صباح الخير ...
عرض للطباعة
صباح الخير ...
حين يثقل الليل بخطاه على الروح، يلوح التفاؤل
كنجمة بعيدة، لا تطفئها ريح ولا يغشاها غبار.
هو ليس وهماً، بل يقينٌ بأن الغد أوسع من ضيق اللحظة،
وأجمل من قسوة التجربة.
التفاؤل نافذة سرّية يفتحها القلب حين تختنق الجدران، فيتنفس النور ولو كان في أعمق العتمة.
إنه الهمس الذي يقول لنا: "لا شيء يدوم سوى تغيّر الأشياء، وما بعد الصبر إلا فرج."
قد يتجاوزك الفرح في لحظة قلق، وقد ينتابك الحزن في لحظة غضب، غير أنّ اليقين بأنّ السعادة باقية، تطرق بابك في كل بادرة إرادة لتغيير واقعك المرير.
وكأني في هذا الكون كما كنت، وكأن من كان معي عابر سبيل، تزود من العطاء وسار في طريقه، وتركني بلا أثر. أنا باقٍ كما أنا، بلا انتظار، بلا صدى لغيابهم، وكأنهم لم يكونوا سوى موجة مرت على شاطئي وانكسرت في البعيد.
تعودتُ الخلوة مع نفسي،
عشقتُ الوحدة، فتلك شريان حياتي،
وسر بقائي حيًّا من غير منغصات تُعكّر صفوي:
أمزجة البشر، مشاعرهم المضطربة،
وساوسهم المزعجة، ونظرتهم المتعجرفة، تجعل من السعادة حلمًا لن تطول أطرافه!
"يخالك الناظر إليك… غارقًا في لجج الهموم، وفي صمتك، أصلاً استرجاع للراحة التي فقدتها منذ زمن طويل."
"في صمت قلبي، تنبت الذكريات، وتهمس لي بأن الرحيل أحيانًا أقرب من البقاء. وأجد نفسي أسير بين ظلال الأمس، أبحث عن لحظة تليق بروحي، لحظة تصالح مع وجع لم يزل يقبع بين أضلاع الفقد."
"كل لحظة تمر، تحمل معها صمتًا ثقيلاً، وأحلامًا ضائعة، وأملًا صغيرًا يحاول أن يطفو على سطح وجعي."
/
ازهر.. ولو كنت في قلب صحراء قاحلة..
ازهر لوحدك.. فـوحدتك هذه تستحق الحياة أيضاً..
صباح الخير...