في هذا الزمان ...
إياك والاسراف في حسن النية ...
لأن هناك من افرط فيها ... فكانت عاقبة أمره
أن تجرَعَ مرارة الغدر ... من ذلك الذي أحسن فيه ظنه !.
عرض للطباعة
في هذا الزمان ...
إياك والاسراف في حسن النية ...
لأن هناك من افرط فيها ... فكانت عاقبة أمره
أن تجرَعَ مرارة الغدر ... من ذلك الذي أحسن فيه ظنه !.
دعني اصارحُك بأمر :
لا يغُرك من يتسلل إلى قلبك عُنوة ...
وتراه يُشاركك همومك إذا ما ابديت له الأمر ...
لأن هُناك من يسير على وقع " الفضول " ...
ليعرف ما يُكنه صدرُك ... وبعدها يولي هارباً
إذا ما علم بذلك الأمر! _ يقينا لا اقولها بالمُطلق ، لأن
هُناك من يُعانقك ، ليجتذب منك هُمامك، لتخرج بعدها
وأنت طيب النفس _ .
قد :
تُشاغب أحلامك صروف الأيام ...
وما تحمله من عقبات ...
فتخبو :
من ذلك جذوة الهمة ... وتُحيط بعزيمتك
المثبطات ...
ولكن :
تيقن بأن حجم الأحلام
وصدق اليقين أنك ستحققها
ستنفض :
عن ظهر همتك ما تكدس من بقايا الاحباط...
تُهملُ كقطعة أثاث مركونة في قبوٍ
تتركُ كوريقات تجرفُها رياحُ الحظِّ
في القرن 21 ولساتنا على نغمة الدين ويجوز ولا يجوز ونار جهنم ..... إلى آخر مسلسل الرعب اللي جدا أكرهه بكل الممثلين المعقدين اللي فيه واللي يسدوا نفسي ويحجبوا عني نور الشمس وألوان الورد .
كأس أخرى من فضلك
احاسيس المساء ...
في هذا الصباح وفي موقع عملي ،
وكما هي عادتي أذهب للسلام على أحد الأصدقاء
وهو " دكتور عراقي أخصائي في أحد العلوم "
_ أتحفظ عن ذكر التخصص _ ودار بيننا حوار ،
حينها دخل علينا " دكتور آخر عراقي أيضاً _ وكان عميداً لجامعة من جامعات العراق في عهد الراحل " صدام حسين " ،
وهو مُختص كذلك في أحد العلوم ،
فكنت أرحب به بالطريقة العمانية _ أناشده عن العلوم _
وهو يرد كرد العمانيين !
فقال لي :
" هلا عيني " ،
قلت :
عادتكم أنتم أهل العراق تُسبب مشكلة لنا !
ومنكم العذر !
قال كيف ذلك ؟!
قلت :
أنتم تعودتم في ترحابكم قول :
"أهلاً عيني ، أهلاً قلبي " !
كانت لذكر أو أنثى !
ضحك وقال :
هذه ثقافتنا ، وكم عجبت من ثقافتكم ،
فقد رأيت تلك الحواجز بين الذكر والأنثى ،
وليس من طبعي أًصرح بفكري ،
غير أني أجد أن في ذلك مبالغة وكبت !
ذكر لنا حادثة لطيفة وقعت له :
يقول :
في يوم من الأيام اتصلت ببنتي في السودان وهي طبيبة ،
أُخبرها بأني في المكتب أرى الدنيا سواد في سواد بسبب عيني ،
أخذت تسألني هل بك حرارة ؟
قلت :
لا أستطيع حتى لمس جبيني من شدة ما بي !
قالت :
أخبر فلانة – كانت بجوار مكتبه -
تلمس جبهتك لتعرف هل بك حرارة ؟
" علماً أنه كبير السن "
فضحك وقال :
إذا كانت تناولني مفتاح المكتب من طرف أصابعها
كي لا ألمس يدها !
فهل أطلب منها لمس جبهتي بيدها ؟!
غضبت الدكتورة – لم تتصور الموقف وذاك الغلو - !
حينها قلت له :
يا دكتور وهل ترى في فعل تلكم المرأة به شيء من الخطأ ؟
قال :
لا
قلت :
يا دكتور لعل في اختلاف الثقافات والعادات جوانب ايجابية وسلبية
وفي هذا الموضع أرى الحيطة والحذر والتلفع بالحياء صمام أمان ،
وأرى أن الترفع عن الرذيلة مصدرهما :
إما
دين وإيمان
وإما
أخلاق _ إذا كان بعيداً عن الإيمان ذلك الإنسان – .
في هذا الزمان لا يمكن فتح الباب على مصراعيه
لما يموج به من فتن وأزمات يُحار من هولها عقل الحليم من بني الإنسان !
" حينها دخلت علينا أحد الأخوات سلمت علينا
وأنا مُطرق رأسي في الأرض " ،
وعند ذهابها
قلت :
لعل هذا من افرازات الطبع أن نغض الطرف عن النساء ،
ولا ينافي ذلك أن نُسّلم عليهن ، فمن طبعي عند مروري على النساء أن أسلم عليهن ،
حينها ذكرت لهما موقف من جملة المواقف التي تعرضتُ لها
ومنها :
في أحد المنتديات جاءتني رسائل على الخاص في بدايتها كلام اعجاب ،
ثم تطور الأمر ليدخل في الجد ، ليكون بها كلمات حب وهيام !
حينها أخبرت المرسلة بأني لست من ذلك الصنف الذين يُزينون وينمقون الكلام
ويخدعون بذلك الفتيات بمعسول الكلام !
حينها عقب الدكتور علي قائلاً:
لو أنك قلت لها :
و" أنا أحبك أيضا " !
ولكن هو حب في الله الذي لا يجاوز حدوده ،
ونقع به في المحرمات ،
" بذلك تسلك بها الطريق نحو الهداية والصواب " ،
قلت :
أحياناً أفكر بذاك المنطق ، ولكن ينازعني الخوف من أن أقع في الغرام !
فهذا القلب لا أمن عليه من التقلبات ومن اختراق الأهواء .
" لأبقى بين الهّم لفعل الخير، وبين ما قد ينالني من ضيم " !
يقول :
رأيت في العمانيات أن العباءة التي يلبسنها هي نابعة عن قناعة ،
رأيت في بعض المواقف من النساء الآتي معنا في العمل عندما يكون هناك اجتماع
أمر على الزميلات " لكونه المسؤول " ، وأذكّرهن بموعد الاجتماع ،
حينها يقلن انتظر لحظة ، فإذا بهن يُصلحن العباءة واللحاف كي لا تخرج شعرة منهن وهن مع الرجال ،
وهذا ما رأيته عندما نتحدث تجدهن في كل وقت يتلمسن وجوههن كي لا تخرج شعرة منهن !
وفي المقابل :
رأيت بعضهن عندما أمر عليهن يقلن لحظة ويذهبن كي يتعطرن ،
ويضعن المساحيق " ويتهندمن" !
قلت :
وما الفرق بين هذا وذاك ؟
أليست العادات يتقاسمنها بالتساوي لتكون لهن ثقافة حياة ؟!
قال :
في حال المحتشمات :
مرد ذلك هي القناعة العميقة بأن التبرج يساوي الوقوع في الخطأ والحرام .
أما في حال المتساهلات :
تبقى تلكم العادات مجرد شكليات ليس لها عمق في القلب أو الفكر !
" في هذا الموضوع لا أريد حصر الحوار في تصرفات بعض النساء ،
وإنما قصدت أن يكون عاماً من حيث تداخل المواقف التي يتشارك فيها الرجل والمرأة جنباُ بجنب
من حيث " التعامل الدائم " في شتى المحافل والمواقع والمجالات " .
من هذا السرد الطويل والممل لي تساؤل :
ما هو المعيار الذي يقوم ويسير عليه الناس من كلا الجنسين ؟
حيث نجد في غالب الأحوال :
أما أن يكون البعض في أقصى الشمال !
وأما أن يكونوا في أقصى اليمين !
أما مغالٍ !
و
أما متساهل !
وبين هذا وذاك لا تجد أثر من آثار ما جاء به الدين الحنيف !
بمعنى آخر :
" يتصرفون بتصرف مُرتجل لا يصل سنده لهذا الدين " ! .
فقط للتوضيح :
عندما تكلم ذاك الدكتور العزيز لم يتكلم بدعوته لتخطي حدود الأدب !
لأنه من الذين عرفتهم بشدة تمسكهم بالدين ،
ولا يعني بأن في العراق الحبيب النساء نازعات لجلباب الحياء !
ففيها :
المجيدات
الفاضلات
العفيفات .
فقط كان منطلقه من باب :
السجية
و
العادة
و
الثقافة
حتى قلت له مازحاً :
لو سمعك أحد من المتشددين في الدين لعدك من :
العقلانيين
و
العلمانيين
و
البراليين !
" هذا للعلم " ....
ما ينقصنا هو الوقوف على ما الله أمر وما الله نهى ،
لنجعله هو الضابط والمرجع ،
وهو البوصلة الذي نحدد بها الاتجاه ،
فما جاوز ذلك بعد ذاك يأتي " العرف " الذي تعارف عليه الناس ،
لا أعني بذاك الذي لا يقبله عقل ولا شرع ،
بل عنيت ما يقي الإنسان من تكالب القيل والقال عليه
" أكان بدليل أو بقول بلا برهان " !
ما يقع فيه الكثير من الناس :
هو ظنهم بأن الالتزام خاص بفئة من الناس دون فئة مع أنهم
من الذين شملهم البيان من أمر ونهي من رب الأنام !
وما علينا في المقابل غير التخلق بخلق الأدب والاحترام ،
ففي المقابل نحن المُتعبدون بذاك ومسؤولون أمام رب العباد .
نُسّلم على من نقابل ونتحدث ،
ولكن في ظل ضوابط وحدود
لتكون للطرفين مسافة أمان
وتُحفظ بذاك الحدود بحيث لا يتخلل ذاك :
خضوعاً بالقول
و
لا تغنج
و
لا ضحكاتٍ يسمعها من هم في أقاصي البلاد !
ولمن أراد الضوابط فعليه التفقه في الدين ليعبد الله على بصيرة ويقين ،
وليعلم الذي له وعليه ، ليسلم بذاك الدين ،
وبذلك يدين لرب العالمين .
من بعد هذا كله يترك كلام الناس وما تلوكه الألسن
فليس لديهم شاغلة غير الخوض في أعراض هذا وذاك ،
وعلينا أن لا نقف كثيراً على ما يردنا من الناس ،
لأنها :
مضيعة للوقت
و
مرهقة لجَنان :
و
فكر
و
قلب ذلك الإنسان !
فائدة :
ما يمر به الاسلام اليوم من نكبات هو بما كسبت أيدي أتباعه بعدما :
ضّيعوا الأمانة
و
خَفَتَ
و
نَضَبَ
و
خرس صوت الحق
و
ذاع
و
على صوت الباطل !
لنجد تلك النماذج المسخ التي شوهت وجه الاسلام السمح ،
فكان ذلك الصلف من الذين يُنسبون للملتزمين الذين
والله إني أرى فيهم ذلك " القبح المقيت في أخلاقهم ومعاملاتهم "
التي لم ينزل الله بها من سلطان !
حين يرون غيرهم هم أدنى منهم منزلة !
وكأنهم نالوا ضمانة النجاة !
وأن غيرهم مردهم ومأواهم النار
وبئس المآل !
أما أولئك المسرفون على أنفسهم بالتجاوزات وتجاوز حدود الله ،
فتراهم يهيمون ويتشدقون ويجادلون وكأنهم أخذوا من الله الأمن والأمان
حتى ظنوا بأن مكانهم قد حُجز لهم في الفردوس الأعلى بلا نزاع ولا جدال !
ليكون كلا الفريقين قد ارتكسوا ونزلوا لدركات المخازي والمهالك
لكونهم خالفوا ما الله جاء به وجاء بيانه في كتاب !
وبعد هذا " يُجعلون نماذجاً يمثلون الإسلام " !
بتلك المغالطات نقع ويقع الكثير من الناس في الإشكال ،
حين يجعلون من الشواذ عن القاعدة هم الأصل !
ليحكموا على الإستقامة والإسلام وعلى منهج الله
من خلال تسليط الضوء على ما يأتون ويذرون
" أولئك الأغمار " !
والأصل في ذلك :
هو الرجوع للمنبع من منهج ،
وضوابط ،
وشرائع " لنحكم على الفرع " !
فلا نسأل عن الإسلام بما يفعله من ينتمون إليه !
ففي
" كل قاعدة شواذ " !
بل نسأل الذين ارتكسوا وتنكبوا الصراط عن منهج الاسلام :
" لما خالفوا ما جاء في القرآن وسنة النبي المختار من بيان وبرهان " .
ختاما أقول :
" لا يكن أحدنا في حيرة من أمره ، في أي وجهة هو ذاهب ، فدين الله ليس به لبس فظاهره كباطنه ،
نتلمس الضوابط التي وجب على المرأة والرجل التخلق بها ،
ولندع ما دون ذلك ، فالله لا يحاسبنا بما يُلقيه الناس علينا من تُهم ،
لتكن معاملتنا مع الله مباشرة ،
ننل بذلك سعادة الدنيا والآخرة .
تتهادى الشخوص كأطياف تمر على خيالات الشباب ،
تارة يُلبسونها ويجسدونها واقعهم ،
وسرعان ما يخلعونها في حين تذمر بعد أن يمد الملل
يده على معصم يد ما أشغلوا به ذاتهم وأنفسهم !
لكون الشرود والتوهان هما فضاءهم المعايش ، ليجعل من الشباب " سُكارى وما هم بسكارى ،
ولكن عظم ما يتلقونه يُحطم كل ذرة _ إذا وجدت _ من التعقل والتريث ليعلم بذلك وجهته وقبلته !
قد يكون الشاب منذ طفولته يترعرع بين ناظري والديه ، ويرضع من لباب سلوكياتهم ، ويتغذى على موائد وصاياهم ،
وهو يرى في بعض الأحيان تلك الفروقات ، وذلك التباين والتناقض بين التلقين النظري ، والتطبيق الفعلي والعملي في أخذهم وعطائهم !
ليكون الخلل والتشويه في مهية الصورة التي يجب أن يُجسدها وتتجسد بذاته ليأخذ من هذا وذاك ،
ويكون بذلك خلقا مطواعا لينا قابلا للذوبان في كل عنصر يقترب منه ويخالطه ،
ليأخذ من سلوكه وطباعه لتكون له أفعال ومنهج حياة !
أرى في تهافت الشباب في اتخاذ القدوات ممن يباينونهم أخلاقا ، وعادات ، ودينا هو ذلك الفراغ النفسي والذهني
الذي فُرّغ من كل صور القدوات الذين سمت وتسامت وتشرفت بهم الأمم ،
ليجعلوها من أساطير الأولين التي لا يمكن استحضارها واصطحابها في هذا الزمان
الذي تجاوز واقع ما عاشوه من بدائية ، وانقطاع عن المناخ المحيط بهم !
ومن تلكم الأسباب التي تضاف إليه :
هو فقدان القدوات ، أو تحجيمها وركنها ، وحشرها في زاوية التشكيك والرجعية والتخلف !
ومع هذا وذاك لا يمكن أن يُعذر
من تنكب الصراط المستقيم بتوفر تلكم الأسباب ،
والمعوقات ، والعقبات !
لأننا في المقابل نجد من يعيش في ذلك الزخم والواقع المرير ،
ممن جعلوا الهداية والعيش في رغد العناية التي يستمدونها من شرائع الدين
مزاحمة ، ومدافعة ، وسفينة نجاة من ذلك السيل الرهيب من المغريات والملهيات ،
" ليكون القرار في يد من بيده الاختيار إما عيش السعداء ، وأما عيش الموات والأشقياء " ،
وفي المحصلة :
" لا يمكن حصر القدوة في ذات شخص واحد إذا كان من غير رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _
فلكل انسان خاصيته وعوامل قد تؤثر على بعض الجوانب التي تُضعف اصطفاءه ليكون محضا خاليا من العيوب ،
فالناس خُلقوا ليكونوا نواة تكامل ، من ذلك كان لزاما علينا انتقاء من نتعبد الله بوصلهم لكونهم جسرا بهم نصل إلى رضاه والجنة ".
يقينا أن لدينا دستورنا وهو القرآن ، وسنة النبي العدنان
- عليه الصلا ة والسلام -
من هنا يكون القول الفصل بحيث تغور وتتلاشى تلكم القناعات
إذا ما كانت مخالفة لذلك الركنين والمرجعين ،
وإذا لم يعارضهم شيء فمن باب أولا
ليس هنالك اشكال في ذلك الأمر ،
فالدين لا يمضي ويسير وفق الرغبات البشرية
ولولا ذلك لما حكى لنا المصطفى عليه الصلاة والسلام
في حديثه حينما قال :
" حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات " .
فالدنيا في حقيقتها كما وصفها خير الأنام أنها :
" سجن المؤمن ، وجنة الكافر " .
وكما تفضلتم به مشكورة استاذتي الكريمة ،
فالمعيار والمرجع هو الدين والشرع الحنيف .
البعض يدعي ويخلط ويجمع الإثنين في الواحد
ليجعلهم في سلة واحدة التقي والشقي ، الصالح والطالح ،
فيمن تنقبت وتحجبت ،
ومن تكشفت وتبرجت ،
ومن أرخى لحيته
ومن حلق لحيته ،
- ذكرت هذين المتباينين من الفعلين
لكونهما السائد والمشهور الذي يحتج بهم الأنام - .
فإني أرى ترك الحكم لمن يعلم السر والنجوى ،
فما تعبدنا إلا بالحكم بالظاهر ،
هنا أقصد فيمن ظاهرهم الصلاح
وتطبيق ما أمرهم الله والنبي الأواه ،
فبالمنطق والعقل لا يمكن القول فيمن طبق السنة الشريفة ،
ومن تسترن من النساء بأنهم :
فاسقون
منافقون
مزيفون !
ولا يمكن القول فيمن:
تبرجت
و
اظهرت مفاتنها ،
و
تغنجت
و
جاءت بما لا يليق أنها :
تقية
نقية
صالحة
عابدة !
فالمسألة دقيقة جدا ،
ولا بد في شأنها أن نتحرى الحكم الشرعي
لا أن نقول :
نلتمس لهم العذر !
ونحسن بهم الظن !
فقط أحببت أن أوضح بعض الإشكال لدى البعض من الناس ،
فالبعض ينغمس في التقصير ويخالف الشرع الحنيف ،
وبعدها يركض فرحا بكل مقولة تقول :
" المهم النية وليس الشكل والمظهر " !!!!
" فمن رأينا فيه خيرا قلنا فيه خيرا ،
ومن رأينا فيه شرا قلنا فيه شرا " .
ولا يقصد بتلكم المقولة هو اباحة الغيبة ،
واطلاق الأحكام المعلبة !
وإنما نفهم منها أن الإنسان يحكم عليه
من خلال فعله وقوله .
ناهيك عن الأحكام التي اطلقها الشرع
على كل من أولئك الناس على موجب تركهم وفعلهم .
المظاهر:
لها دور في تحديد مهية متلفعها ،
لأنها تعكس ذاك القابع في القلب ،
وليس بالمطلق لكون البعض يعيش الصراع المرير
مع نفسه ليستقر على وضع وحال
واضح ومحدد المعالم .
لا يخلو إنسان من دوامة تعصف بفكره وقلبه وإن تفاوت :
سرعتها
و
شدتها
و
أثرها
لدي قناعة أن الضمير هو قرون استشعار في داخل كل انسان _ إذا جاز لي الوصف _
وهو مؤشر به نراجع الحساب ، وإن كان الناس ينقسمون فيما يرد منه ،
فمنهم :
من يمحص
و
يستقصي
و
يحلل فعله وقوله ،
" ليكون تصحيح المسار إذا تبين خطأ في تصرفه " ،
ومنهم :
" من يتجاهل نتيجة البحث ،
وإن كانت تبين وقوعه في الخطأ وعظيم الأمر " !
ومنهم :
" من لا يُعير لتلك النبضات التي تقرع أجراس اليقظة
والتنبه وكأنه لا يعنيه الأمر " !
تبقى للشخصية الدور الأكبر حين تكون قائمة على قاعدة
صلبة ومبدأ واضح لا يجامل فيه ،
فلا تُحركه تباينات وجهات النظر في شخصه ،
وخاصة إذا ما كان سائراً في وجهته الصحيحة
التي يستمدها من معين الشرع .
يا معشر النساء خذنها من رجل :
لا تظن احداكن أنها :
بتغنجها
وخفة دمها _ مع الرجال _
وجعل " البساط أحمدي " – كما يقال –
وكسر الحواجز بينها وبين الرجال
كي لا تكون مُعقدة – كما يُقال –
" أنها بذلك تكون منفتحة وتنال بذلك التقدير والاحترام " !
بل سينالها :
التحقير
والتهكم
والاتهام
وستُطعن في شرفها
ويُدركها سوء الظن ولها يُساق !
فالرجل يستحيل أن يرتبط بمن كانت لها قدم السبق عند الرجال !
سيقول – ذاك الرجل - لا اتشرف الارتباط بمن كانت لا تستحي ،
ولا تحفظ ماء وجه الحياء عند الرجال !
و" إن كان ذلك الرجل هو من بالأمس القريب يمازحها ويلاطفها " !
وأعلمن بأن المجتمع " ذكوري " _ كما يُقال _
فيه المرأة إذا ما وقعت في الخطأ عندهم " جُرم لا يُغتفر" !
ولن يُنسى لها ذاك الجُرم حتى وهي موّسدة تحت الثرى !
أم الرجل إذا ما وقع في الخطأ
" فتلك مسألة فيها نظر " !
اقتدين بأمهات المؤمنين وكن :
عفيفات
طاهرات
يتلفعكن السمت
و
الحياء
حتى الرجل من ذاك إذا ما رأى إحداكن
دخلت الهيبة والإجلال في قلبه ،
وزاد احترامه لكن .
المرأة "
ب أخلاقها :
ب علمها
ب سمتها
ب عفتها
" وما دون ذلك فتذروه الرياح
لتُلقيه في وادٍ سحيقٍ
ليس به حياة " !
ملحوظة :
" أنا لا أتكلم وأعني أن المرأة لا تُكلم الرجل بالمُطلق !
" وإنما أعني ألا تكسر الحواجز التي قد يعود بذاك عليها بالوبال وسوء الماظ“ل" .
كما هو معلوم بأنا نعيش في مجتمع ضيق مهما اتسعت رقعته ،
ففي جنبات ما يحيط بنا من جماد وكائن حي يتربع الإنسان مقدمة المعنى والقصد ،
فهو السيد في هذهِ الأرض ، يزخر بالمتناقضات ، ويتنفس المتغيرات ، يكون بين كماشتين متباينتين صحة وسقم ،
نشاط وكسل ، صدق وكذب ، عطاء واضمحلال ، وو.... وبين هذا وذاك يطفو على السطح أمر وددت أن يكون محور الحديث ،
لكونه يشغل الذكي والبليد ، والمثبط والمشجع ، ومن امتهن حرفته ، ومن ابتعد عنه وكان في ذلكَ مأمنه ، ألا وهو " النقد "
فكم منا من يعيش تحت سياط النقد والتجريح من أناس غلاة لا تفقه التمييز بين النقد المنبوذ ،
وبين النقد المفيد الحميد ، فبعض النقاد يطلق انتقاده وهو يظن بنفسه أنه بلغ ذروة الفهم والعلم ، وقد شرع له النقد وبيده التمكين ،
وبذلك أنب هذا ، وعنف ذاك ، من غير مراعاة لمشاعر من نالهم سهم نقده وسياط تجريحه !
ولا يدري ما يخلف ذاك النقد في ذات ذلكَ المنقود عليه ! ففي بعض النقد تحطيم للنفس ، وتهشيم للعطاء ،
وكبت لما حواه من علم وتأهيل ، ليحتاج وقتاً طويلاً كي يضمد الجراح ، ويتناسى آلام التجريح ، وفي المقابل نجد من يحسنون التوجيه ،
ونجد في نقدهم عونا لنا في النهوض من كبوة الإخفاق بالنصح الجميل ، فيدهم مشرعة تحتضن حزين الإخفاق بالتشجيع والإطراء ،
ويخلصون المتردد في العطاء بدفعه نحو التمكين ، بهم يزهو المكان وبهم نرتقي لقمة الإبداع .
في مستهل كلام ذلك الدكتور العزيز ذكر ذاك الحوار
الذي يحرص دوماً على أن يكون إكسير حياة في بيت العائلة
يقول :
كنت أسأل ابنتي وهي في بداية مشوار الطب " في السنة الثانية " ،
كيف هو مناخ العمل وطبيعته ؟
وتعاملك مع الزملاء ؟
و ....
قالت :
نحن نتعامل مع جثة
ولو كانت تنبض بالحياة !
قال :
ألا يُحرك ذاك الشعور عند رؤية هذا وذاك ؟!
قالت :
نحن نلتفت للعمل كأمانة وما عداه فهو هوامش .
الشاهد من كل ذلك :
هي التربية عندما تتجذر في ذات الإنسان تكون له سلوك به يشق الحياة ،
ومن رأى الواقع يُصاب بتلك الصدمة عندما نرى تلكم السلوكيات المنحرفة
التي تُحّتم وتُجبر المرء على التشبث بالعادات النبيلة التي تحفظ كرامة الإنسان .
أعجبني كلام الدكتور حينما قال :
لكل بلد أخلاقياته وإن كان الفساد مُباح ولكن في ظل قانون مُنضبط بقطع النظر عن الاختلاف الكبير الشاسع بيننا وبين أولئك الخلق
الذين تحرك الغالب منهم رغباتهم التي لا يُقيدها أو يُوقفها شرع ولا دين به يدين ،
ولكن لا يمكن أن يأتي أحدهم من الشارع ويفعل ما يحلو له من غير اخبار واشعار للطرف الآخر ،
لتكون لدى البعض الأخلاق هي فطرة يتقاسمونها لتكون كوابح يؤخر تفشي وتعميم الشر ،
وأردف بمثال على ذلك من عالم الطير والحيوان ،
حين قال :
ترى ذلك الدفاع عن النفس ولقمة العيش
حين يأتي من يريد منازعته فيه .
وأقول:
تلك هي " الفطرة " ، التي جاء الدين
ليؤكدها ، ويضع لها تلكم الضوابط والأطر ،
التي منها يحفظ الإنسان كرامته وإنسانيته .
كل النهار أنت
مساحة الليل ماكانت تكفينا
كنا نسولف ثواني والفجر يطلع
والحين عقب المفارق صار يمدينا
نشبع هواجيس من وحده الين اربع
صباح الخير ...
رأيت :
أن الأسعد هو من يُسامح ...
ويتجاوز ...
والأشقى :
من يُكابر ويتعالى ...
فكان بذلك الأخسر .
ورأيت :
من يبسط يد الصفح يعيش
في الحياة بقلبٍ ملؤه الأمان ...
حين علم أن العفو هو السبيل الأفضل ...
هنا سؤال :
لمن رفض التسامح والاعتذار ماذا نال
برفضه ؟
هل :
بذاك أعاد لنفسه السلام
وكسب الحظ الأوفر؟
أم :
لا يزال يعيش في جحيم الشتات
وفي قلبه من ذاك جمرة الاحقاد ؟
ماذا :
سيخسر إذا ما لفظ الاعتذر ؟
إذا :
ما كانت النتيجة عيش الهناء ...
لو تأمل وتفكر في نتيجة ذاك !.
نسافر :
عبر الخيال نُفردُ شراع الأوهام !
نركض خلف سراب يحسبه ماء ...
ذلكَ الظمآن !...
تسير :
به الأقدام حيث تعاقب الأيام
وهو وسنان يطربه شدو ولهان !
والقلب :
يُغرس فيه الأحزان ... وأركان الجسد
تفترسه الحمى والسهر والحال
يشكو جَور إنسان .
أمسيت :
جسدا يعبر الحياة والروح تسكن
في برزخ الموت الذي يُراودني كل
حين ...
بين :
حشرجة الحسرات وبقايا الأمنيات
مسافة " أمل " تُطوق رقبة " التشاؤم " ...
وما الرزايا التي تعتري أيامنا غير هدايا القدر .
سأفتح :
اليوم وكل يوم
على نفسي نافذة الأمل ...
وأحطّم :
صروح التشاؤم الجاثم
على صدر حاضري القائم ...
وأرسم :
على محيّا الصباح ابتسامة الواثق
بأن التجديد والتغيير سيكون
للأفضل في باقي حياتي ...
و" هو الواقع الماثل " .
تعدو :
لحظات الوَجد تطوف بزحام المارة
المكتظ ... تستعطف الرحمة من مكنونات البشر ...
تلك :
الكوامن في نياط المجهول تجري تنادي الشهود
للخلاص المنشود ... تبقى عوالق المستقبل منصوبة
ومصلوبة في أعمدة المخوف من قدر مكتوب ...
لتبقى :
تلك المشاعر عبق الحياة ...
بها ومنها نخرج من ضيق
البلايا لفضاءات السعادة ...
فهي :
لنا طوق نجاة إذا ما تكالبت
علينا المنغصات وعظيم الرزيات .
صباح الخير
قيل :
"مهَما رمّت الحّياة أثقَالها علىِ عاتَقك ،
أعلَم بِّأن الله لا يُكَلف نفساً الا وسعُها ، وأطمَئن " .
وأقول :
هي :
وصفة علاجية منها يُزيح المرء من كاهله
تلك الاثقال التي تضعها عليه الدنيا
من بلايا وأحداث يُعينها القدر على
ايصالها لذلك العبد ومنها لا مفر ...
في :
لحظة ضعف وخنوع لتلك المقاصل
يكون النواح وترادف الزفرات هو واقع الحال
لتكون اللحظات تُحسب بقطارة تقتل كل
صبر قد يطل برأسه مُعينا مسترحماً
ضعف ذلك الإنسان .
ولا :
يسلم من البلايا انسان مهما كان مدى قربه
وبعده عن الله
والخلاف :
بينهما كيف التعاطي مع تلكم الابتلاءات .
فمنهم :
من يعيشها والقلب ساكن بالايمان
يتأقلم يُساير الحال وزاده في ذلك
اليقين بأن الخير آت وسيعقب
الحزن الفرح والأجر في ميزانه
يزداد .
ومنهم :
من يعيش وهو يتمنى الموت في كل ثانية !!
وقد اعتلاه التعب وتبرم من كل ما حصل ،
وقد أغلق أبواب السعادة عنه ، وفتح على
نفسه نوافذ الشقاء وظن أنه الوحيد
الذي يعيش التعاسة وأنه الهالك لا
أحد سواه !.
" ابتسم فمعك الله " .
جمال الصباح يعكس ما بداخلك
كن متفائل وابتسم ستجد كل شي جميل
حتى الصخر تراه بألوان عديدة فما بالك بالورد،،،
همست لنفسي يوما قائلا :
إن هذه الحياة تسير على ما جُبلت عليه ...
ولن تقف ببكاء أحدهم ... ولا بسعادته ...
من ذلك :
عاهد نفسك بأن تسير على مهادها ...
واليقين يملأ قلبك بأن ما قد قدّره الله عليك سيكون ...
فعش أيامك وأنت مستحضرا تلك النِعم التي اعطاك الله اياها ...
وكن له شاكرا ومستسلما .
صباح الخير.... لمن أحب الخير لغيره...
وأرى المكان مكتطا ببوح المشاعر... شكرا لكل من نثر مفرداته وهجا...
بعضُ الإنحناءِ لا يكُن انكسارٍ لظهرٍ أو انحسارٍ لروح
قد يكُونُ إنقلاباً ل حالٍ تشكّلُهُ أهازيجُ الوعي فتمْنَحُهُ وداعةً ثمّ ترتقي بهِ سُلّمَ السموّ ليكُن ثناءاً ستشدو بهِ الأيام..
يوما ما سأَحفرُ في عمقِ الزمان فأقول كيف ليدٍ لم تعثُر على كل هذا الضجيج المدفون هنا..
يوما ما سأمّرُ من هنا فأقول ما كان ذاك الاتساع الذي ضمنا معا، سأجلسُ القرفصاء وأمد بصري نحو السماء فأدركُ أن الأرض ذات الأرض وأن السماء ذات السماء،
ذابت كل التفاصيل ما بينهما! لم تبقى إلا الذاكرة ملتصقه بي خائرة القوى..!
/
يوما ما سينبت على ذاك الغصن زهرا، إنها السماء تمطرنا، إنها الأقدار تمطر دون توقف..
صباح الخير ...
هناك من الأخوة ما تُشعرك بانتمائك للوطن ...
وإذا ما غابوا أو رحلوا _ أولئك الأخوة _شعرت
وكأنك لاجئ يشكو من الغربة ...
ويشتاق للعودة لذلك الوطن .
حين تغيب شخوص وملامح من أحببناهم ...
فيقينا ... تلك الأرواح تزورهم في كل حين ...
ولو تباعدت تلكم السُبل .
لا تحزن إذا ما رأيت أمنياتك قد تأخر موعد تحققها ...
فلديك مستودعٌ لا تضيع فيه الأمنيات ... فربُ العالمين يكفيك
ما أنت تتمناه ... على أن يُحققه لك ... فقط أيقن بأن عنده
تنتهي كل شكوى .
لا تشغل نفسك بما سيكون في الغد ...
فقد تكفل الله مؤونة ذاك ... فلا تشتغل به / فتتعب !.
صباح الخير.... لكل المارين...
أخي الغالي مهاجر
قلمك جميل جدا وراق
رب يخليك يا ريت تنشر هذه المطولات الأدبية في شكل خواطر نصية تنشر بسبلة الخواطر أو اي قسم اخر مناسب لها بدلا من نثرها هنا بالنبض واللي أساسا مخصص للمشاعر والومضات العابرة والقصيرة
أنت هنا عامل زحمة مرورية خانقة هههههههه
مع احترامي و تقديري لك
تبقى أحاسيس تُبث هنا ... أما عن طولها وقصرها يبقى مداها
في ذات مُلقيها حين يضيق به الفضاء كمدا .
لعل " السبلة العمانية " تشكو من هكذا أقلام _ كمثل قلمي _
وتلك الفوضى التي ننشرها هنا وهناك .
أخي الكريم :
هنا أضع نقطة النهاية في هذه السبلة .
سأكتفي بالقراءة ، لأكرمكم بصمتي .
في أمان الله .