يا حبيبي يا محمد ....11/12/2016
يا حبيبي يا محمد ....
العينُ تبكي والدموعُ تسيلُ
والقلبُ في وصل الحبيب يميلُ
هذا محمدُ والصلاةُ لذكرهِ
للعالمين سجيةٌ وسبيلُ
ياربُ صلِ على نبي محمدٍ
فالحبُ في ذكرِ الحبيبِ جميلُ
فالكونُ يلهجُ بالصلاةِ واسمهِ
ومحمدٌ في العالمين رسولُ
.........................
ذاكَ النبيُ الهاشميُ المصطفى
من عاشَ عمرهُ زاهداً ويتيما
ذاك الامينُ القُرَشيُ المُجتَبَى
من كان في لغةِ الكلامِ حكيما
والكونُ يهتِفُ بالصلاةِ محمداً
سادَ الانامَ قيادةً وزعيما
فاذا تلوتُ وذكر احمد عاطراً
صلوا عليهِ وسلموا تسليما
ناصر الضامري
بئر معطلة .... 26/12/2016
بئر معطلة ....
عجوز في نهاية العمر ومراحله الاخيرة ..منحني الظهر .. يمسك بيده اليمني عصاته الغليظة.. يتكأ عليها .. يمسك بيده الاخرى قنديلا ..يمشي رويدا رويدا ..في ظلام دامس ..يقترب من جماعة.. يبدو انهم من اعيان القرية .. جالسون بالقرب من بئر معطلة ..يمسكون قناديلا.. اقترب العجوز اخيرا منهم .. بالكاد يسمع حديثهم .. يدور حول الجدب .. والمحل .. وانقطاع الامطار .. وجفاف البئر .. يتساءلون فيما بينهم: ما السبب ؟.. ماذا حل بالقرية؟! ليجف البئر ..مورد شربهم ..وظمأهم.. معين مزارعهم ... وقف العجوز .. برهة ..انصت لحديثهم .. احسوا بقربه منهم ..لم يتفاجأوا بوجوده ..لانه كان في طريق العودة المعتاد ..يسلكه حينما يعود من المسجد..سالهم: لماذا الصمت؟ ..طلب منهم .. ان يكملوا حديثهم .. ردوا عليه: .. ما عسانا نقول؟ انت اعلم بالحال .. رد عليهم متسائلا: ...كيف تتعجبون من جفاف البئر .. وانتم من قطعتم اموال الزكاة .. المساجد مهجورة .. الا من كبار السن .. قلة من الشباب ... منهكون في دنياكم ..واعمالكم .. الابناء هجر أبائهم ..سرقتهم المدينة ..نسوا القرية واحبابهم فيها ..يتذكرونهم احيانا ايام المناسبات والاعياد ... وعدا ذلك فهم بعيدون ..بعيدون .. بعيدون ..عن آبائهم وأمهاتهم .. مسح الرجل العجوز عينيه بظهر يده الماسكة للعصا .. هم بمواصلة طريقه.. يغمغم بالالم.. كانه تذكر شيئا ما .. طلب منهم: ان يتقوا الله في انفسهم .. مرددا : اتقوا الله .. اتقوا الله .. اتقوا الله.. ستمطر السماء لا محالة ...سيعود ماء البئر ..سنشرب ..سنروي عطشنا يوم ما .. عودوا الى حبل الله المتين .. ستمطر السماء ... كان الجماعة يرددون كلام العجوز .. في تقوى الله ..يتهامسون فيما بينهم ..واصل العجوز طريقه.. يعبر الوادي السحيق .. تسارعت خطوات العجوز .. يغمغم بالالم ... نور السراج يخفت ..رويدا رويدا .. لدرجة من الصعوبة رؤية الطريق ..برق ..و رعد.. زمجر في السماء ...لمعان ..تساقطت حبات من المطر ..كانت بردا وسلاما على قلب العجوز .. برهة .. تسللت مياه الوادي بين الصخور ..تزايدت .. لا يزال العجوز في بطن الوادي .. تزايدت المياه ..لدرجة انها بدات تحمل جسده ..يصرخ ..يستغيث : لا يرى شيئا !.. ينادي جماعة البئر .. لا مجيب .. ينادي باعلى صوته .. لا احد يسمعه .. يستغيث بصوت مكسور..حزين .. ينادي ابنائه .... يتردد صدى صوته دون مجيب ...يجثوا على ركبتيه ..تغمره المياه.. ينادي بصوت خافت ..كقنديله الخافت في المياه .. يردد ذلك ثلاثا ... خفت القنديل تماما.. .. سجد العجوز في الماء .... سجدة اخيرة... ردد الشهادة .. ايقن انه سيرقد في سلام...صفحة مياه الوادي .. تحرك الجسد .. حمل الوادي جثة العجوز ....يرمقون تلك الجثة ..وقفوا على ضفة الوادي .. يتهامسون .. تضاءلت الجثة في اعينهم .. اختفت رويدا رويدا ...سافرت بعيدا ولن تعود..رجعوا .. البئر.. في طريق عودتهم .. لم تعد معطلة .. تفيض بالماء والحياة ..
بقلمي / ناصر الضامري