-
《 《 الامام عزان بن قيس 》》
بعد نجاح الثورة وسقوط حكم ( سالم ) عقد العلماء و زعماء القبايل مجلسا عاما ترأسه الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي وقدم بموجب الدستور الاباضي وبدعم من الشيخ صالح بن علي الحارثي عزان بن قيس كمرشح لمنصب الامامه .
وقد وافق المجلس على هذا الترشيح بالاجماع .
وهكذا تتم مبايعة الامام عزان بن قيس بن عزان بن قيس بن الامام احمد بن سعيد اماما في مسقط .
وﻻن الامام عزان لم يكن عالما تمت مبايعته (بيعة الامام الضعيف ) الذي يجب عليه ان يرجع (لمجلس الشورى ) من العلماء .
لقد مثل وصول الامام عزان للحكم تغييرا للحكم نفسه واسسه حيث الغي نظام الوراثة والسلطنه واعلن ارجاع نظام الامامه والانتخاب والشورى .
-
♤ كان مجلس الشورى مكونا من العلماء وقادة الثورة من شيوخ القبايل وكان يمثل السلطه الاستشارية والتنفيذيه العليا .
اما الامام فهو القائد والمسؤول عن الجيش وبيت المال .
وكان يرأس المجلس الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي ك (مرشد ومرجع للنظام التشريعي والقانوني ورئيس للقضاه فضلا عن قيامه بمنصب حاكم مسقط ) .
وبذلك يكون الخليلي الاب الروحي لهذه الامامه الى جانب الشيخ صالح بن علي الحارثي والشيخ الغاربي من آل سعد وشقيق الامام ابراهيم بن قيس وابن عمه هلال بن سعيد البوسعيدي كقائدين عسكريين بارزين .
وبعد الانتهاء من تشكيل الحكومه اعلن برنامج الحكومه الذي كان يقوم على 4 محاور هي :
1- الغاء سلطة المعارضين للامامه وخضوعهم ووضع حد للفوضى في البلاد بتطبيق احكام الشريعه .
2-تحرير الريمي من الوهابيه .
3- وضع حد للتدخلات البريطانية في شؤون عمان والغاء جميع الاتفاقيات والالتزامات الموقعه معها .
4- استعادة زنجبار ومعالجة قضيتي جوادر وبندر عباس .
ويرسل العلماء العمانيين الى اخوانهم في شمال افريقيا يخبروهم بالامامه الجديده عام 1868 .
ولأجل خطورة الوضع وخطورة البرنامج الذي جاء به عزان بن قيس اعلن ماجد بن سعيد سلطان زنجبار قطع المعونه في نفس العام باعتبار عزان بن قيس ليس من اسرة سعيد بن سلطان وانه مغتصب للسلطه .
-
☆ لكن الامام لم يأبه بقطع المعونه ومضى في التنفيذ الفوري لبرنامجه .
بدأ بتوحيد الارض وانهاء الفوضى في البلاد . . جهز جيش لكل من عارض النظام الجديد .
بعد توحيد البلاد وعودة المدن الكبرى طبق حكم الشريعه وسمى القضاة والولاة الجدد وامر بتغريق اموال البوسعيد اي ( مصادرة اموال واملاك السلاطين السابقين وخصوصا سالم ) وارجاعها لبيت المال .
بعد ان نجح في المحور الاول من برنامجه بدأ يفكر في تحرير البربمي التي احتلها الوهابيون منذ عهد السلطان سعيد بن سلطان .. فأعلن الحرب على الوهاببه فيخرج بجيشه لتحريرها ويهزم جيش الوهابيه ويحاصر حصن الخندق ويتم تحريرها بعد اربعة ايام من الهجوم القوي .. فيعين ولاة وقضاة من السكان ويرد الاموال التي صادرها الوهابيه ويلغي قوانينهم يعلن حق التمذهب بكل المذاهب الاسلاميه بعد ان كان الوهابيه يحاربون كل المذاهب عدا مذهبهم فيكتسب ثقة العمانيين وكان ذلك سنة 1898م .
لقد سجل الامام عزان بانتصاره هذا وتحريره البريمي التي استعصت حتى على السلطان سعيد بن سلطان سجل لنفسه سجلا مشرقا حين جمع بين القوة والعدالة والتواضع والطموح مما جعل عمان كلها تهتف باسمه فتعلن منح وازكي دخولهما في طاعة الامام ..
غير ان تمردا بسيطا يحدث في نزوى يقمعه الامام فيعلن اصحابه الطاعه 1899م..
ثم استطاع الامام ان يخضع جعلان بعد وقعة جعلان بين الامام والمتمردين من جعلان بني بو علي ولكنه يعفو عن زعماء التمرد .
http://up.omaniaa.co/do.php?img=6156
حصن الخندق بالبريمي
-
☆ كانت انباء انتصارات الامام في البريمي يقرر الملك السعودي عبدالله بن فيصل ان يرسل جيشا لاحتلال البريمي من جديد غير ان الامام كان مستعدا لهذا الجيش الذي رده الامام بالتعاون مع امير ابوظبي ( زايد بن خليفه) و انتصر الامام وكان قد اقترض من الرعية اموالا لبيت المال ليصرف على تكاليف هذه الحرب .
بعد هزيمة الجيش السعوي مر الامام بمنطقة ساحل عمان مذكرا سكانها بروابطهم التاريخيه بعمان والمصالح المشتركة للمساعده في محاربة النفوذ الوهابي على المنطقه ويوقع اتفاقية دفاع مشترك مع زايد بن خليفه حاكم ابوظبي رئيس قبايل بني ياس .
وعند عودته يقمع الامام تمرد اليعاربه في الحزم الذين استفحل ظلمهم لاهل الرستاق فيحاصرهم الامام حتى يستسلموا .
وهكذا حقق الامام عزان بن قيس المحورين الاوليين من برنامجه الوحده الوطنيه وتحرير البريمي .
http://up.omaniaa.co/do.php?img=6157
الشيخ زايد بن خليفه آل نهيان حاكم ابوظبي رحمه الله
-
☆ اعلنت بريطانيا سخطها وقلقها من الاحداث في عمان وانتصارات الامام المتكررة واعادة توحيد عمان والغاء النفوذ القبلي والنظام الاقطاعي وتحقيق السلام والاستقرار وتحرير البريمي ..
وما اثار سخط بريطانيا اكثر اعلان الامام عدم الاعتراف بالاتفاقيات الموقعه مع بريطانياوعدم الاعتراف بانفصال زنجبار .
كما اعلنت عن خوفها من اثارة غضب الوهابيين عليها نتيجة سقوط البريمي بيد الامام ولكن الامام يحاول معالجة شؤون السياسه الخارجيه فتصرف حيال بريطانيا تصرف رجل دولة حيث ارسل وفدا الى الهند ليحاور البريطانيين لتأسيس علاقة بين الدولتين قائمة على مبدأ المساواة المتبادلة والاعتراف بالنظام الجديد في مسقط ... ولكن بريطانيا ترفض المبادرة .
http://up.omaniaa.co/do.php?img=6161
-
السلام عليكم...
بارك الله فيك ع ماتقدم استاذي...
متابعين ومستفيدين...
-
☆ الاكثر من ذلك ان بريطانيا حاولت خنق الامام فدعمت تمردا قام به ناصر بن ثويني بن سعيد البوسعيدي ابن السلطان ثويني لاعلان استقلال جوادر واعترفت به وايدته بل ومنعت سفينه ارسلها الامام عزان لاستعادة جوادر .
ولم تكتف بذلك بل اقنعت السلطات الفارسيه بالغاء العقود الموقعه مع ثويني الخاصه بتأجير ميناء بندر عباس ومنع الامام من بسط سيطرته عليه بل وحاولت اعاقة المراكب العمانية على طريقي الهند وشرق افريقيا .
ولكن ذلك لم يفت من عضد الامام في شيء فواصل تحقيف انتصاراته الداخليه مما جعل بريطانيا ترسل الكولونيل ( بيللي) الى مسقط ليدرس الوضع الداخلي للامامه .
ويقابل ( بيللي ) الامام الذي طلب منه ضرورة الاعتراف بامامته وارجاع جوادر وبندر عباس لعمان و ( بيللي ) يرفع الامر للحكومة البريطانية طالبا منها سرعة الاعتراف بالامام كأمر واقع .. ذاكرا عدالته ونزاهته وفعاليته وكان ذلك عام 1869م..
لكن بريطانيا تتأخر في الاعتراف بامامته خوفا من غضب الوهابيه عليها .
http://up.omaniaa.co/do.php?img=6162
-
☆ لقد فرضت حكومة الامام نفسها بنجاحاتها الداخليه ورصيدها الشعبي بصورة كامله في المسرح السياسي للمنطقه .
وبينما كانت بربطانيا في حالة تردد بسبب اصرار الامام عزان على الغاء كل الاتفاقيات السابقه معها اذا بفرنسا ترسل سفينة تصل مسقط عام 1869 م يحمل قائدها اعترافا رسميا بحكومة الامام عزان وتصل بعدها سفينة هولندية تحمل اعترافا ايضا بحكومة عزان فأقلق هذا الاعترافان بريطانيا التي راجعت موقفها وتطلب من ( بيللي ) الاعترتف لحكومة الامام رسميا .
-
☆ مرة اخرى يدخل الوهابيون الذين خسروا البريمي في قلب الاحداث حين علمت بريطانيا انهم يحضرون لهجوم شامل واسع على البريمي وان سالم بن ثويني السلطان المعزول يؤيدهم فيه .. وان الوهابيه ارسلوا رسالة تهدبد الى الامام الذي لم يأبه بها ولكنه تهيأ لاحتمال الهجوم الذي لم يقع .
بعد تيقن الوهابيه من فشله عام 1870 م ولكن امر آخر وقع فقد طلب تركي من بريطانيا دعمه لقلب ( نظام الحكم) واستعادة حكم آبائه فوافقت بريطانيا بشرط ان يتعهد بالتخلي عن مطالبته باعادة ضم زنجبار وتوحيد الشطرين فوافق على مضض .
وتقدم له بريطانيا مقابل ذلك الدعم المادي والمعنوي كما قدم له اخوه ماجد في زنجبار دعما آخر .
ويصل تركي الى عمان قادما من الهند ويتعاون مع اهالي جعلان بني بوعلي وينزل في ساحل عمان الشمالي ( الامارات حاليا ) وييتطيع ان يضمن تأييد القبايل الغافريه مستغلا النزعه الطائفيه كما وسبق وان اعلن اخوه السلطان ماجد.بن سعيد سلطان زنجبار تأييده له ويؤيده شيوخ ستحل عمان وتؤيده بريطانيا .
وبذلك نال ما بحتاج من دعم قبلي وعون مادي من اخيه وسياسي من بريطانيا .
-
☆ فينزل تركي في ساحل عمان الشمالي ( الامارات) مع بعض اعوانه فيقاتلهم امير ابوظبي ( الشيخ زايد بن خليفه الاول ) الذي كان من المعجبين بشخصية الامام عزان ويستطيع ان يهزمهم فيسير تركي الى محضة ثم المضيبي لجمع اعوانا له والترويج لمشروعه ويعلن شيوخ ساحل عمان التأييد المطلق لتركي عدا الشيخ زايد بن خليفه الذي كان يخشى ان يفتح رحيل الامام عزان الباب واسعل للعدوان الوهابي على منطقة ساحل عمان .
اما الامام فقد كان منشغلا بتمرد للبدو ( دروع و اجنبه ) في داخلية عمان حيث جهز لهم جيشا لقمع تمردهم فكانت ( وفعة نزوى) التي انتصر فيها الامام .
اما تركي فقد جمع اعوانه من البريمي وخورفكان وساحل عمان الشمالي وقبايل بني قتب والنعيم ( رغم رفض شيخ النعيم للانضمام الى تركي لنفس اسباب الشبخ زايد بن خليفه) ليصبح عدد جيشه 4000 رجل ويلتقي مع الامام الذي قصده بعد وقعة نزوى ولكن اهل الشرقيه من جيش الامام يتخلفون عنه فينقسم جيشه الى قسمين ولا يبقى معه الا اهل الباطنه .
وكانت وقعة ضنك ويهزم جيش الامام ويرحع الامام الى مسقط .. عام 1870 .