أولا :لكم هذه النبذه المختصرة عن الولاية:
ولاية بركاء
تبعد ولاية بركاء عن مسقط ((العاصمة ))حوالي 85كم. وهي أحدى ولايات منطقة الباطنة تقع على الشريط الساحلي لخليج عمان وتعتبر بوابة المنطقة، يحدها من الشرق ولاية السيب ومن الغرب ولاية المصنعة ، كما يحّدها من الجنوب ولايتا وادي المعاول ونخل ومن الشمال تطل على ساحل خليج عمان
يقّدر عدد سكانها بحوالي 64526نسمة يتوزعون على ما يزيد عن 51 قرية يعملون في المؤسسات الحكومية و الخاصة و في الزراعة وتربية المواشي وصيد الأسماك.
ومن أهم المنتجات الزراعية عي بركاء الليمون والطماطم والخضراوات والفواكه والتمور ،كما تربى في الولاية الإبل والماعز والأبقار والخراف.
تتوافر في ولاية بركاء خدمات التعليم والصحة والكهرباء والبريد والهاتف والبنوك التجارية ومكتب الوالي ومحكمة ومركز للشرطة بالإضافة إلى البلدية ومركز الإرشاد الزراعي .
توجد في ولاية بركاء عدة مبان أثرية و سياحية منها حصن بركاء الذي يطل على ساحل البحر، وحصن الفليج، وبيت النعمان بالإضافة إلى الأبراج التي يصل عددها إلى 38 برجا تقريباً. كما توجد في الولاية مناطق ترفيهية مثل حديقة النسيم العامة جزر السوداي وشواطئها الرملية التي تعتبر مركزاً سياحيا.
تشتهر الولاية بصناعة الحلوى العمانية.و تشتهر بمصارعة الثيران التي انتشرت في بركاء مؤخرا.
الأماكن السياحية في الولاية:
حصن بركاء
يقع حصن بركاء التاريخي على الشريط الساحلي لولاية بركاء ويحيط به السوق القديم وسوق السمك وسوق الخضروات التابع للولاية ، بني حصن بركاء قبل ثلاث مائة وخمسون سنة تقريبا حيث انه بني على مرحلتين المرحلة الأولي مرحلة اليعاربة وذلك في عهد الإمام سيف بن سلطان اليعربي الملقب بقيد الأرض وأكمل بناءه في عهد الدولة البوسعيدية عهد الإمام حمد بن سعيد بن احمد بن سعيد البوسعيدي ، حيث تم تغيير الواجهة الرئيسية للحصن بعد ما كانت البوابة متجهة نحو الجنوب تم تغيرها إلى الشمال وتم إضافة مساحة كبيرة لتتفق مع المساحة السابقة و بنى بداخلها مسجد للصلاة وفي الناحية الجنوبية الغربية برج للمراقبة ثم امتد البرج بجدار إلى الناحية الجنوبية الشرقية وتم بناء برج آخر ليحمى تلك الناحية حيث كان الحصن يوجد به في السابق برج آخر يطل في الناحية الشمالية الشرقية وبرج يطل على الناحية الغربية.
وبهذا التوسع يكون الحصن قد استكمل بناءه من الناحية الحربية والدفاعية ويعد مقرا صالحا للحكومة لممارسة العمل الحكومي وإدارة شؤون المواطنين والنظر في متطلباتهم سوءا كانت المعيشية أو الحياتية ، كما يوجد في الحصن غرفه للعدالة وأخرى قاعة للانتظار ملتصقة بغرفة العدالة . ويوجد برج في الناحية الشرقية الشمالية ملتصق أيضا بغرفة العدالة ، كما أن هذا الجانب يعتبر جناح متكاملا حيث توجد بجانبه دورة مياه تخدم القادمين والعاملين في غرفة العدالة.
كما أن البوابة التي يدخل منها المواطنون القادمين لغرفة العدالة أو بالا حرى لقاعة المحكمة يتخلف مسارها وطريقها عن البوابة التي يدخل منها القاضي أو الإمام إلى غرفة العدالة حيث أن هذه الغرفة أو هذا القسم يعتبر المرجعية الأولى في الحصن حيث يتم فيه بحث جميع القضايا والأمِور المتعلقة بشؤون الولاية وبحث القضايا الشرعية والقانونية ويتم فيها إصدار الأحكام والصلح وغيرها . ويوجد بجوار قاعة المحكمة جناح أسرة الإمام ويتكوم من ثلاث غرف وغرفة للاستقبال وبئر ماء يخدم أفراد العائلة والقائمين على خدمتهم وفي أعلى الجناح او القسم توجد غرفة الإمام الخاصة وتتكون من غرفتين ملتصقتين ببعضهما ودورة مياه ، وهي أعلى نقطة في الحصن وبذلك سميت القصبة لارتفاعها العالي ..
وفي الناحية الغربية يوجد أقدم جزء في الحصن ويسمى قلعة الدفاع وذلك لوجود مخازن الأسلحة والذخيرة والمخازن السرية وغرف التوقيف وغيرها ويوجد في البرج بئر ماء يخدم القائمين فيه . وفي ساحة الحصن بعد تجديده يوجد مسجد للصلاة وبئر ماء للوضوء . ويعتبر حصن بركاء من الحصون المهمة وذلك لموقعه الاستراتيجي في الولاية وكبر حجمه وارتفاعه الشامخ حيث رمم الحصن عام 1985 ويعتبر ترميما شاملا حيث شمل بعض الأسقف والأبواب والجدران التي أصابها بعض التصدعات من جراء عوامل التعرية وغير ها أما الترميم الثاني فهو في عام 1990 وشمل الصيانة الدورية للحصن وترميم الجدران التي تعرضت للرطوبة من جراء وقوع الحصن على الشريط الساحلي أما الترميم الثالث فهو في عام 2001.
بيت النعمان
يقع بولاية بركا في منطقة الباطنة، بناه الإمام سيف بن سلطان اليعربي"قيد الأرض" وغرس من حوله ثلاثين ألفا من أشجار النخيل والنارجيل-حيث يعتبر تشيده أحد المنجزات الكثيرة للنهضة السياسية والاقتصادية التي شهدتها عمان في فترة أئمة اليعاربة (1624-1741م) ولقد ظل هذا المعقل يستخدم كسكن لاستراحة المسافرين من الشخصيات البارزة والأعيان وموقف لاحتفالات المحاربين حتى عقود قليلة خلت.
حصن الفليج
إن البحث المبدئي في الأرشيف يؤرخ بناءً حصن الفليج الذي يقع بالقرب من ولاية بركاء في حوالي نهاية القرن الثامن عشر(حوالي 1790) إن النقوش المرصعة على أعلى المدخل تؤكد هذه الفرضية.
في نهاية القرن الثامن عشر و حوالي العام 1229هـ/1799م شيد هذا الحصن، السيد سلطان بن أحمد ( الابن الأكبر للإمام أحمد بن سعيد) مؤسس العائلة المالكة ) التي تبسط أجنحتها على عمان منذ 250 عاما. والإمام مولع بالصيد وملاحقة الطرائد. و يروي ديفيد ستون - المقيم المعتمد لشركة الهند الشرقية في مسقط في يومياته لدى مرافقته الإمام / سلطان بن أحمد في جولة بحرية حول الشواطئ العمانية على متن سفينة الجنجافة في نوفمبر من العام 1801م أثناء زيارة الإمام لجزيرة طنب الكبرى و يقول "هي جزيرة بها مواضع جيدة للرسو ومياه عذبة وأسماك وفيرة. وفي يوم من الأيام نزل الإمام من سفينته واصطاد أربعمائة ظبيا.وفـي مرة أخرى اصطاد مائتي ظبياً"* 0.
و التشكيل المعماري للحصن، يتخذ شكل المستطيل، ارتفاعه 11 مترا، و طوله 28 مترا، و عرضه 22 مترا، و بالحصن برجان، قطر كل منهما 9 أمتار، أحدهما في الشمال الغربي، و الآخر في الجنوب الشرقي، هناك تتجه مركزية تمتد على ارتفاع المبنى. مبنية بالحجر كما أنها مجصصة من الخارج بالصاروج و من الداخل بالجص. ويقع المبنى داخل ساحة مسورة بطول 51 مترا في الناحية الشرقية و له بوابة في السور المحيطي بطول 60 مترا في الناحية الشمالية والجنوبية و في الداخل مبنى صغير يشكل المسجد القريب من الفلج.
إن البناية تحتوي على طابق أرضي مزود بالمخازن ومساكن للخدم ومواجهة للفناء الداخلي ولا تحتوي على شبابيك خارجية الطابق الأرضي يضم جميع غرف صاحب السكن وعائلته كذلك هناك يوجد مصطبة تؤدي إلى البرجين 0.
و أما التشكيل الجمالي للحصن... فيستمد رونقه من جماليات المكان... إذ يقع في مساحة واسعة... تتجاور فيها الأشجار مع مع الجبال مع ظلال من السماء، تصور لوحة معمارية، داخل إطارها طابقان يحتويان العديد من الغرف و الحجرات الأنيقة، و ينساب في المبنى فلج، يروي ظمأه، و يبل صداه.
و قد و صفه المؤرخون بأنه حصن يسر الناظر إليه و كان السلاطين يستخدمونه، أحيانا كاستراحة ريفية للصيد، و قد وجدوه في حالة إنشائية أفضل من حصون الباطنة، و يرجعون ذلك إلى أساساته المشيدة على الحجر الكلسي الصلد و ليس على الرمال مع أن فلجه كان يجف أحيانا.
أيام الترميم**.
إن هناك الكثير من المؤشرات من ضمنها أسلوب البناء ضمت هذا البناء إلى الآثار التاريخية العالمية كما هو الحال بالنسبة للكثير من القلاع العمانية التي صنفت ضمن هذه المجموعة هذه القلاع تم إنشاؤها في القرن السابع عشر والثامن عشر وأهم الشواهد على هذه القلاع قلعة الحزم وجبرين إن هذا النوع من القلاع رباعي الزوايا كما أنه يحيط بها فناء واسع وبها يقفان به حارسان على زوايا معاكسة من البناية كما أن هذه البناية قد استخدمت كمعقل لقد بنيت أيضاً هذه القلعة لتكون مكان يلتقي به السكان بضيوفهم كما أن القلاع المحصنة أيضاً ساهمت بدورها في عرض قوة المالك وأهميته بين المجتمع المحيط 0.
والجدير بالاهتمام هو أن الجص الأصلي للطابق الأرضي قد تم تصنيعه يدوياً وللقلعة فتحات عدة لمرامي المدافع ويحيط بالقلعة فناء فسيح لقد وسع الجدار في الزوايا الأربع ليكون بمثابة محطات مراقبة مزودة بمتراس متحرك يوج المدخل الرئيسي في الجانب الشرقي بالإضافة إلى المدخل الرئيسي يوجد هناك مدخل ثانوي في اتجاه الغرب في داخل الفناء يوجد أبنية صغيرة تستخدم لأغراض عدة فهي تستخدم كغرفة مخازن أو كإسطبلات وهي عبارة عن بناية صغيرة ذات دور واحد تقع في الجنوب الشرقي وقد أعدت بمثابة مجلس للضيوف 0 .
على الرغم من أن الشكل الحقيقي للحصن لم يتغير جوهريا إلا أن لسوء الحظ فإن أشغال الخشب قد قضى عليها النمل الأبيض فإن معظم الأبواب أصبحت بحالة سيئة وما بقي منها سوى أثنين أو ثلاثة كان من الممكن الاستفادة منها فجميع النوافذ قد تهدمت كلياً الجدران كانت أساساً صلبة بغض النظر عن وجود بعض التصدع في الجانب الجنوبي وكذلك إزاحة بعض الحجارة إلى أسفل الأرض السطح والسقوف قد انهارت جميعها فإن جدار الستر قد فقد شرفته وأصبح به صدوع عميقة بالقرب من زوايا محطات لمشاهده والمدخل الرئيسي بناية المجلس قد انهارت هي أيضاً .
إن ترميم حصن الفليج لم يخلف وراءه صعوبات في إعطاء السمات الأساسية للمبنى فعندما أزيح الحطام من داخل وخارج المبنى ونظف المكان شرع العمل في ترميم الأقسام المتدهورة من البناية . كان مهماً ترميم الأسطح والتي كما ذكرت قد اختفت نهائياً وذلك باستخدام خشب سعف النخيل للأسقف بالنسبة للدور الأرضي خشب الساج للدور الأول 0 الصدوع قد تم إصلاحها والجدار قد تم إصلاحه بواسطة جص الصاروج في الخارج والجص في الداخل لقد تم تغيير الأنابيب المائية والأسلاك الكهربائية 0 .
ولقد أستخدم خشب الساج لصنع الأبواب والشبابيك وذلك لأنه مقاوم للنمل الأبيض كذلك يمكن الانتفاع مرة أخرى بشكل كلي أو جزئي. هناك أيضاً يوجد في القلعة سياج جديد حول الفناء يمتد على ارتفاع الدور الأول تم بناؤه بواسطة خشب الساج .
إن بتصليح المجلس قد أكتمل ترميم الفناء وترميم قلعة الفليج قد أنقذ جوهرة أخرى من الفن المعماري العماني وإحدى هذه الأبنية قلعة جبرين التي كانت في القدم محور تجمع المجتمع المحلي والتي هي اليوم أصبح لها طابع مميز بالنسبة للعابرين أو الزوار على حد سواء 0 .
واليوم
و اليوم...تمتد أيادي الفن و الجمال إلى هذا الأثر، لتبث فيه روحا جديدة، و تستثمر جمالياته، و تضفي عليه رونقا فنيا، و تضيف إليه لمسة من إيقاع العصر، لتجعل منه قلعة فنية، قادرة على استقطاب العروض العالمية المعترف بشرعية فنيتها في الوجدان العالمي، و قادرة أيضا على تبادل الحوار الثقافي و السياحي مع العالم، بما تتميز به الرؤية العمانية من المقدرة على تحقيق التوازن بين ثنائية أصالة الماضي بجلالة و حداثة الحاضر بجماله.