مِمَّا يُعْجِزُ حَمْلَهُ إِنْسَانٌ؛
حُبًّا مُسْتَحِيلًا ، وَصَمْتًا ثَقِيلًا.
عرض للطباعة
مِمَّا يُعْجِزُ حَمْلَهُ إِنْسَانٌ؛
حُبًّا مُسْتَحِيلًا ، وَصَمْتًا ثَقِيلًا.
قَدْ يَنْسَلِخُ الْوَاحِدُ مِنَّا في حالِ الضَّغْطِ عَنِ الطِّبَاعِ الَّتِي تَجَسَّدَتْ فِيهِ، وَعَرَفَهَا النَّاسُ عَنْهُ، فَرَدَّةُ الْفِعْلِ لَا يُمْكِنُنَا تَصَوُّرُهَا حَتَّى مِنَ الْحَلِيمِ ذَاتِهِ، نَاهِيكُمْ إِذَا مَا تُحُوشِشَتْ بِكَرَامَةِ مَنْ يَعِيشُ عَلَى وَارِفِ ظِلَالِهَا.
ظَنَنْتُ أَنَّ الْكَلَامَ هُوَ مَنْ يَسْتَجْلِبُ سُوءَ الظَّنِّ،
وَيَتْلُوهُ وَيُرَافِقُهُ فِي ذَلِكَ الْفِعْلِ،
غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَتَخَيَّلْ
أَنْ يَكُونَ الصَّمْتُ يُقَاسُ بِهِمَا.
"من المضحكات المبكيات، ومن الطوامّ المهلكات،
حين يُناقض المرءُ نفسَه في نفس الجملة، كمثل هذا القول:
قد أكتبُ عن الفقدِ كثيرًا، لكنّي لا أَرْجُو عودةَ أحدٍ!"
مَشَانِقُ التَّرَدُّد، وَنَوَادِرُ الْفُرْصَةِ،
وَسَوَابِقُ الْانْدِثَارِ،
حَفِيفُ الْأَمَلِ، وَزَوَاجِرُ الزَّمَنِ،
وَحُضْنُ الِانْتِظَارِ، وَشُرُوقُ الْمَعَانَاةِ،
وَغُرُوبُ الْأَفْرَاحِ .
إِلَى المَارِّينَ عَلَى سُوُقِ الحَنِينْ،
ذَاكَ رِفْدٌ يَرْجُو وَصْلًا مَتِينْ.
شَكَوْتُ يَوْمًا لِلصَّبْرِ: لِمَ أَنْتَ مُرُّ المَذَاقِ؟
فَأَجَابَنِي:
لَنْ تَنَالَ شَرَفَ الفَلَاحِ بِغَيْرِ ذَاكَ!
لَيْتَ لَنَا القُدْرَةَ عَلَى انْتِشَالِكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الكَآبَةِ،
لِنُرْسِيَكُمْ عَلَى شَوَاطِئِ البَهْجَةِ، وَلَوْ لِسَاعَةٍ
صباح الخير...
أَكْثَرُ الَّذِينَ يَجْلِسُونَ بِجَانِبِ النَّوَافِذِ فِي السَّيَّارَاتِ وَالحَافِلَاتِ وَالقِطَارَاتِ... لَوْ سَأَلْتَهُمْ عَنْ تَفَاصِيلَ الطَّرِيقِ، سَتَجِدُهُمْ لَا يَتَذَكَّرُونَ شَيْئًا مِنْهَا!
مِمَّا نَتَعَجَّبُ مِنْهُ، أَنَّنَا نَصِلُ إِلَى وَجْهَتِنَا وَلَا نَدْرِي كَيْفَ حَدَثَ ذَلِكَ!
نَسْتَرْجِعُ خَطَّ السَّيْرِ، تَجَاوَزْنَا مَنْ كَانَ بِجَانِبِنَا، وَقَطَعْنَا إِشَارَاتِ المُرُورِ، وَكُلَّ ذَلِكَ لَمْ نَشْعُرْ بِهِ، فَالْقَلْبُ وَالفِكْرُ فِي وَادٍ، وَتِلْكَ القِيَادَةُ فِي وَادٍ آخَرَ، فَلَوْلَا لُطْفُ اللهِ وَحِفْظُهُ لَكُنَّا قَدْ هَلَكْنَا!