مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بتركيا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (cnn)– أعلنت الرئاسة التركية على لسان ناطقها اليوم مقتل الصحفي والكاتب السعودي المشهور، جمال خاشقجي في تركيا.
ونقلت وكالة الأنباء التركية الرسمية (الأناضول) موضحة أن “المتحدث بإسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، في مؤتمر صحفي عقده قبل قليل إن وزارة الخارجية والهيئات المعنية الأخرى في تركيا تابعت بدقة تطورات قضية خاشقجي، مشيرة إلى أن التحقيقات بيّنت أن الكاتب السعودي قتل داخل القنصلية السعودية في اسطنبول.
وأوضح إبراهيم قالن، في تصريحات لوكالة الأناضول، أن “جثة جمال خاشقجي متواجدة حالياً داخل القنصلية السعودية في أسطنبول وأظهرات إحدى كاميرات المراقبة بأن على رأسه علامات إطلاق نار.
وعمل خاشقجي رئيسا لتحرير صحيفة “الوطن” السعودية، كما تولى منصب مستشار للأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق في واشنطن، لكنه غادر البلاد بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد.
ويقيم الصحفي السعودي في الولايات المتحدة منذ أكثر من عام، ومنذ ذلك الحين كتب مقالات في صحيفة “واشنطن بوست” تنتقد السياسات السعودية تجاه قطر وكندا والحرب في اليمن وتعامل السلطة مع الإعلام والنشطاء.
رواية سعودية جديدة تعترف بقتل خاشقجي خنقا بالقنصلية
أوردت وكالة رويترز رواية سعودية جديدة في قضية خطف وقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي دخل قنصلية بلاده في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ولم يخرج منها.
ونقلت الوكالة عن مصدر سعودي فضل عدم الكشف عن هويته قوله إن أحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات السعودية شكّل فريقا من 15 شخصا للقاء جمال خاشقجي في إسطنبول، وطلب من المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني أن يتضمن الفريق شخصا يعرفه الصحفي الراحل.
وبحسب المصدر، فإن الخطة هدفت في البداية إلى خطف خاشقجي وإقناعه خلال مرحلة الخطف داخل "منزل آمن" في إسطنبول بالعودة للسعودية، حيث تحدث المقرب من بن سلمان وعضو الفريق ماهر المطرب مع خاشقجي بالقنصلية وطلب منه العودة إلى بلاده، ثم سرعان ما بدأ يهدده بالتخدير والخطف في محاولة لإخافته، ووصف المصدر السعودي لرويترز ما قام به المطرب بـ"التجاوز" لأهداف المهمة.
غير أن الأوضاع سرعان ما بدأت تتطور، حيث بدأ خاشقجي بالصراخ، يضيف المصدر السعودي، وحينها ارتبك الفريق وبادر إلى محاولة إسكاته بإغلاق فمه فتوفي.
ووفق المصدر نفسه، حينها لفّت الجثة ووضعت داخل سيارة، وتم تسليمها إلى متعاون محلي مقيم في إسطنبول من أجل التخلص منها، لكن دون أن يحدد المصدر جنسية هذا المتعاون.
بعدها ارتدى مصطفى مدني -الموظف في القطاع العام في السعودية وأحد أعضاء الفريق- ثياب خاشقجي ونظارته وساعته، وخرج من الباب الخلفي للقنصلية من أجل التمويه.
أما طبيب التشريح صلاح الطبيقي فقد كانت مهمته العمل على إخفاء آثار مقتل خاشجقي.
وإثر الانتهاء من العملية -يوضح المصدر- كتب الفريق "تقريرا مضللا" عما جرى قال فيه إنه سمح لخاشقجي بالخروج، وإنه اضطر لمغادرة تركيا بسرعة حتى لا ينكشف أمره.
وأضاف المصدر السعودي لرويترز أنه بعد اكتشاف السلطات ذلك التضليل بادرت إلى فتح تحقيق عاجل لكشف التفاصيل كلها، حيث يوجد أعضاء الفريق الـ15 وثلاثة آخرون رهن التحقيق.
قتل وتقطيع
وفي وقت سابق قالت السلطات السعودية إن خاشقجي توفي في القنصلية بعد شجار مع أشخاص في القنصلية.
وجاءت الروايات السعودية مناقضة لرواية الأجهزة الأمنية التركية التي دخل محققوها مقر القنصلية ومنزل القنصل، وبدؤوا حملة بحث حثيثة عن جثة خاشقجي أو ما تبقى منها في مناطق عدة بإسطنبول وضواحيها، وتحديدا في غابات بلغراد ومنطقة بندك القريبة منها ومدينة يلوا المطلة على بحر مرمرة.
وسبق أن ذكرت مصادر أمنية تركية أنها تمكنت من معرفة المكان الذي قتل فيه خاشقجي داخل القنصلية بدقة، وأن المحققين استمعوا للتسجيلات قبل معاينة القنصلية السعودية وعمل محاكاة لها داخلها.
كما توصل البحث الجنائي -وفقا للمصادر الأمنية- إلى أن الغرفة التي قتل فيها خاشقجي كانت مجهزة مسبقا بالمعدات للتعامل معه، وأن خاشقجي تعرض للهجوم من أشخاص عدة عقب دخوله غرفة القنصل، ثم تولى طبيب التشريح السعودي صلاح الطبيقي تقطيع جثته عقب تصفيته مباشرة.
وأضاف المصدر أن الطبيقي استغرق 15 دقيقة في عملية تقطيع جثة خاشقجي، وأن مساعديه كانوا يغلفون أجزاء الجثة بعد تقطيعها مباشرة.
* منقول