الخروصي) والشيخ الشاعر (سعيد بن محمد بن راشد الخروصي) المعروف بالشاعر الغشري، والشيخ (أبو محمد عبد الله بن محمد بن ناصر الخروصي)، والسيد (مهنا بن خلفان البوسعيدي) وغيرهم من العلماء.شهادات العلماء والشعراء
أشاد الكثير من الكتاب والمؤرخين بمناقبه وسيرته الحافلة بالعطاء والإنتاج الفكري، ومن بين هؤلاء المؤرخين الشيخ السالمي في كتابه تحفة الأعيان الذي قال عنه (إنّ أبا نبهان كان المتقدم على أهل زمانه بالعلم والفضل والشرف واتخذه الناس قدوة في مراشد دينهم ومصالح دنياهم، وقلّده الأفاضل أمرهم لما علموا من علمه وورعه) كما ذكره الشيخ ابن رزيق في مؤلفاته والشيخ السيفي في كتابه (النصوص في أئمة بني خروص) كما ازدانت كتب المتأخرين بفتاويه ككتاب (اللباب) و (بيان المشكل).
كما مدحه الشعراء في قصائدهم نذكر منهم ( الشيخ منصور بن ناصر الخروصي) و (الشيخ ناصر بن محمد الحاجري) و (الشيخ سعيد بن حسن الخروصي) وقد جمعت القصائد التي قيلت في حقه على شكل ديوان تحت عنوان (قلائد المرجان في مدح الشيخ أبي نبهان).
مكتبته
توجد مكتبته في (بيت الرأس) في قرية العلياء من وادي بني خروص وكانت تعد من أضخم المكتبات العمانية حتى ليقال أن محتوياتها بلغت ثمانية آلاف كتاب.
أولاده
ترك ثلاثة عشر ولدا وهم نبهان وعبد الله وسعيد ومحمد وماجد وسليمان وخلفان وناصر وسالم وخميس وشيخة وآسية ونصرا.
وفاته
توفي يوم الخميس الثالث من شهر الحج سنة 1237هـ وكان سنه تسعين عاما، وقد دفن على رأس فلج الحيل بولاية العوابي، وقد حزن لوفاته العلماء وطلبة العلم ورثوه بقصائد حارة ومن بين هؤلاء (ابن رزيق النخلي) و (ثنيان بن خلف المعولي) و (الشاعر علي بن خميس الحبري)
الذي قال:
لك في البسيطـة سيدي شرف
وفي السبع السموات العلا إجلال
قد شرفتك معا ملوك قد مضت
والعلـم والأمـجاد والأعمـال
لك همة فـي العلـم عـاليـة
وتأثيـره لـم تلهـك الأشغـال
كما قال راشد بن سعيد بِلّحسن:
صنع الخروصي الصلا ووصفه
بصــوابه لـم يحصه إحصــاء
طام الفطــانة والطباع تعطفا
للطـائعيـن وطـاعة وعطــاء
وإلى لقاء جديدhttp://im58.gulfup.com/ENcH2R.jpg مع عالم آخر
الشيخ سيف بن حمد الأغبريhttp://im48.gulfup.com/sLA8H6.jpg
ولادته
ولد العلامة الشيخ سيف بن حمد الأغبري في بلدة سيما من ولاية ازكي في عام 1309هـ، وشاء الله تعالى أن يتوفى عنه والده، حين كان عمره لا يتجاوز الرابعة، فتولى عمّه رعايته والعناية به، كما أدّت أمه أيضا دورا كبيرا في تربيته.
وقد أهّله ذكاؤه الحاد لتحصيل العلم والمعرفة بوعي كامل، كما ساعده ذكاؤه المتوقد على حفظ القرآن وهو ابن ست سنوات فقط.
قرين صالح
لقد جعلت النشأة بينه وبين ابن بلدته العلامة المؤلف الشيخ خلفان بن جميّل السيابي، وقرّبت بينهما الصداقة وألّف بين قلبيهما طلب العلم طوال حياتهما وبقيا معا توأمين يشعان نور الهداية والعلم. إلى أن فرّق بينهما الموت. رحمهما الله تعالى.
أساتذته
درس مبادئ اللغة العربية والدين الحنيف على أيدي شيوخ قريته ثم بدأ حياته العلمية بأن تتلمذ على العلامة الكبير الإمام محمد بن عبد الله الخليلي حين كان مقيما بمدينة محرم في تلك الأيام ثم انتقل الشيخ الأغبري إلى القابل بالمنطقة الشرقية من عمان ليتتلمذ على علاّمة العصر وإمام العلماء العلامة نور الدين عبد الله بن حميد السالمي فأخذ من علمه الغزير، ولمس الإمام السالمي فيه النجابة والذكاء فقربه منه وأدناه مجلسا، فكان هو القارئ له في معظم أوقاته وكان لا يكاد يفارقه حتى توفاه الله تعالى إليه.
العالم المرجع
وصل الشيخ العلاّمة الأغبري إلى درجة من اعلم صار معها مرجعا يعول عليه في إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات المعقدة.
وحين توفي شيخه نور الدين السالمي كان قد وصل إلى درجة علمية تؤهله لأن يتولى مسؤولية القضاء، فكلفه الإمام سالم بن راشد بذلك. وصار يفصل في القضايا ويجيب على استفسارات الناس ويمد أولي الأمر بآرائه الصائبة.
صفاته وأمثلة من شعره
ترك الشيخ الأغبري العديد من المؤلفات والرسائل والأجوبة والفتاوى وكان مؤلفا وشاعرا وخطيبا لا يبارى وعالما لا يجارى.
وهو يصوغ أفكاره وآراءه في قالب شعري جميل حتى فتاواه وإجاباته كان يلقيها منظومة على سائليه في شتّى العلوم والفنون.
فهو يأبى الضيم وينبذ الهوان
أترغب عن طلاب المجد نفسي
وأقنع بالسكون إلى الهوان
وأرضى أن أقيم بأرض ضيم
وكفي يحمل العضب اليماني
وهو يضع إخوانه موضع الاختبار ليتحقق من مدى وفائهم :
وصاحب لم يزل يسمو بنخوته
حتى تخيل لي أسنا من الطور
بلوته فانزوى صفوا فحقق لي
بأنه لم يوازن ريش عصفور
وهو يأسى لمن كان يتخيلهم الأصفياء المخلصين، فيقدِّم لهم خالص النصح فلا يجد منهم إلا النكران
والإساءة:
قوم محضتهم النصيحة
لم أشبها بالكــدر
ما كان حظي منـهم
غير الإساءة والضرر
مؤلفاته
1- (فتح الأكمام على الورد البسّام):
كتاب بديع في فنه حيث نظم كتاب (الورد البسّام) للشيخ عبد العزيز الثميني ففتح مُغْلَقَه وحرّر المسائل وربطها بأدلتها. وقد قامت وزارة التراث القومي والثقافة بطباعة هذا الكتاب.
2- (فتح الرحمن في الكفارات والأيمان):
بيّن في هذا الكتاب أحكام الكفارات وواجباتها كذلك أوضح الأيمان وأدلتها وما ينعقد وما لا ينعقد على شكل نظم. ولا يزال هذا الكتاب مخطوطا.
3- (البدر السافر في صلاة المسافر):
بيّن فيه حدود القَصرْ في الصلاة ومدة إقامة المسافر في سفره وأوضح الأدلة لذلك من الكتاب والسنّة. وقد طبع في وزراة التراث.
وفاته
وقف العلاّمة الأغبري حياته للعلم، والتأليف إلى أن وافته منيته رحمه الله سبحانه في 22 ذي القعدة 1380هـ وقد تجاوز السبعين، رحمه الله رحمة واسعة وأثابه خير ثواب.
وإلى لقاء جديدhttp://im48.gulfup.com/Wyvqnw.png مع عالم آخر .
http://im47.gulfup.com/6yp2Al.jpg
إبراهيم بن سعيد بن محسن العبري
ولادته
هو الشيخ إبراهيم بن سعيد بن محسن بن زهران بن محمد العبري، ولد في ولاية الحمرا بالمنطقة الداخلية في السابع من شهر رجب سنة 1314هـ.
نشأته
نشأ في بلدة الحمرا حيث درس القرآن الكريم على يد الشيخ سعيد العدوي ويقال إنه حفظ القرآن وهو في سن الخامسة من عمره، وقد أكمل دراسته الفقهية والنحوية على يد الشيخ ماجد بن خميس العبري، ثم أنتقل إلى نزوى فتتلمذ على يد كوكبة من العلماء أمثال الشيخ محمد بن شيخان السالمي وراشد بن سيف اللمكي وعامر بن خميس المالكي.
تولى منصب القضاء على الرستاق ولم يتعد العشرين من عمره، وذلك بعد عام من تولي الإمام سالم بن راشد الخروصي الإمامة على عمان. ثم عين قاضيا على نزوى فترة ثلاث سنوات. وإثر وفاة الشيخ مهنا (شيخ العبريين) -أثناء وجوده في الأراضي الحجازية لأداء فريضة الحج في أحد الأعوام- تمت تولية الشيخ إبراهيم مشيخة العبريين خلفا للفقيد. ثم عين واليا على عبري في زمن الإمام محمد بن عبد الله الخليلي فبقي في هذا المنصب لمدة خمسة عشر عاما، وبعد وفاة الإمام محمد بن عبد الله الخليلي أصبح قاضيا في مسقط إلى أن تولى صاحب الجلالة السلطان قابوس مقاليد الحكم فعين مفتيا عاما للسلطنة في عام 1373هـ واستمر في هذا المنصب إلى أن استشهد سنة 1395هـ.
الشيخ الأستاذ
واصل متابعة المدرسة التي أنشأها الشيخ ماجد بن خميس العبري، وقد تتلمذ على يديه في هذه المدرسة الكثير من أبناء ولايته من أمثال القاضي محمد بن أحمد العبري وعبد الله وناصر أبناء محمد بن عامر العبري، وغيرهم من العلماء.
إنتاجه العلمي
لم يؤلف الشيخ إبراهيم كتبا بالمعنى المفهوم غير أنه ترك الكثير من الرسائل العلمية المتنوعة والفتاوي الهمة، وحجته في عدم التأليف أنه كان يعتقد أنّ العديد من المؤلفين تطرقوا إلى الجوانب التي كان يفكر فيها، وقد يكون موقفه هذا نابعا من خصلة التواضع فيه.
ومن بين آثاره العلمية:
1- (تبصرة المعتبرين في سيرة العبريين) دراسة تاريخية لقبيلة العبريين.
2- (أسئلة وأجوبة فقهية متنوعة).
3- (برامج إذاعية يقدمها في الإذاعة العمانية) وبعضها تم نشرها على شكل كتيبات.
4- له (خطب في الأعياد والجمع والاستغاثة).
5- له (قصائد شعرية) تتنوع بين الرثاء والمديح والسلوك والطبيعة،
وقد ورد في إحدى مدائحه
للسلطان سعيد بن تيمور ما يلي:
أتى العيد فليهنأ بك العيد والفطر
لأنك أنت العيد للناس والقطـر
إذا سر أقوام بأيام عيـــدهم
فنور مـحياك المسـرة واليسـر
تبـارك من أولاك حكما وحكمة
وعلمـا وإقـداما يـحالفه النصر
فأنت أبو قابوس صفـوة دهـرنا
فلا عجب أن تاه فخرا بك الدهر
وفي المراثي أنشد يقول معبرا عن حزنه لوفاة أستاذه الشيخ ماجد بن خميس العبري:
صارم الدهر يصـرم الآجـالا
ويبيد القرون والأجيـالا
وعوادي الأيام تنتهب الأعمارا
شيبا وتـأخذ الأطفـالا
وسهام المنون تـحمي البـرايا
لم تفت رعديدا ولا ريبالا
صفاته
يتميز الشيخ إبراهيم بالحلم والتواضع، وكان لا يخاف في الله لومة لائم، وكان يحنو على الفقراء والمساكين، كما كان يتميز بشغفه بالإطلاع على كل جديد في شتّى العلوم والمعارف من كل كتب المذاهب الإسلامية، وكان محبا للرياضة الخفيفة، حريصا في طعامه وشرابه، معتدلا في لباسه.
أولاده
ترك عبد العزيز وسعيد وعبد الرحمن.
وفاته
استشهد رحمه الله إثر حادث سيارة أليم في حي الوطية بمحافظة مسقط وكان ذلك يوم الجمعة الموافق 14 مارس 1975م وهو في الثانية والثمانين من عمره.
وقد رثاه مجموعة من الشعراء مثل عبد الله بن علي الخليلي والشيخ سعيد بن خلف الخروصي والشيخ هاشم بن عيسى الطائي
وإلى لقاء جديدhttp://im47.gulfup.com/FtNQA2.jpg مع عالم آخر .
http://im58.gulfup.com/TtI8GG.gif
الشيخ حمد بن عبد الله السالمي
مولده ونشأته
في القابل وفي سنة 1322هـ ولد الشيخ حمد بن عبد الله السالمي وفيها أيضا حفظ القرآن الكريم وشاء الله أن يتوفى عنه والده عبد الله وكان في التاسعة من عمره.
لازم الإمام محمد بن عبد الله الخليلي كما لازم الشيخ عيسى بن صالح الحارثي وكان الشيخ نور الدين السالمي رحمه الله قد أوصاه هو وإخوته بأن يكونوا في كنفه وأنفذ وصيته . كناه أبوه بأبي حميد فصارت هذه كنيته.. وكان الشيخ السالمي في أواخر حياته قد انتقل من القابل إلى الظاهر، يقول الشيخ حمد (وفي أثناء إقامة والدي في الظاهر قدم إلينا الشيخ عيسى زائرا وتناول معنا طعام الغداء وطلب مني والدي أن أنشده أثناء دخوله للغداء:
إني أحب القـابـلا
حبا كثيرا هائــلا
فلم يرد عليّ الشيخ عيسى ولكن إحدى زوجاته وكانت في القابل قالت قولوا لأبي حميد:
الكذب فيك فاضلا
كنت تحب القابـلا
إن كان حبك صادقا
ما سرت عنها راحلا
أعمال ومواقف
لم ير الشيخ في نسخ الكتاب مجرّد وسيلة إلى تحصيل الرزق وإنما هو في ذات الوقت تحصيل للعلم والمعرفة، وّلّي على بلدة نخل من قبل الإمام الخليلي وعاش فيها مدة وقع أثناءها سوء تفاهم لم يدم طويلا بينه وبين العبريين، وفي أثناء حكم السلطان سعيد بن تيمور تولّى بدية ووادي بني خالد.
حاكم نبيه
ومن الطرائف التي تحكى عنه عندما كان واليا على وادي بني خالد أنّ أهل الوادي أتوا يشكونه أحد مواليهم ويدعى سويري لسرقته الرطب من بساتينهم، فأمر الشيخ بإحضاره وقد كان هذا المولى محبا للأدب فقال له الشيخ حمد:
نامت نواطير مصر عن ثعالبها
وقد بشمن وما تفنى العناقيد
فأنتبه سويري وقال: (هل صدّقت قولهم؟ إني جائع وقد تركني أسيادي بعد شيخوختي وأهملوني رغم خدمتي لهم وأنا شاب) فبدلا من أن يعاقبه أمر له بزاد وكلّف أسياده بأن يعطوه راتبا شهريا ففعلوا.
موهبة مبكرة
كان الشيخ حمد بن عبد الله السالمي مولعا بالأدب مغرما بالشعر محبّا لأخبار العرب وسيرهم ففاضت شاعريته منذ الصغر، له العديد من القصائد نذكر منها قصيدتين بعنوان (دعني أبوح) والثانية (خصال الكمال). ففي (دعني أبوح ) يكشف عن حبّه العميق لوطنه عمان وتعلقه بكل مكان له ذكريات فينساب شعره وشعوره رقراقا عذبا جميلا مؤثرا:
دعني أبوح بسري المكنون
فتذكـري لمعـاهدي من ديني
أبغى الشفا بتذكري ويزيدني
شوقا ويبـرينـي ولا يبـرني
يا صاحب وهل لقلبي مسعد
بزيـارة لمعـاهـد تشفيـني
شدا لنا العيش الكرام وقربا
من كل حرا الرسيـم أمونـي
نطوي بها البيداء من نخل إلى
الجرداء من سهل الفلا وحزوني
بالله كم لي وقفة قد شارفت
وادي الأراك ونظرة تشجيـني
وإذا كان الشعر ترجمة لنفس قائله: فإن الشيخ حمد بن عبد الله السالمي يدعونا إلى تهذيب نفوسنا وإلزامها مسالك الحق والصدق والخير والكمال وذلك في قصيدته (خصال الكمال) والتي مطلعها:
قل لمن شاء يرتقي للمعالي
هذِّب النفس في خصال الكمال
هذا العلم نال اهتمام علماء زمانه وكان موضع تقدير أهله ومعاصريه وقد قال فيه الشيخ عبد الله بن علي الخليلي:
أبـا حمـد قـد كنـت فينـا بقيـة
من النور نور الدين فأنهـد طوره
عـرفنـاك عفـا زاهـدا متـرفـعا
عن العرض الفاني لو ارتـاد دوره
صحبـت الليـالـي عالـما متعلمـا
فقيها إذا ما الشرع لاحت سطوره
إذا الناس خاضوا في سوى العلم السنا
تركتهم في خـوضهـم لا تديـره
دعيـت من الدنيا فلـم تستجب لها
مرارا وآثرت الكفـاف تصيـره
تقـول العيـال بالحـلال مطـوعا
إليهـم طعـام لا يليـن عصيـره
كأنـك فـي عصـر النبي وصحبه
ولا العيـش فضفاض ولا ما يديره
تجـود بمـا أتيت والحـال عسـرة
وترتاح حيـث الضيف يرغو بعيره
كـذلك خلـق الصالحـين وشأنهم
وما للعلم في الإنســان إلا أميره
وقد قال فيه ولده سعود بن حمد:
وحـمـد أبتـي فينــا الـذي
يعرف بالفضل وإن قال فعل
قد علم الشرع مع الفقـه والآداب
والتاريـخ والـجود اكتمل
قد كان شهما لا يبارى في الوغـى
وخفره للجار من دون ملل
وفاته
ظل الشيخ حمد بن عبد الله السالمي في الظاهر حتى وافته المنية في الثالث والعشرين من شعبان سنة 1385هـ.
وإلى لقاء جديد مع عالم آخر
. ولادته
ولد الأديب محمد بن شيخان السالمي في قرية الحوقين من أعمال ولاية الرستاق سنة 1289هـ، ويكنى بأبي النذير
نشأته
انتقل إلى الرستاق وبدأ في دراسة القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية، غير أنه أخذ يتعمق في الجوانب المتعلقة باللغة ومشتقاتها فدرس على يد الشيخ راشد بن سيف اللمكي.
حياته العملية
ثم أخذ يدرس الطلبة فتخرج على يديه الكثير من العلماء كالشيخ عبد الله بن عامر العزري والشيخ محمد بن حمد الزاملي وغيرهم من العلماء.
إنتاجه الأدبي
ترك لنا ديوانا شعريا، يتميز بغزارة المعنى، وتنوع المادة المطروحة، كما أنه يعتبر من أفضل الشعراء في عصره. ونستشهد في هذا المقام بقصيدته
(لغة المرام من شعر الغرام):
خليلي ما للنفس هاج غرامها
وعاودها نيرانها واضطرامـها
أما آن أن تستبقي المهجة التي
عفا رسمها وجدا وطال هيامها
أأحبابنا بنتم وأودعتم الحشا
سرائر ود لا يطاق اكتتـامها
فهلا رحمتم مغرما بهواكـم
سهير جفون لم يزرها منامـها
وللشيخ محمد بن شيخان قصائد تخميسية نورد على سبيل المثال:
الناس هزلهم عرفتُ وجِدّهم
ودريت ميلَهم إليّ وصــدّهم
جربتهم فطفقت أشكو مدّهم
(أشكو أناسا أضمروا لي ودّهم
حتى إذا ملكوا قيادي جاروا)
صفاته
كان جهوري الصوت، يتميز بشخصية فذة، كثير الحفظ للأدب العربي، كما أنه يتميز بالذكاء والفطنة وسرعة الرد.
وفاته
توفي في الثامن عشر من شهر ربيع الأول سنة 1346هأ ببيت القرن بالرستاق.
وإلى لقاء جديد مع عالم آخر
http://im60.gulfup.com/286hZF.gif
الشيخ ماجد بن خميس العبري
ولادته
ولد الشيخ العلاّمة ماجد بن خميس العبري في شهر رجب من عام 1252هـ وقيل 1254هـ في بلدة الحمرا.
نشأته
نشأ في حجر والده العالم الزاهد الشيخ خميس بن راشد بن سعيد العبري، والذي قام يتربيته أحسن تربية، ونشّأه أفضل نشأة.
لقد أثمرت هذه النشأة ثمرتها، فنشأ شيخا في شبابه فتعلّم القرآن الكريم على يد معلم اختاره له والده هو الشيخ ناصر بن سالم العدوي البهلوي.
أساتذته
تعلم على يد والده مبادئ النحو وشيئا من التوحيد وبعض أصول الدين وغرس فيه جميل الآداب وعظيم التهذيب، ولكن والده توفى فلم يجد في بلدة الحمراء من العلماء من يتعلم على يديه وهو الراغب في العلم والمعرفة، فانتقل إلى الرستاق في أيام السيد عزان بن قيس الذي كان محبا للعلم والعلماء، فقربه منه وأنفق عليه ووجد هند أهل السيد الجليل عددا من العلماء والمعلمين من أهل الباطنة وهناك التقى بقرينه الصالح العالم عبد الله بن محمد الهاشمي حيث انتفع كل منهما بالآخر وأعطى كل منهما ما عنده لأخيه.
وقد تولى السفارة بين السيد عزان بن قيس وبين علاّمة عمان في ذلك الزمان الشيخ سعيد بن خلفان بن أحمد الخليلي في محاولة لجمع شمل المسلمين.
تلامذته
لقد وهب الشيخ ماجد نفسه للعلم فأخذ عنه الشيخ ناصر بن خميس بن راشد وتعلم منه أيضا الشيخ العالم الفقيه أبو محمد سعيد بن صالح بن راشد والشيخ سالم بن راشد العبري وغيرهم.
وفاته
كان الشيخ يتوضأ في الفلج بالقرب من بيته فعثر وأصيب بجراح خفيفة في احدى ساقيه، فمشى إلى بيته، وفي اليوم التالي أحس الشيخ آلام هذه الجراح فبقي في بيته ثم شعر بالمرض يمتد إلى سائر جسده وتوفي رحمه الله عند طلوع فجر يوم 24 من محرم من عام 1346هـ ودفن في الناحية الغربية من مقبرة الحمراء
وإلى لقاء جديد مع عالم آخر
ولادته
ولد الشيخ الزاهد سعيد بن ناصر بن عبد الله بن أحمد بن محمد الكندي سنة 1268هـ في بلدة سمد من ولاية نزوى بالمنطقة الداخلية.
نشأته
حفظ القرآن عن ظهر غيب وهو في سن العاشرة، وفي نزوى أخذ مبادئ العلوم على يد مشايخ أجلاّء، وبعد حدوث بعض الاضطرابات والنزاعات بين عائلته وبين بعض المشايخ في نزوى رحل عالمنا بصحبة ابن عمه الشيخ الزاهد محمد بن أحمد الكندي، فنزلا بمسقط ضيفين على السيد هلال بن أحمد بن سيف البوسعيدي والشيخين محمد بن صالح وحبيب بن يوسف. وكان الكندي يثني عليهما ثناءا جميلا، كما أخذ علوم الفقه عن الشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي والشيخ سعيد بن عامر الطيوي.
ثم واصل تعليمه في مسجد الخور بمسقط حتى أصبح من أفاضل عصره، وقد استقر به المقام في بلدة المتهدمات (العامرات حاليا) وهي من ضواحي محافظة مسقط.
وعندما أصبح أستاذا تضرب إليه أكباد الإبل من كل مكان لم يبخل بعلمه وكان يبذل الغالي والثمين من أجل إفادة تلاميذه، وقد تخرج على يديه فحول العلماء من أمثال حمد بن عبيد السليمي وهاشم بن عيسى الطائي وسليمان بن محمد الكندي وأحمد بن سعيد الكندي وهلال بن زاهر اليحمدي وعيسى بن صالح بن عامر الطيوي.
وعندما كان يضطلع بدور التدريس استقطب اهتمام الصالحين الذين يرغبون في دعم انتشار العلم والتدريس وممن كتب إليه السيدة الصالحة جوخة بنت محمد البوسعيدية وكانت من الأثرياء فكتبت إليه ليشتري مالا ويوققفه للمتعلمين، وعندما أخبرها بأن المال له وأشارت عليه بأن بشتري مالا آخر من بوشر لأنّ المتهدمات يصيبها الجفاف.
أعماله
وبالإضافة إلى الدور التعليمي الذي كان يقوم به الشيخ، فقد كان له دور اجتماعي بارز ومن أمثلة ذلك يذكر بأن الشيخ ناصر بن راشد الخروصي أخذ موقفا من الإمام محمد بن عبد الله الخليلي وانتقده في بعض المواقف فذهب إلى الشيخ سعيد بن ناصر الكندي وشرح له وجهة نظره وأكد له على ضرورة عزله عن الخلافة فرد عليه الشيخ سعيد بن ناصر (بأنني لست بمنزلة الشيخ السالمي فأعزل إماما وأولي إماما). فخرج عنه الشيخ الخروصي متأسيا.
كما أنه بذل جهودا للصلح بين الإمام والسلطان، وقد تحقق هذا المطلب على يد الشيخ عيسى بن صالح الحارثي في معاهدة السيب والتي حضر مراسمها الشيخ الكندي.
وكان الشيخ عيسى بن صالح يسعد لرؤيته. ويذكر أنّ الشيخ عيسى ألمّت به حمى، ولكن كان يقول (أحسّ بأنّ الأم يذهب عندما يزورني الشيخ سعيد ويعود إلي ثانية عندما ينصرف).
صفاته
من الصفات التي تميز بها الشيخ سعيد ، كثرة التهجد وقيام الليل. وكان لا يخاف في الله لومة لائم، وكان واحدا من العبّاد الزهّاد الذين استفادوا من العلم لخدمة العمل. وكان بيته بيت شرف ومجد وترك بعده سلالة طيبة صالحة.
وفاته
وفي سنة 1355هـ توفي الشيخ سعيد بن ناصر الكندي ببلدة المتهدمات من وادي حطاط (المعروفة حاليا بالعامرات) بعد حياة دامت ثلاثا وثمانين عاما.
وإلى لقاء جديد مع عالم آخر
http://im60.gulfup.com/286hZF.gifالشيخ سعود بن عامر المالكي
ولادته
ولد الشيخ العلامة سعود بن عامر المالكي في بلدة (عز) من ولاية القابل سنة 1317هـ.
نشأته
نشأ مع والده الذي رباه تربية دينية وعلمية، ولازمه في أغلب الأوقات ثم انتقل معه إلى نزوى، فدرس هناك على يد كبار العلماء أمثال العلامة حامد بن ناصر والإمام محمد بن علي الخليلي.
دوره العلمي
عين مدرسا في المنترب بولاية بدية حيث قام بتدريس مختلف العلوم الدينية وقد درس على يديه الشيخ علي بن ناصر الغسيني، والشيخ سالم بن ناصر بن مسعود المالكي والشيخ عامر بن سعيد الحجري والشيخ محمد بن حمد الحجري، ثم عينه الإمام محمد بن عبد الله الخليلي قاضيا على ولاية بدية وذلك في سنة 1365هـ.
إنتاجه العلمي
جمع تلميذه سالم بن ناصر المالكي (مجموعة الفتاوى) التي كان يرد فيها على طلبة العلم على شكل كتاب، ولكن لم ينشر حتى الآن.
بالإضافة إلى ذلك يقول الشيخ المالكي الشعر وله في هذا المجال العديد من القصائد جاء في
أحدها:
غزالــة ذا أم قصر
أم لؤلؤ قد انـتـثر
أم بحر علـم قد زخر
فصار يقذف الـدرر
أم ذا جواب من أبـّر
أهدى إلىّ بالصبـاح
أريا وأنواع الأقـاح
فزال ما بي من تراح
وكنت قبلا في براح
بوفـده نلت الظـفر
وفاته
توفي رحمه الله بعد صلاة العصر في عام 1403هـ وقد رثاه الكثير من الشعراء نذكر منهم الشيخ سعيد بن عبد الله بن غابش حيث يقول:
مصاب عظيم سـاقه أمر قادر
ونعي فضيع مرجف بالخواطر
لفقد جليل نـّورَ الأرض سعيه
وبدر تحلّى فـي سماه لنـاظر
لقد فارق الدنيا سعود بن عامر
وسارع للأخرى فيا خير عامر
طوبى لجثمان ثوى قـد تضمه
لحود الرضا تحت الثرى بالمقابر
نزحت عن الدنيا وفارقت أهلها
حثيثا إلى دار البقاء والبشائر
تركت بني عيسى يضجون بالأسا
تركتهم ما بين باك وحـائر
تركتهم في وحشة لم يكن لها نظير
إلـى يوم اللقـاء والمحاضر.
وإلى لقاء جديد مع عالم آخر