أما الآن فإليكم أول الممنوعات التي أمرنا برفعها، إنني أرغب أن يكون مواطنو هذه البلاد وأفراد عائلاتهم أحرارا في التنقل في داخل البلاد والسفر الى الخارج بدون قيود، فاعتبارا من هذا اليوم ترفع جميع القيود على التنقل والسفر ولكن بطبيعة الحال على المسافرين الاستمرار في التقيد بنظم الجوازات والصحة المعتادة، وقد يتطلب الأمر قيودا خاصة من وقت لآخر حسب مقتضيات الأمن، إن رفع قيود التنقل يتيح لكل فرد حرية التنقل داخل البلاد وداخل المدن ليلا ونهارا، إلا أنه من الضروري الاستمرار في منع التنقل بالسيارات بين صور وجعلان، وفي التقيد بالأنظمة الحالية المتعلقة بالتنقل في منطقة البريمي وعبور الحدود الى أن يتم وضع تنظيم للجمارك هناك، أما نظام التجول داخل سور مسقط فسيبقى ساري المفعول، لكننا أمرنا أن يبسط هذا النظام، أما حمل القنديل فليس مطلوبا.
إن الزراعة ذات أهمية أساسية لمستقبل بلادنا، وتشجيع الزراعة والمساعدة على التوسع فيها من الأولويات الرئيسية لحكومتنا، فاعتبارا من هذا اليوم ترفع القيود المفروضة على استيراد وامتلاك جميع أنواع الآلات الزراعية، ولقد أمرنا أن يعاد تشغيل المزرعتين التجريبيتين في نزوى وصحار بأسرع وقت ممكن، لكي يقوما بدورهما كاملا للإسراع في تقدم الزراعة.
كما أمرنا أن تنشأ مزرعة تجريبية ثالثة في صلالة، وستتضمن برامج التنمية الأخرى في صلالة مسحا لمصادر المياه في السهول، ويتبع ذلك مشروع للري وتوسع كبير في الأرض المتاحة للزراعة. كما سينشأ مرفأ صغير بأسرع وقت ممكن لسد الاحتياجات المدنية والعسكرية. إننا نعلم أن هناك نقصا في المياه في أنحاء بلدنا العزيز، وقد أمرنا أن تستأجر المعدات فورا لحفر الآبار، وبالإضافة الى تلبية الاحتياجات الفورية من المياه، فإن برنامج حفر الآبار سيوسع ليشمل مسحا كاملا لمصادر المياه في البلاد.
لقد سمعتم عن التغييرات في نظام جباية الرسوم الجمركية على واردات البلاد من البضائع، إن أثر هذه الإجراءات بالاضافة إلى تشجيع التجارة، سيكون انخفاض أسعار جميع البضائع في جميع أنحاء البلاد، كذلك أمرنا أن يعاد النظر في نظام جباية الزكاة.
إننا نقدر تقديرا كاملا لمسؤوليات شيوخ القبائل في بلدنا في رعاية جماعاتهم وأمنهم وحسن سلوكهم، وفي نيتنا أن نجعلهم يحصلون على رواتب نظير قيامهم بتلك الواجبات والمسؤوليات، فأمرنا أن تدرس الحكومة هذه المسألة فورا، كما أمرنا أن يعاد النظر في الرواتب التي تدفع لموظفي السلطنة.
وفي مجالات التطور فإن احتياجات البلد كثيرة، فالصحة والتعليم والمواصلات والطرق، كلها تحتاج إلى عناية عاجلة، وكلها ستلقى تلك العناية ولقد أمرنا بوجه خاص أن تحسن الخدمات الصحية الحالية فورا، وبدراسة عاجلة لخطط التعليم. وسيستمر مسح طريقي نزوى وصحار، كما أمرنا أن يعاد النظر في مشروع ميناء مطرح بقصد إجراء توسيع فوري فيه.
وإذا كان على بلدنا أن تتحد وحدة حقيقة، يجب أن يكون لدينا نظام عصري للمواصلات، ولقد أمرنا باجراء مسح شامل لشبكة مواصلات برية تغطي أرجاء البلاد كافة، كذلك في نيتنا ايجاد نظام للمواصلات العامة بأسرع وقت ممكن للاتصالات البرية والبريدية إلى جميع انحاء البلاد، ولكن بالنظر الى حالة الطرق في السلطنة، فمن الضروري الحفاظ على السلامة العامة بتجنب ازدحام السير، وذلك بفرض رقابة في الوقت الحاضر على اصدار رخص السيارات، فاعتبارا من أول شهر رجب القادم تقدم طلبات ترخيص السيارات الى قسم ترخيص السيارات بدائرة الشرطة، عن طريق الوالي في كل منطقة. ولمصلحة السلامة العامة فمن الضروري التأكد من المحافظة على السيارات وصيانتها، وذلك بتفتيشها دوريا بواسطة قسم تفتيش السيارات الذي سينشأ في دائرة الشرطة، وسيوسع تنظيم المرور لتمكينه من مراقبة وسائل النقل الآلية في جميع أنحاء البلاد، كما سيعاد النظر في تسجيل السيارات باستيفاء الرسوم عنها.
إن لدينا الآن محطة إذاعية وهي التي أتحدث إليكم منها هذه الليلة وقد أمرنا الحكومة أن تجري مسحا لاحتياجات البلاد لإذاعات الراديو والتليفزيون، لا لمواجهة الاحتياجات الترفيهية المشروعة فحسب، بل لما هو أهم.. ألا وهو أن نجلب لشعبنا فوائد التعليم العام. والكهرباء إحدى المتطلبات الحيوية للكثير من برامج التنمية، وإننا نعتبر وجود ادارة شركة الكهرباء في الخارج أمرا غير مقبول ولقد أمرنا أن يدرس الوضع المالي لشركة كهرباء مسقط برمته لكي تعود الرقابة عليها الى الحكومة في المستقبل، هذه خططنا الأولى، وهناك مجالات كثيرة تحتاج الى دراسة، وعندما تتخذ فيها قرارات مهمة ثقوا بأنكم ستطلعون عليها.
نود الآن أن نذكركم بما قلناه لكم عند وصولنا إلى مسقط..إن الحكومة والشعب كالجسد الواحد، اذا اختل عضو فيه اختل الجسد كله، لذلك أدعوكم الى العمل معنا لمستقبل بلدنا وبعون الله سوف ننجح. وأخيرا يجب علينا أن نعرب لكم عن امتناننا لإخوتنا حكام ورؤساء الدول في الوطن العربي، الذين شجعونا برسائل تهانيهم وتمنياتهم الطيبة، وأخص بالذكر منهم صاحب الجلالة الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية، وصاحب الجلالة الملك حسين ملك الأردن، وإخواني حكام إمارات الخليج العربي، إني أشكرهم جميعا باسم بلادي وباسم شعبي، على تمنياتهم الطيبة وأعدهم بأن نيتنا ونية حكومتنا أن نعمل جنبا الى جنب مع جميع اخواننا العرب لمستقبل الأمة العربية كلها.
والله نسأل أن يوفقنا ويسدد خطانا إلى ما فيه الخير والصلاح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،