اعتاد المجيء الى المكتبه دائما وغالبا ما كان يتصفح الكتب ويحب القراءه وهذا ما لاحظته عليه إلا ان تصرفاته الغريبه اثارت شكوك والدي واعتقد أنه لص فمثلا هو عصبي فبمجرد ان تحادثه يبدو كما لو أنه غاضب أو متضايق ، عند هطول المطر يلوث ارضية المكتبه بالطين عن طريق حذائه ينظر لأجهزة الحواسيب واسلاكها وكأنه يتفحصها ، وذات مره واجهه ابي وقال له : كم حاسوبا تريد ان تسرق اراك دوما تتفقد الأجهزه .
فأجاب غاضبا : لست لصا ولم افكر بالسرقه .
فقال ابي سامحه الله : انا اراقبك فلا تنسى ذلك .
فكرت بالتقرب منه اكثر فقلت له : أراك فضوليا وتحب القراءه كثيرا ولا اعتقد بأنك لص . فأجاب : شكرا على تفهمك .
ثم سألته : لماذا تتفقد الأجهزه من وقت لآخر .
فقال : احب ان اتعلم واعرف كيف تعمل تلك الأجهزه .
وكذلك من خلال محادثتي معه عرفت انه متفقه في الدين قليلا ويعرف بعض الامور العلميه ، فكيف لشخص كهذا أن يكون لصا ؟
ثم سألته لماذا انت عصبي وترد بغضب على كل من يحادثك .
فقال : أنا ارتاح لك لانك سألتني قبل ان تحكم علي ولهذا سأجيبك ، اتعرض دائما للضرب والأتهامات الظالمه لهذا يبدوا الامر كما لو ان لدي غضبا مكبوتا في داخلي فلا استطيع التحكم بأقوالي احيانا ويعتقد من يحادثني بأني غاضب .
شكرا لك لأنك عرفتني أكثر .
تأليف : أحمد الغيثي
