سليمان بن علي بن سليمان بن محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد بن محمد الكندي النخلي
نسبه:
سليمان بن علي بن سليمان بن محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد بن محمد الكندي النخلي
مولده وطفولته:
ولد في عام 1322هـ وقيل 1325هـ في ولاية مطرح الموافق 1923م، وتوفي عنه والده في سن مبكرة وعاش يتيماً في كنف الشيخ سعيد بن ناصر الكندي مرجع الفتيا في ذلك الوقت فنقله هو ووالدته وأخيه الأصغر إلى العامرات، وبقى هناك متنقلا بين العامرات القديمة ومنطقة البيرين ثم أعاده الشيخ إلى مطرح هو ووالدته بعد وفاة أخيه محمد وهو صغير السن، وفي استقراره في مطرح اكتسب مهنة تسبيح أحزمة الخناجر " الحظايا" وأجادها وهو ما زال في سن الطفولة، وهكذا بدأ حياته في همة ونشاط محبا للعمل تاركاً الكسل رغم الظروف التي مر بها.
تعليمه وشيوخه:
عندما كان الشيخ يقيم في مسقط اجتمع به كلاً من الشيخين سلام وسليمان أبناء محمد بن حمد الكندي اللذان كان يقيم أحدهما في الدلاليل في مطرح والثاني في مسجد الوكيل بمسقط في الوقت الذي كان فيه الشيخ العلامة مرجع الفتيا في عصره سعيد بن ناصر الكندي متولياً أوقاف مسقط ومطرح فتعلم منهما الكثير.
بعد ترك الشيخ سعيد بن ناصر للأوقاف خرج الشيخان من المساجد وعزمهما العودة إلى نخل ورغباً له ولوالدته الذهاب معهما وتم هذا حيث استقر في نخل وقام بالكسب وعمره في ذلك الوقت أربعة عشر عاماً.
من ذلك الوقت بدأت حياته العلمية وطلبه للعلم بداية من تعلمه على يد الشيخ محمد بن سعيد بن محمد الكندي علوم القرآن والفقه وغيرها من العلوم فقسم أوقاته بين الدراسة والحرث ومهنة النسيج، وهكذا تدرج في الدراسة وطلب العلم حيث قام بمراجعة الولاة الذين كانوا يقيمون في قلعة نخل كالشيخ حمد بن عبد الله السالمي، والشيخ سعيد بن أحمد بن سليمان الكندي الذي كان قاضيا في نخل عام 1352هـ ، والشيخ سالم بن حمود السيابي ، كما لازم وأخذ العلم من المشايخ محمد بن أحمد بن ناصر السلامي، والشيخ إبراهيم بن سيف الكندي.
آثاره وتلاميذه:
كان للشيخ الدور الكبير في تعليم الكثيرين من أبناء الولاية القرآن الكريم، وعلوم الفقه والخط العربي وبعد تقاعده بقي ملازما بين كتابه ومسجده راكعاً ساجداً يتهجد طوال ليله معلما لغيره فقد تخرج من مدرسته ابنه أحمد بن سليمان (ت:1420هـ) ، والشيخ العلامة عبد الله بن سيف بن محمد الكندي، والذي تغرس في العلم حتى بلغ أقصاه في علوم القرآن وغيرها، والشيخ الفقيه الأديب سليمان بن مهنا الكندي ومن المشايخ الذين تفخر بهم الولاية وأيضا من تلاميذه الشيخ القاضي موسى بن علي بن سيف الكندي (ت:1402هـ) الذي تولى القضاء في بعض الولايات وكذلك الشيخ القاضي سعيد بن محمد الكندي (ت:1410هـ) تخرج من مدرسته بعد وفاة والده يرحمه الله وكذلك الشيخ المؤرخ ناصر بن محمد بن ناصر الكندي (ت:1431هـ) رحمه الله الذي برع في التفسير والتاريخ..
حياته العملية:
تدرج الشيخ في العلم فصار متأهلا للتدريس بكفاءته وخبرته فعين مدرسا لمدرسة الغريض حيث كان الأهالي يرسلون أبناءهم إليه لتدريسهم القرآن والخط بمختلف فنونه، فأكتسبوا منه علما وأدبا فكان صاحب مكانة بينهم ، ثم بعد ذلك قلد جباية الزكاة في البلاد ثم قلدت إليه أموال الأوقاف وقام بدور كبير للمحافظة عليها والمحافظة على المساجد من صيانة وترميم بكل أمانه وإخلاص في العمل ، ثم بعد ذلك تقلد منصب كاتب صكوك شرعية ومصلح بين الناس في البلاد وكان مقره سوق نخل يحل مشاكل المواطنين ويكاتب بينهم المكاتبات بمختلف أنواعها، وهكذا استمر في هذا سنين طويلة حتى عام 1954م حيث تقلد منصب القضاء ولما عرف عنه من علم وكفاءة وأمانة فعين قاضياً في ولاية صحم لمدة سنة واحدة ثم عين قاضيا في نخل منذ بداية عهد السيد حمد بن هلال والي نخل وحتى عام 1965م تقريبا حيث نقل قاضيا إلى السويق فبقي فيها ثمانية أعوام ثم تقلد القضاء في ولاية إزكي وبقي فيها ثلاثة أعوام ثم نقل إلى عبري وبقي فيها أيضا ثلاثة أعوام ثم إلى ولاية صور وبقي فيها أربعة أعوام ومن ثم إلى صحار ومنها إلى السويق مرة أخرى ثم إلى ولاية العوابي ثم إلى الرستاق ثم أعادوه مرة أخرى إلى العوابي إلى أن تم تقاعده حتى استقر في ولاية نخل. وكل هذه الفترة كان صاحب السيرة الحسنة الطيبة آمراً بالحق فكان الناس في جميع الولايات السابقة راضون عنه يكنون له الإحترام والتقدير.
وفاته
بعد حياة كرس الشيخ سليمان بن علي فيها جهده في طلب العلم وتعليمه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح بين الناس وبعد أن ألم به المرض في آخر حياته توفي في ليلة الثلاثاء 12 من شوال 1423هـ ، الموافق 17 من ديسمبر2002م ، وبوفاته فقدت الولاية علما من أعلامها الكرام، وبارك الله في الخلف