ازمة تعصف بوفد المعارضة السورية: كبير المفاوضين محمد علوش يعلن استقالته من منصبه احتجاجا على فشل مباحثات جنيف.. وانباء عن اقالة الزعبي.. وضغط روسي لوجود ممثلين لـ”جيش الإسلام” وحركة “احرار الشام الإسلامية” ضمن وفد الهيئة.. وبسمة قضماني احد المرشحين لخلافته
mohamad-aloush777
دبي ـ “راي اليوم”:
أعلن محمد علوش كبير مفاوضي وفد المعارضة السورية إلى جنيف انسحابه من منصبه وتقديمه استقالته للهيئة العليا للمفاوضات احتجاجا على فشلها.
وكتب علوش عبر حسابه في “تويتر” الأحد: “التجربة التي مرت بها الجولات الثلاث للمفاوضات في جنيف، لم تكن ناجحة، بسبب تعنت النظام واستمراره في قصف المدنيين، وعدم قدرة المجتمع الدولي على الالتزام بتنفيذ قراراته”.
وقال علوش: ” أعلن انسحابي من الوفد، وقدمت استقالتي للمرة الثانية للهيئة العليا من منصب كبير المفاوضين، احتجاجا على المجتمع الدولي”.
وبيّن علوش أن “المفاوضات لم تنجح في الجولات الثلاث السابقة (استضافتها جنيف) بسبب تعنت النظام واستمراره في قصف المواطنين السوريين، وعجز المجتمع الدولي عن تنفيذ قراراته، وخاصة بالجانب الإنساني”، على حد قوله.
وأضاف في البيان “كما أن الأمم المتحدة لم تتوصل إلى اتفاق حول جدول عمل المفاوضات، التي تؤدي إلى انتقال سياسي عبر هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية.
وأعرب علوش عن أمله بأن “تشعر استقالته المجتمع الدولي، بأهمية دماء الشعب السوري المهدورة من النظام و حلفاءه”.
فيما دعا “الفصائل الثورية والجيش الحر وكافة القوى السياسية، إلى التوحد ورص الصفوف، على اعتبار أنها الطريق الوحيد لتحقيق النصر”، متمنياً على الهيئة العليا للمفاوضات أن “تواصل تمسكها بثوابت الثورة، وأن تكون نواة لتوحيد الصفوف وليس المفاوضات فحسب”، وفق البيان.
وأكد علوش لقناة “الحدث” أنه طلب من هيئة المفاوضات قبول استقالته، موضحا أن استقالته لا تعني انسحاب المعارضة من مفاوضات جنيف.
وقال علوش إن “رياض حجاب (رئيس اللجنة العليا للمفاوضات) أبلغني أن قرار استقالتي لم يتم البت فيه”.
واضاف: “لم نقبل بأي تنازلات مورست علينا، ووصلنا إلى أفق مسدود في المفاوضات”.
وتابع: “استقالتي جاءت بسبب الحائط المسدود الذي قابلنا به الطرف الآخر”.
وشدد علوش على أنه لا يمكن القبول بحكومة بها بشار الأسد وبعض رموز المعارضة السورية.
هذا وأكد أسعد الزعبي رئيس وفد المعارضة المفاوض عزمه الاستقالة من الوفد إذا استقال علوش.
جاء ذلك فيما قالت مصادر مقربة من المعارضة السورية لـ”راي اليوم” ان الهيئة العليا للمفاوضات قررت إقالة رئيس الوفد المفاوض العميد “أسعد الزعبي”، واستبداله بشخص آخر، نتيجة ذلك قام محمد علوش بتقديم اعتذاره عن استمراره في مهمته ككبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات، والتي عقدت اجتماعها الأحد التاسع والعشرين من أيار (مايو) الجاري في العاصمة السعودية الرياض.
وأيضاً قرر المجتمعون إنشاء مكتب للتنسيق مع مجموعتي القاهرة وموسكو، والاتفاق على العمل معهم بشكل مباشر، حسب المصادر.
وبحسب المصدر “فأن اعتراضاً كبيراً سجل على كبير المفاوضين “محمد علوش” بسبب إبداء روسيا اعتراضها المستمر من وجود ممثلين لـ”جيش الإسلام” وحركة “احرار الشام الإسلامية” ضمن وفد هيئة التفاوض.
ولم تعلم المصادر من سيخلف علوش، وبدأت التكهنات بشأن رئيس الهئية القادم، هل يكون مقربا من الحركتين، أم انها حركة تكتيكية لمنع الحركتين من التمثيل بالهيئة.
كما تعرض الزعبي لهجوم قاسٍ من بعض أعضاء الهيئة بسبب تصريحاته لوسائل الإعلام، التي قال منتقدوه، إنه رفع السقف عالياً بوجه أمريكا وروسيا، ورأى منتقدو الزعبي في تصريحاته خطراً على العملية السياسية، بحسب قول مقربين من الوفد السوري المعارض.
وعن الأسماء المرشحة، أكد المصدر أن من المرشحين السيدة “بسمة قضماني” ولكن ليس من المعروف إن كانت ستحل محل الزعبي أم علوش.
وكانت الهيئة العليا عقدت الخميس الماضي، اجتماعاً مفتوحاً في العاصمة السعودية الرياض، وذلك لتقويم الأوضاع السياسية والعسكرية في سوريا، على أن يتم فيما بعد اتخاذ قرار المشاركة في الجولة المقبلة التي من المتوقع أن تكون في بداية شهر رمضان المبارك.
تجدر الإشارة أنّ جولة محادثات جنيف الأخيرة بين النظام والمعارضة السورية، التي جرت في أبريل/نيسان الماضي، لم تسفر عن نتائج، وأعلنت المعارضة حينها أنّ الانتهاكات المتكررة من قِبل النظام لـ”اتفاق وقف الأعمال العدائية”، الذي بدأ سريانه في 27 فبراير/شباط الماضي، أودت بالمحادثات إلى طريق مسدود.
وكانت الجولة المحادثات الرامية لإيجاد حل سياسي للحرب في سوريا، والتي تعد الثالثة، انطلقت في 13 أبريل/نيسان الماضي، لكنها تأزمت بإعلان “الهيئة العليا للمفاوضات” تعليق مشاركتها بها في الـ20 من الشهر ذاته؛ بسبب تصعيد القوات السورية للقتال، وعدم اتخاه خطوات على صعيد إطلاق سراح المعتقلين أو السماح بدخول المساعدات.