السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نوارة الكون .. هلا فيك
فعالية جدا جميلة .. وبالتأكيد قصص كثيرة وقصائد جميلة
نثرها أخوتي وأخواتي هنا ويروقني المشاركة أيضا
ولي عودة إن شاء الله بمشاركتي
ودي وخالص التقدير
أريج الرياحين
عرض للطباعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نوارة الكون .. هلا فيك
فعالية جدا جميلة .. وبالتأكيد قصص كثيرة وقصائد جميلة
نثرها أخوتي وأخواتي هنا ويروقني المشاركة أيضا
ولي عودة إن شاء الله بمشاركتي
ودي وخالص التقدير
أريج الرياحين
قصة وقصيدة :
الجـــــالـــي
تقول صاحبة القصيدة:-
إنهم كانوا ينزلون في أسفل وادي بيشة على حدود "رنية سبيع"، وكان البدو في ذلك الزمان يتنقلون من مكان إلى آخر لطلب الرعي فإذا كان المكان المراد الإنتقال إليه بعيد فإنهم يأخذون الإبل فقط ويتركون الغنم لأن الغنم لا يستطيع أن تصل إلى المكان المراد الوصول إليه في نفس الوقت، وكان في تلك السنة أن رحلوا جماعتها بالإبل وتركوها
مع الغنم هي ومن معها، وكان من عادة أهل البادية إذا كان سيغادر أحدهم مدة من الزمن أن يوصي من يتكفل أهله في غيابه.
وقد أوكل أبو الشاعرة برعاية عائلته إلى أحد أبناء قبيلته وعندما نزل على هذا الرجل كان عندهم رجل يضوي إليهم بعد ما يظلم الليل ويرحل بعد صلاة الفجر، وضل على هذه الحال مدة طويلة وكانت الشاعرة تلحظة أغلب الأحيان وكم تمنت لو أن تكون مكانه لإنه كان مرتفع ويكشف المنطقة كلها ولم تستطيع الطلوع على رأس هذا الجبل إلا بعد رحيله من القبيلة.
وعندما سألته شاعرتنا عن قصة هذا الرجل قالوا لها أن هذا الرجل (جالي) والجالي عند البادية هو الشخص الذي عليه (دم) وقصة هذا الشخص أن قاتل إثنان من أبناء عمومته وهم يبحثون عنه للأخذ بثأرهم منه. وقد قالت هذه
القصيدة التي نورد منها ما حفظناه:-
رقيـت فــي مـرقـب(ن) عـالـي
وعـديــت فـــي عــالــي الـقـمــة
لـــي مــــدة ظــايــق(ن) بــالــي
هموم(ن) على القلـب ملتمـة
والـدمــع مـــن حــاجــري ســالــي
شـهـريـن والـدمــع مــا ظــمــه
والــنــوم مـــا عــــاد يـحــلالــي
كني قريـص(ن) مشـى سمـه
أبكي على صاحب(ن) غالي
مــا جـانـي أخـبــار مــن يـمــه
أتــلـــى الـعـهــد ذكــــر نــزالـــي
مــــتــعــّـــدي وادي الــــرمــّــه
يـاطـيــر خــبــره عـــــن حــالـــي
مــعــاك يـاطـيــر فــي الــذمـــه
يـــا وا هــنــي الـــــذي ســالـــي
مـاهــوب مـتـقــارب(ن) هــمــه
يــــا ونــتـــي ونـــــة الــجــالــي
اللـــي جـلــى مـــن بـنــي عـمـه
مــن أول(ن) عـنـدهـم غـالــي
والــيـوم مــطــلـوب من دمـــه
قصة وقصيدة : العسكرية
الشاعر عواض العطشان الشلوي من أشهر شعراء قبيلة الشلاوى قال هذه القصيدة قبل حوالي سبعين سنة
حينما انتظم في السلك العسكري وحيث أنه بدوي ليس متعود إن يأمره أحد .. قرر أن يفصل وقال هذه القصيدة
التي كثير من الناس مايكررها دون أن يعرفوا من قائلها :
وهذه قصيدته :-
يالله انــــك لاتـــعــــود الـعـسـكــريــة
والزمـان اللـي علـى البدلـة حـدانـي
لـبـسـونــي لـبــســة مـاهــيــب لـــيـــه
درعــونــي بـالـلـبــوس المـشـبـهـانـي
دربــونــي مــثـــل تــدريـــب الـمـطـيــة
والـصـعـب مــنــا يــعــود مـطـوعـانـي
الـعـريــف المـسـتـلـم طــبــق عـلـيــه
والـخـفــارة طــولــت والــنــوم جــانـــي
يالله انـــــــــك لاتـحــمــلــنــا رزيـــــــــه
حــيــث حــنــا للـمـعـاصـي مـانـدانــي
يــا وجـــودي وجـــد حُـمُــراً عيـدهـيـه
ساقطـاً منهـا الحقـب ويــا البطـانـي
فــوقــهــا قـــرمـــاً بــبــاكــوراً قـــويــــه
من وراء العارض يبا دار اشهراني
قـــطّـــر الــقــربــه وقــــــدم قـيـهـمـيــه
مع زوال الظهر يوم الشـوف دانـي
هـسـهــا الـعـرقــوب والــديــره رديـــــه
لـيـن دم الـجـوف بالـذرعـان حـانــي
او وجــوده وجــد عَـرَبـاً فــوق طـيــه
في لهيـب القيـض معطيتـن ثمانـي
هـمـلـن اعـيـالـهـن بــــارضٍ خـلـيــه
واصـبــحــن اعـيـالـهـنـه ذيـهـابــانــي
يـــوم جـــن الـبـيـر لـيـهـي جـاهـلـيـه
مـاعــلــيــهــا لا ورود ولامـــحـــانـــي
بركـن بالشـمـس تصهـرهـن شـويـه
كـل منهـن كـنـه الـخـرص العمـانـي
لـــو بـغـيـت ادلــــه الــطــاري عـلـيــه
واستحس القلـب والهاجـوس جانـي
يـوم اشـوف الديـن مرتجـدن علـيـه
والظـهـر عـريـان والـجـوع ايـحـدانـي
طـالـبــاً رزقــــاً تـحـطــه فــــي يــديـــه
مـاعـلـى بـابــه شـريــف ولاهــدانــي
قصة وقصيدة : الغريبـــــة
قصه وقصيده قبل مايقارب 300 سنه
قصة قديمة جدا يقدر عمرها بأكثر من ثلاثمئة عام وهي باختصار شديد
قصة فتاة ضلت عن أهلها في الصحراء وذلك بسبب إنشغال أهلها بمعركة طاحنة وكانت هذه المعركة جزء من حرب عظيمة دامت سنين طويلة
وكانت هذه الحرب بين قبيلتها وبين شريف مكة آنذاك ..وقد وجدها شيخ الدواسر أو عقيد قومهم فأعطاها الأمان وذهب بها إلى أهله.
عموما وباختصار شديد عاشت هذه الفتاة في كنف قبيلة الدواسر وأحبها ابن الامير ثم تزوجها بالرغم من المعارضة الشديدة من امه وكان سبب اعتراضها هو لأن الفتاة ادعت أنها همية ضائعة عندما تم العثور عليها مقطوعة في الصحراء مستظلة بشجرة كبيرة والتي كانت تصعد عليها اذا ما احست بالخطر وهي لم تنسب نفسها لقبيلتها ربما خوفا على نفسها أو على قبيلتها...مرت السنون وانجبت هذه الزوجة الشابة ابنا اسمته سباع وكان سباع
قويا وكان يتضارب مع أبناء عمه ويؤذيهم بسبب كثرة ما يعيرونه بأمه إلى أن اشتكت الأمهات إلى الشيخ الكبير أبو زوجها بما يفعله سباع فتوجه إلى أم سباع فقال لها كلمة آلمتها وهي موجودة في الأبيات
واستمر هذا الحال سنين طويلة إلى أن شب سباع وأصبح يغزو مع أبناء عمه فوصل إلى مكان غريب به أثار قوم وقدور.. ولكن المكان كان خاويا فأخبر أمه بما شاهد ووصف المكان لها فهلت دموعها وعندما علم عمها ابو زوجها بما بدر منها احتال عليها بحيلة حتى يكشف مكنونها فكانت النتيجة هذه الأبيات التي تربو إلى السبعين بيت وهي لا تعلم أن عمها يستمع لها وكانت بداية قصيدتها تحكي عما بدر منها عندما اخبرها سباع عن تلك الديار وعن الكلمة التي قالها عمها لها والتي اثرت بها.
يـهـيـضْـنـي يـاســبّــاع دارٍ ذكـرتــهــا
ولاعــاد منـهـا إلا مـــواري حـيـودهـا
سبّـاع تبـكـي أمّــك بعـيـنٍ ودمعَـهَـا
مـن عينهـا يحفـي مـذاري خـدودهـا
ولـكــن وقــــود النارباقصى ضـمـيـرهـا
هـاضَ الغـرام و بيّـحَ الله سـدُودهـا
ولـكـن حـجـر الـعـيـن فـيـهـا ملـيـلـة
ولكـن ينهـش موقهـا مــع بـرودهـا
دمــــعٍ يــشــادي قــربـــةٍ شُـوشـلـيّــة
بـعـيــدٍ مـعـشّـاهـا زعُــــوجٍ قـعــودهــا
زِعــبــيّــةٍ يـــاعـــمّ مـــانـــي هَــمــيّـــة
مانـي مـن اللـيّ هافـيـاتٍ جـدودهـا
أنـامـن زِعــب وزعــب إيــلاَ أوْجَـهـوا
على الخيل عجْلاتٍ سريعٍ ردودها
أهـل سـربـةٍ لادْبــرَت كِنّـهـا مهـجّـرة
وِنْ أقبـلـت كــنَّ الـجـوازي وُرودهــا
لـطــاح طايـحـهـم بـشـوفـي تـرايـعــوا
تـقــول فـهــودٍ مخـطـيـاتٍ صـيـودْهـا
لـصـاح صـيـاحٍ بالسّـبـيـب تِـفـازَعـوا
عـــزيِّ لـغـمـرٍ ثـبَّــرت بــــهْ بـلـودهــا
لحقوا على مثـل القطـا يـوم وردتـه
مـتـغـانــمٍ عــيـــنٍ قــــــراحٍ بـــرودهـــا
خــيــلٍ تــغــذّى لـلــبــلا و الـمــعــارك
ترهِـق صناديـد العِـدا فــي طـرودهـا
لا تلقحـونَ الخيـل يـا زعـب ياهلـي
تـرى لـقـاحَ الخـيـل يــردي جهـودهـا
إن جَـــتْ سـمــاحَ الـخــدّ مايلـحـقـن
وان جت مع السّنْداء لزومٍ يكودها
جـيـنـا الـشّـريــف بـديـرتِــه وإلـتـقـانـا
كــلّ القـبـايـل جـامــعٍ بـــه جـنـودهـا
طَلَـبْ علينـا الخُورهجـمـت قصيـرنـا
مِـتـمَـوّلٍ يـبـغـي حـنـازيـب ســودهــا
يَـامَــا عطـيـنـا دونـهــا مـــن سـبـيّـه
تسعيـن صفـرا إحسابهـا ومعدودهـا
تمامـهـا شعيـطـان خيـالـة مـهـوّس
أصـايــل صـنــع الـنّـصـارى قـيـودهـا
اقــطـــع قـبـيـلــةٍ ضـفــهــا مـــايـــذرّى
تشـري جـمـالٍ غطـهـا فــي بـدودهـا
قصـيـرنـا فـــي راس عـيـطـاً طـويـلـة
بحجي ذراها مـن عواصيـف نودهـا
عــيّــوا عـلـيـهـا لابِــتــي واحـتـمُـوهـا
بـمـصــقّــلات مِــرهِــفــاتٍ حـــدودهـــا
حَرَبنا العدى والبنـت نشـوٍ بهاامهـا
والـيـوم قــده مـنـوةِ الـعـيـن عـودهــا
تـسـعـيـن لـيــلــة والـعــرابــا مـعـقّـلــة
شمـخ الـذراء ومحجـزاتٍ عضـودهـا
شقـح البكـار اللـيّ زهــن الدبـاديـب
قامـت تضالِـع مـن مثانـي زنـودهـا
خـــيـــلٍ تـنـاحـيـهـاوتـضـرب بـالــقــنــا
مثـل التهامـي يـوم أحلـى جـرودهـا
بـنـات عـمـيّ كـلّـهـن شـقّــن الـخـبـا
بـيـضِ التـرايـب ناقـضـات جـعـودهـا
عـلــى الحـنـايـا نـاقـضـاتِ الـجـدايـل
سـمـرِ الـذّوايـب كـاسـيـات نـهـودهـا
وجــيــهٍ تــشــادي مــزنـــةٍ عـقـربـيّــة
أقـبـل مطـرهـا يــوم حـنــت رعـودهــا
منهن نهارَ الهـوش تنخَـى رجالهـا
ستر العذارى ماحضر من فهودهـا
لبـاسـةٍ بالـهـوش لـلـدّرْع والـطــاّس
وعلـى سـروج الخيـل كـودٍ سنودهـا
مِــن صـنــع داود علـيـهـم مـشـالـح
تجيبـه رجـالٍ مِــن غنـايـم فهـودهـا
يــا ماطعـنـوا مـــن حـربــةٍ عولـقـيّـة
شلفـى تلظـى يَشـرَب الــدّم عـودهـا
الليّ ايتمـوا فـي يـوم تسعيـن مُهـرة
مامنهـن الـلـيّ مـاتـلاوي عمـودهـا
تسعين مع تسعيـن والفيـن فـارس
تحـت صليـب الخـدّ تطـوى لحـودهـا
تسعين منهن بيـن ابويـه وعزوتـي
وتسعين عنانٍ واللواحـي شهودهـا
قـبـيـلـةٍ كــــم أذهــبــت مِــــن قـبـيـلـة
لاعـــدّت الــجــودات يـنـعــدّ جُــودهــا
زِعب هُـم أهـلَ المـدح والمجد والثنـا
من الربع الخالي للحجاز حدودهـا
إن أجْنـبـوا فالـصّـيـد مـنـهـم تـحــوّز
وضيحيهـا ومـن الـجـوازي عنـودهـا
وِن أشـمـلـوا تــهــجّ مِـنـهــم قـبـايــل
ودارٍ يـجـونــه ضــدهــم مـايــرودهــا
لامِـــن نـــووا فـــي ديـــرةٍ ياهَلـونـهـا
تِـقـافـت الـظّـعـان عـجــلٍ شــدودهــا
اركـابـهــم يـــــمّ الــعِـــدى مِتعـبـيـنـهـا
بـيـضَ المـحـاقـب فـاتــرات لـهـودهـا
يَامَاخـذوا مـن ضدّهـم مِـن غنيـمـة
ولا صــاوُغــوه بـلـطـمـةٍ مـايـعـودهـا
بـنـمـرٍ تــشــادي لـلـجــراد الـتـهـامـي
ماتطاوع الحكـام مـن عظـم زودهـا
أشـــوف بـالـحــره ضــعــون تـقـلـلّـتو
ابــــوي حــمّــاي الـسـرايــا يــذودهــا
شـفـي مـعـه صـقـر تـبـاريـه عـنــدل
مــــــرٍّ يــبــاريــه و مــــــرٍّ يــقــودهـــا
أنــا فـتـاة الـحــي بـنــت بـــن غـافــل
كــم مِــن فـتـاةٍ غــرّ فيـهـا قعـودهـا
شـرشـوح ذودٍ ضــاربٍ لــه خَـريـمـة
مــا ودّك يشـوفـه بعيـنـه حسُـودهـا
حوّلـت مـن نظـوى ورقـيـت سـرحـه
حـطّـيـت رفٍ فـــي مِـثـانـي فـنـودهـا
وجـونـي ركـيـبٍ ونـوّخـوا فــي ذراهــا
وشافني عِقيدَ القوم زيـزوم قودهـا
قــال انـزلـي يابـنـت وانـــتِ بـوجـهـي
ولا جيتـه إلاّ بالوثْـق مـن عهُودهـا
أمــــرٍ كِـتـبــه الله وصــــار وتــكــوّن
تسبّب علينا من الأَعـادي قرودهـا
بــكــونٍ شِــديــدٍ مـاتـمـنّــاه عـــــارف
تـعـدّه عـيـالٍ عـادهـا فــي مهـودهـا
ذكــرت وقــتٍ فـايــتٍ قِـــد مضـى لـهـم
ويـومٍ عليـنـا مــن ليـالـي سعـودهـا
ضـوٍّ زمـت للمـال مـن غـب سريـة
وضوٍّ زمّت عيـدان الرطـىَ وقودهـا
لكـن قــرون الصّـيـد بـاطـراف بيتـنـا
هشيم الغضا يدني لحامي وقودها
تسعيـن عيـنـا صيـدنـا فــي عشـيّـة
وضيـحـيّـة نـجـعـل دلانــــا جـلـودهــا
قنّـاصـنـا يــذهــب شــريــقٍ ويـنـثـنـي
ويجيـب الـجـوازي دامـيـاتٍ خـدودهـا
وروّايـــنـــا يــــــروح يــــــومٍ ويـنـثــنــي
ويجيب القلاصـي لاحقـاتٍ حدودهـا
ومــدّادنـــا يــاخـــذ حــديـــد ويـنـثــنــي
ويجيب الجلادي ضايمـاتٍ هبودهـا
وغـزّايــنــا يــغـــزي حــديـــد ويـنـثــنــي
ويـجـيـب الـعـرابـا حـافــلاتٍ ديـودهــا
لــنــا بــيــن حَــبْــر وغْــرابـــا مــنـــزلٍ
لِـهــن فـــي زيـــن الـعـرابـا قـعـودهــا
حـنّــا نـزلـنـا الـحــزم تسـعـيـن لـيـلـة
وغـلّ الأعـادي لاجـيٍ فــي كبـودهـا
لامــن حـجـى معـنـا عـلـيـمٍ ولا ذرى
إلاّ شـخـوص العـيـن قـــب نـقـودهـا
ِقـلـيـبـنـا غـــزيـــرةَ الـــجـــمّ عــيــلــم
مـا ينشـدون صدورهامـن ورودهــا
طولـه ثمـانٍ مـع ثـمـانٍ مــع أربــع
وسـطٍ مـن الصفـرا وقبـلـت نفـودهـا
أهل عقلةٍ بحدّ الحـاذ مـن الغضـى
مــادارهــا الــــزرّاع يــبــذر مــدودهـــا
ألــفــيــن بـــيـــتٍ نــازلــيــن جــبــاهـــا
والفـيـن بـيــتٍ بالمـظـامـي تـرودهــا
تخالِـفـوا فــي يـــوم تسـعـيـن لـحـيـه
علـشـان وقـفــت أجـنـبـي إبنـفـودهـا
دارٍ لِـــنــــا مــاهــيـــب دارٍ لــغــيــرنــا
ماحدّهـا الرّملـه ومـا ورد عدودهـا
قصة وقصيدة : لي بنت عم
هذه القصة والقصيدة تنسب لشرعان السويدي الشمري ، والبعض الاخر ينسبها لحسين الاطرق السويدي الشمري ......ولكن الاغلبيه تتفق على الاول....شرعان....
وتدور احداث القصة في قصة عشق بين الشاعر وبين ابنة عمه الى وصل الامر الى الزواج وكانت هذه المراة من اجمل بنات قبيلتها وعرفت بجمالها الكبير وعرف الشاعر شرعان بحبه لها وكان النساء في ذلك الوقت (يروون) الماء من البئر وكانت تذهب هي وخمسة من بنات قبيلتها وذات يوم اتاهم قاطع طريق وطلب ان يقبلهن واحده تلو الاخرى والا سيقوم بقطع (قربة) من ترفض ووافقن جميعهن الا هي لم ترضخ فقام بشق ( القربة ) وخوفا من الفضيحة قام باقي النساء باشاعة خبر بين القبيلة انها مكنته من نفسها ونتيجة لبعض العراك الذي حدث شق ( القربة ) وانتشرت الكذبه فيما بين القبيلة حتى وصل الامر الى شرعان وقام بتطليقها لكنها كما يبدو بينونه صغرى يستطيع ان يسترجعها من خلالها وبعد مضي 3 اشهر جاء قاطع الطريق وبين حقيقة الامر وعندما علم شرعان بالحقيقة ذهب الى عمه لاسترجاع زوجته لكن عمه رفض في البداية فكتب هذه القصيدة التي كانت سببا في عودة زوجته اليه
ويقول فيها :
يـــاراكـــب ثـنــتــيــن يـــشــــدن الاقـــــــواس
مـــــن دار ريــضـــان الـحــجــر حــركــنــي
مـافـوقـهــن كـــــود الـــدويـــرع وجــــــلاس
سفـــايـــف بــــيــــن اربــــــــع يـلــعــبــنــي
تحـركـنـا مــــن عـنـدنــا حــيــن الامــــراس
ومـــضــــى ســـــــواد الــلــيـــل مــابــركــنــي
حـكـن عـلـم عـذفـا يـسـارن مــن الــرأس
والـظــهــر مـــــع ورد الـحــفــر يـشـربــنــي
وحطـو لهـم مــع هقـلـة الحـضـر بــلاس
عــن الحـضـر والـلـي بـالـخـلا يسـرحـنـي
ولـيــا لفـيـتـوا عــنــد مــدقــوق الالــعــاس
الـــجــــادل الـــلــــي بـالـمـحــبــه مــحـــنـــي
قولـوا عـلـى حـبـل الـرجـا نـطـوي الـيـاس
ولــبــيـــض غـــيــــره كــلــهـــن يـحــرمــنــي
ولـــو يـنــدوي جـرحــي دويــتــه بــزفــواس
ولا بـنــي رفـــاف الـبـيــت مـنـكــم ومــنــي
والله يـــعـــلـــم بـالــخــفــايــا والآجــــــــــاس
حيـث مـضـى مــن صـغـر سـنـك وسـنـي
وياعـم اللـي طعـت بـي هــرج الانـجـاس
طـاوعـت هـــرج الـنــاس واخـلـفـت ظـنــي
طــعــت بــــي يــاعـــم دايـــــس ودربـــــاس
وعــــــــــوارض صــدقـــتـــهـــا وابـــعــــدنــــي
ومـن لااخـذ مـن درس الاسـلاف نبـراس
تــمــضــي حــيــاتــه بــالــرجـــا والـتــمــنــي
واقـفـيـت اديـــر بـظـامـري كـــل هــوجــاس
عــلــى ولــيــف بـالـحـشـا غـــــاب عــنـــي
تـكـبـي خـواطـرهـم لــيــا جــيــت عــســاس
ولاتــقـــل انـــــا مـنــهــم ولاهــمـــب مــنـــي
ومــريــت دار مـاتــقــل جــنـــة الاونـــــاس
وونـــيـــت ودمـــــــوع الــعــيـــون ذرفـــنــــي
جـيـت الـمـراح الـلـي بالـعـشـب مـحـتـاس
الـعـشـب فـــي مـضــرب وســــادة مـعـنــي
مـحـذا شـبــة الـنــاس ومشـتـاقـة الـــراس
وثــــــلاث لايــــبـكـــــن ولايــنــبـــكـــنـــي
لــي بـنـت عـــم مـاوطــت درب الادنـــاس
ولادنـــســـت يــــــوم الــنــســاء يـدنــســنــي
ضربتهـا وانــا احـسـب الـضـرب نـومـاس
طـلـقـتـهـا يـــــوم افــخـــت الـعــقــل مـــنـــي
يانـاس كيـف العـيـن تبـكـي عـلـى نــاس
وكــيــف الـعـيــون بــــلا رمــــد يـسـهـرنـي
لـو ينشكـي حبـي عـلـى ذيــب لاخـمـاس
يـــســـرح مــــــع الـطــلــيــان مـايـجـفـلـنــي
ولـو ينشـكـي حـبـي عـلـى طـيـر قـرنـاس
اضــحــى الـضـحــى بـمـويـكـره مسـتـكـنـي
ولـو ينشـكـي حـبـي عـلـى قــب الافــراس
عـــيــــن نـــهــــار الــــكــــون لايــفــزعــنــي
ولـو ينشكـي حبـي علـى الميـت مانـاس
يــثـــور مـــــن بــيـــن الـنـصـايــب يـــونـــي
ولـــــو الـبــيــوت مـشـدديـنــه بـــالامـــراس
عــــيــــن مــــــــع الــخـــفـــرات لايـنــبــنــنــي
وحتـى النجـوم الـلـي مــع اللـيـل غــلاس
لـــــو يـنـشــكــي حـــبـــه لـــهـــن وقــفــنــي
ولو ان غوطـة (دم سلمـان ) واضـراس
يــــــــدرن بـمـاقــلــبــي لــقــلــبــه يـــكـــنـــي
تلـقـى سـهــل جـبــة هـضــاب ومـنـحـاس
وحـتــى الـجـبــل بـالـقــاع صــــار مـتـثـنـي
اشرفت رأس ضراس من فوق الاطعاس
ولالـــــوم طــراد الـــهـــوى لــــو يــجــنــي
هـلـيـت دمـــع الـعـيـن واومـيــت بــالــراس
ورافـقــت كـــور الـعـيــس يــامــا ابـعـدنــي
ورفعـت نفسـي عـن شـبـا كــل وســواس
الـبــعــد احــلـــى مــــــن حـــيـــاة الـتـمــنــي
انــــا زبـــــون الــحـــرد لـلـخـيــل مــدبـــاس
يـاكـلـشــن شـــهـــب الـــشـــوارب نــخــنــي
نفسي تشـوم عـن التدلبـح مـع السـاس
ولاعــاش مــن هــو عــن رفـيـقـه يـكـنـي
من شيـدوا (زينـة ) علـى غيـد واغـراس
لــــيــــا نــســـيـــت رســومـــهـــم ذكــــرنـــــي
يـاعــم انـــا لـــي طـلـبـة الـــراس بـالــراس
يــاعــم شـــــوف رسـومــهــم مـاانـمـحـنـي
ولو صرت ان القلاع ماشلت الاضـراس
والـــمـــوس مـايــقــطــع بــلــيـــا مــســنـــي
يـاصـار مـاربـعـن عـلــى الـــرائ جـــلاس
وجــنــحـــان طـــيــــر الــســعـــد يـلـفـحــنــي
نــصـــيـــر دوم لـلـصـقــاقــيــر مـــــــــدواس
مــثــل الــلــي يـسـمــع صـفـيــر الـمـغـنــي
والله يــــــلــــــولا بــــــكـــــــرة يــــبــــوونـــــاس
حـبـه سـكـن باقـصـى الضـمـايـر مـحـنـي
والله لــــو هــــي مـاتـبـيـنـي فـــــلا بـــــاس
لاشــــــك خــبــثــان الــنــفـــوس طـــردنــــي
وانــا احـمـد الـلـي خـالـق كـــل الانـفــاس
وجــعــل وســــاع الــقــاع مـافــيــه مــنـــي
دار بــــــــدار ولامــنـــاخـــات الانــــجـــــاس
يـــاصــــار مـايــمــنــاك عــيــنـــك تــــزنــــي
فــي بـلـدة الـغــراف مـــن جـمـلـة الـنــاس
ولا نـيــب مـــن يـرجــي الـخـلايـق تـحـنـي
دار بـــه الاكـــرام والـطـيــب بــــه ســــاس
دايـــــــــم تـــذكـــرنـــي لــــيـــــال مـــضـــنــــي
وبعد القصيدة رجعت له ابنة عمه وعاش معها باقي العمر
قصة وقصيدة : ياعقاب والله ذللوني وذليت
الشيخ سعدون العواجي وهو شيخ عموم قبائل ( ولد سليمان ) من أفخاذ قبيلة عنزة وقد كان سعدون العواجي شجاعاً فارسًا وشاعراً ،
وله أبناء كثيرون ولكن لم يشتهر منهم سوى عقاب وحجاب ،
وعندما كان أولادة صغار طلق أمهم وذهب الأولاد مع أمهم عند أخوالهم من قبلة الفدعان وأصبحا فارسين يضرب بهم المثل بالشجاعة والإقدام ،
أما والدهما الشيخ سعدون فقد كبر في السن وكان في القبيلة رجل يسمى ( شامخ العواجي ) فأخذ يتحدى الشيخ سعدون في كل مناسبة وخفر ذمة الشيخ مرات كثيرة واخذ شامخ الشيخة من سعدون عنوة وكان يمعن في إذلال الشيخ سعدون حتى انه منعه من أن ترد إبله الماء قبل إبل شامخ وإبل كل القبيلة وقد منعه من أن يرفع بيته بين بيوت القبيلة، فأتى الشيخ سعدون رجل قال له لم تصبر ابعث لأبنائك ليحضروا فقال الشيخ سعدون هذه القصيدة :
يــــا راكــــب مـــــن عـنــدنــا فـــــوق مــهـــذاب
مــأمـــون قــطـــاع الـفـيـافــي إلـــــى أنــويـــت
عــنـــد الـفـضـيـلـة عـــــد يـومــيــن بـحــســاب
أول قــراهـــم قـــول يـــا ضـــيـــف حــيــيــت
حـــــر صـغــيــر وتــومـــا شـــــق لـــــه نــــــاب
وعــقــب الــقـــرا ودع رجـــــال لــهـــم صــيـــت
ولـــيـا ركــبــتــه ضـــربـه خـــل الأجـــنــــاب
وانــحــر لـنـجــم الــجــدي وإن كــان مــديــت
واسـلـم وسـلـم لي عـلــى عـقــاب وحـجــاب
سـلـم عـلـى مـضـنـون عـيـنـي إلـــى ألـفـيـت
بـالـحـال خــــص عــقاب فــكــاك الانــشــاب
ينـجـبـك كــــان انــــك عــــن الــحــق عــديــت
قل له ترى (شامخ) شمخ عقـب مـا شـاب
ويـــا عــــقــــاب والله ذلــلـــونـــي وذلــيــــت
ويــا عـقـاب حـدونـي عـلـى غـيـر مــا طــاب
وقـالــوا تـــودر مــن ورى الــمــاء وتـعـديــت
مــن عـقـب مـانــي سـتـرهـم عـنــد الأجـنــاب
ولــــيــــا بــلــتــهــم قــــالـــــة مــا تــتــقــيـــت
مـــــا دام شــامـــخ مــالـــك جـــــرد الأرقـــــاب
لــــو زيــــن الـفـنـجـان لـــــي مـــــا تـقـهـويــت
يـــا عـقــاب حـــط بـثـومــة الـقـلــب مــخــلاب
مــن الـعــام فـــي نـــوم الـعــرب مـــا تهـنـيـت
الـجـفــن عـــــن نـــــوم الــمـــلا فــيـــه نــتـــاب
وعـــــد الــطــعــام مــــــدوس بــــه حــلاتــيــت
عـقـب الـمـعـزة صـــرت يـــا عـقــاب مـرعــاب
والـــنـــاس حــيــيــن وأنــــــا عـقـبــكــم مـــيـــت
من الضيم يا عقاب السرب بعارضي شاب
وأذويـــــت مـــــن كثـــر الـعــنا واسـتـخـفـيـت
فــاتــن ثــــلاث سـنـيــن والــنــوم مــــا طــــاب
وشـكــواي مـــن صــــدري عــبــار وتـنـاهـيـت
الـبـيــت مــــا يـبــنــى بـــــلا عــمـــد واطــنـــاب
مــتــى يـجـيـنـا عــقــاب يـبـنــي لــنـــا الـبــيــت
مــالــي جـــــدا إلا عــضـــة الـبــهــم بـالــنــاب
وراعـيـت كـثــر الـحـيـف بالـعـيـن وأغـضـيـت
ارجــــي بـشـيــر الـخـيــر مــــع كـــــل هــبـــاب
متـى يجونـا إخـوان (نمشـة) علـى الصـيـت
وبعد إن وصلت هذه الرسالة لابنيه عقاب وحجاب ثارت ثائرة عقاب وأمر أخاه أن يستعد للرحيل
ونصح عيد أن يبيع فرسه لأنها ليست أصيله وهم رايحين لنجد .
واستغرقت رحلتهم شهر حتى وصلوا إلى جماعتهم ولد سليمان وباتوا على مقربه منهم وبعد طلوع الفجر أخذ سيفه وأمر أخاه ومن معه أن يتبعوه وذهب إلى العرب متخفياً وعندما وصل بيت والده رأى والده نائم ،
فأيقض الراعي وأمره أن يورد الإبل ، وأمر أخوه أن يبني بيت والده ويشب النار , فقال الراعي لا أستطيع لان شامخ سيضربني فنهره عقاب وأمره بتوريد الإبل واختفي بين الإبل شاهد شامخ الراعي يورد الإبل عاصياً أمره ،
فثارت ثائرته وصاح على الراعي ولكن عقاب أمر الراعي أن لايلتفت له ،
فأقبل على الراعي يريد ضربه ، فخرج له عقاب مجرداً سيفه وتأكد شامخ أن هذا هو عقاب من أوصافه وعرف أنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه ولا يستطيع الهرب منه فرمى بنفسه في البئر القريبه منه وأدلي له عقاب الرشا ليخرجه من البئر فرفض الخروج الا أن يعفوا عنه عقاب ،
فقال له عقاب أنا لا أعفوا عنك إلا إذإ عفا عنك الشيخ سعدون والا حد السيف , فأخذه إلى بيت والده وقد اجتمعت القبيله عنده ,
فعفا عنه سعدون لما بدر منه من جبن ورفضه لمواجهة ابنه عقاب .
قصة وقصيدة : قصة المطوع ابو البنات
ورواية رائعه احببت ان انقلها لكم احبتى يقال قبل 70 سنة وفي القصيم بالتحديد كان هناك رجل من اهل بريدة اب ولديه
بنات صغار فلما حان عيد رمضان تسالت البنات عن اللبس وعن فرحة العيد وهذا الرجل معدم جدا رغم انه
امام لا احد المساجد ، المهم كلما قلن له اين ثياب العيد يقول لهن يرزقكن الله سبحانه وتعالى
وقبل العيد بيومين فقط وصلته الكسوة من عنيزة من احد مشائخها يقال له (( البسام ))
حيث ان البسام راى في منامه ان المطوع فلان بحاجة الى مصاريف العيد ، فانتدب من يوصل اليه هذه الكسوة
وبالفعل وصلت الى المطوع وفرح وفرحت معه بناته وقال هذه القصيدة الرائعه
يالله ياللـى تعـلـم الـحـال وتـشـوف
يامعـطـى كـــل عـلــى قـــد حـالــه
تلطـف بعبـد مامعـه حـق مـصـروف
حـمـلـه ثـقـيـل وارتـكـالـه لـحـالـه
ان قلت " وش كاري ولانيب مكلوف
مـاحـد تـبـرى قبلـنـا مـــن عـيـالـه
عندي بنات لـي مصاغيـر وضعـوف
والـحـال يعلمـهـا عـظـيـم اجـلالــه
ان جيت ادور مع هل الطيب معروف
ربـعـي كثيـريـن ولا مــن صـمـالـه
حقى مـن اربوعـي معاذيـر وحلـوف
وكــل يـبـي حلـفـه يـوفـر حـلالــه
قصة وقصيدة : حجرف الذويبي
حجرف الذويبي من قبيلة حرب القبيلة المشهورة في جزيرة العرب . . . كان حجرف مشهوراً بالكرم , فقد كان ينفق كل ما يملك ولا يهتم إكراماً لضيفه أو لشخص يطلب منه العون . . . وإذا لم يجد شيئاً يذبح شاة أولاده التي يشربون حليبها أو يذبح مطاياه التي يرتحل عليها , وفي كل مرة كان بنو قومه يجمعون له من إبلاً ويعطونه إياها عوضاً لما أتلفه بالكرم . . . وكلما جمعوا له من إبل أو غنم أتلفه بين ذبيح لصاحب حق من الضيفان وعطية لطالب المعروف من العربان ولا يزال هذا من فعله حتى يخرج من جميع ماله , وهكذا . . . وفي أحد الأيام كان حجرف وقبيلته نازلين بالقرب من الماء بالصيف وقد أتلف حجرف حلاله كله بالكرم , وأرادت القبيلة أن تجمع له كالعادة فقال بعضهم . . . لِمَ لا نعطي حجرف درساً قبل أن نعطيه الإبل لعله أن يمسك على الأقل مطاياه التي يتنقل عليها ؟ . . واتفقت القبيلة كلها على هذا الرأي . . . فقد قرروا أن يرحلوا ويتركوه , حتى يعرف مدى حاجته إلى الرواحل التي تحمله , فإذا مرت مدة صالحة للاعتبار , أرسلوا له من الإبل ما يحمله وأهله . . . حتى إذا ما أحس بحاجته إلى الإبل وبعد مرور أيام يرسلون له الإبل التي يتنقل عليها
وبالفعل رحلوا وتركوه وهو ينظر لهم فلم يلتفت إليه أحد حتى بقي في مكانه عند الماء وحيداً . . . وبالمساء أخذت زوجته تكثر عليه الكلام واللوم , وتحاول أن تنصحه بأنه لو كانت لديه مطاياه لعانق قبيلته ولحق بها . . . وهكذا
لم ينم حجرف ليلته تلك فهم يريدون منه أن يتخلى عن طبع اشتهر به وعرف نفسه من خلاله وهو لا يستطيع
وفي الصباح الباكر خرج حجرف من بيته يملأ قلبه الحزن والهم , وقصد إلى مكان مرتع كعادة البدو في ضيقهم يبحثون عن المكان العالي ويبثون حزنهم من خلاله حتى تذهب الهموم فيعود
وبعد أن وقف في هذا المكان وتلفت فإذا داب أعمى يقف أمام باب جحره فاتحاً فمه ولا يتحرك وإذا بعصفور يقع على فم الداب ظناً منه أنه غصن شجرة فيلتهمه الداب ويدخل جحره . . . و حجرف يراقبه ولم يبارح مكان حتى جاء وقت العصر , فإذا بالداب يخرج ثانية ويفتح فمه كالمرة السابقة ويأتي طير آخر ويقع في فمه فيلتهمه ويعود لجحره . . . أدرك حجرف أن الذي يرزق هذا الداب لن يتركه أبداً . . . فأنشد يقول
يـقـول ابــن عـيـاد وإن بــات لـيـلـه
مانـي بمسكـيـن همـومـه تشايـلـه
أنــا الـيــا ضـاقــت عـلـيـه تـفـرجـت
يرزقـنـي الـلـي مــا تـعـدد فضـايـلـه
يـرزقـنــي رزاق الـحـيـايـا بـحـجـرهــا
لا خايـلـت بـرقـن ولا هــي بحايـلـه
ترى رزق غيري يا ملا ما ينولني
ورزقـي يجـي لـو كـل حـي يحايلـه
جميـع مـا حشـنـا نــدور بــه الثـنـا
ومـا راح منـا عارضنـا الله بدايـلـه
نوب نحوش الفـود مـن ديـرة العـدا
ونـخــزز الـلــي ذاهـبـاتـن عـدايـلــه
خزن بالأيدي ما دفعنا بـه الثمـن
ثمنها الدما بمطارد الخيـل سايلـه
مع لابتن فرسان ننطح بها العـدا
كـم طامعـن جـانـا غنمـنـا زمايـلـه
نكـسـب بـهـم ونـنــزل بـهــم خـطــر
والله مــن قـفـرن رعـيـنـا مسـايـلـه
وبالمساء بعد أن فرغ حجرف من قصيدته عاد لبيته وإذا هو محاط برعية إبل كاملة فظن أنهم ضيوف واحتار من أين يأتي سبحانه له . . . عقلها في الصباح ورحل عليها وتبع قبيلته التي تعجبت من حال الذويبي فأين كان وأين أصبح ولما عرفوا القصة لم يعودوا ثانية لمعاتبته على كرمه
قصة وقصيدة : اللي يبينا عيت النفس تبغيه
اللي يبــينا عــيت النفـس تبغــيـه … واللي نبي عــيا البخـت لا يجـيبـه
كلنا نعرف هذه الأبيات أو هذه القصيدة
لكن القليل منا يعرف ماهو السبب ومن قائلها !
فإليكم القصة :
كانت تعيش الشاعرة نورة الحوشان الرشيدي في بلدها بمنطقة القصيم مستورة مع زوجها عبود بن علي بن سويلم إلى أن وقع بينهما خلاف أدى إلى طلاقها طلاقاً لا رجعة فيه ، وبعد الطلاق تقدم لها الكثير طالب الزواج منها حيث أنها امرأة جميلة ومن قبيلة معروفة ومحافظة ، وقد رفضت الزواج بعد زوجها عبود الذي كانت تحبه وترى فيه مواصفات الرجل المثالي .......
وذات يوم كانت تسير على طريقٍ يمر بمزرعته وبصحبتها أولادها منه، وعندما مرت بالمزرعة رأته فوقفت على ناحية المزرعة وانطلق الأولاد للسلام على أبيهم وبقيت تنتظرهم إلى أن رجعوا إليها فأخذتهم وأكملت مسيرها ، وقد تذكرت أيامها معه وتذكرت من تقدم لخطبتها بعد الطلاق ورفضُها لهم فقالت قصيدتها المشهورة التي يتداول الناس منها البيت الأخير الذي أصبح مثلا دارجا بين الناس ولكن أغلب مرددي هذا المثل لا يدركون قصة هذا البيت الذائع الصيت في منطقة الخليج كلها وإليك قصيدتها الرائعة:
ياعيـن هِلِّـي صَافـي الدمـع هِلِّيـه
وإلْيَا انتهى صافِيْـه هَاتـي سِرِيْبِـه
ياعيـن شوفـي زرع خلـك وراعيـه
شوفي معَاوِيْـدِهْ وشوفـي قِليْبِـه
مـــن أول .. دايـــم لـرايــه نمـالـيـه
والــيــوم جَـيَّـتْـهُـم عـلـيـنـا صـعـيـبـه
وان مرني بالدرب ما اقدر أحاكيه
مصـيـبـة يـاكـبـرهـا مــــن مـصـيـبـه
الـلـي يبيـنـا عـيـت الـنـفـس تبـغـيـه
واللـي نبـي عيـا البـخـت لا يجيـبـه
قصة وقصيدة : مهل المهادي
هذه الحكاية بفصولها وتفاصيلها من أروع الحكايات التي حصلت بتاريخ البادية كلها , ولا شك أن الغالبية قد سمعت عن المهادي , لأن القصة بالغة التأثير على السامع والراوي بنفس الوقت
يقول الراوي
مهمل المهادي من عبيدة من قحطان , وكان معروفاً في قبيلته , وذا رياسة فيها . . . شاعر وفارس نشأ ميسور الحال رفيع الجاه . . . خرج المهادي للغزو بالصحراء ومعه مجموعة من بني قومه , وفي هذه الرحلة تصادف أن مر على قبيلة ((سبيع)) القبيلة العربية الأصيلة . . . المهم أن المهادي صادف في مروره في مرابع قبيلة الدواسر التي نزل بها مرور فتاة بالغة الجمال لدرجة أن المهادي تأثر بها من أول نظرة . . . ولم يستطع أن يفارق مضارب قبيلتها
أخفى المهادي ما أصابه عن رفاقه , واختلق عذراً تخلص به من مرافقتهم , وأقنعهم بمواصلة المسير بدونه وبقائه هو في مضارب تلك القبيلة وحيداً . . . وبهذا العذر تخلص من رفاقه حيث رحلوا وتركوه , وبقي هو وحيداً . . . فبحث عن أكبر بيت في بيوت القبيلة لأنه عادة ما تكون البيوت الكبار لرؤساء العشائر أو فرسانها أو شخصياتها المعروفة , ونزل ضيفاً على صاحب هذا البيت فأكرمه الإكرام الذي يليق بهذا الضيف وبقي عنده فترة يفكر بالطريقة التي توصله لمعرفة تلك الفتاة التي أسرته من النظرة الأولى وملكت فؤاده . . . وهذا المهادي يصارع الأفكار وهو ضيف عند هذا الرجل الكريم . . . فلا يستطيع التكلم مع أحد . . . ولا هو بصائر حتى يعرفها , فقد رمته بسهم وابتعدت . . . فكان لا بد وأن يستعين بأحد من نفس هذه القبيلة , فأهل مكة أدرى بشعارها هكذا يقول المثل . . . ولكن كيف يهتدي إلى الشخص الثقة الذي إن أفضى إليه بسره حفظه وأعانه . . . خصوصاً وهو غريب عن هذه القبيلة ولا يعرف رجالها , والسجايا الحميدة بالرجال لا يستطيع أن يكتشفها الإنسان بالنظر , فكما يقولون الرجال مخابر وليست مناظر . . . فكر المهادي طويلاً واهتدى إلى رأي . . . هو بالأصح حيلة جهنمية يستكشف بها الرجال حتى يهتدي إلى أوثقهم فيحكي له . . . قرر أن يجرب صبرهم فالصبور بلا شك يملك صفات أخرى غير الصبر
فادعى أنه مصاب بمرض التشنج أو الصرع حيث يأتيه الصرع ويرتمي على من يجلس قربه . . . ولأنهم لا يعرفونه صدقوا روايته وهذا المهادي يتنقل من واحد إلى واحد ويرتمي عليه وكأنه مصروع , ويتكئ عليه بكوعيه حتى يؤلمه ليختبر صبره . . . فكان بعضهم يبتعد عنه من يجلس بجواره والبعض الآخر يصبر قليلاً ثم يغير مجلسه , وهكذا حتى جلس ذات مره بجوار شاب توسم به الخير وتحرى معالم الرجولة بوجهه فاصطنع الصرع وارتمى عليه واتكأ علية بكوعيه بشدة . . . وهذا الشاب صابر وساكن لا تصدر منه شكاة , وكلما حاول البعض إزاحته عنه نهرهم قائلاً . . . هذا ضيف والضيف مدلل فاتركوه
أما المهادي فقد عرف أنه وجد ضالته . . . وحينما أفاق المهادي من صرعه المصنع , وهذأ القوم . . . وقام الشاب متجهاً إلى بيته فتبعه المهادي واستوقفه بمكان خال من الناس واستحلفه بالله ثم أفضى إليه بسره . . . وشكا له ما جرى بالتفصيل وأعلمه من هو ووصف له الفتاة الوصف الدقيق الذي جعل الشاب يعرفها . . . ولما انتهى من حديثه قال له الشاب أتعرف تلك الفتاة لو رأيتها مرة ثانيه ؟ . . فأكد له المهادي معرفته لها وحفظه لتقاسيم وجهها
فقال له الشاب : هانت ! أي سهلت . . . واصطحبه معه إلى بيته ووقفا بوسط البيت . . . وصاح الشاب . . . فلانة احضري بالحال !!! فدخلت وإذا هي ضالة المهادي . . . فوقع من طوله لشدة تأثره . . . أما الفتاة فقد عادت لخدرها مسرعة بعد أن رأت أن هناك رجلاً غريباً كما هي عادة بنات البدو . . . أما صاحب المهادي فهدأ من روعه وأسقاه ماء . . . وسأله . . . أهي ضالتك . . . قال المهادي : نعم . . . قال الشاب هي أختي وقد زوجتك إياها . . . فكاد المهادي أن يجن لوقع الخبر عليه لأنه لم يتوقع أن يحصل عليها بتلك السهولة . . . ترك الشاب المهادي في بيته وذهب لوالده وأخبره بالقصة كاملة وكان من الرجال المعروفين بحكمتهم وإبائهم ورجولتهم . . . فلما فرغ الابن من سرد الحكاية . . . قال الأب لولده أسرع واعقد له عليها لا يفتك به الهيام . . . وبالفعل عقد له عليها . . . وبالليلة التالية كان زواجهما , والمهادي يكاد لا يصدق أن تتم العملية بهذه السهولة واليسر والسرعة وقد كانت شبه مستحيلة قبل أيام
المهم أنه دخل عليها وخلا البيت إلا من العروسين وأخذ يتقرب منها ويخبرها من هو ويعلمها بمكانته بقبيلته وأنه زعيمها ويعرفها بنفسه ويحاول أن يهدئ من روعها ليستميل قلبها . . . وأفضى لها بسره أنه رآها وأسرته . . . كل هذا والعروس تسمع ولا تجيب . . . والمهادي يتكلم ويتقرب وتزداد نفوراً منه . . . وكان المهادي فطناً شديد الذكاء , فقد لمس أن زوجته تضع حاجزاً بينها وبينه . . . وتأكد من صدق حدسه حينما لمح دموعها تنهمر من عينيها وهي لا تتكلم . . . عرف أن ورائها قصة . . . فتقرب منها واستحلفها بالله ألاَّ تخفي عنه شيئاً . . . ووعدها ألاَّ يمسوها بسوء . . . وأقنعها بأن تحكي له . . . فقالت . . . أنا فتاة يتيمة كفلني عمي وربيت مع ابن عمي وابن عمي معي . . . كنا صغيرين نلهو مع بعضنا وكبرنا وكبرت محبتنا معنا وقبل حضورك كنت مخطوبة لابن عمي الذي لا أستطيع البعد عنه لحظة ولا يستطيع البعد عني برهة . . . ولما حضرت انتهى كل شيء وزوجني إياك . . . طار صواب المهادي . . . فقال لها وأين ابن عمك قالت له هو ((مفرج السبيعي)) الذي عقد لي عليك وأفهمك أنني أخته وآثرك على نفسه لأنك التجأت له ولأنك ضيفنا كاد المهادي أن يفقد عقله لحسن صنيع ذلك الشاب الذي اتكأ عليه وسكت لفترة طويلة وهو يستعرض ما حصل ولا يكاد يصدق أن تبلغ المروءة في شاب كما بلغت بمفرج . . . وبعد فترة صمت وقال لها : أنت من هذه اللحظة حرم علي كما تحرم أمي عليّ . . .
ولكن أرجوك أن تخفي الأمر حتى أخبرك فيما بعد فصنيعهم لي لا ينسى لذا لا أريد الآن أن تقولي شيئاً
هدأ روع الفتاة ونامت ونام هو في مكان آخر . . . وبقي زوجاً لها أمام الناس لعدة أيام وبعدها استسمح أصهاره بالرحيل إلى قبيلته لتدبير شؤونه ومن ثم يعود ليأخذ زوجته . . . ورحل ولما وصل قبيلته أرسل رسولاً من قبيلته يخبر مفرج بطلاق زوجة المهادي وأنه لما عرف قصتهما آثر طلاقها وأن مروءته قد غسلت تأثير الغرام عليه وأنه سيبقى أسيراً للمعروف طالما هو حي
وتم زواج مفرج من ابنة عمه وعاشا برغد فترة طويلة من الزمن . . . ولكن الزمان لا يترك أحداً . . . فقد شح الدهر على مفرج وأصاب أراضي قبيلته القحط والجفاف فهلك الحلال وتبدلت الأحوال , ومسه الجوع . . . فلم يجد سبيلاً من اللجوء إلى صديقه المهادي خصوصاً وأنه ميسور الحال . . . وبالفعل ذهب هو وزوجته ابنة عمه وأولاده الثلاثة ونزل عليه ليلاً . . . وكان المهادي يتمنى هذه اللحظة وينتظرها بفارغ الصبر لكي يرد الجميل
فلما نظر حالته عرف فقره . . . وكان للمهادي زوجتان فأمر صاحبة البيت الكبير من زوجاته أن تخرج من البيت وتترك كل ما فيه لمفرج وزوجته وأولاده ولا تأخذ من البيت شيئاً أبداً . . . وبالفعل خرجت من البيت فقط بما عليها من ملابس وتركت كل شيء لزوجة مفرج وقبل خروجها أفهمت زوجة مفرج أن لها ولداً يلعب مع رفاقه وإذا غلبه النوم جاء قرب والدته ونام ورجتها أن تنتظره حتى يحضر وتخبره بخروج أمه من البيت ليذهب لها
وبالفعل انتظرت زوجة مفرج ولد المهادي ولكن انتظارها طال بعض الشيء خصوصاً وأنها متعبة مجهدة من طول السفر وعناء الجوع وقد وجدت المكان المريح فغفت بالنوم بعد أن طال انتظارها وحضر ولد المهادي كالعادة ورفع غطاء أمه ونام معها وتلحف معها بلحافها كعادته ظناً منه أنها والدته . . . في هذه الأثناء كان مفرج يتسامر مع صديقه القديم المهادي ولما غلب عليه النعاس استأذنه لينام فسمح له . . . وسار معه حتى دله على بيته الذي أصبح ملكاً له
دخل مفرج بيته وإذا بالفراش شخصان رفع الغطاء فإذا زوجته نائمة وبجانبها شاب يافع فلم يتمالك نفسه فضرب الفتى الضربة التي شهق بعدها وفارق الحياة . . . نهضت الزوجة مذعورة فإذا الشاب مصروع . . . فقالت لزوجها قتلت ولد المهادي . . . فقال وما الذي جاء به إليك . . . فأعلمته بالقصة فرجع إلى رشده . . . وأسقط في يديه فماذا يفعل ! ؟
كان لا بد أن يخبر المهادي . . . فهرول مسرعاً إلى حيث المهادي جالس وأخبره بالحكاية . . . وهو يكاد يموت حزناً . . . هذا والمهادي هادئ ممسك لأعصابه . . . ولما انتهى من كلامه قال له المهادي هو قضاء الله وقدره ولا مفر من ذلك كل ما أرجوه منك أن لا تخير أحداً وتوصي زوجتك بأن تكتم الخير حتى عن أم الولد . . . وحمل المهادي ولده ورماه في مكان اللعب حيث كان يلعب مع أقرانه . . . وفي الصباح انتشر خبر مصرع ابن الأمير فقد كان المهادي أمير قومه والكل لا يجرؤ أن يخبر الأمير خوفاً من اتهامه له بالقتل . . . ولما وصل الخبر للأمير اصطنع الغضب وشاط وتوعد وطالب القبيلة كلها بالبحث عن القاتل دون جدوى وبالمساء جمع القوم حوله وقال عليكم أن تدفعوا كلكم دية ولدي . . . من كل واحد بعير , وبالفعل جمع الدية حوالي سبعمائة بعير أدخلها المهادي ضمن حلاله وأعطى أم الولد منها مائة بعير وقال لمفرج البقية هي لك ولكن اتركها مع حلالي حتى ينسى الناس القصة . . . وبالفعل بعد مرور مدة عزل الإبل ووهبها لمفرج فنقلته النقلة الكبيرة في حياته من فقير لا يملك قوت يومه إلى أكبر أغنياء القبيلة . . . ومضت السنون والصديقان مع بعضهما لا يفترقان فإذا دخلت مجلس المهادي حسبت أن مفرج هو صاحب المجلس والمهادي ضيفه والعكس صحيح . . . مرت السنون على هذه الحال الكل منهم يؤثر صديقه على نفسه . . . ولكن لا بد أن يحصل ما يغير صفاء الحال , وكما يقال دوام الحال من المحال
كان للمهادي بنت بارعة الجمال أولع بها ولد مفرج وقد كان هناك سبب يحول بينهما فأخذ يحاولها ويتعرض لها بالغدو والرواح ويحرضها على مواقعته بالحرام . . . والفتاة نقية , فأخبرت والدتها التي أخبرت بدورها المهادي فأمر المهادي بالسكوت إكراماً لوالد الشاب مفرج وأمرها أن تجتنبه قدر استطاعتها فنفذت وصية والدها , وها هو يطاردها أربع سنوات متتالية وفي السنة الرابعة عيل صبرها فقالت لوالدها إن لم تجد لي حلاًّ , فقد يفترسني في أحد الأيام
هذا والمهادي لا يستطيع أن يعمل شيئاً إكراماً لصديقه مفرج . . . والشاب يزداد رعونة . . . فكان لا بد من فراق جاره وصديقه لكي يمنع جريمة ابنه ولكن كيف يصارحه . . . وهو الداهية كما عرفنا بالسابق . . . فاقترح على مفرج أن يلعبا لعبة بالحصى ما يسمى الآن ((الدامة)) وكان كلما نقل حجراً قال لمفرج ارحلوا وإلا رحلنا . . . حتى انتبه مفرج لمقولة جارة . . . فأسرها . . . ولما عاد لزوجته أخبرها بكلمة المهادي . . . ارحلوا وإلا رحلنا . . . فقالت له أن هناك أمراً خطيراً حصل لا بد لنا من الرحيل . . . فاذهب واستأذنه . . . فذهب واستأذنه ولم يمانع المهادي مع العلم أنه كان في كل سنه يطلب الرحيل ويرفض المهادي . . . إلا هذه المرة قبل بسرعة وكان يريدها . . . رحل مفرج وهو يبحث عن السر الخطير الذي من أجله قال المهادي كلمته
وبعد أن ابتعد عن منازل قبيلة المهادي نزل ليستريح ويفكر بالسبب . . . ولكنه لم يهتدي لشيء . . . لذا سرق نفسه ليلاً وامتطى فرسه وقصد المهادي ولما دخل مضارب القبيلة ربط فرسه وتلثم واندس في مكان قريب من مجلس المهادي لعله يعرف سبباً لرغبته برحيله . . . وجلس يرقب المهادي . . . فلما انفض المجلس من حوله وجلس وحيداً . . . هذا كله ومفرج يراه وهو لا يرى مفرج ومفرج ينتظره حتى يدخل عند زوجته ليسترق السمع لعله يسمع شيئاً من حديثه مع زوجته . . . إلا أن المهادي لما جلس في مجلسه وحيداً تناول ربابته
وأخذ يغني ويقول :
يــقــول الـمـهــادي والـمــهــادي مـهــمــل
بــي عـلـتـن كـــل الـعــرب مـــا درى بـهــا
أنـــــا وجــعـــي مــــــن عــلــتــن بـاطـنــيــة
بأقصـى الضمايـر مــا درى ويــن بابـهـا
تــقـــد الـحــشــا قــــــد ولا تــنــثــر الـــدمـــا
ولا يــــدري الـهـلـبـاج عــمــا لــجــا بــهـــا
وإن أبـديـتـهــا بــانـــت لــرمــاقــة الـــعـــدا
وإن أخفيتـهـا ضــاق الحـشـا بالتهـابـهـا
أربـــــع سـنــيــن وجــارنـــا مــجـــرم بـــنـــا
وهـو مثـل واطـي جمرتيـن مـا درى بـهـا
وطـاهــا بـفــرش الـرجــل لـيـمـا تـمـكـنـت
بـقـى حـرهـا مــا يـبــرد الـمــاء التهـابـهـا
تــرى جـارنـا المـاضـي عـلـى كــل طلـبـه
لــو كــان مــا يـلـقـى شـهــودن غـدابـهـا
ويـــا مـــا حضـيـنـا جـارنــا مـــن كــرامــه
بليـلـن ولــو نبـغـي الغـبـا مـــا ذرى بـهــا
ويـــا مـــا عطـيـنـا جــارنــا مــــن سـبـيــة
لا قــادهــا قــوادهــم مـــــا انـثــنــى بــهـــا
ونـرفـى خـمـال الـجــار ولـــو داس زلـــة
كـمــا تـرفــي الـبـيـض الــعــذارى ثـيـابـهـا
تــرى عنـدنـا شــاة القـصـيـر بـهــا أربـــع
يـحـلــف بــهــا عـقـارهــا مــــا درى بــهـــا
تـــنـــال يـالـمــهــادي ثــمــانـــن كـــوامــــل
تـراقــى وتـشــدي بـالـعـلا مـــن أصـابـهــا
لا قـــــال مــنـــا خـــيّـــرن فــــــرد كــلــمــة
بـحـضـرات خـوفــن لـلـرزايــا وفــــى بــهــا
الأجــــــواد وإن قـاربـتــهــا مــــــا تـمـلــهــا
والأنــذال وإن قاربتـهـا عـفــت مـــا بـهــا
الأجــــواد وإن قــالـــوا حـديــثــن وفــوابـــه
والأنــــذال مـنــطــوق الـحـكـايــا كـذابــهــا
الأجـــواد مـثــل الـعــد مـــن ورده ارتـــوى
والأنــــذال لا تـسـقــى ولا يـنـسـقــا بــهـــا
الأجـــواد تـجـعــل نـيـلـهـا دون عـرضـهــا
والأنــــذال تـجـعــل نـيـلـهـا فــــي رقـابـهــا
الأجـــواد مـثــل الـزمــل لـلـشـيـل يـرتـكــي
والأنـذال مثـل الحـشـور كثـيـر الرغابـهـا
الأجـــواد لـــو ضـعـفــو وراهــــم عــراشــه
والأنـــذال لـــو سـمـنـو مـعـايـا صـلابـهــا
الأجـــواد يـطــرد هـمـهـم طـــول عـزمـهـم
والأنـــذال يـصـبـح هـمـهـم فـــي رقـابـهــا
الأجــــــواد تــشــبــه قـــارتـــن مـطـلـحــبــة
لا دارهــــــا الـــبـــردان يــلــقــى الــذرابــهــا
الأجــــواد تـشـبــه لـلـجـبـال الــــذي بــهـــا
شـــــرب وظـــــل والــــــذي يـنـهــقــا بـــهـــا
الأجـــــواد صـنـدوقـيــن مــســـك وعـنــبــر
لافــتــحـــن أبــوابـــهـــا جــــــــاك مــابـــهـــا
الأجــواد مـثـل الـبـدر فــي لـيـلـة الـدجــى
والأنـــذال ظـلـمـا تـايـهـن مــــن سـرابـهــا
الأجــواد مـثـل الـــدر فـــي شـامــخ الـــذرا
والأنـــذال مـثــل الـشــري مـــرن شـرابـهـا
الأجـــــواد وأن حـايـلـتـهـم مـــــا تـحـايـلــو
وأنـــــذال أدنـــــى حـيـلـتــن ثــــــم جــابــهــا
الأنـــذال لـــو غـسـلـوا يـديـهـم تـنـجـسـتن
ـجـاســة قـلـوبــن مــــا يــســر الـدوابـهــا
يــــــا رب لا تــجــعـــل الأجـــــــواد نــكــبـــة
من حيـث لا ضعـف الضعيـف التجابهـا
أنـا أحـب نفـسـي يـرخـص الــزاد عنـدهـا
يـقـطـعـك يـــــا نــفـــس جــزاهـــا هـبـابـهــا
يـــا عـــل نـفـسـن مـــا لـلأجــواد عـنـدهـا
وقـارن عسـى مـا تهتـنـي فــي شبابـهـا
عـلــيــك بـعــيــن الـشــيــح لا جـــــت وارد
خــــل الـخـبــاري فــــإن مــاهـــا هـبـابـهــا
تـــــرى ظــبـــي رمـــــان بــرمـــان راغـــــب
والأرزاق بـالـدنـيـا وهــــو مــــا درى بــهــا
سـقــا الـحـيـا مـــا بـيــن تـيـمــا وغــربــت
يمـيـن عمـيـق الـجــزع مـلـفـا هضـابـهـا
ســقــا الــولــي مــــن مـزنــتــن عـقـربـيــة
تـنـشـر أدقــــاق وبـلـهــا مــــن سـحـابـهـا
اليا أمطـرت هـذي ورعـد ذي سـاق ذي
سـنــا ذي وذي بـالـوبــل غــــرق ربـابـهــا
نسف الغثا سيبان ما ها اليـا أصبحـت
يحيل الحـول والمـا ناقعـن فـي شعابهـا
دار لــنـــا مـــــا هــــــي بــــــدران لـغـيــرنــا
والأجــنــاب لــــو حــنــا بـعـيــدن تـهـابـهـا
يــذلــون مــــن دهــمـــا دهـــــوم نـجــرهــا
نـفـجـي بـهــا غـــزات مــــن لا درى بــهــا
تـرى الـدار كالعـذرى إلـى عــاد مــا بـهـا
حــزن غـيـورن كـــل مـــن جـــاز نـابـهـا
فيا ما وطت سمحات الأيدي من الوطا
نـصـد عـنـهـا مـــا غـــدا مـــن هضـابـهـا
تـهـامـيــة الـرجـلــيــن نــجــديــة الــحــشــا
عــذابــي مــــن الــخــلان وأنــــا عـذابـهــا
أريتـك إلــى مــا مسـنـا الـجـوع والضـمـا
واحـتــرمــن الــجـــوزا عـلـيـنــا الـتـهـابـهــا
وحمـى علينـا الرمـل و استـاقـد الحـصـا
وحمـى عـلـى روس المـبـادي هضابـهـا
وطـلـن عـــذرن مـــن ورانـــا و شـارفــن
عـمـالــيــق مـــطـــوي الـعـبــايــا ثـيـابــهــا
ســقــانــي بـــكـــأس الـــحـــب دومـنـهــنــه
عـنـدل مــن الـبـيـض الـعــذارى أطنـابـهـا
وإلــى ســرت مـنـا يــا سـعـود بــن راشــد
عـلـى حـرتـن نـســل الجـديـعـي ضـرابـهـا
ســرهــا وتـلــفــي مـــــن سـبــيــع قـبـيـلــة
كــرام اللـحـا فــي طـــوع الأيـــدي لبـابـهـا
فــــلا بــــد مـــــا نــرمـــي سـبــيــع بــغـــارة
عـلــى جـــرد الأيـــدي دروعـهــا زهـابـهــا
وأنـــــــا زبــــــــون الــجـــاذيـــات مــهـــمـــل
إلــــى عــزبــوا ذود الـمـصـالـيـح جـابــهــا
عـلـيـهـا مــــن أولاد الـمــهــادي غـلــمــها
لـيــا طـعـنـوا مـــا ثـمـنـوا فـــي أعـقـابـهـا
محا الله عجوزن من سبيع بن عامـر
مـــــا عـلــمــت قـرانــهــا فــــــي شـبـابــهــا
لـهـا ولــدن مــا حـــاش يـومــن غنـيـمـة
ســـوى كلمـتـيـن عـجـفـة تـمــزا وجـابـهـا
يعنونهـا عسمـان الأيــدي عــن العـضـا
مـحـا الله دنـيـا مــا خذيـنـا الـقـضـا بـهــا
عـيـون الـعــدا كـــم نـوخــن مـــن قبـيـلـة
لا قــــــام بــــــذاخ إلا جـــاعـــر يـهــابــهــا
وأنــــا أظـــــن دار شـــــد عـنــهــا مــفـــرج
حـقـيــق يــــا دار الـخــنــا فـــــي خـرابــهــا
وأنــــا أظـــــن دار نـــــزل فـيــهــا مــفـــرج
لا بــــــــد يــنـــبـــت زعـــفـــرانـــن تـــرابـــهـــا
فــتـــى مـــــا يــظـــم الــمـــال إلا وداعـــــة
و لــو يمـلـك الدنـيـا جمـيـعـن صخـابـهـا
رحــــل جــارنــا مــــا جــــاه مــنـــا رزيـــــة
وإن جتـنـا مـنـه مــا جــاه مـنــا عتـابـهـا
وصــلــوا عــلــى ســيــد الـبــرايــا مـحــمــد
مـــا لـعـلـع الـجـمـري بـعـالــي هـضـابـهـا
كان المهادي يغني على ربابته هذه القصيدة ومفرج يسترق السمع حتى فهم بالضبط ما الذي جعله يقول لجاره إما ارحلوا وإلا رحلنا . . . ولما أتم المهادي قصيدته توجه إلى أهله وعاد مفرج وركب فرسه باتجاه أهله خارج حدود القبيلة
تأكد مفرج أن السبب يكمن في أولاده ولكنهم ثلاثة فأي الثلاثة صاحب الخطيئة , وإلى أين وصلت . . . فلجأ إلى الحيلة وبدأهم واحداً تلو الواحد . . . يقول لهم لما كنا في جيرة المهادي كان لديه ابنه جميلة ولم تتعرضوا لها لو كنت مكانك وفي شبابك لما تركتها خصوصاً وهي بهذا الجمال وأنت بهذا الشباب . . . وأخذ يستدرجهم . . . أما اثنان منهم فلم يجد ورائهما شيئاً وخصوصاً وهما يعرفان ماذا عمل المهادي مع والدهما
أما الصغير منهم فأجابه . . . والله يا والدي لو لم نرحل في ذلك اليوم لأتيتك بخبرها , عرف أنه هو . . . فقال مفرج . . . وهل كان ذلك برضاها !!! فقال ولده لا بل غصباً عنها . . . فقال له وكيف كنت سوف تغتصبها !!! فقال كنت أنتظرها حتى تخرج وحيدة . . . وأتربص لها , ثم أهجم عليها , يد فيها خنجري ويد فيها حبل أربطها بالحبل وأهددها بالخنجر ولن تتكلم حتى أنتهي منها
وما إن انتهى الشاب من قصته حتى قام مفرج مسرعاً وسحب سيفه وقطع رأس ولده وفصله عن جثته التي تركها في مكانها . . . وعاد لأهله بالرأس ووضعه بخرج وأمر أحد أبنائه أن يحمله إلى المهادي ويسلم ويرمي الرأس بحجره ويعود دون كلام
وبالفعل دخل الولد مجلس المهادي وسلم ورمى الرأس في حجره وعاد دون كلام ولحق أهله . . . تعجب المهادي أيضاً لحسن صنيع مفرج فهذه المرة الثانية التي يغلبه فيها . . . فلحق به وأقسم عليه أن يعود وأعاده إلى مكانه السابق وبقيا متجاورين ومتحابين إلى النهاية