سأعرج قليلا الى قصيدة النثر .. ومن ثم سأعود لمحور حديثنا حول الشعر بشكل عام .
- هل صحيح ان قصيدة النثر لم تضف شيئا للشعر العربي ؟
عرض للطباعة
سأعرج قليلا الى قصيدة النثر .. ومن ثم سأعود لمحور حديثنا حول الشعر بشكل عام .
- هل صحيح ان قصيدة النثر لم تضف شيئا للشعر العربي ؟
قصيدة النثر ، شكل فني بات يحتل مساحة كبيرة في النتاج الشعري العالمي عامة ، وفي المشهد الشعري العربي المعاصر خاصة . ولعل الكثيرين يعترضون على المسمى المطروح " قصيدة النثر " ، ويرون أنه يحمل التناقض في بنيته ، فكيف يكون قصيدة ؟! وكيف يكون نثرا ؟! وهذا مؤسس على قناعة أن القصيدة ، وفقا للموروث الثقافي الإنساني ، لابد أن تؤلف على أوزان وإيقاعات ، وأن النثر يخلو من هذا الوزن . وبالرغم من ذلك أقول: إن الإبداع يبقى آبداعاً شئنا أم أبينا. فهي إضافة إلى الموروث الثقافي العربي.
اذن .. هل ترى ان قصيدة النثر استطاعت ان تنتزع لها مكانا في منظومة الحس العربي ؟
بلا أدنى شك أستاذي ولها روادها وجمهورها.
- ما اقصى انواع الظلم التي تراها تمارس في حق الشعر العربي اليوم ؟
هناك مشكلة كبرى تتمثل في عدم تحديد المنهاج النقدي، و المصطلح ومن ثم في بناء نظرية نقدية عربية أصيلة ، فحالة الضعف التي نعيشها على عدد من الصُّعُد تؤكد تبعية التجدد والابتكار في الثقافة عامة والشعر والنقد خاصة. والمثقف الناقد القارئ المدقق المتوازن الموهوب في حساسيته وفطرته وعلمه هو من يصنع الفكر؛ أمّا ما نراه على ساحة الشعر والنقد فهناك أشكال غير قليلة انتهت إلى الاستلاب الإرادي والثقافي.
كيف تتجلى صورة المرأة في قصائد علي العلوي ؟
كل يغني على ليلاه متخذاً
ليلى من الإنس أو ليلى من الخشبِ
المرأة في شعر علي حميد العلوي هي الحبيبة والأم والأخت والزوجة والوطن...
هنا نقف عن الكلام ونطلب من الشاعر علي بن حميد العلوي ان يمتعنا بقصيدة مهدية لاستضافة سبلة الشعر ..
هذه القصيدة (بائعة الكبريت) حازت على المركز الثالث على مستوى السلطنة في مسابقة الملتقى الأدبي في ولاية صور
أهديها لجميع القائمين على سبلتنا الحبيبة والأعضاء الكرام ومن يهوى شعر علي العلوي:
(بائعة الكبريت)
ثوري أكثرْ..
وافني في أقبيةِ العزلةِ
عوداً.. عوداً..
في ثانيةٍ.. ميلادُ العالمِ منحسرُ
فيها وشموس تتدوّرْ
ثوري كي تتعرّى الأوجه
كي تخرج من طورِ التكوينْ
حُلماً يهدرْ
يجتاحكِ وجعاً قديساً
أقدامكِ لا.. لا تتعثرْ..
كبريت..كبريت.. كبريت..
لكن الأوجه برصيفِ الجوعى
تحتاجُ لأرغفةٍ.. وقصيدةَ شِعْر
وفضولكِ مدن حالمة
كالطفلِ بأرصفةِ السُّكر
كبريت.. كبريت.. كبريت..
يتسللُ عزفُ منفردُ
كرقصِ الباليه مكرّرْ
تلمسه الأذنُ فقاقيعاً
ترقصُ للموتِ ولا تحذرْ
يطفيء عوداً يبقيكِ بدائرةِ الضوءِ
كسنونوةٍ..
في عرسِ بياضٍ تتبخترْ
تتجدد دورةُ أغنيتكِ..
كبريت.. كبريت.. لتعدّك قرباناً
لطقوسِ غناءٍ لاتحضرْ
تمتدُّ تماثيل جنونٍ
يمنحها شكلكِ أبعاداً
يستعمرها الحزنُ كخنجرْ
كبريت.. كبريت.. كبريت..
أقدامكِ تلهث مع حلمٍ
تطمسه ثلوج ليليَّهْ..
تحتلُ شرايينَ الأشياءْ
لتعرّي أرصفةَ السُّكر..
كبريت.. كبريت.. أقدامكِ تتعثرْ
في لحظاتٍ.. هي لحظة ميلادكِ
..كي تستسلم أجزاءك لركودٍ
يلهمكِ سفراً لا يضجرْ
شعر: علي حميد العلوي