كيف حالك اليوم ؟
نظرت فيه مبتسمة وقالت :
بخير ..
نظر في لوحتها التي كانت على طرف السرير ..
وقال : هممممم ..
جميل .. جميل جداً ..
ضحكت مايا وقالت :
اسكت .. أنت لا تحب الفن كثيراً ..
نظر لها وقال :
بعد أن عرفتك .. عرفت معنى الفن ..
ابتسمت واحمر خداها مجدداً..
وضع اللوحة جانباً وقال :
سوف أراك بعد ساعة ..
إن احتجت أي شيء ماذا ستفعلين؟
قالت بحياء :
أتصل بك ..
ابتسم لها ابتسامة أخيرة ..
وخرج من غرفتها ..
وخارجاً عند الباب ..
وقف بشار ..
ووضع يده على قلبه وقال يتنفس بقوة:
يا رب ..
ما كل هذا الخفقان؟
ما كل هذا الإحساس؟
أكل هذا حب؟!
تنهد ..
ثم التمعت عينيه في بريق ..
توجه مباشره نحو غرفته ..
فتح الباب ..
ثم أضاء المصابيح ..
التي كشفت عن الأوراق المتناثرة هنا وهناك ..
والكتب الملقاة على الأرض ..
وملصقات صفراء في بعضها ..
وأوراق ملاحظات مكتوبة على الجدار ..
وعربة صغيرة ..
تحمل بعض أنابيب الاختبار .. وبعض المحاليل ..
وميكروسكوب ضوئي صغير على المكتب .
.
إنه بالتأكيد لم يمضي هذه الأسبوعين فقط ليجلس جوار مايا .. ولكن أيضاً لأنه يعمل بجد حقيقي .. على الرغم من أن هذا العمل كان هذه المرة من أجل مايا ..
خلع بالطو المستشفى ..
ووضعه في الشماعة ..
وجلس في كرسيه ..
فتح دفترا كبيراً أزرقاً ..
وأخذ يقرأ ما كان يكتب البارحة عندما نام على الدفتر ..
ثم تنهد ..
وبعد دقائق ..
دخل الدكتور ميان وقال بجدية وتسارع:
بشار ..
تعال بسرعة ..
ارتدى بشار البالطو وخرج مسرعاً مع الدكتورميان ..
وذهبا حتى وصلا إلى غرفة المختبر ..
كانت باردة كالثلج ..
دخلا ..
وعلى الشاشة الكبيرة ..
قال الدكتور ميان .. وهويشير إليها :
هذا فلم للخلايا التي حقناها بـ Gp53 alpha تحت المجهر الإلكتروني ..
وهو يعرض أحداثاً مسرعة لما حصل خلال 3 أيام
كنا نراقب فيها الخلايا الحية .. بعد أن وضعناها في حضانة ..
كان ميان يتكلم بسرعة بالغة ..
حتى أن بشار بالكاد كان يفهم كلماته اليابانية السريعة..
أخذ بشار يطالع ..
كانت الخلايا تتحرك ..
ولم يكن هناك أي أثر لأي تغيير ..
ولكن فجأة ..
بدأت الخلايا بالحركة ..
وبدأت كرات صغيرة تظهر في نفس الخلايا ..
وتتجمع مع بعضها وتفتح على جارتها ..
حتى تصبح كرة كبيرة ..
وبعد ثواني ..
تفجرت هذه الكرة ..
وأخذت مكونات الخلية تنحسر ..
أخذ بشار يطالع في ذهول ..
أفاق من الدهشة ثم صرخ عالياً :
نجحنا .. نجحناااااااااااااااااااااا
قام واحتضن ميان ..
الذي أخذ يصرخ هو الآخر ..
ولكن ميان بدأ يهدأ وهو يقول ..
لحظة .. لحظة ..
إننا لم نجرب هذا البحث على خلايا آدمية في جسم إنسان ..
ولكن بشار قال :
دكتور .. لم يبق شيء ..
لقد حللنا المشكلة .. الخلية أكلت نفسها بنفسها ..
حتى بقية الخلايا التي لم تتعرض للعقار ..
لم يحصل لها شيء ..
نستطيع أن نقتل بهذا أي ورم في 3 أيام فقط ..
هذا فاق توقعاتنا كثيراً ..
قال ميان في حماسة ممزوجة بسرحان : نعم لقد نجحنا ..
ههههههههههههه
خرج بشار من المختبر وهو يكاد يطير من الفرح ..
متجها نحو غرفة مايا ..
دخل الغرفة دون أن يطرقها ..
كان في عنفوان حماسه ..
اقترب منها ..
احتضنها بقوة شديدة ..
وأغمض عينيه .. وكاد أن يقبلها ..
ولكن مايا .. أبعدته عنها بقوة ..
أحس بشار أنها خائفة منه ..
ابتعد ..
وخفت حماسته ..
فقالت : آسف .. لم أكن أقصد ..
فنظرت مايا في يديها ..
وانسدل شعرها على كتفها في نعومة ..
فقال بشار حتى لا تطير حماسته :
لقد وجدناها يا مايا ..
اكتشفنا العقار أخيراً ..
نظرت له مايا مستفهمة ..
جلس جوارها .. وأخذ يتكلم في انفعال شديد :
كنت أنا والدكتور ميان نعمل على هذا البحثمنذ زمن بعيد ..
لقد اكتشفنا الطريقة ..
سوف تنجين بإذن الله ..
لم تفهم مايا بإذن الله أبداً ..
ولكنها ابتسمت وقالت بتساؤل حقيقي :
حقاً؟
قال لها و وجهه محمر من كثرة الانفعال : طبعاً ..
لقد وعدتك بأنك ستعيشين ..
مايا ..
مايا ..
مايا .. أحبك ..
لم يعرف بشار كيف قال لها هذه الكلمة ..
ولكنها خرجت في لحظة انفعال ..
كان يحس أن الأحداث تمر بسرعة الصاروخ ..
أما مايا ..
.
.
.
يُتبع ،،