-
بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة إنه هو العليم الحكيم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
الدرس التطبيقي:
اجتمع مع من معك في البيت أو السكن في حلقة دائرية في الأصيل أمسكوا بمصحف واحد فقط ومن يمسكه يقرأ اﻵيات التالية:
(وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ * أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ * لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ * لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)
[سورة اﻷنبياء 19 - 23
والبقية ينصتون دون إلتفات لأي شيء لا بعيونهم ولا برؤوسهم ولا حتى بأسماعهم ولا قلوبهم.
يرجى الإنصات جيدا لعلكم ترحمون.
من ينتهي من القراءة يسلم المصحف لمن على يمينه ويعيد قراءة اﻵيات والبقية ينصتون جيدا وهكذا تناقلوا المصحف والإنصات للبقية واستمروا على هذا الحال لعشرين دقيقة ثم تناقشوا تدبر اﻵيات لعشر دقائق .
لمن يستطيع يفضل زيادة مدة النقاش وستشعرون بالفرق في قلوبكم ومشاعركم المهم ينصب النقاش في اﻵيات فقط ولا يتشعب خارجها.
ثم شاركونا تجربتكم...
ملاحظة : لصاحبات الأعذار الجلوس في الحلقة أيضا والإنصات بسمعها وقلبها كما يمكنها النظر للمصحف أثناء قراءة من بجانبها والمشاركة بالنقاش.
لمن ليس له إلا شخص واحد معه في البيت يمكنه عمل ثنائية بينه وبين الشخص اﻵخر يتلو أحدهما وينصت اﻵخر وهكذا.
لمن ليس له أحد أبدا يقرأه بنفسه إن لم يتمكن من الحصول على من يشاركه لا في البيت ولا في المسجد.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
-
بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
الدرس التطبيقي لليلة الجمعة.
افتح المصحف على صفحة 496 من سورة الدخان .
اقرأ الصفحة بتمهل وتدبر وتفكر
أنفق 30 دقيقة في تدبر هذه الصفحة ولا تتعجل.
ثم أنفق 10 دقائق في تدبر هذه اﻵية تكرارا وتدبرا وتفكرا.
(رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ)
[سورة الدخان 7 - 9]
ثم شاركنا تدبرك.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
-
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم
من الناس من هو تحت الأرض الآن، ويكسب أكثر منا في الأجر ، من الناس من هو تحت أطباق الثرى وتحلل وأصبح عظام وهو حيٌ بيننا الآن، ومن الناس من هو حي ورصيده في نقص!! موازين السيئات تزيد وموازين الحسنات تنقص فأيهم أحسن؟؟
الله عز وجل تكلم عن الأكفان والقبور المتحركه التي تكلم عنها ابن القيم عليه رحمة الله قال :من الناس من هو قبر مُتحرك، الروح ميته من زمان، العلاقة مع الله منُقطعةٌ نهائياً، والقلب الذي ينبض بحب الله عز وجل وأتباع الأوامر واجتناب النواهي ليس موجود نهائياً .
قال الله عز وجل{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا*فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ..}
جسده كان مقبره*لروحه، روحه منتهية من زمان ومبادئه منتهية من زمان وحُبّه لهذا الدين منتهي من زمان، فهو قد أحتضن تلك الروح وكأنه مقبرة أحتضنت ذاك الجسد فقط .
قال الله جلّ جلاله
{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ*الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } .
{وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ ..}
*تكلم الله عن عمي وعن صم وعن بكم، بينما هم يتكلمون ويسمعون ويرون ،لكن ما الذي جعل الله عز وجل يتكلم عنهم بهذه الطريقة ؟؟
{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ }
يسمع القرآن ولا كأن الأمر يخُصّهُ أو يعنيه ، أنظر حبيبي الغالي كيف تتعلق حياتك وحياتي عند الله عز وجل ؟؟
والله إنك لا تعجب حينما تصف لتصلي على جنازة ثم يقول الإمام: الجنائز المتوفى عشرةُ رجال وخمسةُ نساء ، وأنت تعلَّم أن الله في القرآن يقول: كم واحد من الأحياء سيُصلون على الموتى وهو والله عند الله عزَّ وجلّ في عداد الموتى.
{إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}*تنصحه تكلمه هو لا يستجيب!!
{ إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ }
هو أصلاً ليس عند الله محسوب أنهُ حي، بل والله الذي لا إله غيره أن الله سبحانه وتعالى عندما ذكر عدم الإستفادة من هذا القلب وعدم الاستفادة من هذا العقل وعدم الاستفادة من هذه العين .
قال الله عزَّ و جلّ
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا..}
تنبُض بحُب الدُنيا وحُب المُغنِّيات والراقِصَّات؛ لكن ما نبضت بحُب النَّبي عليه الصلاة والسلام ولا التأثر بسُنته، نبضت بحُب الموضة التي يرميها لنا اليهود والنصارى والمسارعة فيها، لكن ما نبضت بحُب أن يُرى كيف كان يصنع النَّبي عليه الصلاة والسلام ثَّم نصنع مثله ؟؟
{ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ }*أنظر كل الأعضاء موجودة غير مستفيد منها، كما أن الروح ليس مستفيد منها هو!!
( ولَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا )*
لا يبصر بها أي شيء يُقربه ويرفع منزلته عند الله عزَّ وجلّ لكن يُبصر بها كل شيء أمر الله بإجتنابه..
( ولَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ)
هذا الذي وصفه الله عزَّ وجلّ بأنه لا يسمع ولا يُبصر ولا يفقه وأنزله منزلة الأنعام أعزكم الله هذا الشخص ماذا كان يفعل ؟ هل كان من الكافرين ؟؟
نكمل الآية*..قال تعالى*
(أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)*
غافل !!
هو لا يعلم ماذا قال الناس إجتمعوا في مجالس العلم*في المساجد ماذا قالوا؟ ماذا قدموا من محاضرات ؟
ميِت لا يفقه شيئاً ! إلا ما أُشرب من هواه وأغاني وعزف وحياته ذهبت هباءاً لو أقبل على الله لكانت الصحائف جميعها كلمات ,ألحان ,كلمات ,ألحان
(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ۚ )
هناك أقوام يعشون حياة لكنها حياة سيئة ومعيشة دنيئة.
قال الله تعالى عن اليهود
(وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ)
حياة نكرةٌ بمعنى أي حياة ، يحيا ذليل لا يهُم المُهم ان يعيش!!
لكن لما تكلم الله عز وجل عن الذين يريدون كتاب الله عزَّ وجلّ
واسمَّع*لفتة في هذه في الآية
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ)
يعمل صالحات ,مشغول بالأعمال الصالحة ,إثنا عشر ركعة في اليوم والليلة ليُبني بيتاً في الجنة !
يُفكر كم صائماً سيُفطر ؟؟لديه مطويات وأشرطة نافعة يُفكر كيف سينشرها ؟؟
يُفكر كيف يدعو النَّاس إذا ذهب إلى المسجد أخذ معهُ أربعة !
جلس مع أبناءه وخطط كيف يختُمون القُرآن في كُل خمسة أيام مرة ؟؟
خطط كيف يجلس إلى الإشراق؟جلس يُنظم برنامجه وكيف يُحيا قلبه في رمضان؟
بدأ يبحث عما يُروي هذا القلب!!
بدل أن يكدح لإشباع بطنهُ وجوعهُ في رمضان – وهو مطلوب- لكن قبله من الناس من*أشبع روحه!! بدأ يخطط كيف يشبع هذه الروح!!
قال تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ*)
طيب يارب هو حي ؟ لا!!
(فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً)*وهذا بمعنى القسم
لنحيينه ..وقال*:(حَيَاةً). أي حياة يا رب ؟
فقال*:
(حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
ثم ماذا قال بعدها
(فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ*)
يُعلمك هنا طريقة الحياة الطيبة !!
(فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ*إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى*الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )
إذاً هذا طريق الحياة الطيبة بهذا القرآن !!
فإذا أعرضنا عن هذا القرآن؟؟
قال تعالى*(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)
معيشة !! ليست حتى حياة !!
{فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)
هذا في الدنيا ,وفي الآخرة
(وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا )
أعمى !!لأنه كان يملك عينان لكنه لم يستفد منها في الدنيا فتؤخذ منه هذه العينان ؟؟
(قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ*تُنسَى)
بمجرد إعراضك عن هذا القرآن , يكون*موتُك في هذه الحياة!!
وبمُجرد قُربنا جميعاً من هذا القرآن تأتي حياتُنا .
جاء فايز الثبيتي رجُل أخذ الله سمعهُ وبصرهُ ولسانهُ*فلا ينطُق أصم ,أبكم,أعمى في معهد الصُّم في الرياض جاء يُلقي محاضرة في مُستشفى النقاهة على المُعاقين !! فكيف يُلقيها ياتُرى ؟ جلس معهُ أحمد الفهيد المُترجم وإذ بالميكروفون ليس لدىِ المُلقي !!
حتى يُبلغ دين الله يحتاج أحد يُترجم له !!
أنتَ إذا أردت أن تُبلغ دين الله هل تحتاج لإ أحد أن*يُترجم لك ؟!!
وهل*بلغت ؟؟
أراه هو والله آية دون أن يتكلم هو آية ، والفلم مُصور أحبتي في مُستشفى النقاهة ، الميكروفون هناك والرجل هنا ، ويُمسك بيد المُترجم ، ويُحرك فيه ويلمس وجهه ويلمس كتفيه ، والمُترجم يتكلم أرى عُيون المُترجم تدمع ، قلت : لماذا تدمع عينيك ؟
هو الذي يُلقي وأنت تدمع ؟! قال : والله آني أشعُر بقلبه والله إنه يتكلم وكأنه يُقطع قلبه ،
يقول : لمَّا يُمسِكُني بقوة وأنتم لا تشعرون فيه ، يقول أعلم بماذا يشعُر به !*
فيقول :*سأعطيكم*رسالتين : رسالة للأصحاء و رسالة للمرضى معاقين هُم ، قال صحيح أن منكم معاقين ولا يتحركون ولا يستطيع تنظيف نفسه ولا يشرب لكن هنيئاً له*
أنهُ إذا أراد أن يقذُف ببصره على كتاب ربِّ العالمين ويقرأ كلام نطق به الله أنه يستطيع فوالله ما حرمت نعمة أعظم من أني أتحسر أتمنى أقرأ ماذا كتب الله عزَّ وجلّ ،
أتمنى أقرأ ما الذي أنزله الله عزَّ وجلّ أعرف هو الذي خلقني فأُحب أسمع كلامه ، لكن كل المداخل مقفلة! احمدوا ربكم ، ثم قال : آيةٌ واحدة في القُرآن جعلتني أعيش سعيداً في هذه الحياة ، ما هي تلك الآية ؟؟
الكُل جلس ينظُر إلى المُترجم متى سينطُق بها ، والرجل يُمسك المُترجم ثَّم يلمس عينيه ، ثَّم يضع يديهُ على أُذنه ثَّم يتلمس ويضع يدهُ على فمه
والله كُلنا نقول ما هي الآية ؟
وإذا بالمُترجم يتجرع الغصص ثَّم يقول الآية ، يقول : آية لمَّا فهمتُها لم أعُد أحزُن إني أعمى أو أبكم أو أصم ، ما هي الآية ؟
{وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْم الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْما و صُمَّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا }
يقول الحمد لله هُناك أقوام سيكونوا خمسين ألف سنة أعمى أصم أبكم ، الحمد لله الذي أخذها مني في الدنيا و سيُعطيني في خمسين ألف سنة.*
فقال الرسالة التي للأصحاء : يقول حُرمنا نحن سنين معدودة من السمَّع والبصر والكلام لكن انتبهوا أن تحرموا خمسين ألف سنة يوم القيامة البصر والسمَّع والكلام ، انظروا كيف أثرت فيه الآية ؟ انظروا كيف عاش مع الآية ؟ أنُاس يعيشون خمسين ألف سنة.*
فقال :أن الأصحاء مبتلون أكثر منا يقول : نحن نعاني هذه المعاناة صحيح لا أرى وأسقط.
جاء فائز الثبيتي بموقف لا ينساه نادي الصُّم كُله ولا ينساه المسجد الذي أمام نادي الصُّم ، دخل في مُصلى نادي الصُّم فما وجد أحد ، صار يطوف في المسجد لم يجد أحد ، خرج إلى المسجد الذي يُقابله وبينهما شارع عام ، وخرج فائز يمشي ولا يشّعُر ولا يدري ، الأعمى إذا شَّعُر بسيارة وقف ، فائز لا يسمع ولا يشعُر ولا يرى ، فكان يقطع كيف ماكان فيه سيارات او مافيه ,ذهب إلى المسجد ، من الذي يراه ؟ الله جل جلاله
،ذهب إلى دورات المياه - أجلكم الله - وجدها مُغلقة صلاة الفجر ، ثم رجع إذ برجل كهل شيخ كبير يأتي للمسجد فيرى فائز ، يعرفون فائز أنه لا يتكلم ولا يسمع لكن رأى فائز رجع وقطع الشارع من المسجد ثم جلس على الرصيف الذي بين الشارعين ثم جلس في الأحواض الذي فيها زراعة ، ثم جلس يحبو ويتلمس فيها يبحث عن صنابير الماء حتى يتوضأ
، لما رأهُ الرجل الشيخ الكبير تقطع قلبه هو يعلم أنه لن يستطيع أن يتفاهم مع فائز ولن يستطيع أن يُوصل منه له معلومة ولا يأخذ منه
، لكنه لم يتحمل الموقف فذهب وأمسك فائز واحتضن فائز وبكى الشيخ ، ففائز يُريد أن يُوصل له ماذا يُريد ، فقام فائز وأشار له بيده أن أُريد ماء كأنه يرفع يشرُب ،أُريد ماء ,فأخذه الرجل الكبير إلى منزله وأتى بماء وأعطاه الكأس
،فأمسك فائز بالرجُل وفكر بطريقة أحسن منها فبدأ يُمسك ويُشمر عن ساعديه ويُشير للوضوء ،أريد أن اتوضأ ،مُنقطع عن العالم لكنه حي ، لا يسمع لكنه يسمع ، ولا يُبصر لكنه يُبصر ، يُبصر والله بقلبه ويسمع بقلبه ، هذه الآيات التي تهُز الجبال الراسيات ,قال : فلما توضأ وذهب للمسجد أمسك الإمام وجلس ينفُض الإمام حتى جاء المُترجم ,وقال له : قُل له أن الله سيسألُه عن هذه الأمانة أذن المُؤذن ودورات المياه مُغلقة ، ما الذي جعل ذاك المعذُور إنه يأتي ،وعندما لم يجد ماءً على الأقل يرجع يُصلي في بيته!!
ما الذي حركه؟؟ما الحياة التي في قلبه ؟
والله واحد منا مُبصرًا من صنابير الماء التي في الشارع لا يتوضأ منها ،يُريد أن يُصلي يُريد أن يتصل بالله جلَّ جلاله,يُريد أن يدخُل في ذمة لله تعالى*) من صلى أصُبح في جماعة فهو ذمة لله)
يُريد بشارة النبي عليه الصلاة والسلام*)بشر المشائين في الظُلَمِ بالنُّور التَّام يوم القيامة)
،لأجل هذا أحبتي الفُضلاء نُريد هذه الحياة ، لا نُريد أن نملك أذانٌ بلا سمّع وعندنا أعيُنٌ بلا بصر , نُريد أن تحيا هذه القُلوب.*كيف تحيا*؟!
والله لن تحيا إلا بهذا القرآن وبإتباع هدي محمدٍ عليه الصلاة و السلام.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
-
بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
(وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة اﻷنعام 129]
أحد أصناف العذاب الأدنى التي يغفل عنها الكثير.
(وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا ((بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ))
[سورة اﻷنعام 129]
بعض الظالمين يكتسبون من الإثم ما يوجب عليهم وقوع عقوبة أو عذاب أدنى لهم بما كانوا يكسبون.
والهدف لعلهم يرجعون...
((وَلَنُذِيقَنَّهُمْ)) مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ ((لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ))
[سورة السجدة 21]
(وَكَذَٰلِكَ ((نُوَلِّي)) بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة اﻷنعام 129]
نولي "
الله العظيم هو الذي يولي بعض الظالمين بعضا.
يسلطهم على بعضهم البعض.
(وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة اﻷنعام 129]
تجد مثلا مديرا ظالما يسلطه الله على موظف ظالم لنفسه
أو حاكما ظالما على محكوم ظالم لنفسه
أو مسؤول ظالم على من تحته من الظالمين لأنفسهم
(وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة اﻷنعام 129]
أو زوج ظالم على زوجة ظالمة لنفسها
أو ابن عاق ظالم على والدين ظالمين لأنفسهم
يذيق الفريقان بعضهما البعض ألوان العذاب
(وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة اﻷنعام 129]
والأشد هو عندما يسلط الله على الظالم لنفسه ظالما شيطانا من الجن فيعذبه بالوساوس
وساوس تتعبه وأخرى تخوفه وأخرى تحزنه وأخرى تضله عن السبيل
(وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
[سورة اﻷنعام 129]
ولكن ما هو أشد الظلم لنتجنبه؟
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)
[سورة السجدة 22]
أشد الظلم للنفس هو أن تصلك اﻵيات وتعرض عنها
أن تعلمها ولا تعمل بها
أن تتجاهلها
أن يرسل الله لك من يذكرك بها وتصر على الإعراض
هذا هو أشد أنواع الظلم للنفس
فمن يفعل فليكن مستعدا لنوع من أنواع العذاب الأدنى لعله يتنبه ويرجع إلى ربه ويتوب
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
-
بسم الله الرحمن الرحيم. وبالمعين نستعين وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه انه هو العليم الحكيم.اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا
(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) [سورة اﻷنفال : 55]
من هم؟
(الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ) [سورة اﻷنفال : 56]
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [سورة النحل : 91]
كم مرة عاهدنا ربنا بعدم الغفلة عن الذكر .
كم مرة عاهدنا الله على الإلتزام بأوامره.
كم مرة عاهدنا الله على أن نكون من المؤمنين
كثير من الناس يوفون بعهدهم للأطفال إن وعدوهم بلعبة أو بالحلويات.
ولكن عندهما يعاهدون العظيم الكبير المتعال ينقضون العهد.
(وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ) [سورة البقرة : 99]
(أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) [سورة البقرة : 100]
أكثر الناس لا يؤمنون لأنهم يعاهدون الله ويخلفون وهذه بذرة النفاق ليتحولوا من مؤمنين إلى منافقين
(وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ) [سورة التوبة : 75]
(فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) [سورة التوبة : 76]
(فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) [سورة التوبة : 77]
لماذا أصبحوا منافقين؟
لأنهم تركوا الذكر الكثير عاهدوا الله ثم أخلفوا
ودوما يفعلون
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا) [سورة النساء : 137]
وماذا قال بعدها؟
(بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) [سورة النساء : 138]
إلى متى سنستمر بالتذبذب لا إلى المؤمنين ولا إلى الكافرين إلى متى؟؟؟؟
(مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا) [سورة النساء : 143]
إلى متى نستهين بخصلة النفاق؟؟!
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) [سورة النساء : 145]
في الدرك الأسفل فهل نطيق ذلك؟؟
إلى متى نعاهد ونخلف.
نذكر عندما نجد الذاكرين
ونغفل عندما نجد الغافلين
(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) [سورة البقرة : 14]
يجب أن نحدد موقفنا لنعرف طريقنا
تخيلوا أنكم عند مفترق طريقين وانتم مذبذبين لم تقرروا أي طريق تريدون فهل ستصلون؟ أم تقفوا في مكانكم؟
(يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [سورة البقرة : 20]
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
-
بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)
[سورة إبراهيم 42]
تخيل أنك تتعرض للظلم .
أنواع من الظلم كثيرة
ظلم من ناحية الكلام المهين
ظلم بأذى جسدي
ظلم بأخذ مالك من غير وجه حق
ظلم بأخذ أبنائك أو زوجك بغير وجه حق
والأهم ظلم من عدونا اللدود الذي يتعبنا بالوساوس ويجتهد ليسرق منا حسناتنا بغير وجه حق
وتعاني من الظالمين وتتمنى أن تتخلص من ظلمهم وترتاح
وتدعو وتدعو وتتأخر الإجابة لحكمة يعلمها الله
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)
[سورة إبراهيم 42]
عندها تذكر هذه اﻵية
ولا تحسبن !
لا تظن أبدا هذا الظن السيء بربك
ولا تحسبن الله غافلا أبدا
هو يراك ويرى الظالم
لا تظنه غافلا عنك ولا عنه
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)
[سورة إبراهيم 42]
لا تسيء الظن بربك أبدا
(فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
[سورة الصافات 87]
هل تعلمون أن من يظن بربه سوءا فإن السوء يصيبه؟
(وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)
[سورة الفتح 6]
ليس هذا فقط !
إذا ظننت بربك سوءا فإنه أيضا يغضب عليك ويطردك من رحمته ويكون العذاب بعدها في جهنم والعياذ بالله
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)
[سورة إبراهيم 42]
لا تحسبه غافلا
ليس كل ظالم يلقى عقابه في حياته
وهؤلاء هم الأشد ظلما حيث يؤخر لهم العذاب الأشد والأبقى
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)
[سورة إبراهيم 42]
اذا دعوت على الظالم ولم يستجاب لك أو تأخرت الاجابة فاعلم أن الله يمهلهم ولكن لا يهملهم
(فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا)
[سورة الطارق
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)
[سورة إبراهيم 42]
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)
[سورة النحل 61]
إن الله قد يؤخرهم لزيادة العقاب
وقد يؤخرهم ليزدادوا إثما
(وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)
[سورة آل عمران 178]
فاصبر صبرا جميلا
(فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا)
[سورة المعارج 5 - 6]
فلا تتعجل الإجابة
وكن مطمئنا أن حقك لن يضيع ولو مثقال ذرة
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
-
بسم الله الرحمن الرحيم . وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
(أَمْ (حَسِبْتُمْ )أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [سورة البقرة : 214]
(أَمْ حَسِبْتُمْ) أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا (يَعْلَمِ اللَّهُ) الَّذِينَ (جَاهَدُوا )مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ( الصَّابِرِينَ) [سورة آل عمران : 142]
(أَمْ حَسِبْتُمْ) أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا (يَعْلَمِ اللَّهُ )(الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُم)ْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [سورة التوبة : 16]
خطاب لنا جميعا ..
هل حسبنا أن ندخل الجنة هكذا بدون امتحان و مقياس لصدق عبادتنا لله تعالی؟
الله يذكر لنا الأمثال عن الأمم السابقة.
ومن عدله أن تكون سننه على الجميع بلا استثناء. الأولين واﻵخرين.
مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا
كل هذه المحن و الإمتحانات لم تحصل في يومنا هذا فقط. بل في كل زمن وفي كل أمة.
سنة الله جارية إلي يوم القيامة.
(سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ ۖ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) [سورة اﻷحزاب : 62]
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [سورة البقرة : 214]
الله يريد أن يبتلينا ليرى مدى تحملنا. مدى صدقنا في عبادته.
ألا إن نصر الله قريب!
بشرى في كل محنة و كل ضر و كل سوء يصيبنا و كل هم و كل كربه أن سيفرجها الله وحده.
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [سورة البقرة : 214]
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)
وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ⬅
وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ⬅
وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ⬅
لحظات الزلزلة النفسية هنا الإبتلاء يصل إلى القمة ⬅عليك أن تثبت على الحق حتى يرى الله صدق إيمانك .
سبحان الله كل شيء في هذه الدنيا سوف يفرج عنك
فقط عليك أن تقترب من الله
لم يخلقنا سدی و لن نترك هكذا لااااا سيحاسبنا الله و سيسألنا عن كل صغيرة و كبيرة ماذا فعلنا وما لم نفعل .
الله وحده عليم بمن جاهد فيه و آمن به و لم يشرك به شيئا.
(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) [سورة المؤمنون : 115]
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى)؟؟؟
[سورة القيامة 36]
سبحان الله
الله يعلم بالذين صبروا في هذه المحن
الله يعلم بحالنا ويعلم متقلبنا يريدنا أن نلتجئ إليه .ولكن قلوبنا غافله
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [سورة العنكبوت : 69]
الصبر لا يتحصل عليه المؤمن بدون مجاهدة النفس.
لذلك يحتاج منا أن نجاهد أنفسنا حتى نصل إلى الصبر الذي يريده الله منا .
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
جاهدوا في سبيل الله
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ (وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّه)ِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [سورة التوبة : 16]
الله وحده يعلم من هو الذي جاهد في الله و لله
.جاهد إبتغاء وجه الله و الجهاد يتحصل عليه المؤمن الحق الذي لا يجعل مع الله أندادا و لا يشرك بربه أحدا.
ويجب علينا أن نجاهد أنفسنا حتى لا نقع في الشرك ونتخذ مع الله شريكا ونحن لا نعلم .
الصبر قد يكون علی البلاء و الفتن و الصبر أيضا علی الطاعات و العبادات و هوی النفس.
المؤمن الحق هو من قطف الإيمان عن طريق صبره و مجاهدته
وبشر ا
لصابرين وعد الله لعباده
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
-
بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا علما وحكمة من لدنه إنه هو العليم الحكيم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
(ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) [سورة البقرة : 2]
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [سورة البقرة : 3]
من الفروق بين المؤمن والمنافق هو أن المؤمن يؤمن بالغيب ويصدق كل ما جاء به القرآن. والمنافق يكون مرتابا مترددا غير متأكدا من جدوى كل وعد في القرآن أو كل موعظة.
لذلك نجد المؤمن الحق بآيات الله متوكلا على الله حق التوكل ولا يتخذ معه وكيلا.
(..َ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا) [سورة اﻹسراء : 2]
(..ْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا) [سورة النساء : 81]
(وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا) [سورة النساء : 132]
يكتفون بالله وكيلا ومن يتوكل عليه فهو حسبه.
(..وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [سورة الطلاق : 3]
صحيح أن المؤمن يتخذ الأسباب المادية ولكنه يعلم أنه مجرد اتخاذ أسباب وأن السبب الغيبي هو الأهم وهو الذي فيه الفلاح واتمام الأمور.
لنأخذ مثالا..
(وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ...َ) [سورة البقرة : 60]
السبب الغيبي أولا : استسقى لقومه بالدعاء من الله
السبب المادي ثانيا : ضرب بعصاه الحجر.
مثال آخر:
(قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) [سورة الشعراء : 62]
(فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) [سورة الشعراء : 63]
السبب الغيبي أولا : التوكل على الله
السبب المادي ثانيا : ضرب البحر بعصاه.
مثال ثالث:
(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) [سورة ص : 41]
(ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) [سورة ص : 42]
السبب الغيبي أولا: نادى ربه
السبب المادي ثانيا : ركض برجله واغتسل.
والأمثلة كثيرة من القصص القرآني للأنبياء عليهم السلام و للمؤمنين في اتخاذهم السبب الغيبي أولا ثم اتخاذهم الأسباب ثانيا .
وأهم الأسباب الغيبية هو التوكل على الله.
الآن قد يتساءل شخص هل السبب الغيبي كاف دون اتخاذ الأسباب؟
نعم نجد في القصص القرآني بعض الأحداث كان السبب المادي غير مفعل أو غير مستخدم برغم سعيهم لاتخاذه مثل
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) [سورة اﻷحزاب : 9]
حيث تعلقوا بالله وتوكلوا عليه حق التوكل.
(وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [سورة اﻷحزاب : 22]
رغم استعدادهم وعدتهم وعتادهم الا أن اتخاذهم السبب الغيبي كان كفيلا بنصرهم باذن الله وكفى الله المؤمنين القتال.
(وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) [سورة اﻷحزاب : 25]
وفوق هذا انقذهم من اليهود الذين كانوا خلفهم
(وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا) [سورة اﻷحزاب : 26]
وفوقه هدايا
(وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا) [سورة اﻷحزاب : 27]
وأرضا لم تطئوها ففتحت لهم البلدان ودخلها الاسلام فتح من الله!
تخيلوا كل هذا لأنهم آمنوا وتوكلوا على الله وذكروا الله كثيرا حيث وجه الله لهم في نفس سورة الأحزاب الأمر بالذكر الكثير
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) [سورة اﻷحزاب : 41]
(وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [سورة اﻷحزاب : 42]
وأخبرهم أنهم سيكونوا متأسين بالنبي عليه الصلاة والسلام إن ذكروا الله كثيرا في نفس السورة.
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [سورة اﻷحزاب : 21]
وبالمقابل في غزوة حنين اتخذوا الأسباب المادية واصيبوا بالعجب لكثرتهم فلم تنفعهم الأسباب المادية.
(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) [سورة التوبة : 25]
ثم نصرهم الله بإذنه هو.
(ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) [سورة التوبة : 26]
اذن الأسباب الغيبية أهم من الأسباب المادية والمؤمن الحق يتخذ الأسباب الغيبية أولا ثم المادية ثانيا.
تابعوا معي في الدرس القادم ان شاء الله كيف أن الذكر الكثير هو السلاح الأقوى عند اختلال موازين القوى.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين
-
بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة إنه هو العليم الحكيم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
عندما تلتقي فئتين مؤمنة لا حول لها ولا قوة إلا بالله متوكلة وصابرة مع فئة كافرة قوية بعتادها العسكري كثيرة العدد فإن النصر يكون وحده من عند الله وبإذنه.
(.. قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) [سورة البقرة : 249]
الذين يظنون أنهم ملاقوا الله " يؤمنون بالغيب "
" بإذن الله" النصر بإذنه وحده يؤمنون بذلك وهو أمر غيبي.
" والله مع الصابرين" اتخذوا السبب الغيبي التوكل على الله في حدوث النصر.
وتعلقوا بالله بالدعاء
(وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [سورة البقرة : 250]
علموا أن الله مع الصابرين فطلبوا الصبر منه وحده.
النتيجة...
(فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) [سورة البقرة : 251]
نصرهم هذا آية من آيات الله التي تدل على وجوده وعظمته وقدرته وقوته.
(تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) [سورة البقرة : 252]
هل هذه هي القصة الوحيدة لإثبات أن الذكر الكثير سلاح أقوى من كل الأسلحة؟
لا تأملوا معي سلاح موسى وهارون عليهما السلام في مواجهة فرعون ادعى أنه ربهم الأعلى!
لم يكن منجنيقا ولا سيوفا بتارة ولا خيول ولا جيشا من المقاتلين.
(اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ ((بِآيَاتِي)) وَلَا تَنِيَا فِي ((ذِكْرِي)) [سورة طه : 42]
فهل قتله فرعون أو عذبه؟
لا وإن كان يريد ذلك ولكنه لم يتمكن.
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) [سورة غافر : 26]
لم يستطع لماذا ؟
تأملوا معي..
(وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ) [سورة غافر : 27]
لأن موسى عليه السلام استعاذ بالله منه فأعاذه وهو سبب غيبي.
وتأملوا معي حالة بني اسرائيل وهم يعيشون سنوات الهوان والذل والضعف بماذا أكرهم موسى عليه السلام أن يتمسكوا به؟
(وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ) [سورة يونس : 84]
فاستجابوا له وتوكلوا
(فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [سورة يونس : 85]
واتخذوا السبب الغيبي وهم لا يملكون عدة ولا عتادا ودعوا ربهم أن ينجيهم من فرعون.
(وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [سورة يونس : 86]
فانظروا ماذا كان رد الله عليهم بالله عليكم تأملوا في الحلول عندما تختل موازين القوى.
(وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا ((وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ )) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة يونس : 87]
أمرهم بالصلاة في بيوتهم باقامتها على وجهها والصلاة ذكر لله " وأقم الصلاة لذكري" بعدها انتظروا البشرى " وبشر المؤمنين".
فأنجاهم بطريقة لا تخطر على قلب بشر.
(فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا) [سورة اﻹسراء : 103]
هذا هو نتاج الذكر الكثير والتوكل على الله
نصر وعزة
فكيف نصبح متوكلين على الله وكيف نتحصل على النصر والعزة للأمة الإسلامية ؟
تابعوا الدرس القادم ان شاء الله.
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين
-
فى ميزان حسناتك اخيتي. بارك الله فيك