صباح الخير ...
عرض للطباعة
صباح الخير ...
للأسف الشديد :
في أوج الحزن العميق تتبدد تلك المثاليات والتي هي
من ذلك الحزن المدقع " منجاة " .
فهناك :
من يعزف على وتر المصائب بلحن اليأس القاتل
وكأن الحياة توقفت عقاربها على وقع ذلك المُصاب .
ليتنا :
بعد تفريغ الحزن بتلكم الزفرات وتلكم الصرخات
يكون التخلص من بقايا الأحزان ، ويكون ذلك بحرق دفتر
الذكريات لنغادر بذاك موطن الأحزان ، وكأننا خلقاً آخر عاد لتوه
لجديد الحياة .
للأسف :
تبقى الحقيقة تباين كل ذاك ، لأن الحزن لا يستأذن أحدا عند حضوره ،
ليبقى التسليم بقضاء الله هو الوحيد القادر على اخراجنا
من تلكم الدوامة ، التي لا في قلوبنا لا تستكين .
كثيرا :
ما ننظر إلى الناس وهم يمشون
في جنبات الحياة ،
ونتفكر :
فلكل واحد منهم له شريط ذكريات ...
ويحمل على كاهله وقر معاناة ...
ترتسم في مخيلته أحلام ...
وتشاغبه أمنيات ...
وتدفعه آمال ...
وفي المقابل :
تدافعه عقبات ...
وتُرهقه نكبات ...
وتخنقه عبرات ...
لتبقى :
الحياة قابلة الضد والمتباين ...
ومنه وبذاك خُلقت ليتمخض عنها
طرائق الخلق ... وكيف يسيرون في مناكب
الأرض ... وهم بين كفة الصبر ... وكفة الأمل
الذي يرتجون منه أن يشُق صدر التشاؤم
المُر .
تلك الملامح لا زالت عالقة في ذاكرة الفناء ...
وأنَّا لها أن تُغادرها ؟!
هواجس الاخفاق ...
ورهبة الفشل ...
وذاك الماضِ الحالك ...
نجدها المُحبَطة لكل بارقة أمل ...
من الخروج من تلكم القاصمات ...
حتى بات من ذلك الايمان على المَحك !
تصرعه جحافل الخيبات !
تتكرر الصور والاحداث ...
وتتكرر الفُرص والاعذار ...
غير أن للصبر مدى وحدود ...
فلا يمكننا تجاوزه ...
وإن اطلنا في سبيل ذلك الأنفاس .
في ربيع العمر ...
قد يخوض الواحد منا غمار التجارب ...
غير أن ناتجها ... سيكون _ حتماً _
وشماً على ذراعِ قادمِ الأيام !
،،،
الهروب من الحزن
ليس إلا حزنًا آخرًا سيأتيك يومًا ما…
من أراد تجنيب قلبه ويلات العذاب...
لا تنخدع بالكلام المعسول ...
ولا تركض خلف كثير الوعود...
ولا تغفل أنك تعيش عالم الافتراض...
وأنك قد تكون ضحية الابتزاز...
وما يكون ذنبك غير الصدق ...
وذاك الشعار المرفوع...
والذي خطه ضميرك ...
وكان حبره الوفاء...
فلا تنتظر من اقمت له صرح الحُب..
فقد يغيب عنك في لحظة...
ولم يحتج لذاك الغياب لعظيم السبب...
لأننا في الأصل نُحادث مجهول...
فكيف لنا أن نفتح له باب قلوبنا ؟!
ونُشركه في دقيق أمورنا !
لنكون له دفتر مفتوح...
من ذاك نكشف له نقاط ضعفنا...
لنكون هدفا سهلا لمعدوم الوفاء!
خذها يقينا ؛
الحُب الحقيقي ...
لن يكون تَحققه في الخفاء...
ولن يكون محصورا بعبارات الغرام...
بل يكون بالفعل والعمل ...
ويكون في النور...
لا أن يكون في حالك الظلام .
،،،
أحبُّ الهدوء، وفي نظري أنّهُ مطلَب من مطالِب الروح لتستَقِرّ، وتطمَئِنّ، وتُعانِق السكينة، ففي عوالِم الهدوء ثَمّة صفاء لا تبلغهُ النفس بين الضجيج والصخَب والزِحام، وهي بحاجة بين فترة وأخرى أن ترتوي من ينابيع الراحة لتستقبل الحياة بحيويّة، وتجَدُّد، وعطاء.