قصيدة في وصف الدنيا
أيامـــنا والليــالي كـــم نعــاتبــــها
شبنا وشابت وعفنا بعض الأحوالي
فــي كــل يــوم توريــنا عجايبـــها
واليوم الأول تراه أحسن من الثاني
أيـــــــــــــام في غلبها وأيام نغلبها
وأيــــــــام فيها سوا والدهر ميالي
جـربت الأيـــــام من مثلي يجربها
تجـريب عاقل وذاق المر والحالي
نضحك مع الناس والدنيا نلاعبها
نمشي مع الفي طوعٍ حيثما مالـي
كـم من عـلومِ وكـم آداب نكسبـهـا
والشعــــــر موزون مثقالِ بمثقالي
أعرف حروف الهجا بالرمز وأكتبها
عـــاقل ومجنون حاوي كل الأشكالي
لاشــــك حضي ردي والروح متعبها
مـــــــــافادني حسن تأديبي مع أمثالي
إن جيـت أبـي حاجــةٍ عزت مطالبـها
العفـــــــــو محدٍ عن المخلوق بيسالي
قـــــــــــومٍ ليا جيتهـا صكت حواجبها
وأبدت لــي البغض في مقفاي وإقبالي
وقـــــــــــوم ليا جيتها رفت شواربها
بالضحــك وقلوبها فيهــا الردى كالي
ماكنــــي إلا مســــوي حال مغضبها
والكـــــل فــي عشرتي ماكر ودجالي
الجـــــــار ..جافي وكم قومٍ نحاربها
والأهـل وأصحـابنا والـدون والعالـي
والروح وش عذرها في ترك واجبها
راح الحسب والنسب في جمع الأموالي
المــــــــال يحيي رجــــــال لاحيــــاة بها
كـالسيــل يحي الهشيـم الـدمدم البالـــي
لاخـير فـي ديرة يشقـى العـزيز بهـا
يمشي مع الناس في هم وإذلالــي
عز الفتى راس ماله من مكاسبها
يامرتضي الهون لاعـــــزٍ ولامالـي
دللت بالروح لين أرخصت واجبها
وأنـا قبيـلي عريب الجــد والخالــي
قـــــوم تدوس الأفاعي مع عقاربها
لهـا عـــزايم تهد الشـــامخ العالــي
الأرض .. لله .. نمشي في مناكبها
والله مقــدر لنـا أرزاقٍ وآجـالــــي
دوس المخاطر ولا تخشى عواقبهـا
المـوت واحد ولا عند الحـذر جالــي
إن الـمـنية إن مســت مخـالبهـــــا
تدركك لو كنت في جو السما العالي
مــــافرت الأسد في عالـي مراقبهـا
تسعــــى للأرزاق ماحنة للأشبالـــي
والشــمس في برجها والغيم يحجبهـا
تقفـــي وتقبل لها في الفلك مجـدالـــي
