،،
صباح الياسمين…
عرض للطباعة
،،
صباح الياسمين…
،،
القهوة ليست مشروبا…بل طقس تصالح مع الذات…
/
اكتب حيث لا يعرفك أحد،
حيث لا تُلاحقك العيون، ولا يُؤوَّل نبضك بنوايا خبيثة.
اكتب في زاويةٍ لا تُشير فيها أصابع الاتهام إليك،
ولا تتكاثر حولك الأسئلة، وكأنك متّهم ينتظر أن تُرفَع عنه الظنون.
/
اكتب إن شئت، وبلا هوادة،
حدّ الحرف بالحرف، وحِدّ صفوف المعنى، وشدّ السطور.
اجعل للكلمة حدًّا، وللصمت مقامًا،
ولا تساوم على نورك في عتمة التأويل.
اجعل في كل فاصلة وقفة رضا،
ولا تخشَ أن تنزف على الورق،
فالصدق موطنك الذي لا يُباع.
/
آتيكَ عند مطلع كلّ لقاءٍ،
بفرحٍ خفيٍّ، وابتسامةٍ خجلى،
تُحاكي خفقات قلبي الندّاء،
وتُنسج من صمت الحبّ أجمل حكاية.
/
اكتملَ نصابُ اللهفة..
والقدرُ لم يأذنْ بعدُ
في صمتِ الانتظار تئنُّ الأرواح..
وتحنُّ القلوبُ إلى أملِ اللقاء
صباح الخير...
اكتب ولا تلو الحروف لواء المتلونين،
فالحق ليس بغيبة تمر في السماء.
احد معالمه بالسيف، واقطع لفظة التردد،
ولا تدع للظل مكانا بين السطور.
واجعل لكل صمت مذهبا يسجد للنور،
فليس كل ما يقال ينقش في الذاكرة،
ولكن كل ما يصمت عنه يصير نداء القبلة.
لا تباحث عن الحلول في سوق المسايمات،
فالضياء الذي تحمله ليس عملة،
والعتمة لا تشتري إلا أنفس الخائفين.
وكن كالنهر إذا انساب:
يحفر في الصخر، ويغسل أوحال السنين،
ويبقى في انحنائه صلب المنابع.
فإن نزفت حبرا، فهو دم القلم الأصيل،
وإن سقطت من عينك كلمة، فإنها تروي
أصلا من أصول المعنى التي لا تموت.
اكتب كما أمرت، بحد السيف وبلا لين،
أشقّ الظلام بحروف من لهب، وأسطر النور.
لا أخشى جراح الحبر، ولا دمع الكلمات،
فما أقسى من الصمت إلا كلمة تخون الحق.
أنا لم أتعلم المساومة، فكيف أبيع يقيني؟
وللصمت عندي جناحان:
أحلّق بهما حيث لا يجرؤ الضوء على المغيب.
سأظلّ أخطّ بظلّي على جدار الزمن،
حتى إذا ما انكسر القلم،
صار دمي حبراً، وصار صدري ورقاً.
فلا تطلب مني أن أخفف لهيب الجمل،
ولا أن ألين حدّة السؤال،
فما أنا إلا صوتٌ إن انقطع،
ستسمعه الأرض من فم الرعد.
آتِيكَ كَالْفَجْرِ الْخَجُولِ،
أَحْمِلُ بَيْنَ ضُلُوعِي
أَغَانِيَ الْقَمَرِ الْأَزَلِيَّةَ،
وَرِقَّةَ الْغُيُومِ الْعَاشِقَةِ.
لَيْسَ لِي سِوَى هَذِهِ الْانْحِنَاءَاتِ،
نُقُوشًا عَلَى جَبِينِ الزَّمَنِ،
وَصَمْتًا يُشْبِهُ الْوَرْدَ
إِذَا مَا انْفَتَحَ بِلَا صَوْتٍ.
فَخُذْنِي إِلَى مَلْجَأِ الْأَحْلَامِ،
حَيْثُ لَا يَمُوتُ الْوَقْتُ،
وَلَا تَذْبُلُ الْكَلِمَاتُ.
إِنَّنِي أَبْقَى
كَنَسِيمٍ يُنَادِيكَ فِي كُلِّ الْعُبُورَاتِ.