-
قيلَ لي: صِرتَ أثرًا في متاحفِ الماضي
جَفَّ في كفيَّ، لا يُستدعَى ولا يُستجدى
فحطمتُ حينَ عَلِمتُ
أقفالَ بوّاباتٍ تَحبسُني
ومزّقتُ خرائطَ "يجب"
وقلتُ لقلبٍ اشترطَ العبورَ:
أنا الطريقُ الذي ما سُلِّمَ قطْ
إلا لمنْ يعرفُ
أنَّ الحُرَّ إن عادَ
فعن شوقٍ.. لا عن بابٍ يُقفَلُ!
-
وَأَمَامَ مَوْجِ البُحُورِ الَّتِي تَحْمِلُنِي
أَنْظُرُ.. أَرَى بَوْصَلَةَ الوَجْدِ تُنْبِئُنِي:
لَنْ تَطُولَ المَسَافَاتُ بَيْنَ الحَنَايَا وَحَنَايَاكْ
سَوْفَ تَلْتَقِي القُلُوبُ.. فَجْأَةً.. عِنْدَمَا تَمْتَلِكُ العِنَايَاكْ .
-
صباحكم ..نسمات وملامح ذكريات ..ورياح تحمل حروفي لترسوا في بقاعكم ...وحديث خافت ووشوشة وكاني المح الصبح يخاطبني ..ويعاتب قلبي لقد طال الغياب
صباحكم باقات الزهور
-
متخمة تللك النفس عفوية نادرة ..في زمن كثرالمتصنعون فتغيرت الملامح ...وكانك صفحة ماء تجابه كل صعب ..
-
/
ويحدثُ أن يوشك الوقت على اقتلاعك من المشهد..
فالساعة تقتربُ.. وموعد الاختفاء يدنو..
كظلٍّ ينكمشُ عندَ آخر حدود الضوء..
-
/
ما بيني ودويستويفسكي..
لقاءٌ لا يؤطره زمانٌ ولا مكان..
تكسر فيه الروح حدود اللغة..
ويختصره شغفٌ يتخطّى المسافات
حتى يغدو اللقاءُ وطناً مؤقتاً..
يذوب في كفّ الوقت
-
/
تثقلنا الأفكار حتى تقصم ظهورنا..
نحملها كسكينٍ بحدّين..
تجرح ما بيننا..وتودي بنا إلى مفترقٍ لا نعرفه
حيث يقفُ القلبُ حائراً بين الطرقات..
-
لَمَّا طَالَ الْإِعْرَاضُ.. وَعَزَّ الْإِلْفَاتُ..
وَصَارَ الْوُجُودُ كَالظِّلِّ.. يُرَى وَلَا يُرَاتُ..
عَلِمَ الْقَلْبُ أَنَّ الْكَرَمَ فِي الرَّحِيلِ..
وَأَنَّ الصَّمْتَ حِينَ تَخْرُقُهُ الْجِرَاحُ.. لُغَةٌ تُفَاتُ..
فَمَشَيْنَا عَلَى شَوْكِ الْغُرُوبِ.. بِلا دَمْعٍ..
لِأَنَّ الْجَفَاءَ إِذَا اسْتَبْدَلَ الْقُلُوبَ قُيُودًا.. تَحْتَسِمُ الْحُرُوبَ..
وَتَلُوذُ بِالْبُعَادِ.. حِينَ يَصِيرُ الْقُرْبُ ذُلًّا.. وَالْوُدُّ خُطُوبَ..
فَلا الْغُصْنُ يَنْكَسِرُ إِذَا هَبَّتِ الرِّيحُ..
وَلَا الشَّمْسُ تَخْفَى إِذَا الْغَيْمُ مَالَ وَصَاحَ..
وَحَسْبِي أَنِّي.. لَمْ أَبِتْ قَيْدَ مُنْهَمِرٍ..
وَلَمْ أَدْفِنِ الْوَفَاءَ فِي تُرابِ مَنْ.. نَسِيَ.. وَاسْتَهَانَ.. وَرَاحَ..
-
أَتَرَاكَ ظَنَنْتَنِي..
سَتَبْقَى الْجُسُورُ إِلَيَّ — وَحْدِي — مَمْشَاةً؟
حِينَ طَالَ الْغِيَابُ..
وَصِرْتُ كَالضَّبَابِ.. يُلامِسُ الْجِبَالَ.. وَلَا يَلْتَفِتُ لَهُ الْوَرَى..
لَمْ أَكُنْ قَطُّ قَصَبَةً.. تَحْتَ رِيحِ الْجَفَاءِ تَنْحَنِي..
بَلْ صَخْرَةً.. إِذَا الْأَمْوَاجُ هَاجَتْ.. تَكْسِرُ أَعْنَاقَ الْمُدِّ.. وَتَنْسَحِقُ عَنْ كِبْرِيَائِهَا!
فَاخْتَرْتُ السُّكُوتَ حِجَابًا..
وَالْبُعَادَ سَفِينَةً..
لَمَّا صَارَ الْقُرْبُ شَاطِئًا.. يَجْرِفُ أَشْلَاءَ الْوِدَادِ..
وَعَلِمْتُ أَنَّ الْغُيُوبَ.. إِذَا اسْتَحَالَتْ أَغْلَاقًا..
فَالْمَفَاتِيحُ.. حَتْمًا.. فِي تُرَابِ الْفِرَاقِ تُدَفَّنُ!
لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَخْتَارُ الْغُيُوبَ هَارِبًا..
بَعْضُنَا يَبْنِي فِي الْبُعَادِ.. قُصُورًا لِلْكَرَامَةِ الَّتِي انْهَشَّهَا الْقُرْبُ!
-
/تطفو فوق كل شيء خفيفاً كأنك لا تنتمى إلى شيء الكائنات من حولك تحدّق بك.. غريباً تبدو في أعينهاوبداخلك فراغٌ لا يفسّر..فراغٌ بلا معنى