كان رافضا للعودة للبحر ولكن الله قادر على أن يعيده واستدراجه .
فأعاده وأغرقه.
(أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)
[سورة اﻷعراف 99]
(وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
[سورة السجدة 21]
قد يكون هذا العذاب هو لفت نظر بسيط بآية تحذره أو
نصيحة مشفق أو ضمير ينبهه.
وقد يزيد لضربة بسيطة أو شوكة أو جرح بسيط
أو حرق بسيط .
وقد يكون قويا كغرق أو مرض شديد يجعلك تصل للإخلاص
وترجو ربك مخلصا له الدين لئن أنجيتني من هذا لأكونن من الشاكرين
سأتوب .
سأعمل صالحا .
سأترك الذنب الفلاني .
سأستقيم .
وووو.
((هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُم))ْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ )
هو يستطيع أن يأخذك برضاك لموقع العذاب هو الذي يسيرك.
(وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ ((وَفَرِحُوا بِهَا))
يستدرجك بالريح الطيبة لتدخل عميقا في موقع الضر.
وتكون فرحا مسرورا لا تعلم ما يخبئه لك.
(جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا
أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)
بعد يأسهم من النجاة عادوا للإخلاص ودعوا ربهم . بماذا؟
(لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)
[سورة يونس 22]
يعد ربه بالتوبة وأن يكون من الشاكرين .
يعيد حساباته كلها في لحظات.
ويتذكر جميع ذنوبه ويعد ربه بالتوبة.
هو لم ينتبه بالتنبيهات البسيطة التي سخرها الله له.
أرسل له تنبيها إثر تنبيه ولم يفهم
فكان من رحمة الله به أن يزيد حدة التنبيه لينجيه من عذاب أكبر.
(فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ)
ماذا حدث؟
(إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)
هل ظلمهم الله؟
هل تركهم دون تنبيه؟
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ ۖ مَتَاعَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
[سورة يونس 23]
وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.
واختاروا أن يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة.
ولكن كيف أتجنب التنبيهات القوية وانتبه عندما
يرسل الله لي تنبيهات بسيطة؟
هذا ما سنتحدث عنه غدا إن شاء الله.
فتابعونا...
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.