× رحلة الى قرية الصوع بوادي السحتن - ولاية الرستاق :
+++++++++++++++++++++++++++++++
http://avb.s-oman.net/attachment.php...7&d=1332017760
تجمع سكني ضئيل لا يتعدى العشر أسر، يعيش في واد سحيق، فئة فضّلت السكن في قمم الجبال في بيوت تخلو من وسائل العيش، وتعيش وسط حالة صعبة، بالرغم من توفير الخدمات الضرورية في المساكن الحديثة والتي انشأتها الحكومة والتي تبعد عن تجمعهم ساعة مشيا على الاقدام، واخرى قنعت بالسكن في تلك المساكن واصبحت تتمتع بنعمة الكهرباء والتعليم والصحة والزيارات والمتابعة.
الفئة الاولى اصبحت بحاجة ملحة للزيارات المتكررة واقناعها بالمسكن الحديث، وتكثيف زيارات الوعظ الارشادية وفتح قنوات اتصال معهم، وكما يقولون: انهم بحاجة الى التعلم والانخراط في العمل وما شابه ذلك، والفئة الثانية ربما حالها افضل، ولكن!!. التواري عن انظار الزوار والتحدث معهم اصبح سمة سكان الجبل، الا ان تفاصيل قسوة العيش رصدته $خلال زيارتها الى قرية الصوع التابعة لوادي السحتن بولاية الرستاق برفقة فريق (ألم وأمل) التابع لادارة موقع سبلة عمان الالكتروني، حيث استكشف الزائرون التضاريس القاسية لتلك القرية الجبلية مشيا على الاقدام، ونقلوا المعاناة والألم، وبثوا فيهم روح الأمل في ايصال متطلباتهم الى الجهات المعنية.
http://i.ytimg.com/vi/nzW7dTUGtLI/hqdefault.jpg
(الصوع).. قرية تحتضنها الجبال في وادي سحيق يتبع وادي السحتن بولاية الرستاق، ويقطن هذا المكان مجموعتين من السكان، الاولى في قمم الجبال، واخرى في الوحدات السكنية التي قامت الحكومة بانشائها منذ 15 عاما، وتم تزويد هذه الوحدات بالتيار الكهربائي، وتتمتع هذه الفئة بمتابعة مستمرة من قبل الجهات الرسمية واشراكهم في المجتمع مثل التعليم والعمل وراتب الضمان الاجتماعي والمتابعة الصحية وغيرها من الخدمات، اما الفئة الاولى والتي تقطن في قمم الجبال فأصبحوا يفتقرون لادنى مستويات العيش، حيث يقطنون في تجمع سكني من الاخشاب والقماش وبعض سعف النخيل والاشجار والحجارة، حيث يتكيفون مع تلك التضاريس الوعرة والصعبة، فليس انيس لهم الا ماشيتهم وطيورهم اللاحمة.
تفاصيل الرحلة
رحلة (عُمان) وفريق (ألم وأمل) لم تخل من الاجهاد والمخاطرة، سواء على الطريق المؤدي الى وادي السحتن ام قرية الصوع، ام الصعود الى بعض السكان في قمم الجبال، حيث بدأت الرحلة في الساعة السادسة والنصف صباحا بالتجمع في دوار برج الصحوة بولاية السيب، ومن ثم الانطلاق بسيارات الدفع الرباعي، وقد شارك فريق (ألم وأمل) بـ13 متطوعا، منهم 3 نساء، حيث ساهم المشاركون في ايصال بعض المعونات الى السكان، وعند الوصول الى ولاية الرستاق انطلق المشاركون الى وادي السحتن الذي يبعد عن مركز الولاية اكثر من 50 كيلومترا تقريبا، ومن ثم اخذ الزائرون استراحة قصيرة وبعدها الانطلاق الى قرية الصوع والتي تبعد لمسافة 7 كيلومترات في طريق تم تمهيدها من قبل الحكومة، وعند الوصول مركز القرية استقبلنا بعض السكان والذين فضلوا العيش في المنازل الجديدة، وفي البداية استطلعت (عمان) بعض القاطنين في تلك المنازل، ومن ثم تم اصطحابنا الى السكان في قمم الجبال، حيث كانت المفاجأة في التفاصيل التالية:
معاناة سكان الجبل
http://i.ytimg.com/vi/75LtsqjeeyI/maxresdefault.jpg
قرية الصوع لا يوجد بها منازل كثيرة او اية خدمات اخرى تذكر، الا بيوت جديدة انشأتها الحكومة قبل 15 عاما، والوصول اليها عن طريق ترابي بطول 7 كيلومترات يتخلله جبال وعرة ومرتفعات شاهقة، وفي هذه القرية لم تغفل الحكومة في ايصال التيار الكهرباء لهذه المنازل، بما في ذلك زيارات منقطعة النظير لبعض الجهات، وتم انشاء (مجلس) تم تخصيصه لدراسة محو الامية وقراءة القرآن الكريم قبل 3 سنوات، وايضا يدرس عدد قليل من الطلبة في مدارس حكومية في وادي السحتن بوسيلة نقل على نفقة الحكومة وفي البداية سألنا حميد بن سالم النصيبي عن احوال العيش في هذه القرية فقال: ان الحكومة لم تغفل في بناء المنازل ولكن دورات المياه والمطابخ لا يوجد بها كهرباء، لان بعض سكان الجبل لم ينتقلوا الى هذه المنازل، وفي الحقيقة ان سكان الجبل يعانون معاناة صعبة، ولكن ربما ان السكان قد تعودوا السكن فوق الجبل (ولا يريدون ان ينزلوا تحت).
حالات صعبة
ويقول غريب بن جعروف النصيبي ان بيوت السكان فوق الجبل اصبحت صعبة، وهؤلاء يرغبون في النزول والسكن في البيوت الجديدة التي انشأتها الحكومة ولكن ربما ان الكهرباء غير موجودة، وفي السابق كان المسؤولون يحضرون الينا ويعطونوا دروس (محو الامية) ولكن منذ ثلاث سنوات انقطعوا ولم يزورنا احد، والناس بحاجة الى تثقيف ديني حيث قام المسؤولون في السابق باعطائنا بعض الارشادات الواجب العمل بها ولكن البعض من السكان لا يطبق تلك الارشادات، وبعض الطلبة لا يدرسون في الوقت الحالي.
http://up04.s-oman.net/S6CvZrm.jpg
ويقول مصبح بن علي النصيبي: ان البيوت الجديدة بحاجة الى سد حماية من جريان مياه الوادي، حيث ان البيوت معرضة للانهيار بسبب تآكل التربة من على الوادي، وبعض هذه البيوت بحاجة الى صيانة ويضيف سعيد بن سالم النصيبي: ان بعض الاشخاص يحاولون ايجاد فرص عمل ولكن البعض لم يحالفه الحظ حتى هذا الوقت، والبعض الآخر يعمل في دوائر مختلفة، والسكان هنا يختلفون في الاندماج مع المجتمع، فالبعض يفضل السكن فوق الجبل والآخر يحاول بقدر المستطاع الاندماع في المجتمع مثل استقبال الزائرين والذهاب الى مركز الولاية وايضا الذهاب الى مسقط، وكان في السابق تتكرر زيارات المسؤولين ولكن منذ 2008 لم نشاهد أحد، على حسب قوله.
ويقول السروع بن سويلم النصيبي: ان السكان هنا بشكل عام محتاجين لزيارات المسؤولين، فمنذ ثلاث سنوات انقطع بعض المسؤولين عن الزيارات، وفي السابق كانت النساء تتلقى تعاليم في الفقه الديني وقراءة القرآن في سبلة مخصصة لذلك تم انشاؤها على نفقة الحكومة، ولكن اصبحت هذه السبلة مقفولة ولا يدرس فيها احد، وهناك اطفال بحاجة الى تعليم في الجبل، والاسر بشكل عام بحاجة الى توعية والى متابعة صحية.
نعمة التعليم
وسألنا بشير بن سالم النصيبي اذا كان يتلقى التعليم في المدارس الحكومية فقال: الحمدلله انني ادرس في مدرسة حكومية في وادي السحتن، وكنت في السابق اسكن في الجبل، وبعد انشاء المساكن الحديثة انتقل الاهل الى البيوت الجديدة، وحاليا ادرس في الصف التاسع واذهب المدرسة بوسيلة نقل على نفقة الحكومة.
ويضيف اخيه زايد بن سالم النصيبي: ان الطلبة بحاجة الى التقنيات الحديثة مثل الانترنت وغيرها، وهنا في الوادي لا يوجد الارسال الجيد، وحاليا ادرس في الصف السابع.
التحرك.. مطلوب
المشاهد في التجمع السكني لا يرتقي الى العيش، بدءا من السكن والمأكل والمشرب وما شابه ذلك، فالبيئة في هذا التجمع غير مناسبة، والمطلوب بشكل عاجل اقناع هؤلاء السكان بالانتقال الى المساكن الجديدة، ولا بد من استمرار الزيارات الميدانية سواء في المجال الصحي او البيئي ام التثيف الديني، وفتح قنوات اتصال مع السكان سواء من المشايخ او اعضاء مجلس الشورى، وايضا ايجاد بيئة سياحية حتى يختلط هؤلاء السكان بالزوار والسياح، وامكانية توفير فرص عمل حتى يندمج السكان بالمجتمع، ولا بد من استمرار فصول محو الامية، لان السكان يتحدثون عن انقطاع المسؤولين عن الزيارات منذ اربع سنوات.
http://avb.s-oman.net/attachment.php...0&d=1332017779
(منقوول)
كتب هذا المقال عام 2012