التباين بين الشعر المعاصر والشعر القديم ظاهرة صحية وملموسة بالفعل فكل عصر له خصوصيته وصبغته العصرية. مع نهاية الحرب العالمية الثانية مثلا ولدت قصيدة الشعر الحر (قصيدة التفعيلة الواحدة) عاكسة جو الحرية النسبي الذي ساد العالم بعد انهيار النازية في ألمانيا.
فهي مرآة عصر الذرة وغزو الفضاء والقمر والصواريخ عابرة القارات، خلافا للقصيدة القديمة، فان القصيدة العصرية قد تمتعت بحظ وافر من حرية التصرف بالشكل كاستخدام تفعيلات قريبة صوتا من بعضها أحيانا بدل التقيد الصارم بتفعيلة واحدة بعينها. ثم الحرية في طول وقصر الأبيات والمقاطع، ثم ادخال الكثير من الرموز والأساطير ومصطلحات العصر والمفردات الأجنبية نظرا لسعة ثقافة شعرائها ومعرفة الكثير منهم لغات أجنبية سواء بالدراسة أو بالعيش في أوساط وبلدان غير عربية مثل (أوروبا وأمريكا).