يستهل خروجه بصرخة معلنا عن ذاته الطامحة و الهادفة رغبة في تحقيقها على أرض الواقع لو ما حاولنا
وضع تصور لتحقيق الذات لكانت الصورة المنبثقة في أذهاننا تعبر عن بصمة متفردة التضاريس و الشكل
لا مثيل لها بين إنسان و آخر فلكل ذات بشرية طابع خاص و سيماء مميز .
رغم أن الصبي يكاد أن يكون معدوم التجارب و في أول مرحلة من مراحل العمر ألا أنه بذاته متميزا عن
غيره متفردا بنبضه يمضي به نحو طموحات و أهداف تنشأ و تتطور وفقا لذاته المتطورة المتغيرة و لعل
نقطة انطلاق الإنسان و تكوينه البيولوجي عوامل أساس ذات تأثير واضح و ملموس في ما يمكن لهذا
الإنسان أن يحققه و ينجزه و في ما يمكن لذاته أن تكون على أرض الواقع .
ما أن يصل المرء لمرحلة التكليف متحملا مسؤولياته تبدأ رحلة البحث في أعماقه عن أهدافه و طموحاته عن
ماذا يريد أن يكون عن مدى إمكانياته يكتشف طاقاته الكامنة محاولا تفجيرها عطاء و بناء تعمير تشيد و منجزات
على أرض الواقع فالحياة رغم ما تفرضه على الأحياء إلا أن لكل كائن فيها خيارات ما أحسن الكائن اختياره
كان له الفوز و السبق فيها و نال منها النصيب الأعظم و الأجل .
و المثالية و الإيجابية هما محرك يدفع بعربة الحياة نحو التفوق و النجاح و هما موجهان أساس نحو تحقيق
الذات البشرية في صورتها القويمة السوية و هما خيارا متاحا لكافة البشر و خيارا ما أن نختاره يجذبنا و يشدنا
إليه معمقا فينا آثاره و مؤثراته و مالأ حياتنا بالبسمة و النور إن النظرة الجميلة للوجود فيها الوجود جميلا .
سبق وقمت بنشر الموضوع في معرف (شاعر بكل المشاعر) سبلة عمان