لم أعد أتذكر من أهدى إلينا ذات يوم تلك الأكواب الجميلة، ما أتذكره أننا أستمتعنا كثيراً بالشرب فيها
شيئاً فشيئاً أصبحت تلك الأكواب "الهدية" هي المفضلة والأثيرة .. ولكن وكعادة كل الزجاج الهش والرقيق فقد مضت جميعاً إلى حتوفهاً تباعاً
لم يتبق منها سوى كوب واحد .. كوب متوحد يأتي في صينية ضمن أكواب منمقة مختلفة .. لكنه يبقى الأجمل والأميز - ربما لأن أعيننا كانت تراه كذلك -
في كل مرة أُسر إذ هو في عافية، وقد تسبق يدي إليه فأتمكن من صب الشاي في جوفه بسرور ينغصه سؤال إذ " متى سيمضي هذا الأثير" كسابقيه إلى حتفه؟!
لا شك وأني سأحزن إن قام أحدهم غير متعمد "بكسره" ذات يوم ..
لكن الأيام تمضي ويبقى الكوب صامداً في وجه الخسارة .. هل لأن الجميع "مثلي" عُني كثيراً بأن لا ينكسر؟
يال سخرية القدر .. إذ أن من وضع الخاتمة هو ذات الشخص الذي لم يتوقع قط أن يكتبها .. إنه أنا .. "أنا يا سادة"!!!!
حدث ذلك تحديداً في ليلة البارحة، عندما استبقيته من بعد شرب الشاي عندي وشربت فيه الماء أيضاً!
في لحظة .. وبحركة خرقاء عصفت يدي ما في الطاولة فطار الكوب ثم هوى إلى الأرض شظايا ..
شظايا لا يمكن لملمتها واستعادتها .. شظايا أضحت خطرة بعد أن كانت محط "قُبلات" تلتصق بجزيئاتها المتوحدة الشفاه المستمتعة رشفةً بعد أخرى.
للأسف،، إذ هكذا هي أشياءنا الجميلة تمضي رويداً رويداً إلى حتفها .. مثلنا تماماً .. بذات الهشاشة والفُجاءة والتوحد والرمق الأخير!
"بقلمي" ١٠ يونيو ٢٠١٨ / ٢٥ رمضان ..
