" العينين مرآة للروح " .. هكذا قالت الحكمة وهكذا أتى بعدها علماء النفس ليقولوا .. وما تقوله العيون لا يقوله أي شيء آخر فهي لا تكذب ولا تزيف ولا تخادع*
وكل ما عليك هو أن تضع عينك في عيني محدثك عندما تريد أن تكتشف أمرا من الأمور أو حقيقة من الحقائق*
ومن أجل العيون تغنى الشعراء وكتب الأدباء وهام العشاق وأغرم المحبين .. ولذلك من الطبيعي أن يقول إيليا أبو ماضي شاعر المهجر المعروف*
ليت الذي خلق العيون*
خلق القلوب الخافقات حديدا*
ولقد كانت العيون السود هي محل الإعجاب الأول لكن الغريب بأن العلم الحديث أتى ليقول بأنه ليست هناك عيون لونها أسود وأن التي يحسبها الناس عيونا سود ما هي إلا لونا بنيا غامقا*
ولأهميتها فقد خضعت العيون للدراسات العلمية والنفسية كثيرا وتم ربطها بشخصية الإنسان فصاحب العيون الزرقاء جريء لكنه أناني وصاحب العيون الخضراء قوي الشخصية لكن لديه برود عاطفي وصاحب العيون الرماديه انفعالي*
وآخر ما صدر من الدراسات هو عن العيون العسلية التي أثبتت دراسة أجرتها جامعة في تشيكيا بأن الناس يثقون بأصحاب العيون العسلية أكثر مما يثقون في أصحاب العيون الزرقاء*
أيا كان لون العيون والدلالات النفسية عليها وما تأتي به الدراسات فإننا نريد من البشر على تعدد ألوان عيونهم وتنوع أشكالها بين الصغيرة والكبيرة والواسعة والضيقة وغير ذلك من الأنواع أن لا تقع تلك العيون إلا على النافع وأن لا تقرأ إلا المفيد وأن لا تناظر إلا ما يرضي الله وأن لا تشاهد ما يغضب الرحمن وأن تتزين بالطاعة وتتكحل بالإيمان*
أرجو أن لا يقم أحدكم لمرآته الآن لينضر الى عينيه..
