صحم
سبب التسمية!!
كثرت الآراء حول تسمية ولاية صحم بهذا الاسم وهناك عدة آراء استنتجت لتعليل الاسم أولها يقال أنها عرفت باسمها (صحم) لكون نبات أرضها اشتدت خضرته، ويقال أن المساحة الكبيرة التي تزرع تسقى من فلج يسمى (الصحمي) وهو من الأفلاج الداوودية الموجودة حتى الآن وبعد أن استوطنت الكثير من القبائل العمانية هذه البقعة، عرفوا موقع سكناهم باسم فلج الصحمي إلى أن أصبح الاسم الدارج عندهم صحم، وصحم هذا أصبح علماً لولاية عريقة لها مكانتها التاريخية وهذه كلها استنتاجات قد تكون الأقرب للصواب. وبما أن الإنسان العماني مرتبط بأرضه أشد الارتباط حباً متأصلاً فقد اتخذت الولاية شجرة الليمون العماني (اللومي) شعارا لها معبراً عن العلاقة الوطيدة بين أهل صحم والليمون، تلك الشهرة التي سارت بها الركبان .
صحم آثار وتاريخ
أينما حلّت بك قدماك على الساحل أو في الجبل سترى العديد من الشواهد والآثار القديمة للقلاع والحصون والأبراج التراثية والأثرية المتناثرة في قرى الولاية، حيث يندر أن تجد قرية من قراها خالية من أثر أو معلم، وهذا الأمر يميز ولاية صحم وقرى الباطنة الساحلية بخاصة، وأهم هذه الحصون حصن صحم الموجود في سوق الولاية وهو حصن الولاية المركزي المؤلف من دور علوي بالإضافة إلى الأرضي ويتألف من مجموعة غرف، ويقع على أرض مستوية يطل على ساحل البحر، وقد كان واحداً من الحصون المنيعة وحارساً للولاية من جهة الشرق، وأعيد ترميمه في عام 1994م، أما الحصون الشهيرة الأخرى فهي حصن قرية مخيليف وحصن الرواشد وحصن آل بريك، وحصن قرية مقاعسة وحصن قرية العقير وحصن قرية حفيت، وحصن قرية القصير وحصن قرية حيل شي وحصن برج البدع وحصن الحجرة وحصن البومه وحصن القعيته وحصن الرويضة وأقدم هذه الحصون حصن الشيخ الموجود في قرية حصن الشيخ أما أهم القلاع فهي قلعة الفليج وقلعة الرواشد وقلعة آل حليس وقلعة الردة، أما الأبراج فمنها برج العقير، وبرج الغيز وبرج خور الحمام وبرج ديل آل عبد السلام وبرج حلة البرج وبرج الليهبان وبرج الفياض وهناك بيوت أثرية عديدة أخرى.
الاقتصاد والحرف
صحم هبة خليج عمان، ولقد ارتبط اسم صحم بالبحر منذ القديم ليس من جانب الصيد البحري بل الجانب التجاري كذلك، ويمتاز صيادو صحم بخبرتهم الواسعة في الصيد وصنع قوارب الصيد الخفيفة كالشاش والهواري وكذلك الشباك المسماة محلياً (اللياخ) ومصائد الأسماك (القراقير والدوابي)، وأسماك صحم متنوعة الأشكال والأصناف ومنها: الكنعد والسهوة والجيذر(التونه) والصافي والشعري والزبيدي والهامور والعديد من الأنواع الأخرى والأسماك الصغيرة كالسردين (العومة) والبرية وهذه الأخيرة تجفف وتستخدم للأكل ولإطعام الماشية .
وارتباط أهل صحم بالبحر ليس أكبر من اهتمامهم بالزراعة فلقد كانت صحم مركزاً هاماً لتصدير الليمون العماني المعروف محلياً باسم (اللومي) والذي كان يصدر للعديد من البلدان بعد تجفيفه وكذلك تشمخ النخيل الباسقات في حزام من الخضرة الوارفة لتثمر بالعديد من أنواع وأصناف التمور كالخلاص والخنيزي والهلالي والقشوش المختلفة وأخرى اقل جودة كأم السلة، كما يزرع الموز والمانجو والخضار ومحاصيل أخرى خاصة بإطعام الحيوان. وفي سهولها الأشجار البرية كأشجار السمر والسدر والغاف، حيث تعتبر خير مثال على جمال الطبيعة بأشجارها وأعشابها البرية.
ويمارس أهل البادية والسيوح بشكل عام حرف الرعي وتربية المواشي وإنتاج المنتجات المشتقة من الحليب كاللبن المخيض والسمن البلدي (العربي) والجبنة والقشدة و(الكامي) وغيرها.
أما الحرف فيمارسها أهل صحم ويتوارثونها جيلاً بعد جيل كصناعة الخناجر والسيوف والحديديات والسعفيات والحبال المصنوعة من (ليف) النخيل وصناعة الحلوى العمانية الشهيرة والتي تميزت في صحم أيضا، وكذلك الغزل والنسيج في البادية خاصة وأيضا التطريز والخياطة وحرف أخرى ما زالوا يحافظون عليها رغم التطور النهضوي الكبير في السلطنة .
القرى والتجمعات
تضم الولاية عددا كبيراً من القرى والبلدات يتجاوز الثمانين تتوزع بين الساحل والسهل والجبل وفي بطون الأودية ومن أشهر هذه القرى والبلدات : مخيليف ، والردة ، وديل آل بريك وديل آل عبدالسلام، وحفيت، ومقاعسة ، وسور الشيادي ، والخشدة ، ومجز الصغرى، ورويلة البدو، وفريج الزعاب، والمنقل وخور الحمام وأم الجعاريف والحويل و قصبية آل بريك وخور الملح وحلة الكحاحيل وحلة البرج والمنطيفة وبطحاء الأشخر و حلة الرواشد, وخورالوشار, والمعقلة، والغويصة، والمرفع والخزائن، والحضيب، والراكبي، وسورالبلوش، وأبوالضروس، وحصن الشيخ، والفليج، والروضة والقصير، والركة، وحيل شي، وشيدة، والليهبان، ودقال وغيرها الكثير.
وتتميز الولاية كذلك بأنها من الولايات ذات الكثافة السكانية الكبيرة فتعداد سكانها يناهز الثمانين ألفا تقريبا وبها تنوع كبير في قبائلها. وتسلك أراضيها أودية وشراج تخصب منها ومن هذه الأودية (الحيول) وادي بني عمر ووادي المحموم وهذان الواديان يعتبران أودية رئيسية، وكذلك الأودية الفرعية وهي وادي السخن ووادي أم خليفه ووادي دهوى ووادي شيده ووادي وم ووادي عومه ووادي المغار أما الأودية الأخرى التي تصب مياهها في ولاية صحم وادي الصرمي ووادي شافان ووادي القنوت القادمة من ولاية الخابورة ووداي عاهن من ولاية صحار وهذه الأدوية تعتبر من الأدوية الكبيرة التي تخصب منها الأرض ويرتفع منسوب المياه.
السياحة والمنجزات:
تعتبر صحم من الولايات الكبيرة والتي تحتل موقعا مميزاً في وسط منطقة الباطنة والتي تعرف كذلك باسم (ساحل الباطنة) حيث تمتد كشريط ساحلي بين البحر والجبل فإلى جانب أنها تضم أكبر عدد من القرى والمناطق الجبلية، فإن موقعها الساحلي أعطاها أهمية إستراتجية لكونها تشرف على خليج عمان من الجهة الشرقية وهذا الموقع جعل لها مكانة بحرية، ومن الناحية الأخرى فإن موقعها من الجهة الغربية الشمالية جعل لها ميزة خاصة وهي أن المداخل عبر سلسلة جبلية موغلة بجبال منطقة الظاهرة أعطاها موقعاً حصيناً، فهي بهذه الجبال التي أعطت جمالاً خلاباً تتخلله المسالك والأودية التي تسيل مياهها وتنتفع بها المناطق الزراعية بالولاية، ونظراً لموقع الولاية وما تتميز به من اتساع أراضيها وما تحتوي من جمال في بيئتها الطبيعية، حيث تجمع بين السهل والجبل، وتمتد كشريط ساحلي في روعة من الجمال الساحر، اكسبها هذا الموقع منظراً خلاباً زاد من روعتها الطريق العام مسقط - صحار الذي يشطرها شطرين وكأنه حزام اخضر زادها جمالاً براقاً، وقد ترى على مد البصر رقعة خضراء مكتظة ببساتين النخيل والأشجار المختلفة، وأخذت حديقة صحم العامة في الولاية رافداً سياحياً يرتاده أبناء الولاية والزائرين لهذه الولاية حيث يقضي الزائر لهذه الحديقة بين منشاتها الترفيهية، والمباني الحديثة في صحم التي حاول المهندس المعماري أن يجمع في شكلها الهندسي بين الفن العربي الإسلامي والمستوحى من الطراز الحديث، ليضيف عليه فناً يجعله مواكبا لعصره ويذكره بماضيه التليد.
كما توجد فيها العديد من منجزات النهضة المباركة كمستشفى صحم ومجمع حفيت الصحي ومجمع الغويصه الصحي ومركز الإرشاد الزراعي والعديد من مديريات الوزارات ومركزاً للشرطة في تكامل متناغم مع متناهي .
صحم المجد الخالد.
