شلة مطعم درويش ... (بقلمي) 12/11/2015
شلة مطعم درويش
كم هو الشوق ضربا من الجنون .. اتجرعه ليل نهار.. يكاد ان يتحول الى سم قاتل.. تكاد الغربة ان تعصف بي .. يكاد الغياب ان يصبح سرمديا .. مدى ما له نهاية .. سفر بلا حدود .. غربة مظلمة .. تطويها اسوار عالية .. أبواب لا تعرف الريح ..نوافذ يحيطها الظلام.. وجوه واجمة..صبر يشبه الليل.. لم تحتمل ذاكرتي وجع الحنين لاولئك الرجال .. يطوفون افق خيالي .. ليل نهار .. حتى الاحلام .. كانوا طرفا فاعلا فيها .. اتذكر تفاصيل جلساتهم هناك بعد الغروب .. اكثر من ثلاثين عاما.. لايزالون معا .. لايزالون صغارا ..اتذكر ذلك الزمن الجميل.. أتامل المكان ... اتذكر الجوع .. لم احتمل الشوق .. اتجاهله في الغالب .. اسماء محفورة في سطور دفتري .. وكلماتي الحزينة .. ووحدتي .. لم أكن ادري .. أن الزمن يطوي صفحة .. ويفتح اخرى .. لم أتوقع .. نهاية القصة .. وبدايتها .. قد تكون حكمة الزمن .. واقدار هذا الدهر .. لم أتوقع عودتي من السفر .. اجلس بينهم .. اسمع حكاياتهم .. يستمعون لحكاية سفري .. وغربتي.. لم يستوعبوا قصة غربتي في الغالب .. تبدو غريبة الى حد ما .. لم يتوقعونها .. لكنهم على وعد .. ان الصبح قريب .. والموعد قريب ..والسفر الى هناك قريب .. الى كوخ العجوز .. التاريخ لن يرحم احد .. ولن تبارح الذاكرة حكايات شلة مطعم درويش .. لا يزال ذلك الاعمى يقود كرسي صديقه المشلول .. لم يبارح ذلك الصديق كرسيه طول اليوم هو الاخر.. لانه لم يعد يشعر برجليه .. يستخدم حاسة النظر .. كما يستخدم الاخر حاسة اللمس فقط ..تجمعهما الابتسامة .. اشجان الحديث.. يجمعهم السفر .. كراسي المطعم .. هموم الطريق .. يفرقهم شتات الزمن والتاريخ .. يتبادلون حكايات واحاديثا في طريق مسيرهم الى جلسة مطعم درويش .. احيانا لا يجدون احدا .. يجلسون في كل الاحوال .. يطلقون همومهم .. اسماء تظل عالقة في عمر السنين لن تكرر ..لايزال مطعم درويش كما هو .. لايزالون كما هم يتذكرون تفاصيله.. احدهم جلس في زاوية بعيدة.. يفكر في امر ما .. يمسح ذقنه .. يبدو قلقا لامر ما ..ابتعد عنهم قليلا.. سافر بعيدا .. في احدى الليالي .. قام درويش بالمرور عليهم .. يحمل أشياء جميلة .. واخبارا سعيدة .. اثار استغرابهم .. لم يكن كذلك .. كانت تفوح منه رائحة غير زكية..عاد الى مكان لايزال يحمل اسمه.. شلة مطعم درويش .. رمزا وفخرا للضيافة .. لم يكن يخجل من اسمه .. حتى لو كان قديما .... لا يزال يحتفظ بابتسامته .. لم تظهر على وجهه ملامح التغيير .. يبدوا انه الان اكثر قبولا بينهم .. رغم غضبه.. بسبب حرمانه من اللعب معهم.. حينما كان صغيرا .. يتذكر ألم العصا .. جلس بقربهم .. يحتسى فنجان شاي .. يتحدث سريعا .. قام سريعا .. اختفى سريعا .. لم يتغير درويش .. هذه طبيعته .. تركهم يتبادلون اطراف الحديث .. يحملون هموم الزمن ..يتذكرون ماضيهم العريق .. يسألون احيانا .. دون جواب .. يحللون .. يأولون ..يصلون الى درجة من عدم الاقتناع .. يقهقهون .. دون اسهاب .. اسماء تذهب واخرى تعود ..ولايزال ذلك المهموم يمسح اطراف ذقنه.. لم تنقطع به السبل .. انتفض حينما تذكر الامل الاخير .. يسمع احدهم يتذمر لدرجة الملل .. ينادونه .. الظلام سرمدي .. يسوده السكون والصمت احيانا .. يتآمرون للنيل من الآم الزمن .. للحد من تطاوله .. يهربون من جحيم الظلام .. وضيق المكان .. الى مكان آخر .. يحمل هدوء موج البحر .. بالقرب من تلك النوارس الشرسة .. المهموم لا يزال منزويا في كرسيه .. اخيرا اقترب منا .. أفصح عما يدور بخلده .. طبعا بعد تفكير ممل .. مسح ذقنه كعادته .. بكلتا يديه .. اقترب اكثر .. اكد لنا أنه قرر الزواج .. أخيرا .. تفاجأ صديقه الاعمى بذلك القرار .. يعتقد أنه لا ينقصه شيئا ليتزوج .. الاخرون ليس احسن عنه .. تبدو حياة الوحدة مملة في عينه .. شعر بتحرك كرسيه .. يدفعه صديقه الاعمى .. لم يعطه مجالا لان يكمل حديثه .. كان صمت الاعمى مثيرا للشفقة .. عكس ما توقعنا .. حزن بلا مبرر .. مشى الاعمى في ظلامه.. يدفع كرسي صديقه المشلول .. مضى دون تعليق .. انظارنا تلاحقه .. قرر أن يقطع الطريق .. دون أن يسمع توجيهات صديقه كالعادة .. في منتصف الطريق .. وقع ما لا يحمد عقباه .. صوت دوى في مسامعنا .. اعقبه صمت .. اعقبه تدافع .. تجمهر .. كلام غير مفهوم .. كانا ممدودين أمام الحافلة ... آثار دماء تغطي اجزاء من جسديهما .. يبدو انهما قررا السفر معا .. غياب ابدي .. وعقارب الساعة تدور ..
بقلمي/ ناصر الضامري
قصيدتي عمان ... (فصحى) 18/11/2015
قصيدتي عمان
أعمان أسم خطه الإنســــــــــــــان
أم ذاك مجد صاغه السلطــــــــــــــــــــان
فاليوم انظم في هواك قصائدي
فلك المحبة والعلا شوالشــــــــــــــــــأن
تاريخ مجد للأمان منـــــارة
يرنو لها الأنسان والأوطــــــــــــــــان
اصل الحضارة .. و العروبة نبعها
إن الزعامة قصة ولســـــــــــــــــان
الحب ينشد من حروف جمالها
وملاحم تصغي لهـــــــــــــــــــا الآذان
قابوس فخر والحضارة نهجه
بالعز مجدا قاده الربــــــــــــــــــــــان
كم عانقت هام السحاب صروحه
كم فاخرت من فكره الوجــــــــــــــــــدان
فالعيد عيدك ياعمان محبة
فليفخر الإنسان والجيــــــــــــــــــــران
والأرض تزهو والسماء توهجت
وتراقصت من سحرها الـــــــــــــــــــوان
إني عهدتك ياعمان سماحة
فلك الولاء يظله الأيمــــــــــــــــــــــان
ولك المحبة والسلام وفخرنا
فعمان انت الرمز والعنـــــــــــــــــوان
فاذا سألت عن السلام واهله
فقصيدتي .. ان السلام عمــــــــــــــان
بقلمي/ ناصر الضامري
دلمــــــــــــون .... (فصحى)15/12/2015
دلمون* ..(فصحى)
ودلمون عانقت قلبي وذوقـــي وفي الروح لها حبي وشوقي
ديار اسمها قد زان فخــــــــرا الى العلياء تسمو نحو فــــــوق
سأذكرها رجال لست أنســــى لهم في القلب نبض بين خفــق
فهم ذكرى ينوء الجود منهـم وعز الدار من غرب وشـرق
فلم تحص مكارمهم بقـــــــــول ولن تجز محاسنهم بــــورق
وغرقـان بسترة مــــلء قلبـي فهل زان المنامة ذاك غرقـــي
جفير في مقامك نور عينـــي محرق تأسر الروح بصـــــدق
رفاع والبسيتين وكــــــــــــــل لعمري انها فخر بحــــــــــق
ديار عانقت مهد الحضـــارة تميم.. بكر..وائل من في عرق
فأمجاد هنا خطــــت لسومر وأنــــــدوس حضــــــارات بألق
فعذرا أخوتي طول المقـــــــام وعذرا ذاك من طيشات نـزق
فشكرا طال أعداد النجــــوم وما لا حـــت رعــود بين برق
سلام الله أرسله لدلمــــــــون سلام ذاك مختوم بعشــــــــــق
بقلمي/ ناصرالضامري
* إهداء بمناسبة إحتفاء مملكة البحرين بالعيد الوطني وذكرى تولي جلالة الملك مقاليد الحكم بتاريخ 16 ديسمبر
سأرحــــــــــــل..... 18/1/2016
سأرحل....(فصحى)
لاني أراك.. فلن أتــبسم
سأرحل عنك ولن أتوهم
سأمضي بعيدا .. لأني حر
سأمشي وحيدا.. ولا أتألم
إذا شفت عيني تبوح كلاما
فلا تسأليني.. فلن أتكلم
وإن غيبتنا صروف الزمان
فلا تشتكين ..لأنك أعلم
لأن الوصال في حبك نار
وقربك هم.. وليلك مظلم
وما عدت اهوى ربيع الحياة
وما عدت انسى .. وما عدت افهم
اذا كان قلبي وقربي عذابا
سأكتم حبي ولن أتندم
ولن أهوى غيرك طول الزمان
سأرسم قلبا وإسما وأحلم
ألملم حبا غواه الغرام
وأشلاء قلب هواه تسمم
فهل تعذريني .. لأني كتوم
وأني جريح ..و قلبي متيم
بقلمي / ناصر الضامري
لمحة عن الرمزية في الشعر الحديث 21/1/2016
لمحة عن الرمزية في الشعر الحديث
في مستهل عصر النهضة ظهر شعراء جاؤا بمواضيع دون أي ابداع في القالب الشعري وسموا بالمجددين في التقليد، ثم ظهر جيل جعلوا للخيال والعواطف المكانه الاولى في انتاجهم الادبي فسموا بالرومانسيين وجاء آخرون لونوا اشعارهم بالواقعيه وسموا بالواقعيين ثم تابعهم آخرون عرفوا بالرمزيين. فالرمزية هي اتجاه فني يغلب عليه سيطرة الخيال على كل ما عداه ، وتجعل الرمزية لها دلالة على الوان المعاني العقلية والمشاعر العاطفية وطغيان عنصر الخيال، فمثلا الليل ليس بالضرورة ان يرمز الى الظلم والقهر . من جانب اخر ،هناك رمزية لا تخلوا من مضامين فكرية واجتماعية تدعوا الى التحلل من القيم الدينية والخلقية في بعض الاحيان بل تتمرد عليها مستترة بالرمز والاشارة.
الرمزية هي الايحاء ، أي التعبير غير المباشر عن النواحي النفسية التي لا تقوى اللغة على ادائها، وهو ما يتيج لنا ان نتامل شيئا اخر ، والرمزية تعني ايضا الخفاء ويجب علينا عدم الخلط بين الرمز والغموض، و هي الابتعاد عن عالم الواقع وما فيه من مشكلات اجتماعية ، وكذلك البحث عن عالم مثالي مجهول يسد الفراغ الروحي ويعوض عن غياب العقيده الدينية ، بحيث وجد الرمزيون ضالتهم في عالم اللاشعور والاشباح والارواح، كمثل المصطلحات التي تعبر عن اجواء روحانية مثل الغروب الذي يوحي بزوال امر ما .
اعتبر الرمز نوع من التجديد في الشعر مخالف للطريقة التقليدية ، ويمثل الرمز موقفا ابداعيا ، يرى ما لا يراه الاخرون في مدارس الشعر المختلفة ومذاهبه المستحدثة منها الرمزية، لذا فأن اللغة تحيد عن مسارها العادي لتصبح لغة هي بمثابة الاشارة بمعنى الدلالة، والغرض من الرمز في المقام الاول هو تكريس فلسفة الفن الشعري وتفرد لغته بعيدا عن الوضوح والمباشرة لخلق عالم مغاير وهذا يعود للشاعر ورغبته في غير المألوف. ومن الامثلة في الشعر الحديث بدر شاكر السياب وامل دنقل وادونيس وغيرهم، ولا شك ان السياب يعد ملهم القصيدة العربية الحديثة شكلا وبنية ومعنى، بما أنه عاصر فترات سياسية عاصفة الى جانب معاناته من تجارب شخصية عميقة اثرت في شعره اضافة الى المرض ، كل هذه العناصر كانت مدعاة لاستخدام الرمز في الشعر وبشكل اساسي.
أعاد الصياغة/ ناصر الضامري
من مقالات مختلفة من الشبكة
رد واهداء الى اخي الشاعر حرف وشعر 29/2/2016
اسمع ندى الايمان وازري من سقط
حتى ولوج العير في سم الخياط
واذكر بليل قام في حب وزمط
وسأل ثبات الحال من هول السخاط
ياصاح ماسك دين لو عقدي فرط
جمرة بكفي لو تحديت السياط
سنة محمد خير والامة نبط
رحمة امان وحب و م الشر احتياط
اجر الصلاة وزاد في وقت القحط
صل وصل وزيد من اثرو وطاط *
حتى وضوء الليل لا عزمي حبط
مالي بشيطان يزيد الاحتباط
الوقت عدى وسار عمري في غمط
مالي بدنيا من سواد الانخراط
ما يكف الدين لو حج وفقط
صوم وصلاة الفرض دام الانضباط
هذا زمان سار في درب الزلط
ما بين زاني وبين انجاس اللواط
وتسلقت اغصان في عود السبط
وانتشى منا زمان الاختلاط
حرف وشعر والقوافي من خطط
من شاعر ما خاف من سحب البساط
*اثرو وطاط تعني اعداد باللغة المهرية