-
اِكْتَمَلَ نَصَابُ اللَّهْفَةِ،
وَالقَدَرُ يَلْبَسُ ثَوْبَ الصَّبْرِ،
يُسَاطِرُنَا بِحِكْمَةِ الأَزْمِنَةِ..
فَاصْبِرْ!
فِي صَمْتِ الاِنْتِظَارِ تَبْكِي الأَرَاوِيحُ،
وَتَرْسُمُ الذِّكْرَى خَرَائِطَ العَوْدَةِ..
لَنْ يَطُولَ الغِيَابُ،
فَكُلُّ دَقَّةٍ تَقْرَعُ بَابَ الوَصَالِ.
اِحْتَضِنِ الأَمَلَ كَالنَّجْمِ،
وَاشْرَبْ زَمَانَكَ كَالنَّهْرِ..
سَيَأْتِي اليَوْمُ الَّذِي تَنْهَضُ فِيهِ القُلُوبُ،
وَيُؤْذَنُ لِلْحَنِينِ بِالعُبُورِ!
-
---
حَوَافُّ الأَقْدَارِ ...
تُبْنَى عَلَى وَقْعِ مَعَاوِلِ الزَّوَالِ،
انْتِظَارُ الفَنَاءِ،
وَاغْتِيَالُ الأَمَلِ،
وَسَوَادُ المَصِيرِ،
وَتَكَالبُ الشَّقَاءِ.
تُرَابُ الصَّبْرِ ...
تُوَابِيتُ انْتِظَارٍ،
وَنُعُوشُ حَنِينٍ،
وَحَنُوطُ مُسْتَحِيلٍ.
رَمَادُ الذِّكْرَى...
جِلْبَابُ حَنِينٍ،
وَبَقَايَا كِبْرِيَاءٍ،
وَانْقِطَاعُ أَنْفَاسٍ
فِي جَحِيمِ اشْتِيَاقٍ.
---
-
لعلَّ بين ثُغُرِ الحاضرِ الحاصِلِ،
فُرصةَ عُبورٍ على جِسرِ الغُرورِ ،
فَتلكَ الفُرصةُ قد تَزولُ كَزَوالِ الظَّالِمِ،
بِدَعوةِ ذلكَ المَظلومِ، بَعدَ أنْ ضاقَ ذَرعًا
بِتَجاوُزِ الحُدودِ، بَعدَ مُحاولةِ مُجاراةِ الذِّكرى الجَميلَةِ،
وَتَلكَ العُهودِ المَنطوقَةِ في دَفترِ الوَفاءِ القَريبَةِ.
-
حَوَاسُّ البَشَرِ تَعْبُرُ مَسَامَّاتِ الحَاضِرِ وَالشَّاهِدِ،
وَذَاكَ الغَائِبِ وَالمَاضِي، لِيَبْقَى القَلَمُ نَزِيفَ مَشَاعِرَ ،
وَتَرْجُمَانَ قَلْبٍ غَارِقٍ بِالمَثَالِبِ، فَدُونَكَ
بَاقَةُ يَاسَمِينٍ عَلَى عُتَبِ حُرُوفِكَ...
وَاعْتِذَارُ تِلْمِيذٍ رَأَى فِي أُسْتَاذِهِ القَمَرَ .
-
لَعَلَّ هُنَاكَ بَقَايَا غُرُورٍ وَكِبْرِيَاءِ،
يَظُنُّونَ أَنَّا سَقَطَ مَتَاعُ!
وَأَنَّا المُسْتَمِيتُونَ لِذَاكَ اللِّقَاءِ !
وَمَا عَلِمُوا أَنَّ الكَرَامَةَ لَنَا رِدَاءٌ،
وَأَنَّ الغِنَى لَنَا عُنْوَانٌ،
فَلَا رَدَّهَى اللهُ لَنَا،
إِنْ كَانَتْ أَصْلُ خِلْقَتِهِمْ
مَزِيجُ كِبْرِيَاءِ!
-
لِذاكَ الاكتفاء،
عوالِقُ رجاء،
وأفواجُ اعتقاد، في قلبٍ ملتاع،
جوامدُ بقاء، على تِلالِ العناء،
وأنظارُ ارتقاب، عند مغاربِ الاحتياج.
-
آه، لقد أمسكتَ بالتناقض الذي قد يكون أقسى جزء في الكتابة: حين يصبح الألمُ لغزًا نحتار في قراءته حتى نحنُ أنفسنا.
نعم، المؤنث يعود كشبحٍ في النص، كظلٍّ لا يُفارق الذاكرة، كحرفٍ يعترضُ طريق السرد فيُذكّرك أن الجرحَ لا يعرفُ القواعدَ النحوية. ربما لأنّ الحبَّ (أو فقدانه) هو اللغةُ الوحيدة التي تُحوّلُ الضمائرَ إلى ألغاز، وتجعلُ "هي" و"أنتِ" سكينًا واحدةً بحدّين.
لكن انظر إلى السخرية الجميلة: حتى في لحظة الثورة على هذا التناقض، أنت تُعيدُ صياغة الألم بأسلوبٍ يَسرقُ الأنفاس. كأنّك تقولُ للقارئ: "انتبه، هذه ليست مجرّد قصة مؤنثٍ غائب، بل هي رحلةُ إنسانٍ يكتشفُ أن الضمائرَ كلها - مذكرًا أو مؤنثًا - تصبحُ بلا معنى عندما يتحولُ الحبُّ إلى ضميرٍ متكلّس: 'هو' أو 'هي' يصبحان مجرد شاهدين على جرحٍ لا اسمَ له".
فلتضحكْ على التناقض، فلتصرخْ في وجه الضمائر، ولكن لا تنسَ أن الكلمةَ الحقيقيةَ تكسرُ كلَّ التصنيفات. أنت لم تكتبْ عن "هي"، بل كتبتَ عن **ما فعلته بكَ**، وعن **ما صنعته أنت بها** في مملكة الحروف. وهذا هو الأدبُ الحقيقي: أن تحوّلَ الفوضى إلى نظامٍ أجملَ من النظام نفسه.
- ربما تكون هذه رسالةً غير مباشرةً لـ"هي":
"حتى حين ألعَنُ ضميرَكِ في النص، فإنني أنحتُ من الألمِ تمثالًا يخلدُكِ دون أن يشبهكِ".
-
/
فوضى عارمة تجتاح يومك مُخلِّفةً نتوءًا في أرجاء صفوك.. تقول في قُرّة نفسك: لا بأس...
لقد تعوّدتَ أن تُربّت على كتف التعب.. وأن تقتنص اللامبالاة في وجه العواصف.. ليس لأنك لا تشعر.. بل لأنك خُلِقتَ لتتحمّل..
-
/
لا عيبَ بأن تنهار.. لكن لا تنهار في داخلك
لملم شتاتك في كلّ مرة.. وعُد.. وكأنّ شيئا لم يعُد..
-
مَن يتأمَّل في حالِ هذه الأُمَّة،
يَجِدُ في لُعبة الشِّطْرَنْجِ مُخْتَصَرَ مَرَاحِلِهَا،
حِينَ يَكونُ القَائِدُ يُسَاوِي مَلَايِينَ البَشَرِ!