-
في حوارِ الضمير...
تتلاشى الضبابيّة، وتخرس الألسنُ المتعالية،
وتتعرّى حقيقةُ النفسِ البشريّة،
ويغدو القلبُ مرآةً تُجَلِّي ما خفيَ من زيفٍ ورياء.
ولكن... يبقى السؤالُ مصلوبًا على جدارِ الوجدان:
إذا انعدمَ ذلك الضميرُ الحيّ من ذلك الآدمي، فلمن تُعلنُ شكايتك؟!
وأنت تتحرّقُ شوقًا لاستردادِ ما نُهبَ منك،
ولو أنصفكَ القاضي، وأعلنَ أنَّ الحقَّ لك...
فبأيِّ سلطانٍ تُعيدُ للروحِ طمأنينتها،
وبأيِّ عدلٍ تُسكِتُ أنينَ المظلمة؟
إنّ الحقَّ وإن عُرِفَ، لا يُعيدُ المفقودَ
إن ماتَ في القلوبِ الضمير.
-
قد تعصفُ بأيامِك خريفُ الاشتياق،
وتنمو في أرضِ يقينك شجرةُ الريبِ المهين،
ويعتلي هامةَ بأسِك ضعفٌ مريب،
وأنت في ذلك الحالِ تستجلبُ الحظَّ المندرسَ في تربةِ الغيبِ البعيد،
تُحصي أنفاسَ الصبرِ من ثُقبِ إبرةٍ،
وتنقّبُ في رمادِ الصمتِ عن شرارةِ نورٍ دفين،
وتُساجلُ الوقتَ بآهاتٍ خفيّةٍ كأنها صدى الحنين،
حتى إذا انبثقَ الفجرُ من وراءِ حُجبِ الغيب،
أزهرتْ شجرةُ يقينك من جديد،
وانجلى عن روحك غبارُ الريبِ المهين.