ملفات اسعار الوقود وتأثيرها على المواطن
مسقط-أثير
أصدر مجلس الوزراء اليوم بيانا حول دعم بعض فئات المجتمع لتحرير أسعار بيع الوقود.
وجاء في البيان: في إطار اهتمام الحكومة المتواصل بمراعاة فئات المواطنين المتأثرين من تقلبات أسعار النفط العالمية .. مجلس الوزراء يصدر اليوم بيانًا حول دعم بعض فئات المجتمع لتحرير أسعار بيع الوقود.
وبحسب البيان وجه مجلس الوزراء اللجنة المكلفة لمتابعة أسعار النفط لاستكمال الآليات والإجراءات التنفيذية لدعم الفئات المستحقة من المواطنين نتيجة ارتفاع الأسعار العالمية للوقود على أن يتم تثبيت سعر البنزين/ 91 / / 91 ـ m / المعتمدة خلال شهر فبراير الجاري إلى أن يتم إقرار الآلية المشار إليها .
مقال : ايها المسؤولون .. افهموا المعادله
مقال الغد بجريدة الرؤية العمانية
الكاتب : خالد بن علي الخوالدي*
عندي حدس كبير أن كثيرا من المسؤولين معنا في الحكومة مندهشون ومستغربون ويبعثون رسائل تعجب وتدور أسئلة كثيرة في أذهانهم ويقولون في خواطرهم لماذا هذه الربشة والتفاعل والإزعاج والكلام الكثير من قبل المواطنين على ارتفاع أسعار الوقود التي لم ترتفع إلا بيسات، وهم صادقون في ذلك لأنهم لم يقفوا يوما واحدا لتعبئة الوقود وإذا وقفوا لا يهمهم كم وصل سعره فبطاقة التعبئة جاهزة فقط عليهم أن يسلموها لعامل محطة تعبئة الوقود.
من حق كل المسؤولين في الحكومة أن يستغربوا لماذا هذا التفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة على ارتفاع أسعار الوقود فهم ربما*لم يدركوا أنّ الوقود هو استهلاك عام للجميع وليس لفئة معينة من المجتمع ولا يستغني عن استخدامه أحد، وأنّ المواطن يتحمل كل التبعات التي تتبع ارتفاع سعر الوقود فسعر كل شيء في ارتفاع بداية من أسعار الماء الذي يشربون والأرز الذي يأكلون والكهرباء التي لا يستغنون عنها والاتصالات التي لابد منها، والارتفاع يشمل كل شيء فالسيّارات أسعارها مرتفعة وقطع غيارها نار وحتى لما كان المواطن الفقير يشتري سيّارات موديلها قديم من خارج الدولة وسعرها قليل حتى يركب الهزيلة لحد ما يصل إلى السمينة، قالوا له لا يجوز لك ذلك لأنك راح تلوث البيئة، وإذا اجتهد المواطن وجمع ريالا فوق ريال حتى يبني لأسرته بيت العمر كما يقال انصدم بارتفاع أسعار مواد البناء بداية من الطابوق وانتهاء بالمواد الصحية التي سعرها خارج الدولة نصف سعرها في البلد، وإذا ما ذهب إلى المراكز التجارية الكبرى والصغرى منها لشراء ملابسه وملابس أطفاله وجدها تلتهب وتستعر ويخرج منها دخان شديد الحرارة خاصة ملابس الأطفال بينما سعرها في خارج الدولة أقل بكثير عنها معنا، ولن أخبركم أيّها المسؤولون عن أسعار اللحم فالمواطن الفقير لا يأكل اللحم أبدا إلا في المناسبات فكيلو اللحم الواحد يصل فوق 3 ريالات عمانية وانسحب الأمر إلى السمك ونحن يا مسؤولين دولة بحرية ونأكل سمكا أغلى بكثير عن الدول التي لا تعرف البحر وعن الدول التي يصدر إليها السمك العماني، ولن أحدثكم عن تأمين السيّارات وتجديدها والرادارات والمخالفات المرورية، كما لن أحدثكم عن عدم زيادة رواتب المواطن منذ سنوات وتوقف الترقيات والتوظيف وأنّ هناك فئات لا يزيد راتبها عن 500 ريال عماني، فقط قيسوا يا مسؤولين على المواد الأساسية وبعض الكماليات التي دخلت في القائمة الأساسية والتي أسعارها تغلي ووصلت إلى قمة الغليان.
حاولت في عجالة ودون إطالة عليكم أن أوصل إليكم رسالة المواطن أيّها المسؤولون حتى تفهموا المعادلة التي أشكلت عليكم وجعلتكم تتعجبون وتستغربون، فهل وصلت الرسالة؟ وسأخبركم أيضًا بكلمات ميسرة وبسيطة وميسرة أنّ المواطن يحب وطنه جدا جدا وما انزعاجه من ارتفاع أسعار الوقود بعد أن ارتفع كل شيء إلا تعبير عن حبه لهذا الوطن..ودمتم ودامت عمان بخير.