مما يُتعب القلب...
ويشُل العقل...
هو ذلك الغوص في استنتاج ما سيأتي من الأيام،
ونلبس المستقبل بفرشاة التشاؤم،
ونعيش على ذلك، حتى يصبح الواحد منا حرضاً،
أو يكون من الهالكين!
عرض للطباعة
مما يُتعب القلب...
ويشُل العقل...
هو ذلك الغوص في استنتاج ما سيأتي من الأيام،
ونلبس المستقبل بفرشاة التشاؤم،
ونعيش على ذلك، حتى يصبح الواحد منا حرضاً،
أو يكون من الهالكين!
،،،
صباح الياسمين …
،،،
اعلم أن الله يريد من دعائك قلبك وليس صياغتك ... لنا في الله ظن لا يخيب أبداً..
من سوابق الشقاء ...
أن يصحو الواحد منا ويغفو ،
وهو يعترك مع وَهمٍ يطال مرافق الحياة،
وكأنه واقع حال، وما عليه غير الاستسلام،
فيعيش في دائرة مغلقة ...
تلفحه سموم الإحباط .
من مَصاف العلل...
تجدها عند اعتاب الشاكين سوء القدر،
وكأنهم القاسمون لرحمة الله، والمشاركون
في أبرام القدر... من ألواح القضاء!
حين نسير معاً:
على أطوار الحياة منذ نعومة الأظفار نتلمس ذلك المجهول من العالم الذي نفتح أعيننا لنرى العجائب التي تحتاج منا فك طلاسمها وتفسير معناها.
لا:
نرى، ولا نسمع، ولا نعقل إلا بأدوات السمع والبصر، وذاك العقل المفكر من خلال الأب والأم اللذين ينقلان لنا معالم المشهود، ليكون التلقي هو أول ما نفتح به باب الولوج لهذه الحياة الدنيا ونحمل بذلك الكم الكبير من التساؤلات التي في كثير من الأحيان نعجز عن فهم مبتغاها ومعناها.
عن ذاك التأديب:
الذي لا يخرج من مشكاة العلم الممنهج الذي يراعي النفسيات وانعكاسات ذلك التأديب الذي قد يأتي ثماره عكس ما قُصد به!
ومع هذا:
يكون دافع التأديب ومنطلقه وانطلاقته من الحرص على أن يكون الطفل على الأخلاق متربياً وعن سوء الأخلاق مترفعاً.
هي:
فطرتهم، أو لنقل ذلك ما تعلموه ممن سبقهم من أولياء أمور الذين كانت تربيتهم ترتكز على العقاب.
أما:
الثواب فمحبوس نَفَسَه، ولا يبدونه قولاً في الغالب، بل يكون عملاً حين يدنونهم ويباركونهم أمام الأهل والخلان.
في تلك المعالم التي في الطريق:
هي المحفزة المسكنة والرافعة للهمة،
الخافضة للمعاناة،
عن تلك المداخل والمخارج في الحياة:
من يستمد نمط حياته مما جاء به الشرع الحنيف
فاز بطيب العيش واستقرار السعادة
مهما توافدت على قلبه وواقعه عظائم المصائب والبلايا
لكونه يسير وفق ما خطه القلم في اللوح المحفوظ ليكون القضاء والقدر
الذي فيهما وعلى أعتابهما نسلم الروح والجسد لما كتب علينا حين
رأيناه بعين الأثر.
ولو:
كان الواحد منا يعيش حياته مع الله وقد اطلع على القوانين
والأنظمة التي جاءت منه لأنها ك"الكتالوج" الذي
يعرف الإنسان ماهيته وكنهه وطريقة العيش
التي يجب أن يسير عليها ليضمن لنفسه البقاء
في الحياة وهو خالي البال من المنغصات،
ومن تأمل:
واقع الناس يرى تلك الكومة من:
الإحباط
التذمر
اليأس
الكره
الكدر
الحقد
الحسد
الغرور
السذاجة
التهور
وكل ذلك لم يأت من فراغ!
لأنه نتيجة طبيعية حين يبعد ويستبعد
الدين من سياق الحياة.
حقيقة:
لا يمكن لأحدنا أن يقبع في كهف العزلة، كون الفطرة التي أودعها الله فينا تستجدي منا ذلك الاختلاط والانصهار مع الآخر. ولكن من ذلك، وجب علينا إمعان النظر فيمن يحق لنا أن نفرد له المعزّة، ونُهدي له الثقة التي هي عزيزة علينا، لأننا من دونها نعيش في قفر الوحدة. ومع هذا، علينا أن لا نُسرف في البوح عن كل ما يختلجنا من أسرار، ونحن فيها حريصون على أن تكون ربيبة الكتمان، وأن نضع لنا خط عودة إذا ما جار علينا الزمان، وخان ذاك المختار المصطفى من الآنام.
تمنينا:
لو أن السعادة كُتب لها العصمة والبقاء لتبقى متشبثة بتلابيب أيامنا التي يقلب ساعاتها تعاقب الليل والنهار.
غير أن ما سطره القلم لا بد أن يجري على صفحة واقع الحال.
فكم أتلو على مسامع الحياة تراتيل الأشواق، ليتناغم مع تلاوتي الثقلان، معلنين بصدق ما أبثه من أشجان، أتبع صوت حادي الحنين لذاك الحبيب، الذي غيبه طول السنين، فما زلت أذكر يده التي مدها.
وأقسم بالأيمان المغلظة بأنه يكون لي دوماً حبيب، وما إن دار الزمان دورته حتى توارى بالحجاب فغاب عن الأنظار.
أيقنت حينها بأن الحب يقاسم الإنسان طور حياته، وأنه يعيش على وقع أنفاس، ما أن تتوقف تلك الأنفاس حتى يصبح بعدها في خبر كان!
عجبت كيف لذاك المرء يعيش في صمت؟! وهو يتردد بين جنبات من يحب وهو بعيد الحس؟!
يتدفق ذلك الحب شلالاً من المشاعر على قلبه، ولا ينطق مع كل ذلك لسانه!
لما لا تكون الوسطية هي مسافة أمان؟! منها نحافظ على عقولنا وقلوبنا إذا ما دار الزمان دورته،
وحل مكان القرب البعد، وحل محل الربيع الخريف، وجففت ينابيع الوصل، لما لا يُترجم القول الفعل؟!
بحيث يكون الحب في معناه الصحيح عبارة عن تضحيات ومواقف،
وأن يكون الحب راسخاً، محافظاً على جميل الذكريات،
ولو تغيرت الظروف وخرج الأمر عن نطاق السيطرة في أي ظرف وسبب من غير عمد أو تربص، ليكون للقدر اليد الطولى لتبديل الحال من ثابت مستقر لمتحرك مضطرب.
كم أتفكر في ذلك التحول العظيم الرهيب - في حال المحب - الذي يكون من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال،
ليتحول ذلك الحب العظيم إلى كره عظيم دفين! هل ردة الفعل هي من تعمي البصر والبصيرة؟!
،،،
تدهشُني ألطافُ الله في صغائر الأمور
تلك الألطاف التي لا ندرك حكمتها
بعقولنا ….