نهل الثقافة من المسلسلات-موضوع للنقاش
تابعت مثلكم الضجة التي اعقبت قيام تلفزيون أبو ظبي بالتصريح إلى أنه بصدد بث مسلسل تاريخي عن القائد العماني العظيم المهلب بن أبي صفرة، منسوباً إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وما تلى ذلك من تداعيات
اليوم وفي شهر رمضان المبارك يتابع الكثير منا المسلسل ومن خلال ما رصدت من بعض الآراء حوله، إن المسلسل جميل، بل صنفه البعض بالرائع .. وما استنبطته أنا أن بعضهم يتابع بوعي فالمسلسل هو "حكاية" مجرد "حكاية" إذ يقول البعض: أن لا داعي للتعامل مع مسلسل تلفزيوني على أنه وثيقة تاريخية فمن يريد التاريخ والحقيقة فعليه بقراءة الكتب ..
ولكن هل فعلاً يمكن أن ينسحب هذا المنطق على الجميع؟
ماذا عن الرسائل السياسية الموجهة بشكل سطحي عبر الحوارات المكتوبة؟
وماذا عن مقولة أن التلفزيون يعيد تشكيل الأفكار في اللاشعور من خلال تأثيره على طريقة تفكيرنا ونظرتنا للأمور؟
نحن ربما نكون جيل "قارئ" ولكن هل نحن اليوم في عصر التكنولوجيا على نفس "القوة والشغف القرائي" التي كانت عليها الأجيال في عصر "الكتاب المقرؤ" كمعيل أوحد للثقافة، أو عصر التلفاز والبث الفقير بـ "الأبيض والأسود"؟
إن كنا نحن أقل منهم بدرجات، فكيف سيتشكل وعي الجيل الأصغر منا الغارق حتى أذنية في معمعة التكنولوجيا؟
ما هي آراؤكم فيما يتعلق بالموضوع المطروح .. نهل الثقافة من المسلسلات،، وهل نحن بصدد جيل يتلقى علومه ومعارفة عبر السرد القصصي "السيناريو"؟
نحن كعمانيين، كيف يجب أن نتصدى لمن يريد وضع يده على إرثنا التاريخي وإعادة إنتاجه كما يحلو له
أتذكر هنا ما سببه مسلسل "السلطان سليمان" من استياء لدى من بقي حياً من أفراد أسرته والحكومة التركية، برغم ذلك فقد تم بث المسلسل وأعقبته أجزاء كلها زيف