الانسان لا يظل طفلًا طول حياته.
الفاضل ولي الأمر :
قبل أن نبدأ في تفاصيلنا، أودُّ أن أقول لك : أن أبنائك هم نعمة من عند لله، بمعنى أنك ستسأل عنهم أمام من قدّرهم لك، فهل يا ترى أنت مستعد لهذا؟!.
يا ولي الأمر :
أنا هنا أتكلم عن مشكلة ليست من واقع خيال، وإنما من واقع مشاهد، غالبا أو دائما تعاملون أبنائكم على أنهم ما زالوا صغارا.
يا وليا لهذه المسؤولية:
ليس من المعقول أن ابنك / ابنتك، تجاوز مرحلة النضج وتتعامل معه على أنه طفل، لا تستشيره في شيء؛ لأنه ما زال طفلا في نظرك، لا تحترم وجهة نظره؛ لأنه ما زال طفلا لا يعي ما يقول كما تقول أنت! ، تعامله بجفاف أو بمعنى آخر لا تراعي مشاعره عندما تغضب عليه، وحين توجه ما طاب لك من كلام له، وتلك الأوامر افعل كذا أو لا تفعل كذا، حتى مواهبه لا تعطيها اهتمام منك، لماذا؟لأنه؛ ما زال طفلا لا يعرف إن كنت أهتم به أو لا، و الثقة التي من المفترض أن تزرع فيه من أهله لا يجدها منهم، حقا عجيب! .
طفل، طفل، طفل، وإلى متى؟
إذا لا تلوم الغير إن كان ابنك / ابنتك :
١. عديم الثقه بنفسه، و بتالي تنمر من قبل الجميع، والسبب أسرة جاهلة لا تثمن معنى أن أزرع الثقة في أبنائي.
٢. صامت طول الوقت، وصفة الخجل الزائدة عن الحد الطبيعي، لأنه يعيش في أسرة لا تقدّس فائدة الحوار بينها وبين أبنائها.
٣. خوف من النجاح وخوض غمار التحدّي، وهذا ما ينتهي بانهيار نفسي عندما يشاهد زملائه وصلوا إلى ما كان يطمح له، وتسألون عن تدني أبنائكم في المراحل الدراسية أو الحياتيه! ، سأقول لك : هل في يوم من الأيام ذهبت وأخذت لإبنك كراسة رسم وألوان وأقلام جميلة؛ لأن ابنك يحب الرسم كثيرا؟! إجابتك ستغنيك عن كلامي، ملاحظة بسيطة: ابنك تكونه مواهبه، وتدفعه للتعليم بكل شغف.
٤. لماذا يلجأ أبنائكم للغير وليس لكم؟! ، لماذا تجدون مشاكلكم قد وصلت للغير؟! ، لماذا يبوح بها ابنكم؟!، وفي النهاية عقاب مبرح لهذا المسكين، سأسألك يا ولي هذه النعمة : متى آخر فترة ذهبت لأبنائك وقلت لهم : كيف الحال، وجلست معهم واستمعت لمشاكلهم بكل هدوء وقلت لهم: لا بأس بسيطة وتحل بإذن لله؟!.
هذه قلة القلة من التأثيرات التي يواجهها الأبناء، من مشكلة خلقت من قبل أقرب الناس لهم.
لكن هناك كلمة قبل أن أنهي:
شكرا لكل ولي أمر ثمن معنى النعمة، وثمن قوله تعالى : ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾.
السورة ورقم الآية: إبراهيم (7).
والشكر هنا يا عزيزي ولي الأمر، يكون برعايتك لأبنائك.
وتذكر دائما :
ابنك مقرون اسمه باسمك، فأحسن له، حتى تعرف ماذا ستجيب الله غدا.