صديقتي وغيرتها على وطنها ( قصة بمناسبة قرب اليوم الوطني المجيد لسلطنة عمان الحبيبية 28/10/2014
بمناسبة قرب العيد الوطني لعمان الغالية رأيت من المناسب المفيد ذكر هذه القصة :
هناك قصة حدثت لي شخصيا سأسوقها هنا لتنظروا كيف يكون الاخلاص للوطن والانتماء اليه
كانت لي صديقة بريطانية وكانت تربطني بها وبأسرتها علاقة جوار وثيقة من ايام الدراسة في جامعة مانشستر فذهبت بعد فترة الى بريطانيا فأخذت لها هدية وعندما وصلت الى هناك اتصلت بها فدعتني لزيارتها في منزلها فأجبت الدعوة وذهبت اليها واحضرت معي الهدية وكانت من التي يؤخذ عليها ضريبة في المطار عند الدخول فسالتني شاكرة لي وقالت كلفت على نفسك واكيد الجمارك اخذوا عليك ضريبة عالية فقلت لا لم امر بالجمارك وسلكت طريق اللذين ليس لديهم ما يحتاج الى رسوم ضريبية فتعجبت من قولي وقالت حسنا
أتدرون ماذافعلت ؟
لقد تناولت سماعة الهاتف واتصلت بجمارك المطار واخبرتهم بالقصة وقالت صديقي احضر سلسال ذهب من الخارج ولم يمر بالجمارك ولم يدفع رسوم ضريبية وهذا مخالف للقانون !!! فسألوها كيف مرّ بنقطة التفتيش فبينت لهم الأمر وقالت إنه كان يجهل ذلك ولم ينتبه للوحة فردوا عليها بأنه يجب ان يذهب الى اقرب مكتب ضريبي لدفع الضريبة او تعطيهم وصف المنزل ليرسلوا لها من يأخذ الضريبة فأعطتهم عنوان منزلها لارسال مندوب لاخذ الضريبة . فاستغربت ذلك التصرف منها وقلت هل هذا جزاءي وقد احضرت لك هدية فتبلغين عني الجمارك بدلا من ان تشكريني ؟؟؟ فقالت انا شكرتك وممتنة لك ولاتقلق فانا سادفع الضريبة
ولكن لو سكتت انا وسكت الاخر وسكت الثالث لانتشر الفساد وخرب البلد و لما اصبحنا يقال عن بلدنا بريطانيا العظمى ... انظروا الولاء والانتماء والاخلاص للوطن والغيرة عليه
شتان مابيننا وبينهم . سلسال ذهب لاتتجاوز قيمته الضريبية 400 ريال لاتكاد تذكر ولا تعني شيئا من التأثير على الوطن ومقدراته ولكنها المباديْ التي غرست بأنفسهم بأن الوطن وامنه ونظامه خط احمر لامجال فيه للمجاملة ،أما نحن فنساهم في نهب المليارات من اوطاننا بواسطة التستر على الوافدين وممارساتهم اللاقانونية ونرى وطننا يعبث بمقدراته وممتلكاته ولا كأن الامر يعنينا .. هذه القصة ذكرتها لعلنا نبدأعامنا الجديد بفكر مختلف عن الوطن وغيرتنا عليه وامنه
والى لقاء اخر مع قصة اخرى عن الانتماء والاخلاص حدثت لي في احد فنادق الصين
قصة في الانتماء 7/11/2014
كنت في سفرتي الى الصين قد سكنت في فندق ماريوت واقمت فيه عشرة أيام وكنت في كل مرة اريد الخروج يأتي الي احد رجال الامن بالفندق المسؤؤلين عن تنظيم السير امام الفندق واحضار سيارت الاجرة للنزلاء في حالة خروجهم وطلبهم ذلك .كان من ضمن ذلك الطاقم شاب صغير قد لايتجاوز عمرة الثالثة والعشرين وكان دائما يحضر لي سيارة الاجرة ( وهذا عمله وليس تفضلا منه ) ولكنه قد قدم لي خدمة شخصية لدى مكتب حجوزات القطار وهذا ليس عمله ولكنه ساعدني في ذلك .لما اردت السفر وفي اخر يوم حملت حقائبي وخرجت الى البوابة للخروج فأحضر لي سيارة أجرة وقبل ان اركب السيارة اخذته جانبا واعطيته عشرين دولارا شفقة عليه وردا لجميله ولعلمي بحاجته لها فراتبه لايتجاوز 300 ريال فنحن نصرف الاف الريالات في سفرنا ونبخل على مسكين بعشرة ريالات .تدرون ماذا كانت ردة فعله
قال لا لا لايمكن ان اخذها قلت انت ساعدتني في ذلك الامر وانا سأرد جميلك .اتدرون ماذا قال ؟ قال : ان كنت حقا تريد ان ترد جميلي وتكافئني فتعال اسكن عندنا في هذا الفندق مرة اخرى او ارشد اصدقائك اليه !!!
انظروا الى الانتماء وحب الخير للمؤسسة التي يعمل بها ،هو لن يستفيد شيئا ان سكنت عنده اولا فهو ليس لديه الا راتبه وليس له من دخل الفندق شيئا ولكنه غرس في نفسه الانتماء والحب والاخلاص للمؤسسة التي يعمل بها حتى كأنها مؤسسته هو فيحافظ عليها ويعمل لها كانما يعمل لنفسه .غرس بماذا ؟ غرس بالتعليم والتربية ،غرس بالرضا الوظيفي من قبل المؤسسة التي يعمل بها والتي تغرس في موظيفها الانتماء والاخلاص لها وذلك بتقديم الحوافز المادية والمعنوية لهم وهذا مانفتقده في مؤسساتنا واجهزتنا الحكومية .نحن لانعير هذا الامر اي اهتمام .الرضا الوظيفي ليس موجودا في قواميسنا العملية
والسلام