القوات العراقية تطبق على مصفاة بيجي...]
بعد أن استعادت القوات العراقية السيطرة على مدينة بيجي الاستراتيجية بعد أشهر من سيطرة تنظيم داعش عليها، باتت تلك القوات على بعد كيلومتر واحد من مصفاة بيجي، أكبر مصفاة نفطية في العراق، في وقتٍ قتل عشرات الإرهابيين باشتباكات وغارات التحالف، الذي استهدف مجدداً «مجموعة خراسان» في سوريا.
وقال ضابطان في الجيش العراقي وشاهد عيان إن قوات الحكومة العراقية باتت على بعد كيلومتر واحد من أكبر مصفاة نفطية في البلاد أمس لتقترب أكثر من أي وقت مضى من كسر حصار تنظيم داعش للمنشآة الحيوية خلال أشهر من القتال. وقال الضابطان والشاهد إن القتال «يستعر في قرية بين المصفاة وبلدة بيجي قرب منطقة مهجورة يعتقد أن المتشددين زرعوا قنابل على جانب الطرق فيها لمنع أي تقدم للقوات الحكومية».
كما صرح رئيس مجلس محافظة صلاح الدين احمد الكريم أن «القوات العراقية تمكنت من استعادة السيطرة بشكل كامل على مدينة بيجي بعدما فر مسلحو داعش». وأكد ضابط برتبة لواء في الجيش ورائد في الشرطة السيطرة على بيجي ومتابعة التقدم شمالاً لفك الحصار عن المصفاة التي يحاصرها التنظيم المتطرف، ويشن هجمات دورية على القوات التي تدافع عنها.
وقال مصدر عسكري آخر: «تمكنا من تحرير قرى البو جواري القريبة والمحاذية لأسوار مصفاة التكرير الخارجية في بيجي». وكانت المصفاة تنتج اكثر من 300 ألف برميل من النفط يومياً، ما يلبي 50 في المئة من استهلاك العراق.
الوضع الميداني
ميدانياً أيضاً، كشف مصدر أمني مطلع في نينوى تمكن مقاتلون من الأيزيديين من قتل 12 عنصرا من «داعش» وتحرير قرية شمال غرب جبل سنجار. وقال المصدر، وهو من المقاتلين المدافعين عن جبل سنجار، في تصريح صحافي، ان «مقاتلين من الأيزيديين، ومعهم مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا تمكنوا من قتل 12 عنصرا من داعش وتطهير قرية بارة الاستراتيجية في السفح الشمالي للجبل».
كما ذكرت مصادر أمنية عراقية ان 20 شخصاً من عناصر التنظيم قتلوا باشتباكات مسلحة مع قوات البيشمركة في احدى القرى غربي كركوك. وأفادت المصادر ان اشتباكات مسلحة اندلعت بين قوات البيشمركة الكردية ومسلحي تنظيم داعش في احدى القرى التابعة لقضاء الدبس غربي مدينة كركوك، مما اسفر عن مقتل 20 من المسلحين وإصابة ثمانية من البيشمركة».
كذلك، قالت مصادر أمنية عراقية إن 16 شخصا من عناصر قتلوا بقصف لقوات التحالف في احدى المناطق التابعة لمحافظة صلاح الدين. وأوضحت أن «طيران التحالف الدولي قصف سيارة تابعة لعناصر التنظيم بين منطقتي بيجي والشرقاط شمالي تكريت ما تسبب بمقتل 16 شخصا من أعضاء التنظيم من بينهم ثلاثة قياديين».
مجموعة خراسان
وفي سوريا، أغارت المقاتلات الأميركية على «مجموعة خراسان» الإرهابية في سوريا، في ضربة هي الثالثة ضد هذه المنظمة المرتبطة بالقاعدة منذ مطلع أغسطس. وقال الناطق باسم القيادة الأميركية الوسطى الكولونيل باتريك رايدر:
«يمكننا التأكيد ان الطيران الأميركي ضرب هدفا في سوريا مرتبطا بشبكة من عناصر سابقين في القاعدة يسمون مجموعة خراسان التي تعد لهجمات خارجية ضد الولايات المتحدة وحلفائها».
ورفض رايدر الإدلاء بتفاصيل إضافية عن الغارة الجوية، وهي الأخيرة في سلسلة غارات شنت على هذه المجموعة التي يقول المسؤولون الأميركيون إنها تضم مقاتلين من «القاعدة» و«جبهة النصرة»، الفرع السوري لـ«القاعدة». وأضاف: «سنواصل اتخاذ كل التدابير الضرورية لتفكيك مشاريع الاعتداءات على الولايات المتحدة».
2
سبق ان استهدفت الولايات المتحدة مجموعة خراسان مرتين: الأولى في سبتمبر في مستهل حملة الضربات الجوية في سوريا ضد تنظيم داعش والتي بدأت في 23 من الشهر المذكور، والثانية الأسبوع الماضي حين استهدف الطيران الأميركي خبير المتفجرات الفرنسي في المجموعة دافيد دروجون.
الأمم المتحدة: "داعش" ارتكب جرائم ضد الإنسانية
أعلنت لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة بشأن سوريا أمس ان تنظيم داعش يرتكب جرائم ضد الانسانية على نطاق واسع في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا.
وفي اول تقرير لها ركز بشكل خاص على ممارسات التنظيم في سوريا، عرضت لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة صورة رهيبة عن تفاصيل ما يحصل في المناطق الخاضعة لسيطرة المقاتلين المتطرفين بما يشمل مجازر وقطع رؤوس واخذ نساء سبايا وارغامهن على الحمل.
واكد التقرير الذي اعد تحت اشراف باولو سيرجيو بنييرو ان «المجموعة المسلحة تنتهج سياسة عقوبات تمييزية مثل الضرائب او الارغام على تغيير الدين على اسس الهوية العرقية او الدينية، وتدمير مواقع دينية وطرد منهجي للاقليات».
وأفاد بان الهجمات «على نطاق واسع ومنهجي ضد المدنيين الاكراد وضد اقلية الايزيديين تشكل جرائم ضد الانسانية مثل عمليات الاخفاء القسري خلال هجمات ضد المدنيين في مناطق حلب والرقة تترافق مع جرائم وتعذيب». واضاف التقرير الواقع في 20 صفحة ان تنظيم داعش «قام بقطع رؤوس ورجم رجال ونساء واطفال في اماكن عامة في بلدات وقرى شمال شرق سوريا.
وتعلق جثث الضحايا عموما على صلبان لمدة ثلاثة ايام كما توضع الرؤوس فوق اسلاك عامة لتكون بمثابة تحذير للسكان حول عواقب رفض الانصياع لسلطة المجموعة المسلحة». وتابع: «روى اسرى سابقون ان اسوأ معاملة في مراكز الاعتقال يلقاها هؤلاء الذين يشتبه في انتمائهم الى مجموعات مسلحة اخرى والصحافيون والاشخاص الذين عملوا مع الصحافة الاجنبية».
ويؤكد التقرير ايضا ان عمليات اغتصاب ترتكب بحق نساء كاشفا ان العائلات الخائفة تقوم بتزويج بناتها القاصرات على عجل خوفا من ان يتم تزويجهن بالقوة لمقاتلي التنظيم المتطرف. ويشير ايضا الى اخذ نساء ايزيديات سبايا، مشيراً إلى ارتكاب التنظيم جرائم ضد الإنسانية.
