وإذا ما توقفت الأسئلة وقضيت الحاجات ، وتوقفت الاتصالات فهناك بجواره من يقرأ له ما يريد من كتب ولا تمر عليه لحظة بدون استغلال.وفي الساعة الحادية عشرة والنصف أو قريباً من هذا الوقت يخرج من المكتبة باتجاه المنزل ، فيدخل على أهله ويطمئن عليهم ، يتفقد وجبة الغداء ويداعب أطفاله وأحفاده حتى يحضر أول وقت الظهر فيخرج للصلاة .
بعد صلاة الظهر
يرجع مرة أخرى يصلي سنة الظهر في المنزل ثم يتجه إلى مجلسه العام وقد انتظره مجموعة من الأضياف ، الذين لا ينقطعون ، والطلبة الملازمين له فيدخل عليهم مبتسماً قائلاً بصوت مسموع : السلام عليهم ورحمة الله وبركاته فيردون : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، ثم يقول مرة أخرى بارك الله فيكم فيردون : آمين بصوت مصحوب بالخشوع والأمل باستجابة دعاء الشيخ.
وعلى المائدة التي بها الشيخ يتحلق مجموعة من الأضياف والطلبة يطرحون أسئلتهم ومن حسن أدب طلابه ألا يتقدمون بأسئلتهم إلا إّذا صمت الضيوف ، ولم تكن هناك اتصالات هاتفية ، وهكذا تصبح جلسة الغداء ، غذاءً روحياً وجسدياً معاً.
ثم يأتي القوة ورش الأيدي بما الورد ، بعدها يخرج لتشييع الأضياف إلى مواقف السيارات ، ولا يرجع حتى يركبوا سياراتهم ويشرعوا في الخروج ، أما من أراد الجلوس منهم فإن هناك غرفة مخصصة للأضياف غير غرف الطلاب يقيلون فيها حتى صلات العصر .
أما هو فيعود إلى غرفته الخاصة ، وقد جعلها بعيدة نوعاً ما عن الأولاد والأهل والطلاب ، يختلي بها لسماع نشرة الأخبار وبعض الأشرطة ثم يأخذ قسطاً من النوم حتى حضور صلاة العصر.